آرشیو
آمار بازدید
بازدیدکنندگان تا کنون : ۱٫۹۶۷٫۳۱۳ نفر
بازدیدکنندگان امروز : ۶۲ نفر
تعداد یادداشت ها : ۲٫۰۸۴
بازدید از این یادداشت : ۷۰

پر بازدیدترین یادداشت ها :

ترجمة عربية لمقالة کتبتها و نشرتها سابقا بالفارسية والتي عملها الباحث في الفلسفة الاسلامية الأستاذ ر. الفروغي


من حین ظهرت السعودیة کحکومة ملکیة توجهت لها طائفة من الذین یریدون احیاء فکرة السلفیة و العود الی السلف و فی مقدمهم محمد رشید رضا الذی کان له علاقة بالملک السعودی عبدالعزیز لکن و فی نفس الوقت لا یهتم بها کثیر من المفکرین الاصلاحیون و المجددین و حتی کثیر من التیارات الاحيائية کاخوان المسلمین فانهم لا ینظرون الی هذه الظاهرة الوهابیة نظرة ثبوتیة. و فی زمن جمال عبدالناصر کانت هناک نوع من التسابق الاقلیمی بین مصر والسعودیة وفی حین کانت ولاتزال السعودیة هی الممثلة لقراءة الوهابیة من الاسلام انطلاقا من الجذور الحنبلیة (لکن لیست حنبلیة تاریخیة التی نشات من احمد بن حنبل بل حنبلیة مالت الی ابن تیمیة و افکاره التی تقرب الی السلفیة اکثر من الحنبلیة الاصیلة ) کان مصر و علی راسها جامعة‌الازهر یتراس فکرة الاشعریة و المذاهب السنیة التاریخیة .
و علی رغم هذا التسابق بین الفکرتین ولکن نتیجة غلبة الاسلام بقرائته السلفیة من جهة و استغلال الازهر من جانب الحکومة ‌المصریة و خصوصا من جانب جمال عبد الناصر فی النزاعات السیاسیة و الاقلیمیة و اضعافه من جهة أخری، فقد تاحت الفرصة‌ لفکرة الوهابیة اکثر من الازهر و فازت فی التسابق، هذا اضافة ‌الی دور الاموال الکثیره الحاصلة من اکتشاف البترول و انتفاع المملکة‌السعودیة منها و استهلاک هذه الاموال فی طبع و نشر کتب الوهابیة و الحنبلیة و اهل الحدیث و ترویج رویة سلفية ونصوصية فی مجال العقیدة‌الاسلامیه ضد الفکرة الاشعریة و الماتریدیة و باقی المذاهب الاسلامیة التاريخية و بنتیجة الحال ظهرت وانتشرت وبدعم من السعودية وبترودولاراتها جامعات ومعاهد سلفيةمختلفة‌فی انحاء العالم الاسلامی التی کانت علی عهدتها تعلیم کثیر من الطلاب فی عالم الاسلامی و خاصة من باکستان و الهند و شمال افریقیا و الشرق الاوسط تعليماً سلفياً مخالفاً للتقاليد التاريخية و حصیلة هذا الامر کانت رواج الاسلام السلفی و الوهابی و دخلت هذه الفکرة الی مدن لم یسبق الیها من قبل ابدا کشبه القارة التی تقليدياً کانت حنفية وليست حنبلية عبر تاريخها الاسلامی و من بعده شاع و انتشر الفکر الوهابی فی العالم الاسلامی و هل یتصور ماذا حدثت للاسلام بقرائته التقلیدیة و الصوفیة في أنحاء العالم الاسلامي حینما رجعت هذه الطلاب الی بلادهم؟
یبدو انه منذ الستینیات و حتی التسعینیات و مع ظهور‌ التیارات المتطرفة داخل حرکة اخوان المسلمین و ظهور شخصیات مثل سید قطب و عبدالقادر عودة و المودودی و الندوی من جانب و افتتاح ارضیة واسعة للاسلام الاحیایی من جانب اخر تمهد الامر و توسعت الارضیة لانتشار فکرة السلفیة و الافکار الجهادیة بمستویات مختلفة و صار انتشار هذه الظاهرة اسهل واعمق من قبل و فی هذه الأرضية صارت السعودیة بما لها من اختلافات داخلیة تُعرف کممثل للاسلام السلفی و صارت اهم مصدر للرویة الوهابیة و السلفیة وانتشارها لدی الجماعات السلفية المختلفة و الاحیائیة. ومن المعروف ما هو مواقفهم الدينية من الجمود علی النص و الانحفاظ علی الالفاظ و الافراط فی الاخذ بظواهر القرآن والحدیث النبوي و المنع من ای اجتهاد و فکرة عصرية وتجديدية کان و البعد عن أي فکرة تأويلية وحتی داخل الفکر الحنبلی و هذا المنهج قد بعد کثيراً عن فکرة الاجتهاد التی شاعت تقليدياً وعبر التاريخ الاسلامي بین مدارس علماء المسلمین. .و نشات المشکلة من هنا: شیوع هذه الافکار المهتمة بالنصوص فقط و المواجهة مع الاخرین وفکرهم بحربة البدعة و التکفیر و الدفاع عن السنة و تضليل إن لم يکن تکفیر کل من لم یعتقد بمثل الفکرة الوهابیة .


لکن السوال الاساسي هو ان هذا الاسلام السلفی هل یمثل التاریخ الاسلامی و العلوم الاسلامیة و ثقافتها و حضارتها طیلة القرون الاسلامية ما عدا تيارات سلفية خلال القرنین الاخیرین؟ و التاریخ یشهد بان المدرسة الحنبلية و اصحاب الحدیث کانت تمثل جزءا صغیرا من العالم الاسلامی و من المعروف أن فی العصور الکلاسيکية من الإسلام ما کانت توجد مدرسة حنبلية فی العالم الاسلامی الا فی جزء یسیر من بغداد و شام و کانت سایر المدن بعضها علی التقليد الشافعي و فی مناطق شمال افریقیا و اندلس شاعت المدرسة المالکیة و فی الباقی کانت الغلبة للمدرسة الحنفیة و عادة کان الفقهاء فی الخلافات الفقهیة لا یرجعون الی آراء احمد بن حنبل لانه کان یشتهر بکونه محدثاً و لیس فقيهاً و ما کانت له مکانة فی علم الفقه حتی یرجع الیه ومن المعروف أيضاً أن سایر العلوم الاسلامیة کالفقه و الکلام و التفسیر کانت مرهونة- ما عدا الشیعة – لجهود علماء الحنفیة و الشافعیة و فی المذاهب الکلامية الاسلامیة کانت الغلبة للاشعریة و الماتریدیة لکن الآن و فی ظل انتشار الظاهرة السلفية لا یوجد ای اهتمام او عناية الی هذه المدارس الکلامیة من جانب السلفیة بل یطبع فی السعودیة فی الرد علیها سنويا مئات من الکتب و الرسالات و المقالات ویحقق نصوص قديمة و من الطریف جداً ان ناشري النصوص القدیمة فی الحديث و الفقه و الأصول و الکلام و العقاید من السعوديين عادة یخصصون فصلا في مقدمة الکتب بعنوان المآخذ علی الکتاب والمؤلف يوجهون انتقادات للعلماء الماضین بانه لماذا ینقلون الحدیث الکذایی و لماذا کانت عقیدة صاحب الکتاب موافقة لعقیدة الاشاعرة‌و المعتزلة و لا توافق المذاهب السلفیة ؟ وسلوکهم تجاه سایر العلوم الحضارية کالفلسفة و سایر الانتاجات الثقافیة فی حضارة الاسلام يکون اسوء .

ونحن نعرف ان حضارة بغداد و قرطبة و القاهرة و نیشابور و الری صنعت علی ید حکام و تیارات فکریة ما کانوا يميلون الی مدرسة الحدیث و السلفیة بل کانوا مبغوضين عند مدرسة أصحاب الحديث کما نعرف ان الحضارة الاسلامیة إن کانت حضارة وثقافة عالمیة عبر القرون و نشرت فی اقطار العالم کانت هذا الامر حصیلة جهود علماء کالرازی و الفارابی و ابن سینا و الخوارزمی و البیرونی و الخواجه الطوسی و غیاث الدین الکاشانی و ابن الراوندی و المعری و ابوعیسی الوراق و صدر المتالهین و جهود من جانب سلطات و حکومات کالفاطمیین و ال حمدان و آل بویه و بنی العباس و امثالهم.
هولاء العلماء کانوا مصادر النظر العلمي و الفکر و منهم نشأت العلوم و الاراء العلمية والفلسفية والنظرية لا من محدثون کان اقصی جهدهم حفظ آلاف من الاحادیث الصحاح والضعاف (وبالمناسبة کان أکثرها ضعافاً) مع ضبط طرقها و معرفة اسانیدها و رجالها .
و ایران التاریخی کانت -إضافة الی التشیع – مهدا رئیسیا للمذاهب الاسلامیة کالحنفیة و الاشعریة و الماتریدیة و المذاهب الصوفيةو فی ایران ترعرعت المعتزلة و کان فیها نشاط اهم فلاسفة من بين المسلمين وانطلاقاً من رؤية تاریخیة وبجانب العراق و مصر کانت ایران و ثقافتها ( بما لها من اللغة ‌الفارسیة التی تکون من اهم مکوناتها) هم الممثلون الاصلیون لحضارة الاسلام خلال قرون عدة و من المعروف أن الحجاز کان تحت امرة الشرفاء و الفاطمیین و العثمانیون طیلة قرون طویلة. ولا مجال للشک ان هذه الحکومات لا علاقة بینهم و بین الاسلام السلفی السعودي. فيا تری ما هو موقع السعودية والسلفية کلاهما من الحضارة الاسلامية وتاريخها وثقافتها؟
چهارشنبه ۱ خرداد ۱۳۹۸ ساعت ۸:۲۰
نظرات



نمایش ایمیل به مخاطبین





نمایش نظر در سایت