آرشیو
آمار بازدید
بازدیدکنندگان تا کنون : ۲٫۰۴۷٫۴۱۱ نفر
بازدیدکنندگان امروز : ۸۴ نفر
تعداد یادداشت ها : ۲٫۰۸۵
بازدید از این یادداشت : ۴۰۷

پر بازدیدترین یادداشت ها :
ابو يعقوب اسحاق بن محمد بن احمد بن ابان النخعي (د. 286 ق) از ادبای برجسته شيعی و از غلات معروف و صاحب طريقه ای است در عقايد غاليانه شيعی که تا چند قرن بعد از او همچنان تداوم و حضور داشته است. در منابع موجود نصيري درباره اختلافات او با پيشوايان نصيريه و اختلافات نصيريان با اتباع او که در آغاز بيشتر به اسحاقيه معروف بوده اند و بعدها با وجود تأثير پذيری عميق خود از نصيريه با خط اصلی اتباع خصيبي اختلاف نظر داشتند گزارش های زيادی روايت شده است. در سنت نصيری از نوشته های اسحاق نخعي مکرر سخن رفته و تکه هایی از آنها نقل شده و موجود است (و البته گاهی رد و نقض هم شده است). با اين وصف اسحاق نخعي علاوه بر اينکه به عقايد غاليانه خود شناخته است اديب و راوی ادبی نيز بوده است. بسياری از روايات ادبی درباره شاعران و اديبان در کتاب های ادب به نقل از او روايت شده. او فهرست بلندی از استادان و شاگردان و راويان نامدار دارد. من در دنباله اين سلسله مقالات درباره آنان و اين جنبه از شخصيت او بيشتر خواهم نوشت. اينجا دو نکته را در رابطه با شخصيت ادبی او لازم می دانم متذکر شوم: نخست اينکه به طور کلی بايد گفت ادب در ميان غلات شيعه پديده ای شایع بوده است. برخی از غاليان شيعی به جنبه های ظرافت های ادبی در شعر و نثر توجه داشته اند. اسباب مختلفی را می توان برای اين مسئله ذکر کرد. بسياری از غلات شيعی در حقيقت از ميان طبقه کاتبان و ديوانسالاران و مستوفيان بر می خواستند و اين خود به معنی آشنایی و تخصص بسياری از آنان در ادب عربی بود. سبب ديگر شايد به عقايد غلات و نوعی باورهای اباحی در ميان طبقاتی از آنان و توجه به ظرافت و مجون مربوط باشد که آشنایی با ادب و شعر و غزل از لوازم آن بود. ما در ميان شيعيان علاوه بر اين به طور کلی توجه عميقی به ادب عربی و روايت شعر و نقد ادبی را در طول قرن ها شاهديم و غلات شيعی هم علاوه بر آنچه گفتم خارج از اين قاعده کلی نبودند. به هرحال آنچه درباره اسحاق نخعي جلب توجه می کند اقبال ادبای غير شيعی به روايات او و نقل آنها در آثارشان است. ما در دنباله بخشی از اين نقل ها را که در طول سال های گذشته به تدريج از اينجا و آنجا گردآورده ايم نقل می کنيم. اين نقل ها به علت حجم آنها در چند قسمت در اين سايت منتشر می شود.
نکته دوم که بايد اينجا متذکر شوم اين است که در لا به لای نقل هایی که در دنباله می آيد قسمتی از آنها درباره اخبار سيد حميري، شاعر بلندآوازه شيعی است. در رجال نجاشی (ص 73) کتابی به نام اخبار السيد به اسحاق نخعي منسوب شده است. آنچه در منابع مختلف از اسحاق نخعي درباره اخبار سيد حميري نقل شده بايد به اين کتاب مربوط باشد. با اين وصف با توجه به روايات انبوه اسحاق نخعي درباره شاعران و اديبان ديگر به نظر می رسد که آنچه از او در اين زمينه ها نقل شده همگی مربوط به کتابی از او باشد که درباره اخبار ادبی بوده است؛ گرچه عنوانش را نمی دانيم؛ ژانری که دهها کتاب مشابه آن در ادب عربی امروزه باقی است. به احتمال زياد آنچه اسحاق نخعي درباره سيد حميري روايت می کرده بخشی از همين کتاب باشد؛ نه اينکه او تأليفی مستقل درباره سيد حميري داشته است. احتمال دارد که اشاره نجاشي به دفتری باشد که به عنوان جزيی از تأليف بزرگتر اسحاق نخعي به دليل اهتمام شيعيان به سيد حميري مستقلاً کتابت و روايت می شده و نجاشي در واقع به آن فصل خاص نظر دارد. در منابعی که می آيد اين نقل ها و نقل های بسيار ديگری با طرق مختلف روایی نقل شده است. قسمتی از آنها بی ترديد نقل هایی است با واسطه يا بی واسطه از شاگردان و راويان مختلف اسحاق نخعي که روايات او را در آثارشان نقل کرده اند (وکيع صاحب اخبار القضاة و محمد بن خلف ابن المرزبان از جمله کسانی اند که به روايت از اسحاق نخعي اهتمام بسيار داشته اند) . بخشی از اختلافات و تنوع راویان و طرق هم شاید در مقام نقل به انگيزه تنوع بخشيدن به طرق روايت کتاب او از سوی نويسندگان منابعی صورت گرفته است که در دنباله نقل های آنان را از اسحاق نخعي ارائه می دهيم ("تکثير طرق"). هر چه هست اين اختلاف راويان و طرق لزوماً به معنی اختلاف و تعدد کتاب های نقل شده اسحاق نخعي نيست.

اينجا بخش اول نقل ها را می بينيد:

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏3، ص: 50 تا 51
حدّثني الحسن بن علي قال حدّثنا ابن أبي الدّنيا قال حدّثني إسحاق‏ النّخعيّ‏ عن حسين بن الضّحّاك عن مخارق: أن الرشيد أقبل يوما على المغنّين و هو مضطجع، فقال: من منكم يغني:
يا ربع سلمى لقد هيّجت لي طربا زدت الفؤاد على علّاته وصبا
قال: فقمت فقلت: أنا، فقال: هاته؛ فغنيته فطرب و شرب، ثم قال: عليّ بهرثمة، فقلت في نفسي: ما تراه يريد منه! فجاءوا بهرثمة فأدخل إليه و هو يجرّ سيفه، فقال: يا هرثمة، مخارق الشاري الذي قتلناه بناحية الموصل ما كانت كنيته؟ فقال: أبو المهنّا؛ فقال: انصرف فانصرف؛ ثم أقبل عليّ فقال: قد كنيتك أبا المهنّا لإحسانك، و أمر لي بمائة ألف درهم، فانصرفت بها و بالكنية.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 167
‏...و وجدت في بعض الكتب عن إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ قال: سمعت ابن عائشة و القحذميّ يقولان: هو يزيد بن مفرّغ، و من قال: إنه يزيد بن معاوية فقد/ أخطأ. و مفرّغ لقب ربيعة؛ لأنه راهن أن يشرب عسّا من لبن فشربه حتى فرّغه؛ فلقّب مفرّغا. و كان شعّابا بسيالة، ثم صار إلى البصرة.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏7 ؛ ص177 - 178

[قال و حدّثني أبو سليمان النّاجي قال: جلس المهديّ يوما يعطي قريشا صلات لهم و هو وليّ عهد، فبدأ ببني هاشم ثم بسائر قريش. فجاء السيّد فرفع إلى الرّبيع رقعة مختومة و قال: إن فيها نصيحة للأمير فأوصلها إليه، فأوصلها، فإذا فيها:
قل لابن عبّاس سميّ محمد لا تعطينّ بني عديّ درهما
احرم بني تيم بن مرّة إنهم‏ شرّ البريّة آخرا و مقدّما
إن تعطهم لا يشكروا لك نعمة و يكافئوك بأن تذمّ و تشتما
و إن ائتمنتهم أو استعملتهم‏ خانوك و اتّخذوا خراجك مغنما
و لئن منعتهم لقد بدءوكم‏ بالمنع إذ ملكوا و كانوا أظلما
منعوا تراث محمد أعمامه‏ و ابنيه و ابنته عديلة مريما
و تأمّروا من غير أن يستخلفوا و كفى بما فعلوا هنالك مأثما
لم يشكروا لمحمد إنعامه‏ أ فبشكرون لغيره إن أنعما
و اللّه منّ عليهم بمحمد و هداهم و كسا الجنوب و أطعما
ثم انبروا لوصيّه و وليّه‏ بالمنكرات فجرّعوه العلقما

و هي قصيدة طويلة حذف باقيها لقبح ما فيه. قال: فرمى بها إلى أبي عبيد اللّه ثم قال: اقطع العطاء فقطعه؛ و انصرف الناس؛ و دخل السيّد إليه، فلما رآه ضحك و قال: قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل، و لم يعطهم شيئا.
أخبرني به عمّي عن محمد بن داود بن الجرّاح عن إسحاق‏ النّخعيّ‏ عن أبي سليمان الريّاحيّ مثله.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 180
أخبرني عمّي قال حدّثني محمد بن داود بن الجرّاح قال حدّثني إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ عن عبد الحميد بن عقبة عن إسحاق بن ثابت العطّار قال: كنّا كثيرا ما نقول للسيّد: مالك لا تستعمل في شعرك من الغريب ما تسأل عنه كما يفعل الشعراء؟ قال: لأن أقول شعرا قريبا من القلوب يلذّه من سمعه خير من أن أقول شيئا متعقّدا تضلّ فيه الأوهام.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 181
أخبرني محمد بن جعفر النحويّ قال حدّثنا أحمد بن القاسم البزّيّ قال حدّثني إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ قال حدّثني إبراهيم بن الحسن الباهليّ قال: دخلت على جعفر بن سليمان الضّبعيّ و معي أحاديث لأسأله عنها و عنده قوم لم أعرفهم، و كان كثيرا ما ينشد شعر السيّد، فمن أنكره عليه لم يحدّثه؛ فسمعته ينشدهم:
ما تعدل الدّنيا جميعا كلّها من حوض أحمد شربة من ماء
ثم جاءه خبر فقام. فقلت للذين كانوا عنده: من يقول هذا الشعر؟ قالوا: السيد الحميريّ.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 183
و قال محمد بن داود بن الجرّاح في روايته عن إسحاق‏ النّخعيّ‏ حدّثني عبد الرحمن بن محمد الكوفيّ عن عليّ بن إسماعيل الهيثميّ (کذا: الميثمي)عن فضيل الرسّان قال: دخلت على جعفر بن محمد أعزّيه عن عمّه زيد، ثم قلت له: أ لا أنشدك شعر السيّد؟ فقال: أنشد؛ فأنشدته قصيدة يقول فيها:
فالناس يوم البعث راياتهم‏ خمس فمنها هالك أربع‏
قائدها العجل و فرعونهم‏ و سامريّ الأمّة المفظع‏
و مارق من دينه مخرج‏ أسود عبد لكع أوكع
و راية قائدها وجهه‏ كأنه الشمس إذا تطلع‏

فسمعت مجيبا من وراء الستور فقال: من قائل هذا الشعر؟ فقلت: السيّد! فقال: رحمه اللّه. فقلت: جعلت فداك! إني رأيته يشرب الخمر. فقال: رحمه اللّه! فما ذنب على اللّه أن يغفره لآل عليّ! إن محبّ عليّ لا تزلّ له قدم إلا تثبت له أخرى.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 184تا 185
أخبرني محمد بن جعفر النّحويّ قال حدّثنا أحمد بن القاسم البزّيّ قال حدّثنا إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ عن محمد بن الرّبيع عن سويد بن حمدان بن الحصين قال: كان السيّد يختلف إلينا و يغشانا، فقام من عندنا ذات يوم، فخلفه رجل و قال: لكم شرف و قدر عند السلطان، فلا تجالسوا هذا فإنّه مشهور بشرب الخمر و شتم السلف. فبلغ ذلك السيّد فكتب إليه:
وصفت لك الحوض يا ابن الحصين‏ على صفة الحارث الأعور
فإن تسق منه غدا شربة تفز من نصيبك بالأوفر
فما لي ذنب سوى أنّني‏ ذكرت الذي فرّ عن خيبر
ذكرت امرأ فرّ عن مرحب فرار الحمار من القسور
فأنكر ذاك جليس لكم‏ زنيم أخو خلق أعور
لحاني بحبّ إمام الهدى‏ و فاروق أمّتنا الأكبر
/ سأحلق لحيته إنها شهود على الزّور و المنكر

قال: فهجر و اللّه مشايخنا جميعا ذلك الرجل و لزموا محبّة السيّد و مجالسته.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 186
و قال إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ حدّثني عبد اللّه بن محمد الجعفريّ قال حدّثني محمد بن عبد اللّه الحميريّ قال: دخل السيّد علي المهديّ لمّا بايع لابنيه موسى و هارون، فأنشأ يقول:
ما بال مجرى دمعك الساجم‏ أ من قذى بات بها لازم‏
أم من هوّى أنت له ساهر صبابة من قلبك الهائم‏
/ آليت لا أمدح ذا نائل‏ من معشر غير بني هاشم‏
أولتهم عندي يد المصطفى‏ ذي الفضل و المنّ أبي القاسم‏
فإنها بيضاء محمودة جزاؤها الشّكر على العالم‏
جزاؤها حفظ أبي جعفر خليفة الرحمن و القائم‏
و طاعة المهديّ ثم ابنه‏ موسى علي ذي الإربة الحازم‏
و للرشيد الرّابع المرتضى‏ مفترض من حقّه اللّازم‏
ملكهم خمسون معدودة برغم أنف الحاسد الرّاغم‏
ليس علينا ما بقوا غيرهم‏ في هذه الأمّة من حاكم‏
حتى يردّوها إلى هابط عليه عيسى منهم ناجم‏


الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 193تا 194
أخبرني محمد بن جعفر النّحويّ قال حدّثنا ابن القاسم البزّيّ عن إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ عن عقبة بن مالك الدّيلي عن الحسن بن عليّ بن أبي حرب بن أبي الأسود الدّؤليّ قال: كنّا جلوسا عند أبي عمرو بن العلاء، فتذاكرنا السيّد، فجاء فجلس، و خضنا في ذكر الزرع و النخل ساعة فنهض. فقلنا: يا أبا هاشم، ممّ القيام؟ فقال:
إني لأكره أن أطيل بمجلس‏ لا ذكر فيه لفضل آل محمد
لا ذكر فيه لأحمد و وصيّه‏ و بنيه ذلك مجلس نطف ردي‏
إن الذي ينساهم في مجلس‏ حتّى يفارقه لغير مسدّد



الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 196
أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ و عبد الحميد بن عقبة قالا حدّثنا الحسن بن عليّ بن المغيرة الكسلان عن محمد بن كناسة قال: أهدى بعض ولاة الكوفة إلى السيّد رداء عدنيّا؛ فكتب إليه السيّد فقال:
و قد أتانا رداء من هديّتكم‏ فلا عدمتك طول الدهر من وال‏
هو الجمال جزاك اللّه صالحة لو أنّه كان موصولا بسربال‏

فبعث إليه بخلعة تامّة و فرس جواد و قال: يقطع عتاب أبي هاشم و استزادته إيانا.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 198تا 199
و قال إسحاق‏ النّخعي‏ عن عبد الحميد بن عقبة عن أبي جعفر الأعرج عن إسماعيل بن السّاحر قال: كنت مع السيّد و قد اكترينا سفينة إلى الأهواز؛ فجلس فيها معنا قوم شراة، فجعلوا ينالون من عثمان. فأخرج السيّد رأسه إليهم و قال:
شفيت من نعثل في نحت أثلته فاعمد هديت إلى نحت الغويّين‏
اعمد هديت إلى نحت اللّذين هما كانا عن الشرّ لو شاء اغنيّين‏

قال إسماعيل: فلما قدمنا الأهواز قدم السيّد و قد سكر، فأتي به أبا بجير بن سماك الأسديّ؛ و كان ابن النّجاشيّ عند ابن سماك بعد العشاء الآخرة، و كان يعرفه باسمه و لم يعرفه. فقال له: يا شيخ السّوء، تخرج سكران في هذا الوقت! لأحسننّ أدبك. فقال له: و اللّه لا فعلت، و لتكرمنّي و لتخلعنّ عليّ و تحملنّي و تجيزنّي. قال: أو تهزأ أيضا! قال: لا و اللّه! ثم اندفع ينشده فقال:
من كان معتذرا من شتمه عمرا فابن النّجاشيّ منه غير معتذر
و ابن النجاشي براء- غير محتشم- في دينه من أبي بكر و من عمر

ثم أنشده قوله:
إحداهما نمّت عليه حديثه‏ و بغت عليه نفسه إحداهما
فهما اللتان سمعت ربّ محمد في الذكر قصّ على العباد نباهما

فقال: أبو هاشم؟ فقال نعم. قال: ارتفع. فحمله و أجازه، و قال: و اللّه لأصدّقنّ قولك في جميع ما حلفت عليه.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏10، ص: 275
... فأخبرني الحرميّ بن أبي/ العلاء قال حدّثنا إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ قال حدّثني حمّاد بن إسحاق قال: أتى أبان بن عبد الحميد الشاعر رجلا بالبصرة و له قينة يقال لها سلسل، فصادف عندها محمد بن قطن الهلاليّ و عثمان بن الحكم بن صخر الثّقفيّ فقال:
فتنت سلسل قلب ابن قطن‏ ثم ثنّت بابن صخر فافتتن‏
فأتيت اليوم كي أنقذهم‏ فإذا نحن جميعا في قرن‏

فأظنّ الغلط وقع على حبش من هاهنا أو سمع هذا الخبر فتوهّم أنّها مولاة محمد بن حرب.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏11، ص: 191
أبو النضير اسمه عمر بن عبد الملك، بصريّ، مولى لبني جمح. أخبرنا بذلك عمّي عن ابن مهرويه عن إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ عن إسحاق بن خلف الشاعر قال: قلت لأبي النّضير بن أبي الياس: لمن أنت ؟ فقال: لبني جمح.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏12، ص: 466
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثنا إسحاق‏ بن محمد النّخعي‏ قال. حدّثني الحرمازيّ قال: نزل شبيب بن البرصاء و أرطاة بن زفر و عويف القوافي برجل من أشجع كثير المال يسمّى علقمة، فأتاهم بشربة لبن ممذوقة و لم يذبح لهم، فلما رأوا ذلك منه قاموا إلى رواحلهم فركبوها ثم قالوا: تعالوا حتى نهجو هذا الكلب. فقال شبيب:
أ فى حدثان الدهر أم في قديمه‏ تعلّمت ألّا تقري الضيف علقما؟
و قال أرطاة:
لبثنا طويلا ثم جاء بمذقة كماء السّلا في جانب القعب أثلما
و قال عويف:
فلما رأينا أنه شرّ منزل‏ رمينا بهنّ الليل حتى تخرّما

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏12، ص: 497 تا 498
أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني إسحاق‏ بن محمد النخعي‏ عن ابن عائشة عن أبيه و أخبرني به محمد بن جعفر النحويّ قال حدّثنا أحمد بن القاسم البزّي قال حدّثني إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏ عن ابن عائشة و لم يقل عن أبيه له قال: كان أبو الأسود الدؤلي نازلا في بني قشير، و كانت بنو قشير عثمانية، و كانت امرأته أمّ عوف منهم، فكانوا يؤذونه و يسبّونه و ينالون من عليّ عليه السلام بحضرته ليغيظوه به، و يرمونه بالليل، فإذا أصبح قال لهم: يا بني قشير، أيّ جوار هذا! فيقولون له: لم نرمك، إنما رماك اللّه لسوء مذهبك و قبح دينك، فقال في ذلك:
يقول الأرذلون بنو قشير طوال الدهر لا تنسى عليا!
فقلت لهم: و كيف يكون تركي‏ من الأعمال مفروضا عليّا؟
أحب محمدا حبا شديدا و عباسا و حمزة و الوصيّا
بني عمّ النبي و أقربيه‏ أحبّ الناس كلّهم إليّا
فإن يك حبّهم رشدا أصبه‏ و لست بمخطئ إن كان غيّا
هم أهل النصيحة غير شكّ‏ و أهل مودّتي ما دمت حيا
هوى أعطيته لما استدارت‏ رحى الإسلام لم يعدل سويّا
أحبهم لحبّ اللّه حتّى‏ أجي‏ء إذا بعثت على هويّا
رأيت اللّه خالق كلّ شي‏ء هداهم و اجتبى منهم نبيّا
و لم يخصص بها أحدا سواهم‏ هنيئا ما اصطفاه لهم مريا

قال: فقالت له بنو قشير: شككت يا أبا الأسود في صاحبك حيث تقول:
فإن يك حبهم رشدا أصبه‏
فقال: أ ما سمعتم قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى‏ هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏. أ فترى اللّه جلّ و عزّ شكّ في نبيه! و قد روي أنّ معاوية قال هذه المقالة، فأجابه بهذا الجواب.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏13، ص: 154تا 155
أخبرني محمّد بن خلف، قال: حدّثنا النّخعيّ‏ و إسحاق‏، قال: هجا أبان اللاحقيّ المعذّل بن غيلان، فقال:
كنت أمشي مع المعذّل يوما ففسا فسوة فكدت أطير
فتلفت هل أرى ظربانا من ورائي و الأرض بي تستدير
فإذا ليس غيره و إذا إع صار ذاك الفساء منه يفور
فتعجّبت ثم قلت لقد أع رف، هذا فيما أرى خنزير

فأجابه المعذّل فقال:
صحّفت أمّك إذ سمّ‏ تك بالمهد أبانا
قد علمنا ما أرادت‏ لم ترد إلا أتانا
صيّرت باء مكان ال تاء و اللّه عيانا
قطع اللّه وشيكا من مسمّيك اللسانا


الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏13، ص: 160
أخبرني محمّد بن جعفر الصيدلانيّ النحويّ صهر المبرد، قال: حدّثني إسحاق‏ بن محمّد النخعي‏ قال: قال لي أبو شراعة القيسيّ: بلغ أبا جعفر مضرطان أن عبد الصمد بن المعذّل هجاه، و اجتمعا عند أبي وائلة السّدوسيّ، فقال له مضرطان: بلغني أنك هجوتني. فقال له عبد الصمد: من أنت حتى أهجوك؟ قال: هذا شرّ من الهجاء. فوثب إلى عبد الصّمد يضربه، فقال الحمدويّ، و هو إسماعيل بن إبراهيم بن حمدويه، و حمدويه جدّه، و هو الّذي كان يقتل الزنادقة:
ألذّ من صحبة القناني‏ أو اقتراح على قيان
لكز فتى من بني لكيز يهدى له أهون الهوان
أهوى له بازل خدبّ‏ يطحن قرنيه بالجران
فنال منه ثؤور قوم‏ باليد طورا و باللّسان
و كان يفسو فصار حقّا يضرط من خوف مضرطان‏

قال: و بلغ عبد الصّمد شعر الحمدويّ، فقال: أنا له. ففزع الحمدويّ منه، فقال:
ترح طعنت به و همّ وارد إذ قيل إنّ ابن المعذّل واجد
هيهات أن أجد السّبيل إلى الكرى‏ و ابن المعذّل من مزاحي حارد
فرضي عنه عبد الصمد.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏15، ص: 256
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال: حدثني إسحاق‏ بن محمد النخعي‏ قال: حدثنا ابن عائشة عن أبيه قال: رثى زياد الأعجم المغيرة بن المهلب فقال:
إنّ الشّجاعة و السّماحة ضمّنا قبرا بمرو على الطّريق الواضح‏
فإذا مررت بقبره فاعقر به‏ كوم الهجان و كلّ طرف سابح‏

فقال له يزيد بن المهلب: يا أبا أمامة، أ فعقرت أنت عنده؟ قال: كنت على بنت الهمار. يريد الحمار.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏15، ص: 257
أخبرني وكيع قال: حدثني إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏ عن ابن عائشة عن أبيه قال:
كان المهلب بن أبي صفرة بخراسان، فخرج إليه زياد الأعجم فمدحه، فأمر له بجائزة فأقام عنده أياما. قال: فإنّا لبعشيّة نشرب مع حبيب بن المهلّب في دار له، و فيها حمامة، إذ سجعت الحمامة فقال زياد:
تغنّى أنت في ذممي و عهدي‏ و ذمّة والدي إن لم تطاري‏
و بيتك فاصلحيه و لا تخافي‏ على صفر مزغّبة صغار
فإنّك كلّما غنّيت صوتا ذكرت أحبّتي و ذكرت داري‏
فإمّا يقتلوك طلبت ثارا له نبأ لأنك في جواري‏

فقال حبيب: يا غلام، هات القوس. فقال له زياد: و ما تصنع بها؟ قال: أرمي جارتك هذه. قال: و اللّه لئن رميتها لاستعدينّ عليك الأمير. فأتى بالقوس فنزع لها سهما فقتلها، فوثب زياد فدخل على المهلّب فحدّثه الحديث و أنشده الشعر، فقال المهلّب: عليّ بأبي بسطام، فأتي بحبيب فقال له: أعط أبا أمامة دية جارته ألف دينار. فقال: أطال اللّه بقاء الأمير، إنّما كنت ألعب. قال: أعطه كما آمرك. فأنشأ زياد يقول:
فلله عينا من رأى كقضيّة قضى لي بها قرم العراق المهلّب‏
رماها حبيب بن المهلّب رمية فأثبتها بالسّهم و السهم يغرب
فألزمه عقل الفتيل ابن حرّة و قال حبيب: إنّما كنت ألعب‏
/ فقال: زياد لا يروّع جاره‏ و جارة جاري مثل جلدي و أقرب

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏16، ص: 415
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال: حدّثنا إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ قال: حدّثنا أبو المعارك الضّبيّ قال: حدّثني أبو مسكين قال: دخل حمزة بن بيض على سليمان بن عبد الملك، فلما مثل بين يديه أنشأ يقول:
رأيتك في المنام شننت خزا عليّ بنفسجا و قضيت ديني‏
فصدق يا فدتك النفس رؤيا رأتها في المنام لديك عيني‏

فقال سليمان: يا غلام أدخله خزانة الكسوة، و اشنن عليه كل ثوب خزّ بنفسجيّ فيها: فخرج كأنه مشجب. ثم قال له: كم دينك؟ قال: عشرة آلاف درهم. فأمر له بها.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏18، ص: 371
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار، قال: حدثني يعقوب بن نعيم، قال: حدثني إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏، قال: حدّثني أبو عثمان المازنيّ، قال: كان ابن مناذر من أهل عدن، و إنّما صار إلى البصرة في طلب الأدب لتوافر العلماء فيها، فأقام فيها مدّة، ثم شغل بعبد المجيد بن عبد الوهاب الثّقفيّ، فتطاول أمره إلى أن خرج عنها، و كان مقيما بمكّة، فلما مات عبد المجيد نسك. و قوم يقولون: إنه كان دهريّا.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏18، ص: 385 تا 386
أخبرني الحسن بن علي، قال: حدثنا يعقوب بن إسرائيل، قال: حدّثني إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏، قال: حدثني إسحاق بن عمرو السّعديّ، قال: حدّثني الحجاج الصّوّاف. و أخبرني الحسن بن عليّ أيضا، قال: حدّثني ابن مهرويه، قال: حدّثني إسحاق بن محمد، قال: حدثني أميّة بن أبي مروان، قال: حدثني حجّاج الصّوّاف الأعور، قال: خرجت إلى مكّة فكان هجّيراي في الطريق ابن مناذر، و كان لي إلفا و خدنا و صديقا، فدخلت مكة فسألت عنه، فقالوا: لا يبرح المسجد، فدخلت/ المسجد فالتمسته فوجدته بفناء زمزم، و عنده أصحاب الأخبار و الشّعراء يكتبون عنه، فسلّمت و أنا أقدّر أن يكون عنده من الشّوق إليّ مثل ما عندي، فرفع رأسه فردّ السّلام ردّا ضعيفا، ثم رجع إلى القوم يحدّثهم و لم يحفل بي، فقلت في نفسي: أ تراه ذهبت عنه معرفتي! فبينا أنا أفكّر إذ طلع أبو الصّلت بن عبد الوهاب الثقفيّ من باب بني شيبة داخلا المسجد، فرفع رأسه فنظر إليه، ثم أقبل عليّ فقال: أ تعرف هذا؟ فقلت: نعم، هذا الذي يقول فيه من قطع اللّه لسانه:
إذا أنت تعلّقت‏ بحبل من أبي الصّلت‏
تعلّقت بحبل وا هن القوّة منبتّ‏
قال: فتغافل عنّي، و أقبل عليهم ساعة، ثم أقبل عليّ فقال: من أيّ البلاد أنت؟ قلت: من أهل البصرة، قال: و أين تنزل منها؟ قلت: بحضرة بني عائش الصّوّافين، قال: أ تعرف هناك ابن زانية يقال له: حجّاج الصّواف؟ قلت: نعم تركته ينيك أمّ ابن زانية يقال له: ابن مناذر، فضحك و قام إليّ فعانقني.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏18، ص: 389 تا 390
أخبرني الحسن، عن ابن مهرويه، عن إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏، قال: كنّا عند ابن عائشة فقال لعبد الرحمن ابنه: أنشدني مرثية ابن مناذر عبد المجيد فجعل ينشدها فكلّما أتى على بيت استحسنه، حتى أتى على هذا البيت:
لأقيمنّ مأتما كنجوم اللّيل‏ زهرا يخمشن حرّ الخدود
فقال ابن عائشة: هذا كلام ليّن كأنه من كلام المخنّثين، فلما أتى على هذا البيت:
كنت لي عصمة و كنت سماء بك تحيا أرضي و يخضرّ عودي‏
فقال: هذا بيتها، ثم أنشد:
إنّ عبد المجيد يوم تولّى‏ هدّ ركنا ما كان بالمهدود
ما درى نعشه و لا حاملوه‏ ما على النّعش من عفاف وجود
و أرانا كالزّرع يحصدنا الدّه ر فمن بين قائم و حصيد
فقال ابن عائشة: أجعله زرعا يحصدنا اللّه؟ فليس هذا من كلام المسلمين، أ لا ترى إلى قوله: إنّه يقول:
يحكم اللّه ما يشاء فيمضي‏ ليس حكم الإله بالمردود

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏18، ص: 394
أخبرني محمد بن خلف قال: حدّثني إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏، قال: حدثنا ابن مناذر، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال عليّ عليه السلام: «ما قام بي من النّساء إلا الحارقة أسماء». قال ابن مناذر: الحارقة: التي تجامع على جنب.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏18، ص: 480
أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا ابن أبي الدّنيا، عن إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏، عن الحسين بن الضّحّاك، عن مخارق: أن الرّشيد قال يوما للمغنّين و هو مصطبح، من منكم يغنّي:
يا ربع سلمى لقد هيّجت لي طربا
فقمت فقلت: أنا يا أمير المؤمنين، فقال: هاته، فغنّيته، فطرب و شرب ثم قال: عليّ بهرثمة بن أعين، فقلت في نفسي: ما يريد منه؟ فجاءوا بهرثمة، فأدخل إليه و هو يجرّ سيفه، فقال له: يا هرثمة، مخارق الشّاري الذي قتلناه بناحية الموصل ما كانت كنيته؟ فقال: أبو المهنّأ، فقال: انصرف، فانصرف، ثم أقبل عليّ و قال: قد كنيتك أبا المهنأ لإحسانك، و أمر لي بمائة ألف درهم، فانصرفت بها و بالكنية.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏19 ؛ ص176
أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني محمد بن إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏ ، قال: قال أبو معاذ النميريّ: قال بشار قصيدة، و قال فيها:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته‏ و فاز بالطيّبات الفاتك اللهج‏
فعرّفته أن سلما قد قال:
من راقب الناس مات غمّا و فاز باللذة الجسور
فلما سمع بشار هذا البيت قال: سار و اللّه بيت سلم، و خمل بيتنا! قال: و كان كذلك، لهج الناس ببيت سلم، و لم ينشد بيت بشار أحد.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏20 ؛ ص255
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمار قال: حدّثني إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏ قال: حدّثني الجمّاز قال ابن عمّار:
و حدّثني به قليب بن عيسى قال:
كانت جنان قد شهدت عرسا في جوار أبي نواس، فانصرفت منه و هو جالس معنا، فرآها فأنشدنا بديها قوله:
شهدت جلوة العروس جنان‏ فاستمالت بحسنها النظارة
حسبوها العروس حين رأوها فإليها دون العروس الإشارة
قال أهل العروس حين رأوها ما دهانا بها سواك عمارة
قال: و عمارة زوج عبد الرحمن الثقفيّ، و هي مولاة جنان.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏20 ؛ ص256 تا 257
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال: حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ و أحمد بن سليمان بن أبي شيخ قالا:
قال ابن عائشة: و أخبرني الحسن بن عليّ و ابن عمّار عن الغلابيّ عن ابن عائشة: قال ابن عمّار: و حدّثت به عن الجمّاز، و ذكره لي محمد بن داود الجرّاح عن إسحاق‏ النخعيّ‏ عن أحمد بن عمير:
أنّ محمد بن حفص بن عمر التميميّ- و هو أبو ابن عائشة- انصرف من المسجد و هو يتولّى القضاء، فرأى أبا نواس قد خلا بامرأة يكلّمها. و قال أحمد بن عمير في خبره: و كانت المرأة قد جاءته برسالة جنان جارية عمارة امرأة عبد الوهاب بن عبد المجيد، فمرّ به عمر بن عثمان التيميّ و هو قاضي البصرة- هكذا ذكر أحمد بن عمير وحده- و ذكر الباقون جميعا أنه محمد بن حفص.
قال الجمّاز: و كانت عليه ثياب بياض، و على رأسه قلنسوة مضرّبة فقال له: اتّق اللّه، قال: إنها حرمتي، قال: فصنها عن هذا الموضع. و انصرف عنه، فكتب إليه أبو نواس:
صوت‏
إنّ الّتي أبصرتها بكرا أكلّمها رسول‏
/ أدّت إليّ رسالة كادت لها نفسي تسيل‏
/ من ساحر العينين‏ يجذب خصره ردف ثقيل‏
متقلّد قوس الصّبا يرمي و ليس له رسيل
فلو أن أذنك بيننا حتى تسمّع ما تقول‏
لرأيت ما استقبحت من‏ أمري هو الأمر الجميل‏
في هذه الأبيات لجنان من الرمل و خفيفه، كلاهما لأبي العبيس بن حمدون.
قال بن عمير: ثم وجّه بها فألقيت في الرّقاع بين يدي القاضي فلما رآها ضحك و قال إن كانت رسولا فلا بأس.
قال ابن عائشة في خبره: فجاءني برقعة فيها هذه الأبيات، و قال لي: ادفعها إلى أبيك، فأوصلتها إليه، و وضعتها بين يديه، فلما قرأها ضحك، و قال: قل له: إني لا أتعرّض للشعراء.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏20 ؛ ص259
أخبرني عمّي قال: حدّثني إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏، قال: حدّثنا عبد الملك بن عمر ابن أبان النخعيّ، و كان صديقا لأبي نواس:
أنّ أبا نواس أشرف من دار على منزل عبد الوهاب الثقفيّ، و قد مات بعض أهله و عندهم مأتم، و جنان واقفة مع النساء تلطم وجهها و في يدها خضاب، فقال:
يا قمرا أبرزه مأتم‏ يندب شجوا بين أتراب‏
يبكي فيذري الدّرّ من عينه‏ و يلطم الورد بعناب‏
لا تبك ميتا حلّ في حفرة و ابك قتيلا لك بالباب‏
أبرزه المأتم لي كارها برغم دايات و حجّاب‏
لا زال موتا دأب أحبابه‏ و لا تزل رؤيته دابي‏

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏20 ؛ ص309
أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبيّ قال: حدّثني إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏ و أخبرني به الحليمي عن يعقوب بن إسرائيل عن إسحاق‏ النخعيّ‏ قال:
كنت جالسا مع دعبل بالبصرة و على رأسه غلامه ثقيف، فمرّ به أعرابي يرفل في ثياب خزّ، فقال لغلامه: ادع لي هذا الأعرابيّ، فأومأ الغلام إليه، فجاء، فقال له دعبل: ممن الرجل؟ قال: من بني كلاب. قال: من أيّ ولد كلاب أنت؟ قال: من ولد أبي بكر، فقال دعبل: أ تعرف القائل:
و نبئت كلبا من كلاب يسبني‏ و محض كلاب يقطع الصلوات‏
فإن أنا لم أعلم كلابا بأنها كلاب و أني باسل النّقمات‏
فكان إذا من قيس عيلان والدي‏ و كانت إذا أمي من الحبطات

/ قال: و هذا الشعر لدعبل يقوله في عمرو بن عاصم الكلابيّ، فقال الأعرابي: ممن أنت؟ فكره أن يقول له من خزاعة فيهجوهم، فقال: أنا أنتمي إلى القوم الذين يقول فيهم الشاعر:
أناس عليّ الخير منهم و جعفر و حمزة و السّجّاد ذو الثّفنات
إذا فخروا يوما أتوا بمحمد و جبريل و الفرقان و السّورات‏
فوثب الأعرابي و هو يقول: ما لي إلى محمد و جبريل و الفرقان و السورات مرتقى.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏21 ؛ ص247 تا 248
و قد حدثني بهذا الخبر أحمد بن الجعد، قال: حدثنا أحمد بن القاسم البرتيّ، قال: حدثنا إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏، فذكر أن هشاما حجّ في حياة أبيه، فرأى عليّ بن الحسين رضي اللّه تعالى عنهم يطوف بالبيت و الناس يفرجون له. فقال: من هذا؟ فقال الأبرش الكلبي: ما أعرفه، فقال الفرزدق: و لكني أعرفه، فقال: من هو؟ فقال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‏
و ذكر الأبيات ... إلخ.
/ قال: فغضب هشام فحبسه بين مكة و المدينة فقال:
أ تحبسني بين المدينة و التي‏ إليها قلوب الناس يهوى منيبها
يقلّب رأسا لم يكن رأس سيّد و عينا له حولاء باد عيوبها
فبلغ شعره هشاما، فوجّه، فأطلقه.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏22 ؛ ص476 تا 477
أخبرني محمد بن جعفر الصيلانيّ قال: حدثني أحمد بن القاسم قال: حدثني إسحاق‏ بن محمد النّخعيّ‏، عن ابن أبي عائشة قال:
أنشد عبد بني الحسحاس عمر قوله:
كفى الشيب و الإسلام للمرء ناهيا
الإسلام أولا
فقال له عمر: لو قدّمت الإسلام على الشيب لأجزتك.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏23 ؛ ص88 تا 89
أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء: قال: حدّثنا إسحاق‏ بن محمد النّخعي‏: قال:
كتب إبراهيم بن محمد بن أبي محمد اليزيدي إلى محمد بن حماد الكاتب يهجوه، و يعيره بعشق الحسن بن إبراهيم بن رباح و الحسن بن وهب جاريته و تغايرهما عليها:
لي خليطان محكمان يجيدا ن لما يعملانه حاذقان‏
واحد يعمل القسيّ فيأ تيك بها في استقامة الميزان‏
و فتى يعمل السكاكين في القر ن مقرّ بحذقه الثّقلان‏
و هما يطلبان قرنا على رأ سك فانظر في بعض ما يسألان‏
قلت: هل يؤلم الفتى قطع ما فيه تريدان أيها الفتيان؟
فأجابا بلطف قول و فهم‏ قم فإنّا إذا لنوكي مدان
فاقطع الآن ما برأسك منها إن فيما ترى لمحض بيان‏
ذاك خير من أن يسمّى اسم سوء فيقال انظروا إلى القرنان
صوت‏
قد كان عتبك مرّة مكتوما فاليوم أصبح ظاهرا معلوما
نال الأعادي سؤلهم لا هنّئوا لمّا رأونا ظاعنا و مقيما
و اللّه لو أبصرتني لأديت لي‏ و الدمع يجري كالجمان سجوما
هبني أسأت فعادة لك أن ترى‏ متجاوزا متطاولا مظلوما


الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏23 ؛ ص155
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدّثنا إسحاق‏ بن محمد النخعيّ‏ قال: حدّثني الجمّاز أبو عبد اللّه قال:
دخل مروان الأصغر على أحمد بن أبي دواد و قد أصابه الفالج و تماثل قليلا، فأنشده:
لسان أحمد سيف مسّه طبع‏ من علّة فجلاه عنه جاليها
ما ضرّ أحمد باقي علّة درست‏ و اللّه يذهب عنه رسم باقيها
قد كان موسى على علّات منطقه‏ رسائل اللّه إذ جاءت يؤدّيها
موسى بن عمران لم ينقص نبوّته‏ ضعف اللسان و قدما كان يمضيها
فوصله أحمد رحمه اللّه تعالى و اعتذر إليه.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏3 ؛ ص50 تا 51
حدّثني الحسن بن علي قال حدّثنا ابن أبي الدّنيا قال حدّثني إسحاق‏ النّخعيّ‏ عن حسين بن الضّحّاك عن مخارق:
أن الرشيد أقبل يوما على المغنّين و هو مضطجع، فقال: من منكم يغني:
يا ربع سلمى لقد هيّجت لي طربا زدت الفؤاد على علّاته وصبا

قال: فقمت فقلت: أنا، فقال: هاته؛ فغنيته فطرب و شرب، ثم قال: عليّ بهرثمة، فقلت في نفسي: ما تراه يريد منه! فجاءوا بهرثمة فأدخل إليه و هو يجرّ سيفه، فقال: يا هرثمة، مخارق الشاري الذي قتلناه بناحية الموصل ما كانت كنيته؟ فقال: أبو المهنّا؛ فقال: انصرف فانصرف؛ ثم أقبل عليّ فقال: قد كنيتك أبا المهنّا لإحسانك، و أمر لي بمائة ألف درهم، فانصرفت بها و بالكنية.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏7 ؛ ص177 تا 178
قال و حدّثني أبو سليمان النّاجي قال: جلس المهديّ يوما يعطي قريشا صلات لهم و هو وليّ عهد، فبدأ ببني هاشم ثم بسائر قريش. فجاء السيّد فرفع إلى الرّبيع رقعة مختومة و قال: إن فيها نصيحة للأمير فأوصلها إليه، فأوصلها، فإذا فيها:
/قل لابن عبّاس سميّ محمد لا تعطينّ بني عديّ درهما
احرم بني تيم بن مرّة إنهم‏ شرّ البريّة آخرا و مقدّما
إن تعطهم لا يشكروا لك نعمة و يكافئوك بأن تذمّ و تشتما
و إن ائتمنتهم أو استعملتهم‏ خانوك و اتّخذوا خراجك مغنما
و لئن منعتهم لقد بدءوكم‏ بالمنع إذ ملكوا و كانوا أظلما
منعوا تراث محمد أعمامه‏ و ابنيه و ابنته عديلة مريما
و تأمّروا من غير أن يستخلفوا و كفى بما فعلوا هنالك مأثما
لم يشكروا لمحمد إنعامه‏ أ فبشكرون لغيره إن أنعما
و اللّه منّ عليهم بمحمد و هداهم و كسا الجنوب و أطعما
ثم انبروا لوصيّه و وليّه‏ بالمنكرات فجرّعوه العلقما
و هي قصيدة طويلة حذف باقيها لقبح ما فيه. قال: فرمى بها إلى أبي عبيد اللّه ثم قال: اقطع العطاء فقطعه؛ و انصرف الناس؛ و دخل السيّد إليه، فلما رآه ضحك و قال: قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل، و لم يعطهم شيئا.
أخبرني به عمّي عن محمد بن داود بن الجرّاح عن إسحاق‏ النّخعيّ‏ عن أبي سليمان الريّاحيّ مثله.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى، ج‏7، ص: 183
و قال محمد بن داود بن الجرّاح في روايته عن/ إسحاق‏ النّخعيّ‏ حدّثني عبد الرحمن بن محمد الكوفيّ عن عليّ بن إسماعيل الهيثميّ عن فضيل الرسان قال:
/ دخلت على جعفر بن محمد أعزّيه عن عمّه زيد، ثم قلت له: أ لا أنشدك شعر السيّد؟ فقال: أنشد؛ فأنشدته قصيدة يقول فيها:
فالناس يوم البعث راياتهم‏ خمس فمنها هالك أربع‏
قائدها العجل و فرعونهم‏ و سامريّ الأمّة المفظع‏
و مارق من دينه مخرج‏ أسود عبد لكع أوكع
و راية قائدها وجهه‏ كأنه الشمس إذا تطلع‏
فسمعت مجيبا من وراء الستور فقال: من قائل هذا الشعر؟ فقلت: السيّد! فقال: رحمه اللّه. فقلت: جعلت فداك! إني رأيته يشرب الخمر. فقال: رحمه اللّه! فما ذنب على اللّه أن يغفره لآل عليّ! إن محبّ عليّ لا تزلّ له قدم إلا تثبت له أخرى.
حدّثني الأخفش عن أبي العيناء عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جعفر بن محمد أنه ذكر السيّد فترحّم عليه و قال:
إن زلّت له قدم فقد ثبتت الأخرى.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏7 ؛ ص198 تا 199

و قال إسحاق‏ النّخعي‏ عن عبد الحميد بن عقبة عن أبي جعفر الأعرج عن إسماعيل بن السّاحر قال:
كنت مع السيّد و قد اكترينا سفينة إلى الأهواز؛ فجلس فيها معنا قوم شراة، فجعلوا ينالون من عثمان. فأخرج السيّد رأسه إليهم و قال:
/شفيت من نعثل في نحت أثلته فاعمد هديت إلى نحت الغويّين‏
اعمد هديت إلى نحت اللّذين هما كانا عن الشرّ لو شاء اغنيّين‏
قال إسماعيل: فلما قدمنا الأهواز قدم السيّد و قد سكر، فأتي به أبا بجير بن سماك الأسديّ؛ و كان ابن النّجاشيّ عند ابن سماك بعد العشاء الآخرة، و كان يعرفه باسمه و لم يعرفه. فقال له: يا شيخ السّوء، تخرج سكران في هذا الوقت! لأحسننّ أدبك. فقال له: و اللّه لا فعلت، و لتكرمنّي و لتخلعنّ عليّ و تحملنّي و تجيزنّي.
قال: أو تهزأ أيضا! قال: لا و اللّه! ثم اندفع ينشده فقال:
من كان معتذرا من شتمه عمرا فابن النّجاشيّ منه غير معتذر
و ابن النجاشي براء- غير محتشم- في دينه من أبي بكر و من عمر
ثم أنشده قوله:
إحداهما نمّت عليه حديثه‏ و بغت عليه نفسه إحداهما
فهما اللتان سمعت ربّ محمد في الذكر قصّ على العباد نباهما
فقال: أبو هاشم؟ فقال نعم. قال: ارتفع. فحمله و أجازه، و قال: و اللّه لأصدّقنّ قولك في جميع ما حلفت عليه.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏20 ؛ ص256 تا 257
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال: حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ و أحمد بن سليمان بن أبي شيخ قالا:
قال ابن عائشة: و أخبرني الحسن بن عليّ و ابن عمّار عن الغلابيّ عن ابن عائشة: قال ابن عمّار: و حدّثت به عن الجمّاز، و ذكره لي محمد بن داود الجرّاح عن إسحاق‏ النخعيّ‏ عن أحمد بن عمير:
أنّ محمد بن حفص بن عمر التميميّ- و هو أبو ابن عائشة- انصرف من المسجد و هو يتولّى القضاء، فرأى أبا نواس قد خلا بامرأة يكلّمها. و قال أحمد بن عمير في خبره: و كانت المرأة قد جاءته برسالة جنان جارية عمارة امرأة عبد الوهاب بن عبد المجيد، فمرّ به عمر بن عثمان التيميّ و هو قاضي البصرة- هكذا ذكر أحمد بن عمير وحده- و ذكر الباقون جميعا أنه محمد بن حفص.
قال الجمّاز: و كانت عليه ثياب بياض، و على رأسه قلنسوة مضرّبة فقال له: اتّق اللّه، قال: إنها حرمتي، قال: فصنها عن هذا الموضع. و انصرف عنه، فكتب إليه أبو نواس:
صوت‏
إنّ الّتي أبصرتها بكرا أكلّمها رسول‏
/ أدّت إليّ رسالة كادت لها نفسي تسيل‏
/ من ساحر العينين‏ يجذب خصره ردف ثقيل‏
متقلّد قوس الصّبا يرمي و ليس له رسيل
فلو أن أذنك بيننا حتى تسمّع ما تقول‏
لرأيت ما استقبحت من‏ أمري هو الأمر الجميل‏

في هذه الأبيات لجنان من الرمل و خفيفه، كلاهما لأبي العبيس بن حمدون.
قال بن عمير: ثم وجّه بها فألقيت في الرّقاع بين يدي القاضي فلما رآها ضحك و قال إن كانت رسولا فلا بأس.
قال ابن عائشة في خبره: فجاءني برقعة فيها هذه الأبيات، و قال لي: ادفعها إلى أبيك، فأوصلتها إليه، و وضعتها بين يديه، فلما قرأها ضحك، و قال: قل له: إني لا أتعرّض للشعراء.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏20 ؛ ص309
أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبيّ قال: حدّثني إسحاق بن محمد النخعيّ و أخبرني به الحليمي عن يعقوب بن إسرائيل عن إسحاق‏ النخعيّ‏ قال:
كنت جالسا مع دعبل بالبصرة و على رأسه غلامه ثقيف، فمرّ به أعرابي يرفل في ثياب خزّ، فقال لغلامه: ادع لي هذا الأعرابيّ، فأومأ الغلام إليه، فجاء، فقال له دعبل: ممن الرجل؟ قال: من بني كلاب. قال: من أيّ ولد كلاب أنت؟ قال: من ولد أبي بكر، فقال دعبل: أ تعرف القائل:
و نبئت كلبا من كلاب يسبني‏ و محض كلاب يقطع الصلوات‏
فإن أنا لم أعلم كلابا بأنها كلاب و أني باسل النّقمات‏
فكان إذا من قيس عيلان والدي‏ و كانت إذا أمي من الحبطات
/ قال: و هذا الشعر لدعبل يقوله في عمرو بن عاصم الكلابيّ، فقال الأعرابي: ممن أنت؟ فكره أن يقول له من خزاعة فيهجوهم، فقال: أنا أنتمي إلى القوم الذين يقول فيهم الشاعر:
أناس عليّ الخير منهم و جعفر و حمزة و السّجّاد ذو الثّفنات
إذا فخروا يوما أتوا بمحمد و جبريل و الفرقان و السّورات‏
فوثب الأعرابي و هو يقول: ما لي إلى محمد و جبريل و الفرقان و السورات مرتقى.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏2 ؛ ص352
أخبرني محمد بن المرزبان عن إسحاق‏ بن‏ محمد بن‏ أبان‏ قال حدّثني عليّ بن سهل عن المدائنيّ: أنه ذكر عنده مجنون بني عامر فقال: لم يكن مجنونا، و إنما قيل له المجنون بقوله:
و إنّي لمجنون بليلى موكّل‏ و لست عزوفا عن هواها و لا جلدا
إذا ذكرت ليلى بكيت صبابة لتذكارها حتى يبلّ البكا الخدّا


الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏4 ؛ ص409
أخبرني محمد بن عمرو العتّابيّ قال حدّثنا محمد بن خلف بن المرزبان- و لم أسمعه أنا من محمد بن خلف- قال حدّثني إسحاق‏ بن‏ محمد بن‏ أبان‏ الكوفيّ قال حدّثني حسين بن دحمان الأشقر قال:
كنت بالمدينة، فخلا لي الطريق وسط النهار، فجعلت أتغنّى:
ما بال أهلك يا رباب‏ خزرا كأنّهم غضاب‏
قال: فإذا خوخة قد فتحت، و إذا وجه قد بدا تتبعه لحية حمراء، فقال: يا فاسق أسأت التأدية، و منعت القائلة، و أذعت الفاحشة؛ ثم اندفع يغنّيه، فظننت أنّ طويسا قد نشر بعينه ؛ فقلت له: أصلحك اللّه! من أين لك هذا الغناء؟ فقال: نشأت و أنا غلام حدث أتبع المغنّين و آخذ عنهم، فقالت لي أمّي: يا بنيّ إنّ المغنّي إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه، فدع الغناء و اطلب الفقه؛ فإنه لا يضرّ معه قبح الوجه. فتركت المغنّين و اتّبعت الفقهاء، فبلغ اللّه بي عزّ و جلّ ما ترى. فقلت له: فأعد جعلت فداءك! قال: لا و لا كرامة! أ تريد أن تقول: أخذته/ عن مالك بن أنس! و إذا هو مالك بن أنس و لم أعلم.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏8 ؛ ص329 تا 330
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال أخبرنا إسحاق‏ بن‏ محمد بن‏ أبان‏ قال حدّثني الرّحال بن سعد المازنيّ قال: وقع بين جميل و بثينة هجر في غيرة كان غارها عليها من فتى كان يتحدّث إليها من بني عمها، فكان جميل يتحدّث إلى غيرها، فيشقّ ذلك على بثينة و على جميل، و جعل كلّ واحد منهما يكره أن يبدي لصاحبه شأنه. فدخل جميل يوما و قد غلبه الأمر إلى البيت الذي كان يجتمع فيه مع بثينة. فلما رأته بثينة جاءت إلى البيت و لم تبرز له؛ فجزع لذلك جميل؛ و جعل كلّ واحد منهما يطالع صاحبه؛ و قد بلغ الأمر من جميل كلّ مبلغ،/ فأنشأ يقول:
/لقد خفت أن يغتالني الموت عنوة و في النفس حاجات إليك كما هيا
و إني لتثنيني الحفيظة كلّما لقيتك يوما أن أبثّك ما بيا
أ لم تعلمي يا عذبة الرّيق أنّني‏ أظلّ إذا لم أسق ريقك صاديا
قال: فرقّت له بثينة، و قالت لمولاة لها كانت معها: ما أحسن الصدق بأهله! ثم اصطلحا. فقالت له بثينة: أنشدني قولك:
تظلّ وراء السّتر ترنو بلحظها إذا مرّ من أترابها من يروقها
فأنشدها إيّاها؛ فبكت و قالت: كلّا يا جميل! و من ترى أنه يروقني غيرك!.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏17 ؛ ص25
أخبرني محمد بن خلف وكيع، قال: حدثني إسحاق‏ بن‏ محمد بن‏ أبان‏، قال: حدثني محمد بن عبد اللّه بن مهران، قال: حدثني ربعيّ بن عبد اللّه بن الجارود بن أبي سبرة، عن أبيه، قال:
دخل الكميت بن زيد الأسديّ على أبي جعفر محمد بن عليّ، عليهما السلام، فقال له: يا كميت! أنت القائل:
/فالآن صرت إلى أميّة و الأمور إلى المصاير
قال: نعم، قد قلت، و لا و اللّه ما أردت به إلّا الدنيا، و لقد عرفت فضلكم، قال: أما أن قلت ذلك فإنّ التقيّة لتحلّ.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏1 ؛ ص169 تا 170
أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثني إسحاق عن (كذا) محمد بن أبان قال حدّثني الوليد بن هشام القحذميّ عن أبي معاذ القرشيّ قال:
لمّا قدمت فاطمة بنت عبد الملك بن مروان مكة جعل عمر بن أبي ربيعة يدور حولها و يقول فيها الشعر و لا يذكرها باسمها فرقا من عبد الملك بن مروان و من الحجّاج، لأنه كان كتب إليه يتوعّده إن ذكرها أو عرّض باسمها. فلما قضت حجّها و ارتحلت أنشأ يقول:
صوت‏
كدت يوم الرّحيل أقضي حياتي‏ ليتني متّ قبل يوم الرّحيل‏
لا أطيق الكلام من شدّة الخو ف و دمعي يسيل كلّ مسيل‏
/ ذرفت عينها و فاضت دموعي‏ و كلانا يلقى بلبّ أصيل‏
/ لو خلت خلّتي أصبت نوالا أو حديثا يشفي من التّنويل
و لظلّ الخلخال فوق الحشايا مثل أثناء حيّة مقتول‏
فلقد قالت الحبيبة لو لا كثرة الناس جدت بالتّقبيل‏

غنّى فيه ابن محرز و لحنه ثقيل أوّل من أصوات قليلة الأشباه عن إسحاق و فيه لعبادل خفيف ثقيل بالبنصر عن عمرو، و يقال إنه للهذليّ. و فيه لعبيد اللّه بن أبي غسّان ثاني ثقيل عن الهشاميّ.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏2 ؛ ص381 تا 382
/ أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال أنشدني إسحاق‏ بن‏ محمد عن بعض أصحابه عن ابن الأعرابيّ للمجنون:
صوت‏
ألا ليت ليلى أطفأت حرّ زفرة أعالجها لا أستطيع لها ردّا
إذا الرّيح من نحو الحمى نسمت لنا وجدت لمسراها و منسمها بردا
على كبد قد كاد يبدي بها الهوى‏ ندوبا و بعض القوم يحسبني جلدا
هذا البيت الثالث خاصّة يروى لابن هرمة في بعض قصائده، و هو من المائة المختارة التي/ رواها إسحاق، أوّله:
أ فاطم إنّ النّأي يسلي من الهوى
و قد أخرج في موضع آخر. غنّى في هذين البيتين عبد آل الهذليّ، و لحنه المختار على ما ذكره جحظة ثاني ثقيل، و هما في هذه القصيدة:
و إنّي يمانيّ الهوى منجد النّوى‏ سبيلان ألقى من خلافهما جهدا
سقى اللّه نجدا من ربيع و صيّف و ما ذا يرجى من ربيع سقى نجدا
/ بلى إنّه قد كان للعيش قرة و للصّحب و الرّكبان منزلة حمدا
أبى القلب أن ينفكّ من ذكر نسوة رقاق و لم يخلقن شؤما و لا نكدا
إذا رحن يسحبن الذّيول عشيّة و يقتلن بالألحاظ أنفسنا عمدا
مشى عيطلات رجّح بخصورها روادف وعثات تردّ الخطا ردّا
و تهتزّ ليلى العامريّة فوقها و لاثت بسبّ القزّذا غدر جعدا
إذا حرّك المدرى ضفائرها العلا مججن ندى الريحان و العنبر الوردا

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏7 ؛ ص179 تا 180
أخبرني وكيع قال حدّثني إسحاق‏ بن‏ محمد قال حدّثنا أبو سليمان النّاجي و محمد بن حليم الأعرج قالا:
كان السيّد إذا استنشد شيئا من شعره لم يبدأ بشي‏ء إلا بقوله:
أجدّ بآل فاطمة البكور فدمع العين منهمر غزير
مدح العتبيّ شعره و ألفاظه في قصيدته اللامية
: قال إسحاق: و سمعت العتبيّ يقول: ليس في عصرنا هذا أحسن مذهبا في شعره و لا أنقى ألفاظا من السيّد، ثم قال لبعض من حضر: أنشدنا قصيدته اللّاميّة التي أنشدتناها اليوم؛ فأنشده قوله:
هل عند من أحببت تنويل‏ أم لا فإن اللّوم تضليل‏
أم في الحشى منك جوى باطن ليس تداويه الأباطيل‏
علّقت يا مغرور خدّاعة بالوعد منها لك تخييل‏
ريّا رداح النوم خمصانة كأنها أدماء عطبول
يشفيك منها حين تخلو بها ضمّ إلى النحر و تقبيل‏
و ذوق ريق طيّب طعمه‏ كأنه بالمسك معلول‏
في نسوة مثل المها خرّد تضيق عنهنّ الخلاخيل‏
يقول فيها:
أقسم باللّه و آلائه‏ و المرء عمّا قال مسئول‏
إنّ عليّ بن أبي طالب‏ على التّقى و البرّ مجبول‏
/ فقال العتبيّ: أحسن و اللّه ما شاء، هذا و اللّه الشعر الذي يهجم على القلب بلا حجاب.
في البيتين الأوّلين من هذه القصيدة لمخارق رمل بالبنصر عن الهشاميّ، و ذكر حبش أنه للغريض. و فيه لحن لسليمان من كتب بذل غير مجنّس.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏10 ؛ ص312 تا 313
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن محمد بن عمّار قال حدّثني يعقوب بن نعيم قال حدّثني إسحاق‏ بن‏ محمد قال حدّثني عيسى بن محمد القحطبيّ قال حدّثني محمد بن الحارث بن بُسخُنَّر قال:
لمّا قدم المأمون من خراسان لم يظهر لمغنّ بالمدينة مدينة السلام غيري، فكنت أنادمه سرّا، و لم يظهر للنّدماء أربع سنين، حتى ظفر بإبراهيم بن المهديّ./ فلمّا ظفر به و عفا عنه ظهر للندماء ثم جمعنا؛ و وجّه إلى إبراهيم فحضر في ثياب مبتذلة. لمّا رآه المأمون قال: ألقى عمّي رداء الكبر عن منكبيه، ثم أمر له بخلع فاخرة و قال: يا فتح غدّ عمّي؛ فتغدّى إبراهيم بحيث يراه المأمون ثم تحوّل إلينا، و كان مخارق حاضرا، فغنّى مخارق:
هذا و ربّ مسوّفين صبحتهم‏ من خمر بابل لذّة للشارب‏
فقال له إبراهيم: أسأت فأعد؛ فأعاده، فقال: قاربت و لم تصب. فقال له المأمون: إن كان أساء فأحسن أنت. فغنّاه إبراهيم ثم قال لمخارق: أعده فأعاده، فقال: أحسنت. فقال للمأمون: كم بين الأمرين؟ فقال:
كثير. فقال لمخارق: إنما مثلك كمثل الثّوب الفاخر إذا غفل عنه أهله وقع عليه الغبار فأحال لونه، فإذا نفض عاد إلى جوهره. ثم غنّى إبراهيم:
يا صاح يا ذا الضّامر العنس‏ و الرّحل ذي الأقتاد و الحلس
أمّا النّهار فما تقصّره‏ رتكا يزيدك كلّما تمسي‏

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏16 ؛ ص398 تا 399
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمار قال: حدّثني يعقوب بن نعيم قال: حدّثني إسحاق‏ بن‏ محمد قال: حدّثني عيسى بن محمد القحطبيّ قال: حدّثني محمد بن الحارث بن بُسخُنَّر قال:
غنى إبراهيم بن المهديّ يوما بحضرة المأمون و أنا حاضر:
يا صاح يا ذا الضامر العنس‏ و الرحل ذي الأقتاب و الحلس‏
قال: و كانت لي جائزة قد خرجت، فقلت: تأمر سيدي يا أمير المؤمنين بإلقاء هذا الصوت عليّ مكان جائزتي، فهو أحب إليّ منها؟ فقال له: يا عم، ألق هذا الصوت على محمد. فألقاه عليّ حتى إذا كدت أن آخذه قال: اذهب فأنت أحذق الناس به. فقلت: إنه لم يصلح لي بعد. قال: فاغد غدا عليّ. فغدوت عليه، فأعاده ملتويا، فقلت له:
أيها الأمير، لك في الخلافة ما ليس لأحد؛ أنت ابن الخليفة، و أخو الخليفة، و عمّ الخليفة، تجود بالرغائب، و تبخل عليّ بصوت؟ فقال: ما أحمقك! إن المأمون لم يستبقني محبة لي، و لا صلة لرحمي، و لا ليربّ المعروف عندي، و لكنه سمع من هذا الجرم ما لم يسمعه من غيره. قال: فأعلمت المأمون بمقالته. فقال: إنا لا نكدّر على أبي إسحاق عفونا عنه، فدعه. فلما كانت/ أيام المعتصم نشط للصّبوح يوما، فقال: أحضروا عمّي. فجاء في درّاعة بغير طيلسان، فأعلمت المعتصم بخبر الصوت سرّا، فقال: يا عمّ غنّني:
يا صاح يا ذا الضامر العنس‏ و الرحل ذي الأقتاب و الحلس‏
فغناه. فقال: ألقه على محمد، فقال: قد فعلت، و قد سبق مني قول ألا أعيده عليه. ثم كان يتجنب أن يغنيه حيث أحضر.
صوت‏
أقفر بعد الأحبّة البلد فهو كأن لم يكن به أحد
شجاك نؤي عفت معالمه‏ و هامد في العراص ملتبد
أمّك عنسية مهذّبة طابت لها الأمّهات و القصد
/ تدعى زهيرية إذا انتسبت‏ حيث تلاقى الأنساب و العدد

الشعر لحمزة بن بيض، و الغناء لمعبد، خفيف ثقيل أوّل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق. و فيه لابن عباد ثاني ثقيل بالوسطى عن الهشامي و عمرو و ابن المكيّ.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏16 ؛ ص470
‏أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان. قال حدّثني إسحاق‏ بن‏ محمد الأموي (كذا) قال:
لما حج عبد الملك بن مروان جلس للناس بمكة، فدخلوا إليه على مراتبهم، و قامت الشعراء و الخطباء فتكلموا، و دخل أبو العباس الأعمى، فلما رآه عبد الملك قال: مرحبا مرحبا بك يا أبا العباس، أخبرني بخبر الملحد المحلّ حيث كسا أشياعه و لم يكسك، و أنشدني ما قلت في ذلك.
فأخبره بخبر ابن الزبير، و أنه كسا بني أسد و أحلافها و لم يكسه، و أنشده الأبيات. فقال عبد الملك: أقسم على كل من حضرني من بني أمية و أحلافهم و مواليهم، ثم على كل من حضرني من أوليائي و شيعتي على دعوتهم، إلا كسا أبا العباس.
فخلعت و اللّه حلل الوشي و الخز و القوهيّ،/ و جعلت ترمى عليه، حتى إذا غطته نهض فجلس فوق ما اجتمع منها و طرح عليه، قال: حتى رأيت في الدار من الثياب ما ستر عني عبد الملك و جلساءه، و أمر له عبد الملك بمائة ألف درهم.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏18 ؛ ص385 تا 386
أخبرني الحسن بن علي، قال: حدثنا يعقوب بن إسرائيل، قال: حدّثني إسحاق بن محمد النخعيّ، قال:
حدثني إسحاق بن عمرو السّعديّ، قال: حدّثني الحجاج الصّوّاف. و أخبرني الحسن بن عليّ أيضا، قال: حدّثني ابن مهرويه، قال: حدّثني إسحاق‏ بن‏ محمد، قال: حدثني أميّة بن أبي مروان، قال: حدثني حجّاج الصّوّاف الأعور، قال:
خرجت إلى مكّة فكان هجّيراي في الطريق ابن مناذر، و كان لي إلفا و خدنا و صديقا، فدخلت مكة فسألت عنه، فقالوا: لا يبرح المسجد، فدخلت/ المسجد فالتمسته فوجدته بفناء زمزم، و عنده أصحاب الأخبار و الشّعراء يكتبون عنه، فسلّمت و أنا أقدّر أن يكون عنده من الشّوق إليّ مثل ما عندي، فرفع رأسه فردّ السّلام ردّا ضعيفا، ثم رجع إلى القوم يحدّثهم و لم يحفل بي، فقلت في نفسي: أ تراه ذهبت عنه معرفتي! فبينا أنا أفكّر إذ طلع أبو الصّلت بن عبد الوهاب الثقفيّ من باب بني شيبة داخلا المسجد، فرفع رأسه فنظر إليه، ثم أقبل عليّ فقال:
أ تعرف هذا؟ فقلت: نعم، هذا الذي يقول فيه من قطع اللّه لسانه:
/إذا أنت تعلّقت‏ بحبل من أبي الصّلت‏
تعلّقت بحبل وا هن القوّة منبتّ‏
قال: فتغافل عنّي، و أقبل عليهم ساعة، ثم أقبل عليّ فقال: من أيّ البلاد أنت؟ قلت: من أهل البصرة، قال:
و أين تنزل منها؟ قلت: بحضرة بني عائش الصّوّافين، قال: أ تعرف هناك ابن زانية يقال له: حجّاج الصّواف؟ قلت:
نعم تركته ينيك أمّ ابن زانية يقال له: ابن مناذر، فضحك و قام إليّ فعانقني.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏18 ؛ ص445
أخبرني محمد بن خلف، عن أبي بكر العامريّ، عن إسحاق‏ بن‏ محمد، عن القحذميّ قال: هجا سلام الرّافعيّ مقاتل بن مسمع فقال فيه:
أبى لك يا ذا المجد أنّ مقاتلا زنى و استحلّ الفارسيّ المشعشعا
في أبيات هجاه بها فحبسه مقاتل بالعربة فركب شقيق بن ثور في جماعة من بني ذهل إلى الحبس فأخرجه؛ فضرب به ابن مفرّغ المثل في الشّعر الماضي.

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏19 ؛ ص59

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدثني إسحاق‏ بن‏ محمد الكوفيّ، قال: حدثني محمد بن القاسم بن يوسف. و أخبرني به الحسن بن عليّ، قال: حدثنا أحمد بن القاسم، قال: حدثني إسحاق، عن محمد بن القاسم بن يوسف قال:
كان محمد بن وهيب يأتي أبي فقال له أبي يوما: إنك تأتينا و قد عرفت مذاهبنا فنحبّ أن تعرّفنا مذهبك فنوافقك أو نخالفك، فقال له: في غد أبيّن لك أمري و مذهبي. فلما كان من غد كتب إليه:
أيّها السّائل قد بيّ نت إن كنت ذكيّا
أحمد اللّه كثيرا بأياديه عليّا
شاهدا أن لا إله‏ غيره ما دمت حيّا
و على أحمد بالصّد ق رسولا و نبيّا
و منحت الودّ قربا ه و واليت الوصيّا
و أتاني خبر مطّرح‏ لم يك شيّا
أن على غير اجتماع‏ عقدوا الأمر بديّا
فوقفت القوم تيما و عديّا و أميّا
غير شتّام و لكنّي‏ تولّيت عليّا

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏20 ؛ ص254 تا 255
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدّثني إسحاق‏ بن‏ محمد عن أبي هفّان عن أصحاب أبي نوّاس قالوا:
كانت جنان جارية حسناء أديبة عاقلة ظريفة، تعرف الأخبار، و تروي الأشعار قال اليؤيؤ: خاصة، و كانت لبعض الثقفيّين بالبصرة، فرآها أبو نواس فاستحلاها، و قال فيها أشعارا كثيرة، فقلت له يوما: إنّ جنان قد عزمت على الحج، فكان هذا سبب حجّة، و قال: أما و اللّه- لا يفوتني المسير معها و الحجّ عامي هذا إن أقامت على عزيمتها، فظننته عابثا مازحا، فسبقها و اللّه إلى الخروج بعد أن علم أنها خارجة، و ما كان نوى الحجّ، و لا أحدث عزمه له إلّا خروجها، و قال و قد حج و عاد:
أ لم تر أنني أفنيت عمري‏ بمطلبها و مطلبها عسير؟
فلما لم أجد سببا إليها يقرّبني و أعيتني الأمور
حججت و قلت قد حجّت جنان‏ فيجمعني و إياها المسير
قال اليؤيؤ: فحدّثني من شهده لما حجّ مع جنان و قد أحرم، فلما جنه الليل جعل يلبي بشعر و يحدو و يطرّب، فغنّى به كل من سمعه، و هو قوله:
/إلهنا ما أعدلك! مليك كلّ من ملك‏
لبّيك قد لبّيت لك‏ لبّيك إنّ الحمد لك‏
و الملك لا شريك لك‏ و الليل لما أن حلك‏
و السابحات في الفلك‏ على مجاري المنسلك‏
ما خاب عبد أمّلك‏ أنت له حيث سلك‏
لولاك يا ربّ هلك‏ كلّ نبيّ و ملك‏
و كلّ من أهلّ لك‏ سبّح أو لبّى فلك‏
يا مخطئا ما أغفلك! عجّل و بادر أجلك‏
و اختم بخير عملك‏ لبيك إن الملك لك‏
و الحمد و النعمة لك‏ و العزّ لا شريك لك‏

الأغاني، ابو الفرج اصفهانى ؛ ج‏22 ؛ ص477
أخبرني محمد بن خلف قال: حدثنا إسحاق‏ بن‏ محمد قال: حدثنا عبد الرحمن، ابن أخي الأصمعي عن عمه قال:
كان عبد بني الحسحاس قبيح الوجه، و في قبحه يقول:
أتيت نساء الحارثييّن غدوة بوجه براه اللّه غير جميل‏
فشبّهنني كلبا و لست بفوقه‏ و لا دونه إن كان غير قليل‏





پنجشنبه ۳۰ شهريور ۱۳۹۶ ساعت ۱۱:۵۰
نظرات



نمایش ایمیل به مخاطبین





نمایش نظر در سایت

رضا پور صادقی
۱۶ مهر ۱۳۹۷ ساعت ۱۱:۳۳
سلام
مدتها پیش که دنبال کتب نصیریه بودم در آرشیو اینترنت دیدم که نسخه خطی باطن التکلیف را البته با انتساب آن به محمد بن نصیر برای دانلود گذاشته بودند واردش که شدم متاسفانه دیدم که چیزی داخلش نیست کنجکاو شدم و با جستجویی نام همین کتاب را در این آدرس هم دیدم :
https://alkindi.ideo-cairo.org/authority/works/1320/3
که در آنجا چند کتاب دیگر هم با انتساب به محمد بن نصیر دیدم که در سلسله تراث العلوی نبودند ولی متاسفانه وارد آنجا هم که شدم هیچ مشخصات دیگری از این نسخه نداده که حداقل مکان نگهداری این نسخه را بدانم!
می خواستم بپرسم که آیا استاد گرانقدر که بر خیلی از نسخه های خطی اشراف دارند خبری از مکان نگهداری نسخه باطن التکلیف ندارند؟