آرشیو
آمار بازدید
بازدیدکنندگان تا کنون : ۲٫۰۵۵٫۴۰۹ نفر
بازدیدکنندگان امروز : ۱۳۱ نفر
تعداد یادداشت ها : ۲٫۱۱۵
بازدید از این یادداشت : ۱٫۸۰۲

پر بازدیدترین یادداشت ها :
درباره دانشمند اديب و متکلم امامی مذهب ايران در سده چهارم قمری، محمد بن بحر الرهني تاکنون تحقيق جامعی صورت نگرفته است؛ علت اين امر هم کمبود منابع درباره او و از ميان رفتن آثارش، جز پاره هايی اينجا و آنجاست. چند سالی پيش دانشمند رسول جعفريان در ضمن مقاله ای موادی را درباره او عرضه کرد که قابل استفاده است. از آنجا که در تحقيقی ديگر درباره او به اندازه کافی سخن گفته ام (و شايد خلاصه ای از آنرا در همين وبگاه منتشر نمايم) در اينجا تنها به همان مقاله آقای جعفريان ارجاع می دهم. يکی از آثار او که صبغه کلامی و جدلی داشته است، کتابی است با عنوان کتاب الفروق بين الأباطيل والحقوق که چنانکه از نام تا اندازه ای غريب آن پيداست، در رد بر عقايد مخالف بوده است. از اين کتاب، نجاشی در ضمن شرح احوال او در رجال (ص 384) نامی نمی برد؛ اما ابن بابويه صدوق در علل الشرايع در يک مورد از آن نام می برد و آنرا به "محمد بن بحر الشيباني" منسوب می کند که بايد همين رهني ما باشد. ابن شهر آشوب با وجود آنکه از محمد بن بحر الرهني در معالم العلماء شرح تقريبا مبسوطی ارائه داده (ص 131) اما در ذيل اين نام، از اين کتاب نامی نمی برد؛ در عوض در جای ديگری در همان کتاب (ص151-152) از "محمد بن بحر الشيباني" نام می برد و بدون هيچ گونه توضيحی تنها می نويسد که او کتاب الفروق بين الأباطيل والحقوق داشته است. روشن است که وی تحت تأثير ابن بابويه از اين کتاب نام برده و نمی دانسته است که محمد بن بحر الشيباني کسی نيست جز همان محمد بن بحر الرهني الشيباني که در جای ديگری از او نام برده است (البته بدون عنوان الشيباني).
در علل الشرايع که ابن بابويه در يکجا نقلی مفصل از اين کتاب رهني به دست داده، درست در دنباله آن بخش، بابی ديگر گشوده که موضوع آن باب هم همانند باب پيشين که از کتاب رهني تماما نقل شده، درباره صلح امام مجتبی با معاويه است و گرچه در باب دومی ديگر نامی از رهني به عنوان منبع نقل نيامده، اما از سياق و طرز کلام آشکار است که آن باب هم درست در دنباله همان باب قبلی به نقل از رهني روايت شده است. در پايان بخش دوم هم ختم کلام به گونه ای است که پايان نقل منبع را نشان می دهد. در همين کتاب علل الشرايع، پيشتر از اين قسمت، درست در اوائل کتاب، ابن بابويه نقل ديگری از "محمد بن الشيباني المعروف بالرهنى رحمه الله" دارد که همين محمد بن بحر الرهني ماست و در آنجا بدون آنکه عنوان کتاب او را بياورد، نقلی از "کتابی" از او می کند، درباره بحث تفضيل انبياء و امامان و حجج بر ملائکه و رد قول کسانی که ملائکه را بر آنان تفضيل می دهند. با وجود آنکه در اين قسمت ابن بابويه نام کتاب رهني را نمی آورد، اما هم مضامين اين نقل و هم آنکه در جای ديگری از همين کتاب، چنانکه گذشت از کتاب الفروق نام برده و استفاده کرده، تقريبا می توان با قاطعيت گفت که در اينجا هم از همين کتاب الفروق نقل می کند. ما در اينجا تمام نقلهای ابن بابويه از کتاب الفروق را که در علل الشرايع ديده می شود، به نقل می آوريم. اين نقلها برای شناخت افکار رهني و نيز جامعه اماميه در کرمان که او ساکن نرماشير آنجا بوده است (نک: نجاشی، ص 384)، به غايت مفيد است.
1- علل الشرائع - الشيخ الصدوق ج 1 ص 211 به بعد
قد ذكر محمد بن بحر الشيباني رضى الله عنه في كتابه المعروف بكتاب الفروق بين الاباطيل والحقوق في معنى موادعة الحسن بن علي بن أبى طالب " ع " لمعاوية فذكر سؤال سائل عن تفسير حديث يوسف بن مازن الراشى (کذا: الراسبي) في هذا المعنى ، والجواب عنه وهو الذي رواه أبو بكر محمد بن الحسن بن (کذا) اسحاق بن خزيمة النيسابوري قال : حدثنا أبو طالب زيد بن احزم قال : حدثنا أبو داود قال حدثنا القاسم بن الفضل قال حدثنا يوسف ابن مازن الراشى (کذا: الراسبي) قال : بايع الحسن بن علي صلوات الله عليه معاوية على ان لا يسميه أمير المؤمنين ولا يقيم عنده شهادة وعلى ان لا يتعقب على شيعة علي شيئا وعلى ان يفرق في أولاد من قتل مع ابيه يوم الجمل وأولاد من قتل مع ابيه بصفين الف الف درهم وان يجعل ذلك من خراج دارأ بجرد ، قال ما الطف حيلة الحسن صلوات الله عليه هذه في اسقاطه إياه عن إمرة المؤمنين ، قال يوسف فسمعت القاسم بن محيمة يقول : ما وفى معاوية للحسن بن علي صلوات الله عليه بشئ عاهده عليه ، وانى قرأت كتاب الحسن " ع " إلى معاوية يعد عليه ذنوبه إليه والى شيعة علي " ع " فبدأ بذكر عبد الله بن يحيى الحضرمي ومن قتلهم معه . فنقول رحمك الله ، ان ما قال يوسف بن مازن من أمر الحسن " ع " ومعاوية عند أهل التمييز والتحصيل تسمى المهادنة والمعاهدة ألا ترى كيف يقول ما وفى معاوية للحسن بن علي " ع " بشئ عاهده عليه وهادنه ولم يقل بشئ بايعه عليه والمبايعة على ما يدعيه المدعون على الشرايط التى ذكرناها ثم لم يف بها لم يلزم الحسن " ع " واشد ماهاهنا من الحجة على الخصوم معاهدته إياه أن لا يسميه أمير المؤمنين ، والحسن " ع " عند نفسه لا محالة مؤمن فعاهده ان لا يكون عليه أميرا إذ الامير هو الذي يأمر فيؤتمر له فاحتال الحسن صلوات الله عليه لاسقاط الايتمار لمعاوية إذا أمره أمرا على نفسه ، والامير هو الذي أمره مأمور من فوقه فدل على ان عز وجل لم يؤمره عليه ولارسوله صلى الله عليه وآله امره عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وآله لايلين مفاء على مفيئ ، يريدان من حكمه هو حكم هوازن الذين صاروا فيئا للمهاجرين والانصار فهؤلاء طلقاء المهاجرين والانصار بحكم إسعافهم النبي صلى الله عليه وآله فيئهم لموضع رضاعه وحكم قريش وأهل مكة حكم هوازن لمن أمره رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم فهو التأمير من الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله أو من الناس كما قالوا في غير معاوية ان الامة اجتمعت فأمرت فلانا وفلانا وفلانا على انفسهم فهو أيضا تأمير غير انه من الناس لامن الله ولا رسوله وهو إن لم يكن تأميرا من الله ومن رسوله ولا تأميرا من المؤمنين فيكون أميرهم بتأميرهم فهو تأمير منه بنفسه والحسن صلوات الله عليه مؤمن من المؤمنين فلم يؤمر معاوية على نفسه بشرط عليه ان لا يسميه أمير المؤمنين فلم يلزمه ذلك الاءيتمار له في شئ أمره به وفرغ صلوات الله عليه إذ خلص نفسه من الايجاب عليها الايتمار له عن ان يتخذ على المؤمنين الذين هم على الحقيقة مؤمنون وهم الذين كتب في قلوبهم الايمان ولان هذه الطبقة لم يعتقدوا إمارته ووجوب طاعته على انفسهم ولان الحسن " ع " أمير البررة وقاتل الفجرة كما قال النبي ( ص ) لعلي " ع " أمير المؤمنين علي أمير البررة وقاتل الفجرة فاوجب ( صلى الله عليه وآله ) انه ليس لبرمن الابرار ان يتأمر عليه وان التأمير على أمير الابرار ليس ببر ، هكذا يقتضى مراد رسول الله صلى الله عليه وآله ولو لم يشترط الحسن بن علي " ع " على معاوية هذه الشروط وسماه أمير المؤمنين وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : قريش أئمة الناس أبرارها لابرارها وفجارها لفجارها وكل من اعتقد من قريش ان معاوية إمامه بحقيقة الامامة من الله عز وجل اعتقد الايتمار له وجوبا عليه فقد اعتقد وجوب اتخاذ مال الله دولا وعباده خولا ودينه دخلا وترك أمر الله إياه ان كان مؤمنا فقد أمر الله عز وجل المؤمنين بالتعاون على البر والتقوى فقال ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) فان كان اتخاذ مال الله دولا وعباده خولا ودين الله دخلا من البر والتقوى جاز على تأويلك من اتخذه إماما وأمره على نفسه كما ترون التأمير على العباد ، ومن إعتقد ان قهر مال الله على ما يقهر عليه وقهردين الله على مايسام وأهل دين الله على ما يسامون هو بقهر من اتخذهم خولا ، وان لله من قبله مديلا في تخليص المال من الدول ، والدين من الدغل ، والعباد من الخول علم وسلم ، وامن واتقى ، ان البر مقهور في يد الفاجر ، والابرار مقهورون في ايدي الفجار بتعاونهم مع الفاجر على الاثم والعدوان ، المزجور عنه ، المأمور بضده وخلافه ومنافيه . وقد سئل سفيان الثوري عن العدوان ما هو ؟ فقال : هو أن ينقل صدقة ( بانقيا ) إلى الحيرة فتفرق في أهل السهام بالحيرة وببانقيا أهل السهام وانا اقسم بالله قسما بارا ان حراسة سفيان ومعاوية بن مرة ومالك بن معول وخيثمة بن عبد الرحمان خشبة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابى طالب " ع " بكناس الكوفة بأمر هشام بن عبد الملك من العدوان الذي زجر الله عز وجل عنه وان حراسة من سميتهم بخشبة زيد رضوان الله عليه الداعية بنقل صدقة بانقيا إلى الحيرة فان عذر عاذر من سميتهم بالعجز عن نصر البر الذي هو الامام من قبل الله عز وجل الذي فرض طاعته على العباد ، على الفاجر الذي تأمر باعانة الفجرة إياه ، قلنا : لعمري ان العاجز معذور فيما عجز عنه ولكن ليس الجاهل بمعذور في ترك الطلب في ما فرض الله عز وجل عليه وايجابه على نفسه فرض طاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الامر وبانه لا يجوز أن يكون سريرة ولاة الامر بخلاف علانيتهم كما لم يجز أن يكون سريرة النبي الذي هو أصل ولاة الامر وهم فرعه بخلاف علانيته ، وان الله تعالى العالم بالسرائر والضمائر والمطلع على ما في صدور العباد لم يكل علم ما لم يعلمه العباد إلى العباد جل وعز عن تكليف العباد ما ليس في وسعهم وطوقهم إذ ذاك ظلم من المكلف وعبث منه وانه لا يجوز ان يجعل جل وتقدس إختيار من يستوى سريرته بعلانيته ومن لا يجوز إرتكاب الكبائر الموبقة والغصب والظلم منه إلى من لا يعلم السرائر والضمائر فلا يسع احدا جهل هذه الاشياء وان وسع العاجز بعجزه ترك ما يعجز عنه فانه لا يسعه الجهل بالامام البر الذي هو إمام الابرار والعاجز بعجزه معذور والجاهل غير معذور ، فلا يجوز أن لا يكون للابرار إمام وان كان مقهورا في قهر الفاجر والفجار ، فمتى لم يكن للبر إمام بر قاهر أو مقهور فمات ميتة جاهلية إذا مات وليس يعرف إمامه . فان قلت : فما تأويل عهد الحسن " ع " وشرطه على معاوية بان لا يقيم عنده شهادة لايجاب الله عز وجل عليه إقامة شهادة بما علمه قبل شرطه على معاوية قيل ان لاقامة الشهادة شرايط وهي : حدودها التى لا يجوز تعديها لان من تعدى حدود الله عز وجل فقد ظلم نفسه ، واؤكد شرايطها إقامتها عند قاض فصل وحكم عدل ثم الثقه من الشاهد أن يقيمها عند من تجد شهادته حقا ويميت بها إثرة ويزيل بها ظلما فإذا لم يكن من يشهد عنده سقط عنه فرض إقامة الشهادة ولم يكن معاوية عند الحسن " ع " أميرا أقامه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله أو حاكما من ولاة الحكم ، فلو كان حاكما من قبل الله وقبل رسوله ثم على الحسن " ع " ان الحكم هو الامير والامير هو الحكم وقد شرط عليه الحسن " ع " ان لا يؤمر حين شرط ألا يسميه أمير المؤمنين فكيف يقيم الشهادة عند من ازال عنه الامرة بشرط أن لا يسميه أمير المؤمنين وإذا ازال ذلك بالشرط ازال عنه الحكم لان الامير هو الحاكم وهو المقيم للحاكم ، ومن ليس له تأمير ولا تحاكم يحكم فحكمه هذر ولا تقام الشهادة عند من حكمه هذر . فان قلت : فما تأويل عهد الحسن " ع " على معاوية وشرطه عليه ألا يتعقب على شيعة علي " ع " شيئا ؟ قيل ان الحسن " ع " علم ان القوم جوزوا لانفسهم التأويل وسوغوا في تأويلهم إراقة ما أرادوا إراقته من الدماء وان كان الله تعالى حقنه وحقن ما أرادوا حقنه وان كان الله تعالى أراقه في حكمه فاراد الحسن " ع " ان يبين ان تأويل معاوية على شيعة علي " ع " بتعقبه عليهم ما يتعقبه زايل مضمحل فاسد ، كما ان ازال إمرته عنه وعن المؤمنين بشرط ان لا يسميه أمير المؤمنين وان إمرته زالت عنه وعنهم وافسد حكمه عليه وعليهم ثم سوغ الحسن " ع " بشرطه عليه ان لا يقيم عنده شهادة للمؤمنين القدوة منهم به في ان لا يقيموا عنده شهادة فيكون حينئذ داره دائرة ، وقدرته قائمة لغير الحسن ولغير المؤمنين ويكون داره كدار بخت نصر وهو بمنزلة دانيال فيها ، وكدار العزيز وهو كيوسف فيها . فان قال : دانيال ويوسف عليهما السلام كانا يحكمان لبخت نصر ، والعزيز قلنا : لو أراد بخت نصر دانيال والعزيز يوسف ، ان يريقا بشهادة عمار بن الوليد وعقبة بن ابى معيط ، وشهادة ابى بردة بن ابى موسى ، وشهادة عبد الرحمان بن الاشعث بن قيس دم حجر بن عدي ابن الادبر واصحابه رحمة الله عليهم ، وان يحكما له بان زيادا اخوه وان دم حجر واصحابه مراقة بشهادة من ذكرت ، لما جاز أن يحكما لبخت نصر والعزيز والحكم بالعدل يرمى الحاكم به في قدرة عدل أو جاير ومؤمن أو كافر لا سيما إذا كان الحاكم مضطرا إلى ان يدين قدر الجائر الكافر ، والمبطل والمحق بحكمه . فان قال : ولم خص الحسن " ع " عد الذنوب إليه والى شيعة علي " ع " وقدم امامها قتله عبد الله بن يحيى الحضرمي واصحابه وقد قتل حجر واصحابه وغيرهم ؟ قلنا : لو قدم الحسن " ع " في عده على معاوية ذنوب حجر واصحابه على عبد الله ابن يحيى الحضرمي واصحابه لكان سؤالك قائما فتقول لم قدم حجرا على عبد الله ابن يحيى وأصحابه أهل الاخيار والزهد في الدنيا والاعراض عنها فاخبر معاوية بما كان عليه ابن يحيى وأصحابه من الحزق على أمير المؤمنين " ع " وشدة حبهم إياه وافاضتهم في ذكره وفضله فجاءهم فضرب اعناقهم صبرا ، ومن انزل راهبا من صومعته فقتله بلا جناية منه إلى قاتله اعجب ممن يخرج قسا من ديره فيقتله لان صاحب الدير أقرب الى بسط اليد لتناول ما معه على التشريط من صاحب الصومعة الذي هو بين السماء والارض فتقديم الحسن " ع " العباد على العباد والزهاد على الزهاد ومصابيح البلاد على مصابيح البلاد لا يتعجب منه بل يتعجب لو قدم في الذكر مقصرا على مخبت ومقتصدا على مجتهد .
فان قال : ما تأويل إختيار مال دارا بجرد على سائر الاموال لما اشترط ان يجعله لاولاد من قتل مع أبيه صلوات الله عليهم يوم الجمل وبصفين قيل لدارأ بجرد خطب في شأن الحسن بخلاف جميع فارس ، وقلنا : ان المال مالان الفيئ الذي ادعوا انه موقوف على المصالح الداعية إلى قوام الملة وعمارتها من تجييش الجيوش للدفع عن البيضة ولارزاق الاسارى ومال الصدقة الذي خص به أهل السهام وقد جرى في فتوح الارضين بفارس والاهواز وغيرهما من البلدان مما فتح منها صلحا وما فتح منها عنوة وما اسلم أهلها عليها هنات هنات واسباب واسباب بايجاب الشرايط الدالة لها ، وقد كتب ابن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن زيد بن الخطاب وهو عامله على العراق ايدك الله هاش في السواد ما يركبون فيه البراذين ويتختمون بالذهب ويلبسون الطيالسة وخذ فضل ذلك فضعه في بيت المال ، وكتب ابن الزبير إلى عامله جنبوا بيت مال المسلمين ما يؤخذ على المناظر والقناطر فانه سحت فقصر المال عما كان فكتب إليهم ما للمال قد قصر فكتبوا إليه ان أمير المؤمنين نهانا عما يؤخذ على المناظر والقناطر فلذلك قصر المال فكتب إليهم عودوا إلى ما كنتم عليه هذا بعد قوله انه سحت ولابد ان يكون أولاد من قتل من أصحاب علي صلوات الله عليه بالجمل وبصفين من أهل الفيئ ومال المصلحة ومن أهل الصدقة والسهام وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الصدقة أمرت ان اخذها من اغنيائكم واردها في فقرائكم - بالكاف والميم ضمير من وجبت عليهم في اموالهم الصدقة ومن وجبت لهم الصدقة - فخاف الحسن " ع " ان كثيرا منهم لا يرى لنفسه اخذ الصدقة من كثير منهم ولا اكل صدقة كثير منهم إذا كانت غسالة ذنوبهم ولم يكن للحسن " ع " في مال الصدقة سهم . روى ابن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : في كل أربعين من الابل إبنة لبون ولا تفرق ابل عن حسابها من اتانا بها مؤتجرا فله اجرها ومن منعناها اخذناها منه وشطر ابله عزمة من عزمات ربنا ليس لمحمد وآل محمد فيها شئ وفي كل غنيمة خمس أهل الخمس بكتاب الله عزوجل وان منعوا فخص الحسن " ع " ما لعله كان عنده أعف وانظف من مال اردشير خره لانها حوصرت سبع سنين حتى اتخذ المحاصرون لها في مدة حصارهم إياها مصانع وعمارات ثم ميزوها من جملة ما فتحوها بنوع من الحكم وبين الاصطخر الاول والاصطخر الثاني هنات علمها الربانى الذي هو الحسن " ع " فاختار لهم انظف ما عرف . فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال في تفسير قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤلون ) انه لا يجاوز قدما عبد حتى يسئل عن أربع : عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين جمعه وفيما انققه ، وعن حبنا أهل البيت ، وكان الحسن والحسين عليهما السلام إبنا علي " ع " يأخذان من معاوية الاموال فلا ينفقان من ذلك على انفسهما وعلى عيالهما ما تحمله الدابة بفيئها . قال شيبة بن نعامة: كان علي بن الحسين " ع " ينحل فلما مات نظروا فإذا هو يعول في المدينة أربعمائة بيت من حيث لم يقف الناس عليه.
فان قال : فان هذا محمد بن اسحاق بن خزيمة النيسابوري قال : حدثنا أبو بشر الواسطي قال : حدثنا خالد بن داود ، عن عامر قال : بايع الحسن بن علي " ع " معاوية على ان يسالم من سالم ويحارب من حارب ، ولم يبايعه على انه أمير المؤمنين.
قلنا: هذا حديث ينقض آخره أوله وانه لم يؤمره وإذا لم يؤمره لم يلزمه الايتمار له إذا أمره ، وقد رويناه من غير وجه ما ينقض قوله يسالم من سالم ويحارب من حارب فلم نعلم فرقة من الامة اشد على معاوية من الخوارج ، وخرج على معاوية بالكوفة جويرية بن ذراع أو ابن وداع أو غيره من الخوارج ، فقال معاوية للحسن اخرج إليهم وقاتلهم فقال : يأبى الله لي بذلك قال : فلم أليس هم أعداؤك وأعدائي قال نعم يا معاوية ولكن ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فوجده فاسكت معاوية ، ولو كان ما رواه انه بايع على ان يسالم من سالم ويحارب من حارب لكان معاوية لا يسكت على ما حجه به الحسن " ع " ولانه يقول له قد بايعتني على ان تحارب على من حاربت كاينا من كان وتسالم من سالمت كاينا من كان وإذا قال عامر في حديثه ولم يبايعه على انه أمير المؤمنين قد ناقض لان الامير هو الآمر والزاجر والمأمور هو المؤتمر والمنزجر فابى تصرف الامر فقد أزال الحسن " ع " في موادعته معاوية الايتمار له فقد خرج من تحت أمره حين شرط ان لا يسميه أمير المؤمنين ولو انتبه معاوية بحيلة الحسن " ع " بما احتال عليه لقال له يا أبا محمد انت مؤمن وانا أمير فإذا لم اكن اميرك لم اكن للمؤمنين أميرا وهذا حيلة منك تزيل أمرى عنك وتدفع حكمي لك وعليك ، فلو كان قوله : يحارب من حارب مطلقا ولم يكن شرطه ان قاتلك من هو شر منك قاتلته وان قاتلك من هو خير منك في الشر وأنت اقرب منه إليه لم اقاتله ولان شرط الله على الحسن " ع " وعلى جميع عباده التعاون على البر والتقوى وترك التعاون على الاثم والعدوان وإن قتال من طلب الحق فاخطأه مع من طلب الباطل فوجده تعاون على الاثم والعدوان ، والمبايع غير المبايع والمؤازر غير المؤازر.
فان قال : هذا حديث انس بن سيرين يرويه محمد بن اسحاق بن خزيمة قال حدثنا بشار قال : حدثنا ابن أبى عدي ، عن ابن عون عن أنس بن سيرين قال : حدثنا الحسن بن على " ع " يوم كلم فقال : مابين جابرسا وجابلقا رجل جده نبي غيري وغير اخي وانى رأيت ان اصلح بين امة محمد وكنت احقهم بذلك فانا بايعنا معاوية ولعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ، قلنا ألا ترى إلى قول أنس كيف يقول يوم كلم الحسن ولم يقل يوم بايع إذ لم يكن عنده بيعة حقيقة وانما كانت مهادنة كما يكون بين أولياء الله واعدائه لا مبايعة تكون بين أوليائه وأوليائه فرأى الحسن " ع " رفع السيف مع العجز بينه وبين معاوية كما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله رفع السيف بينه وبين ابى سفيان وسهل بن عمرو ولو لم يكن رسول الله مضطرا إلى تلك المصلحة والموادعة لما فعل.
فان قال : قد ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبين سهل وابى سفيان مدة ولم يجعل الحسن بينه وبين معاوية مدة قلنا: بل ضرب الحسن " ع " أيضا بينه وبين معاوية مدة وان جهلناها ولم نعلمها وهي ارتفاع الفتنة وانتهاء مدتها وهو متاع الى حين .
فان قال : فان الحسن قال لجبير بن نفير حين قال له : ان الناس يقولون انك تريد الخلافة فقال : قد كان جماجم العرب في يدى يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت تركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد ، ثم اثيرها ياتياس أهل الحجاز ، قلنا : ان جبيرا كان دسيسا إلى الحسن " ع " دسه معاوية إليه يختبره هل في نفسه الاثارة وكان جبير يعلم ان الموادعة التى وادع معاوية غير مانعة من الاثارة التى اتهمه بها ولو لم يجز للحسن " ع " مع المهادنة التى هادن ان يطلب الخلافة لكان جبير يعلم ذلك فلا يسأله لانه يعلم ان الحسن " ع " لا يطلب ما ليس له طلبه فلما اتهمه بطلب ماله طلبه دس إليه دسيسة هذا ليستبرئ برأيه وعلم انه الصادق وابن الصادق وانه إذا أعطاه بلسانه انه لا يثيرها بعد تسكينه إياها فانه وفى بوعده صادق في عهده فلما مقته قول جبير قال له : ياتياس أهل الحجاز والتياس بياع عسب الفحل الذي هو حرام . وأما قوله : بيدي جماجم العرب ، فقد صدق " ع " ولكن كان من تلك الجماجم الاشعث بن قيس في عشرين الفا ويزيدونهم ، قال الاشعث : يوم رفع المصاحف وقع تلك المكيدة ان لم تجب إلى ما دعيت إليه لم يرم معك غدا يمانيان بسهم ولم يطعن يمانيان برمح ولا يضرب يمانيان بسيف وأومى بقوله إلى اصحابه ابناء الطمع وكان في تلك الجماجم شبث بن ربعي تابع كل ناعق ومثير كل فتنة وعمرو بن حريث الذي ظهر على علي صلوات الله عليه وبايع ضبة احتوشها مع الاشعث والمنذر بن الجارود الطاغي الباغي وصدق الحسن صلوات الله عليه انه كان بيده هذه الجماجم يحاربون من حارب ولكن محاربة للطمع ويسالمون من سالم لذلك وكان من حارب لله تعالى وابتغى القربة إليه والحظوة منه قليلا ليس فيهم عدد يتكافى أهل الحرب لله والنزاع لاولياء الله واستمداد كل مدد وكل عدد وكل شدة على حجج الله تعالى .

باب السبب الداعي للحسن صلوات الله عليه إلى موادعة معاوية ، وما هو ؟ وكيف هو ؟
دس معاوية إلى عمرو بن حريث ، والاشعث بن قيس ، والى حجر بن الحجر وشبث بن ربعى ، دسيسا افرد كل واحد منهم بعين من عيونه انك ان قتلت الحسن ابن علي فلك مائتا الف درهم ، وجند من اجناد الشام ، وبنت من بناتى . فبلغ الحسن " ع " ذلك فاستلام ولبس درعا وكفرها ، وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك ، فرماه احدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة فلما صار في مظلم ساباط ضربه احدهم بخنجر مسموم فعمل فيه الخنجر فامر ( عليه السلام ) ان يعدل به إلى بطن جريحي وعليها عم المختار بن ابى عبيد مسعود بن قيلة ، فقال المختار لعمه تعالى حتى نأخذ الحسن ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق ، فبدر بذلك الشيعة من قول المختار لعمه فهموا بقتل المختار فتلطف عمه لمسألة الشيعة بالعفو عن المختار ففعلوا ، فقال الحسن " ع " ويلكم والله ان معاوية لا يفي لاحد منكم بما ضمنه في قتلى وانى اظن انى وان وضعت يدي في يده فاسالمه لم يتركني ادين لدين جدي ( صلى الله عليه وآله ) وانى اقدر ان أ عبد الله وحدي ولكني كانى أنظر إلى ابنائكم واقفين على ابواب ابنائهم يستسقونهم ويستطعمونهم بما جعله الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون فبعدا وسحقا لما كسبته أيديكم ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب يقلبون ) فجعلوا يعتذرون بما لا عذر لهم فيه ، فكتب الحسن " ع " من فوره ذلك إلى معاوية . أما بعد : فان خطبي انتهى إلى اليأس من حق أحييه وباطل اميته وخطبك خطب من انتهى إلى مراده ، واننى اعتزل هذا الامر واخليه لك وان كان تخليتي إياه شرا لك في معادك ولي شروط اشرطها لا تبهظنك ان وفيت لي بها بعهد ولا تخف ان غدرت وكتب الشرط في كتاب آخر فيه يمينه بالوفاء وترك الغدر وستندم يا معاوية كما ندم غيرك ممن نهض في الباطل أو قعد عن الحق حين لم ينفع الندم والسلام.
فان قال قائل : من هو النادم الناهض والنادم والقاعد ؟ قلنا هذا الزبير ذكره أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما ايقن بخطأ ما أتاه وباطل ما قضاه وبتأويل ماعزاه فرجع عنه القهقرى ، ولو وفى بما كان في بيعته لمحا نكثه ، ولكنه أبان ظاهرا الندم والسريرة إلى عالمها . وهذا عبد الله بن عمر بن الخطاب روى اصحاب الاثر في فضائله انه قال : مهما آسى عليه من شئ فانى لا آسي على شئ أسفي على انى لم اقاتل الفئة الباغية مع علي فهذا ندم القاعد وهذه عائشة ، روى الرواة انها لما انبها مؤنب فيما أتته قالت : قضى القضاء وجفت الاقلام والله لو كان لي من رسول الله عشرون ذكرا كلهم مثل عبد الرحمان بن الحارث بن هشام فثكلتهم بموت وقتل كان أيسر علي من خروجي على علي ومسعاي التى سعيت فالى الله اشكولا إلى غيره . وهذا سعد بن أبى وقاص ، لما انهى إليه ان عليا صلوات الله عليه قتل ذا الثدية اخذه ما قدم وما اخر وقلق ونزق وقال : والله لو علمت ان ذلك كذلك لمشيت إليه ولو حبوا . ولما قدم معاوية دخل إليه سعد وقال له يا إبا إسحاق ما الذي منعك ان تعينني على الطلب بدم الامام المظلوم ؟ فقال : كنت اقاتل معك عليا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى فقال أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم وإلا صمتا قال أنت الآن أقل عذرا في القعود عن النصرة فوالله لو سمعت هذا من رسول الله ما قاتلته ، وقد أحال فقد سمع رسول الله يقول لعلي اكثر من ذلك فقاتله وهو بعد مفارقته للدنيا يلعنه ويشتمه ويرى ان ملكه وثبات قدرته بذلك إلا انه أراد ان يقطع عذر سعد في القعود عن نصره والله المستعان .
فان قال قائل : لحمقه وخرقه فان عليا ندم مما كان منه من النهوض في تلك الامور وإراقة الدماء كما ندموا هم في النهوض والقعود قيل كذبت واحلت لانه في غير مقام ، قال انى قلبت أمرى وأمرهم ظهرا لبطن فما وجدت إلا قتالهم او الكفر بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وقد روى عنه امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وروى هذا الحديث من ثمانية عشر وجها عن النبي صلى الله عليه وآله انك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين اظهر ندما بحضرة من سمعوا منه ، هذا وهو يرويه عن النبي صلى الله عليه وآله لكان مكذبا فيه نفسه وكان فيهم المهاجرون كعمار . وروى عمار والانصار كأبى الهيثم وأبى ايوب ودونهما فان لم يتحرج ولم يتورع عن الكذب على من كذب عليه تبوء مقعده من النار استحيى من هؤلاء الاعيان من المهاجرين والانصار وعمار الذي يقول النبي صلى الله عليه وآله عمار مع الحق والحق مع عمار يدور معه حيث دار يحلف جهد إيمانه والله لو بلغوا بنا قصبات هجر لعلمت إنا على الحق وانهم على الباطل ، ويحلف انه قاتل تحت راية الذي احضرها صفين وهى التى احضرها يوم احد والاحزاب والله لقد قاتلت هذه الراية آخر ، أربع مرات والله ماهي عندي بأهدى من الاولى وكان يقول : انهم أظهروا الاسلام واسروا الكفر حتى وجدوا عليه اعوانا ، ولو ندم علي " ع " بعد قوله : امرت ان اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين لكان من مع علي يقول له كذبت على رسول الله واقراره بذلك على نفسه وكانت الامة الزبير وعائشة وحزبهما وعلي وأبو أيوب وخزيمة بن ثابت وعمار واصحابه وسعد بن عمر واصحابه فإذا اجتمعوا جميعا على الندم فلابد من ان يكون اجتمعوا على ندم من شئ فعلوه وودوا أنهم لم يفعلوه وان الفعل الذي فعلوه باطل فقد اجتمعوا على الباطل وهم الامة التى لا تجتمع على الباطل أو اجتمعوا على الندم من ترك شئ لم يفعلوه وودوا انهم فعلوه فقد اجتمعوا على الباطل بتركهم جميعا الحق ولابد من ان يكون النبي صلى الله عليه وآله حين قال لعلي " ع " انك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين كان ذلك من النبي صلى الله عليه وآله خبرا ولايجوز أن لا يكون ما اخبر إلا بأن يكذب المخبر أو يكون أمره بقتالهم فتركه للايتمار بما أمر به عنده كما قال علي عليه السلام انه كفر.
فان قال قائل : ان الحسن " ع " اخبر بانه حقن دماء أنت تدعي ان عليا كان مأمور باراقتها والحقن لما امر الله ورسوله باراقته من الحاقن عصيان ، قلنا ان الامة التى ذكر الحسن " ع " أمتان وفرقتان وطائفتان ، هالكة وناجية وباغية ومبغى عليها ، فإذا لم يكن حقن دماء المبغى عليها إلا بحقن دماء الباغية لانهما إذا اقتتلا وليس للمبغي عليها قوام بازالة الباغية حقن دم المبغى عليها أو إراقة دم الباغية مع العجز عن ذلك إراقة لدم المبغى عليها لاغير ، فهذا هذا .
فان قال : فما الباغى عندك أمؤمن أو كافر أو لا مؤمن ولا كافر. قلنا: ان الباغي هو الباغي باجماع أهل الصلاة وسماهم أهل الارجاء مؤمنين مع تسميتهم إياهم بالباغين ، وسماهم أهل الوعيد كفرا غير مشركين كالاباضية والزيدية وفساقا خالدين في النار كواصل وعمرو ، منافقين خالدين في الدرك الاسفل من النار كالحسن واصحابه فكلهم قد ازال الباغي عما كان فيه قبل البغى فاخرجه قوم إلى الكفر والشرك كجميع الخوارج غير الاباضية والى الكفر غير الشرك كالاباضية والزيدية ، والى الفسق والنفاق واقل ماحكم عليهم أهل الارجاء إسقاطهم من السنن والعدالة والقبول.
فان قال : فإن الله عز وجل سمى الباغي مؤمنا فقال تعالى ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) فجعلهم مؤمنين ، قلنا: لابد من ان المأمور بالاصلاح بين الطائفتين المقتتلين كان قبل اقتتالهما عالما بالباغية منها أو لم يكن عالما بالباغية منها فان كان عالما بالباغية منهما كان مامورا بقتالها مع المبغى عليها حتى تفئ إلى امر الله وهو الرجوع إلى ما خرج منه بالبغى وان كان المأمور بالاصلاح جاهلا بالباغية والمبغى عليها فانه كان جاهلا بالمؤمن غير الباغي من المؤمن الباغى وكان المؤمن غير الباغي عرف بعد النبيين والفرق بينه وبين الباغى مجمعا من اهل الصلاة على إيمانه لااختلاف بينهم في اسمه والمؤمن الباغى بزعمك مختلف فيه فلا يسمى مؤمنا حتى يجمع على انه مؤمن كما اجمع على انه باغ فلا يسمع الباغى مؤمنا إلا باجماع اهل الصلاة على تسميته مؤمنا كما اجمعوا عليه وعلى تسميته باغيا.
فان قال : فان الله تعالى سمى الباغى للمؤمنين اخا ولا يكون أخ المؤمنين إلا مؤمنا قبل احلت وباعدت فان الله تعالى سمى هودا وهو نبي أخا عاد وهم كفار فقال ( وإلى عاد أخاهم هودا ) وقد يقال للشامي يا أخا الشام ولليماني يا أخا اليمن ويقال للمسايف اللازم له المقاتل به فلان أخ السيف فليس في يد المتأول أخ المؤمن لا يكون إلا مؤمنا مع شهادة القرآن بخلافه وشهادة اللغة بانه يكون المؤمن أخا الجماد الذي هو الشام واليمن والسيف والرمح ، وبالله استعين على امورنا في ادياننا ودنيانا وآخرتنا وإياه نسأل التوفيق لما قرب من وازلف لديه بمنه وكرمه.


2- علل الشرائع - الشيخ الصدوق ج 1 ص 20 به بعد
ما ذكره محمد بن الشيباني المعروف بالرهنى رحمه الله في كتابه من قول مفضلوا الانبياء والرسل والائمة والحجج صلوات الله عليهم أجمعين على الملائكة
قال مفضلوا الانبياء والرسل والحجج والائمة على الملائكة: إنا نظرنا إلى جميع ما خلق الله عزوجل من شئ علا علوا طبعا واختيارا أو على به قسرا واضطرارا أو ما سفل شئ طبعا واختيارا أو سفل به قهرا واضطرارا فإذا هي ثلاثة أشياء بالاجماع: حيوان ونام وجماد وافلاك سايرة ، وبالطبع الذي طبعها عليه صانعها دايرة وفيما دونها عن ارادة خالقها مؤثرة ، وانهم نظروا في الانواع الثلاثة وفي الاشياء التى هي اجناس منقسمة إلى جنس الاجناس الذي هو شئ إذ يعطي كل شئ إسمه.
قالوا: ونظرنا - أي الثلاثة وهو نوع لما فوقه وجنس لما تحته أنفع وأرفع وأيها أدون وأوضع - فوجدنا أرفع الثلاثة الحيوان وذلك بحق الحياة التي بان بها النامي والجماد ، وإنما رفعة الحيوان عندنا في حكمة الصانع وترتيبها ان الله تقدست أسماؤه ، جعل النامى له غذاء وجعل له عندكل داء دواء وفيما قدر له صحة وشفاء فسبحانه ما أحسن ما دبره في ترتيب حكمته إذا الحيوان الرفيع فما دونه يغذو ومنه لوقاية الحر والبرد يكسو وعليه أيام حياته ينشو وجعل الجماد له مركزا ومكديا فامتهنه له امتهانا ، وجعل له مسرحا واكنانا ومجامع وبلدانا ومصانع وأوطانا ، وجعل له حزنا محتاجا إليه وسهلا محتاجا إليه وعلوا ينتفع بعلوه وسفلا ينتفع به وبمكاسبه برا وبحرا فالحيوان مستمتع فيستمتع بما جعل له فيه من وجوه المنفعة والزيادة والذبول عند الذبول ويتخذ المركز عند التجسم والتأليف من الجسم المؤلف تبارك الله رب العالمين.
قالوا : ثم نظرنا فإذا الله عزوجل قد جعل المتخذ بالروح والنمو والجسم ، أعلى وأرفع مما يتخذ بالنمو والجسم ، والتأليف والتصريف ، ثم جعل الحي الذي هو حي بالحياة التى هي غيره نوعين : ناطقا وأعجم ثم أبان الناطق من الاعجم بالنطق والبيان اللذين جعله ماله فجعله أعلى منه لفضيلة النطق والبيان ، ثم جعل الناطق نوعين : حجة ومحجوجا ، فجعل الحجة أعلى من المحجوج لابانة الله عزوجل الحجة وأختصاصه إياه بعلم علوي يخصه له دون المحجوجين فجعله معلما من جهته باختصاصه إياه وعلما بامره إياه ان يعلم بان الله عزوجل معلم الحجة دون ان يكله إلى أحد من خلقه فهو متعال به ، وبعضهم يتعالى على بعض بعلم يصل إلى المحجوجين من جهة الحجة.
قالوا: ثم رأينا أصل الشئ الذي هو آدم " ع " فوجدناه قد جعله على كل روحاني خلقه قبله وجسماني ذرأه وبراه منه فعلمه علما خصة به لم يعلمهم قبل ولا بعد ، وفهمه فهما لم يفهمهم قبل ولا بعد ثم جعل ذلك العلم الذي علمه ميراثا فيه لاقامة الحجج من نسله على نسله ، ثم جعل آدم عليه السلام لرفعه قدره وعلو أمره للملائكة الروحانيين قبله وأقامه لهم حجة فابتلاهم بالسجود إليه فجعل لا محالة من سجد له أعلا وأفضل ممن أسجدهم ، لان من جعل بلوى وحجة أفضل ممن حجهم به ولان إسجاده جل وعز إياهم للخضوع ألزمهم الاتضاع منهم له والمأمورين بالاتضاع بالخضوع والخشوع والاستكانة دون من أمرهم بالخضوع له ، ألا ترى إلى من ابى الائتمار لذلك الخضوع ولتلك الاستكانة فابى واستكبر ولم يخضع لمن أمره له بالخضوع كيف لعن وطرد عن الولاية ، وأدخل في العداواة فلا يرجى له من كبوته الاقالة ( إلى ) آخر الابد فرأينا السبب الذي أوجب الله عزوجل لآدم عليه السلام عليهم فضلا فإذا هو العلم الذي خصه الله عزوجل دونهم فعلمه الاسماء وبين له الاشياء فعلا بعلمه على من لا يعلم ، ثم أمره جل وعز أن يسألهم سؤال تنبيه لا سؤال تكليف عما علمه بتعليم الله عزوجل إياه مما لم يكن علمهم ليريهم جل وعز علو منزلة العلم ورفعة قدره كيف خص العلم محلا وموضعا اختاره له وأبان ذلك المحل عنهم بالرفعة والفضل ، ثم علمنا ان سؤال آدم عليه السلام إياهم عما سألهم عنه مما ليس في وسعهم وطاقتهم الجواب عنه سؤال تنبيه لا سؤال تكليف لانه جل وعز لا يكلف ما ليس في وسع المكلف القيام به فلما لم يطيقوا الجواب عما سألوا علمنا أن السؤال كان كالتقرير منه ولهم يقر ربه إنصياعهم بالجهالة عماعلمه إياه وعلو خطره باختصاصه إياه بعلم لم يخصهم به فالتزموا الجواب بان قالوا : لا علم لنا إلا ما علمتنا ، ثم جعل الله عزوجل آدم عليه السلام معلم الملائكة بقوله : أنبئهم ، لان الانباء من النبأ تعليم والامر بالانبياء من الامر تكليف يقتضى طاعة وعصيانا ، والاصغاء من ا لملائكة عليهم السلام للتعليم والتوقيف والتفهيم والتعريف تكليف يقتضى طاعة وعصيانا ، فمن ذهب منكم إلى فضل المتعلم على المعلم والموقف على الموقف والمعرف على المعرف كان في تفضيله عكس لحكمة الله عزوجل وقلب لترتيبها التي رتبها الله عزوجل فإنه على قياس مذهبه ان تكون الارض التى هي المركز أعلى من النامي الذي هو عليها الذي فضله الله عزوجل بالنمو ، والنامي أفضل وأعلى من الحيوان الذي فضلة الله جل جلاله بالحياة والنمو والروح . والحيوان الاعجم الخارج عن التكليف ، والامر والزجر أعلا وأفضل من الحيوان الناطق المكلف للامر والزجر والحيوان الذي هو محجوج أعلا من الحجة التي هي حجة الله عزوجل فيها ، والمعلم أعلا من المعلم وقد جعل الله عزوجل آدم حجة على كل من خلق من روحاني وجسماني إلامن جعل له أولية الحجة . فقد روي لنا عن حبيب بن مظاهر الاسدي بيض الله وجهه أنه قال للحسين ابن علي بن أبي طالب عليهما السلام : أي شئ كنتم قبل ان يخلق الله عزوجل آدم عليه السلام ؟ قال : كنا أشباح نور ندور حول عرش الرحمان فنعلم الملائكة التسبيح والتهليل والتحميد ، ولهذا تأويل دقيق ليس هذا مكان شرحه وقد بيناه في غيره.
قال مفضلوا الملائكة : ان مدار الخلق روحانيا كان أو جسمانيا على الدنو من الله عزوجل والرفعة والعلو والزلفة والسمو ، وقد وصف الله جلت عظمته الملائكة من ذلك بما لم يصف به غيرهم ، ثم وصفهم بالطاعة التي عليها موضع الامر والزجر والثواب والعقاب فقال جل وعز : ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ثم جعل محلهم الملكوت الاعلى فبراهينهم على توحيده اكثر وأدلتهم عليه أوفر ، وإذا كان ذلك كذلك كان حظهم من الزلفة أجل ، ومن المعرفة بالصانع أفضل.
قالوا : ثم رأينا الذنوب والعيوب الموردة النار ودار البوار كلها من الجنس الذي فضلتموه على من قال الله عزوجل في نعتهم لما نعتهم ووصفهم بالطاعة لما وصفهم : ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ).
قالوا: كيف يجوز فضل جنس فيهم كل عيب ولهم كل ذنب على من لاعيب فيهم ولا ذنب منهم صغاير ولا كباير .
والجواب : ان مفضلي الانبياء والحجج صلوات الله عليهم قالوا : إنا لانفضل هاهنا الجنس على الجنس ولكنا فضلنا النوع على النوع من الجنس . كما ان الملائكة كلهم ليسو كابليس ، وهاروت وماروت لم يكن البشر كلهم كفرعون الفراعنة وكشياطين الانس المرتكبين المحارم والمقدمين على المآثم . وأما قولكم في والزلفة والقربة : فانكم ان اردتم زلفة المسافات وقربة المداناة فالله عزوجل أجل ومما توهمتموه أنزه وفي الانبياء والحجج من هو أقرب إلى قربة بالصالحات والقربات الحسنات وبالنيات الطاهرات من كل خلق خلقهم ، والقرب والبعد من الله عزوجل بالمسافة والمدى تشبيه له بخلقه وهو من ذلك نزيه ، وأما قولهم في الذنوب والعيوب فإن الله جلت أسماؤه جعل الامر والزجر أسبابا وعللا ، والذنوب والمعاصي وجوها فأنبأ جل جلاله وجعل الذي هو قاعدة الذنوب من جميع المذنبين من الاولين والآخرين إبليس وهو من حزب الملائكة وممن كان في صفوفهم وهو رأس الابالسة وهو الداعي إلى عصيان الصانع والموسوس المزين لكل من تبعه وقبل منه وركن إليه الطغيان ، وقد أمهل الملعون لبلوى أهل البلوى في دار الابتلاء فكم من ذرية نبية وفي طاعة الله عزوجل وجيه وعن معصيته بعيدة قد أقمأ إبليس وأقصاه وزجزه ونفاه ، فلم يلو له على أمراذا أمر ولا انتهى عن زجر إذا زجر له لمات في قلوب الخلق مكافى من المعاصي لمات الرحمان فلمات الرحمان دافعة للماته ووسوسته وخطراته ولو كانت المحنة بالملعون واقعة بالملائكة والابتلاء به قائما كما قام في البشر ودايما كما دام لكثرت من الملائكة المعاصي وقلت فيهم الطاعات إذا تمت فيهم الآلات ، فقد رأينا المبتلا من صنوف الملائكة بالامر والزجر مع آلات الشهوات كيف انخدع بحيث دنا من طاعته وكيف بعد ما لم يبعد منه الانبياء والحجج الذين أختارهم الله على علم على العالمين ، إذ ليست هفوات البشر كهفوة ابليس في الاستكبار ، وفعل هاروت وماروت في ارتكاب المزجور .
قال مفضلوا الملائكة عليهم السلام : ان الله جل جلاله وضع الخضوع والخشوع والتضرع والخنوع حلية ، فجعل مداها وغايتها آدم عليه السلام فقارب الملائكة في هذه الحلية ، وأخذ منها بنصيب الفضل والسبق ، فجعل للطاعة فاطاعوا الله فيه ، ولو كان هناك بنو آدم لما أطاعوه فيما أمر وزجر كما لم يطعه قابيل فصار امام كل قاتل .
الجواب: مفضلوا الانبياء والحجج عليهم الصلوات والسلام قالوا : ان الابتلاء الذي ابتلا به الله عزوجل الملائكة من الخشوع والخضوع لآدم " ع " عن غير شيطان مغو عدو مطغى فأضل بغوايته بين الطائعين والعاصيين والمقيمين على الاستقامة عن الميل وعن غير آلات المعاصي التى هي الشهوات المركبات في عبادة المبتلين ، وقد ابتلى من الملائكة من ابتلى ، فلم يعتصم بعصمة الله الوثقى بل استرسل للخشوع الذي كان أضعف منها وقد روينا عن أبى عبد الله " ع " ، أنه قال : ان في الملائكة من باقة بقل خير منه والانبياء والحجج يعلمون ذلك لهم وفيهم ما جهلناه ، وقد أقر مفضلو الملائكة بالتفاضل بينهم ، كما أقر بالتفاضل بين ذوى الفضل من البشر ، ومن قال أن الملائكة جنس من خلق الله عز وجل فقل فيهم العصاة ، كهاروت وماروت ، وكابليس اللعين إذ الابتلاء فيهم قليل ، فليس ذلك بموجب أن يكون فاضلهم أفضل من فاضل البشر الذين جعل الله عز وجل الملائكة خدمهم إذا صاروا إلى دار المقامة التى ليس فيها حزن ولاهم لا نصب ولا سقم ولافقر . قال مفضلوا الملائكة عليهم السلام : ان الحسن البصري يقول ان هاروت وماروت علجان من أهل بابل ، وانكر ان يكونا ملكين من الملائكة فلم تعترضوا علينا بالحجة بهما وبأبليس فتحتجون علينا بجني فيه .
قال مفضلوا الانبياء والحجج عليهم السلام : ليس شذوذ قول الحسن عن جميع المفسرين من الامة بموجب ان يكون ما يقول كما يقول ، وأنتم تعلمون ان الشئ لا يستثنى إلا من جنسه ، وتعلمون ان الجن سموا جنا لاجتنانهم عن الرؤية إلا إذا ارادوا الترائى بما جعل الله عزوجل فيهم من القدرة على ذلك وان إبليس من صفوف الملائكة وغير جايز في كلام العرب ان يقول قائل جاءت الابل كلها إلا حمارا ، ووردت البقر كلها إلا فرسا ، فابليس من جنس ما استثنى . وقول الحسن : في هاروت وماروت ، بانهما علجان من أهل بابل شذوذ شذ به عن جميع أهل التفسير ، وقول الله عزوجل يكذبه إذ قال : ( وما أنزل على الملكين ) بفتح اللام - ببابل هاروت وماروت فليس في قولكم عن قول الحسن فرج لكم فدعوا ما لافايدة فيه من علة ، ولا عايدة من حجة.
قال مفضلو الملائكة عليهم السلام : قد علمتم ما للملائكة في كتاب الله تعالى من المدح والثناء مما بانوا به عن خلق الله جل وعلا إذ لو لم يكن فيه إلا قوله : ( بل هم عباد مكرمون ، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون ) لكفى .
قال مفضلو الانبياء والحجج عليهم السلام : إنا لو استقصينا آي القرآن في تفضيل الانبياء والحجج صلوات الله عليهم أجمعين لاحتجنا لذلك إلى التطويل والاكثار وترك الايجاز والاختصار ، وفيما جئنا به من الحجج النظرية التى تزيح العلل من الجميع مقنع إذ ذكرنا ترتيب الله عز وجل خلقه ، فجعل الارض دون النامى ، والنامي أعلا وأفضل من الارض ، وجعل النامى دون الحيوان ، والحيوان أعلى وأرفع من النامى ، وجعل الحيوان الاعجم دون الحيوان الناطق ، وجعل الحيوان الناطق أفضل من الحيوان الاعجم . وجعل الحيوان الجاهل الناطق دون الحيوان العالم الناطق ، وجعل الحيوان العالم الناطق المحجوج دون الحيوان العالم الحجة . ويجب على هذا الترتيب ان المعرب المبين أفضل من الاعجم غير الفصيح ويكون المأمور المزجور مع تمام الشهوات وما فيهم من طباع حب اللذات ، ومنع النفس من الطلبات والبغيات ، ومع البلوى بعد ، ويمهل ويمتحن بمعصيته إياه وهو يزينها له محسنا بوسوسته في قلبه وعينه أفضل من المأمور المزجور مع فقد آلة الشهوات ، وعدم معاداة هذا المتوصل له بتزيين المعاصي والوسوسة إليه ، ثم هذا الجنس نوعان : حجة ومحجوج ، والحجة أفضل من المحجوج ولم يحجج آدم الذي هو أصل البشر ، بواحد من الملائكة تفضيلا من الله عز وجل إياه عليهم وحجج جماهير الملائكة بآدم عليه السلام فجعله العالم بما لم يعلموا ، وخصه بالتعليم ليبين لهم ان المخصوص بما خصه به مما لم يخصهم أفضل من غير المخصوص ، بما لم يخصه به . وإلحاد في طلبه ، فانتهى الفضل إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم لانه ورث آدم وجميع الانبياء عليهم السلام ، ولانه اصطفاه الذي ذكره الله عز وجل فقال : ( ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ) فمحمد الصفوة والخالص نجيب النجباء من آل ابراهيم ، فصار خير آل ابراهيم ، بقوله ذرية بعضها من بعض ، واصطفى الله جل جلاله آدم ممن اصطفاه عليهم ، من روحاني وجسماني ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وحسبنا الله ونعيم الوكيل.
يكشنبه ۱۱ فروردين ۱۳۸۷ ساعت ۵:۳۵
نظرات



نمایش ایمیل به مخاطبین





نمایش نظر در سایت