آرشیو
آمار بازدید
بازدیدکنندگان تا کنون : ۲٫۰۵۵٫۴۲۲ نفر
بازدیدکنندگان امروز : ۱۴۴ نفر
تعداد یادداشت ها : ۲٫۱۱۵
بازدید از این یادداشت : ۱٫۳۴۹

پر بازدیدترین یادداشت ها :
<p />
متنی که در پی منتشر می شود، بخشهايی است از متن يک مکتوب به قلم دانشمند زيدی يمن صفي الدين أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي طاهر محمد ابن إسحاق بن أبي بكر بن عبد الله الرصاص، معروف به أحمد الحفيد[… -19 رمضان 656ق] به دو تن از عالمان و رجال گيلان و ديلمان که نام آنها متأسفانه برای ما شناخته نيست؛ کما اينکه همه متن نيز در اختيار نيست و تنها پاره هايی از نامه در اختيار است. اين پاره ها در سيرة الامام أحمد بن الحسين المهدي الشهيد (مقتول به سال 656ق) تأليف يحيی بن القاسم نقل شده و ما در اينجا آنها را بر اساس کتاب مطلع البدور منتشر می کنيم. نويسنده نامه عالمی است نامدار در دانشهای کلام و اصول فقه که نواده حسن بن محمد الرصاص، متکلم برجسته معتزلی/زيدی بوده است. گفته اند از محضر پدرش دانش آموخته بوده، بنابراين می بايست گفت که حسن بن محمد الرصاص فرزند عالم ديگری جز احمد، که خود دانشمندی است مشهور و صاحب کتابهای متعدد، نيز داشته به نام محمد. از استادان ديگرش هم الشيخ محمد بن أحمد بن الوليد والشيخ حسام الدين حُميد بن أحمد المحلي، دو دانشمند و متکلم برجسته را نام برده اند. بنابراين ارتباط او با طبقه پيشين علمای زيدی اهل کلام به درستی دانسته می شود. در ميان شاگردان او هم از همين الإمام أحمد بن الحسين المهدي نام برده اند[1]. از ميان آثار او به کتابهای جوهرة الأصول وتذكرة الفحول في علم الأصول بايد اشاره کرد که کتابی است در علم اصول فقه که از آن نسخه هايی باقی مانده است. اين کتاب بر اساس الفائق جدش نوشته شده است[2] . دو کتاب ديگر هم در اصول فقه دارد به مثابه شرح الجوهرة : يکی الوسيط ، و نيز غرة الحقائق. از ديگر کتابهای او بايد الشجرة في الإجماعات را نام برد. در اينجا تکه هايی از شرح حال او را از مطلع البدور نقل می کنيم:

"كان عالماً متبحراً لا يشق غباره في العلوم، من أساطين العلماء وسلاطين الكلام وآية العدل والتوحيد، وله في العلوم القدم الرَّاسخة، وله على ذلك آيات بينات منها الجوهرة التي هي مدرس العصابة، وله ثلاثة كتب تجري منها مجرى الشرح، هكذا رأيته ثلاثة كتب وبخط بعض مشائخنا، له كتابان كالشرح للجوهرة وهما الوسيط وغرَّة الحقائق لها، وله كتاب الشجرة في الإجماعات ... وله رسالة تخرج في مجلد متوسط إلى العلامة عبد الله بن زيد العنسي رحمه الله سمَّاها مناهج الإنصاف العاصمة عن شبّ نار الخلاف وذلك بسبب رسائل دارت بين القاضي عبد الله رضي الله عنه وبين الفقيه العلامة علي بن يحيى الفضلي، وكان الشيخ وجيهاً رئيساً ولذلك كان منه ما كان إلى الإمام الشهيد السَّعيد أحمد بن الحسين عليه السلام فالله المستعان. إذا تأمل المتأمل مكانة هذا الشيخ في العلم، وما يشيده من ذكر آل محمد في رسائله، ويعطر بذكرهم المجالس، ثم كانت هذه الهفوة وأعوذ بالله من حب الدنيا وقد كان الإمام يعرف من الشيخ شيئاً من هذا، وكان يجزل عطاءه حتى إنه أقطعه في صنعاء المحميَّة بعض منازل الملحدة الباطنية. قال السيد يحيى بن القاسم: وقيمة ذلك نحو ثلاثين ألفاً ولم يعط حميداً شيئاً".... فمِمَّن روَى توبته الفقيه محمود الجيلاني رحمه الله قال: روى لي الفقيه العلامة عيسى بن يحيى أن الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد الرصاص رحمه الله تعالى عرف أنه قد ندم وتاب من قيامه على الإمام المهدي عليه السلام فلمَّا مرض أخبره بمثل هذا، وأخبره بالتوبة من ذلك، قال له الفقيه عيسى: لعلك أن تعرِّف الناس، فقال الشيخ: تكون تأتي إليّ إما البكرة أو قال العشي، فأتاه وقد صار على حالةٍ لا يتمكن من الكلام، وروى هذا الفقيه محمود الجيلاني أن الفقيه أحمد بن حنش قال له: أشهد أني من التائبين من قيامي على المهدي، فإنه قد كان مصيباً من المحقين".

همانطور که اشاره وار در اين شرح حال نيز می بينيم وی نسبت به امامت شاگردش احمد بن الحسين، انتقاد داشته و "سيره" او را در حکومت نمی پسنديده است. اين مشی او دست آخر در همکاری با شماری ديگر از رجال با نفوذ و سادات، به يک مقابله رودر رو با المهدي انجاميد و منجر به کشته شدن احمد بن الحسين المهدي شد. داستان اين واقعه در کتابهای تاريخی اين دوره يمن آمده است. با اين وصف وی در آغاز از کسانی بود که امامت احمد بن الحسين را مورد تأييد قرار دادند و به دليل جايگاه علمی او وخاندانش طبعا اين تأييد بسيار مهم بوده است. وی در نامه خود به گيلان و ديلمان نيز بخشی را به همين مسئله اختصاص داده و امامت المهدي را تبليغ می کند و دلائل پذيرش امامت او را بيان می کند و "سيره" وی را مورد تأييد قرار می دهد و سبب آنرا از لحاظ مذهبی و بر اساس اصول پذيرفته شده در اين باب مورد توجه قرار می دهد. در حقيقت چنين پيداست که الرصاص اين مکتوب را اساسا جهت تأييد احمد بن الحسين و دعوت اهالی گيلان و ديلمان به پذيرش امامت او نوشته بوده است. اين متن از لحاظ اطلاع بر مسائل تاريخی ايران و يمن و روابط اين دو سرزمين اهميت دارد. حامل نامه شخصی ايرانی به نام رحيم داد بوده است.

بخشهايی از متن نامه:

"من الفقير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن الحسن إلى جهة الجيل والديلم مع الأخ البر رحيم داد.

هل رَكْبُ مكةَ حاملون تحيَّةً ... تُهدَى إليكم من محبٍ مغرَمِ

أغضَى الجفون على معينٍ ساجمٍ ... وطوى الضلوع على جَوى متقدمِ

إن لم يبلِّغها الحجيج فلا رمَوا ... بالجمرتين ولا سقوا من زمزمِ

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله، كتابي إليكما أيُّها الحِبران الكاملان، والصدران الفاضلان، شيخا الإسلام الداعيان إلى الله وإلى أرباب الفضل، وولاة العقد والحل..."سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ" (يس:58)، تحيَّة من عند الله مباركة طيبة تفيض بالخيرات أنوارها، ويتوالى من ذي العرش حياؤها، وتضيء حنادس البعاد لآلئها. سلام على معاهد العلم وربوعه الذي طهر البر عراصها وأنديتها، وأزاح الدين الحنيف عن بشر التقوى ساحاتها وأفنيتها، وساد على دعائم الْهُدى سادات الورى ذراها وأبنيتها، بقرارة جيلان وديلمان، وذات الرسم الباقي الأثر الخالد من حديث الطوفان؛ فهناك حط الفضل رحله، وطنّب رواقه، وألقى الفقه بعاعه وأرخى عن عزٍ إليه دقاقه. وإنّ أرضاً كان الناصر للحق عليه السلام مرسي أوتادها، وضارب أسدادها، وخائض غمارها، ومعين فوَّارها، ومشكاة أنوارها، وناهج محجتها على واضحة ليلها كنهارها، لأرض محفوفة بفخامة خطرها، ونماء سعيها، وبجليل ذكرها، ولا جرم أنه لأثرٌ شامخ الشرفات، باذخ القذقات، راسخ القواعد والأساس، محكم القرائن والأمراس... فهو عليه السلام أبو عذرها، وطليعة سرها، التي هتفت به الصحف الغوائر، وآذنت به قبل أوانه البشائر، وترتبت بذكره الأسفار وابتهجَت الدَّفاتر؛ حتَّى رعف به الزمان، وتبلج به ذلك الأوان، فلم يزل يدندن حول تلك الدِّيار، ويحوم عليها بأسفار وتطيار وعقر وأمرار، وعزم لا يلويه وكل، وحزم لا يلقيه دجل، حتى أعطي مقاليدها إذِ رام إصلاحها، ونبذ إليه الأسعاد مفتاحها، إذ حاول افتتاحها... فورد ضريح صريبتها من ورد من أئمَّة الْهُدى، وأقمار الدُّجى، الذين أضاءت أنوارهم المشارق والمغارب، ورتع في رياض علومهم الأعاجم والأعارب، سلام الله وبركاته على تلك الأرواح في مساءٍ وصباح ما انفك السلف من أئمتنا ينحو من ذلك المنهاج، وتلمع ضوء لآلئهم من تلك الهالات والأبراج، وتنبأ نورها من العراق تناويب وإدلاج، فأوَّل من عشا إلى ضوء نارها فاتبعه، وسام برق الحيا في رباها فانتجعه، السيد الإمام أمير المؤمنين المهدي لدين الله أبو عبد الله محمد بن الحسن الدَّاعي عليه السلام فأحيا تلك المآثر التي ما يفنى على مر الجديدين أثر... ثم تلاه الإمامان[3] اللَّذان هما هلالا هالة الملة المحمدية، وواسطة عقد النحلة الحنيفية، كما أن قطر اليمن ما زال فكر أئمة الزيدية وأشياعهم من لدن الهادي إلى الحق عليه السلام إلى هذا الأوان، ينادون فيه بالصوت العالي، ويخفق فيه كوكب مذهبهم المتلألي، ويرث الأول التالي، فهم كذلك يأثرون فيه قرناً بعد قرن، ويروونه خلفاً بعد خلفٍ من آل القاسم عليه السلام وأشياعهم الكرام... ولقد جمع الله تعالى للإمام المنصور ذي المجد المعمور، والشرف الموفور، والعلم المأثور، والسيف المشهور، أمير المؤمنين والخليفة الصَّادع بالحق المبين، حليف القرآن، ماضي الجنان واللسان، أبي محمد عبد الله بن حمزة بن سليمان، كريم الحظين، من أحيا دين آبائه الأكرمين، في هذين القطرين، واقتفى سنن هذين الإمامين المحتذي لمثالهما، الناسج على منوالهما، حتى اشتدَّ الأمر، وانتظم البحر، واتصل السؤدد والمجد فحق حينئذٍ على كل ناحيَة أن يكون له على كل من فيه طليعَة ورقيباً، وأن يسمعهم صوته مؤذناً ومهيباً، أن هلم فإن طالع سعدنا قد بارى فلق الصباح، وإن أملنا الذي كنَّا نعدُّ له الأيام ونستهل له طوالع الشهور والأعوام، قد أذن بالنجاح، وحيعل بالفلاح، نعم فأصدرنا أعزكم الله هذه الكلمة المسطورة، والأحرف المزبورة، عجالة من مستوفر، وقبساً من مختار، ولمعة من بارق، ونبذة من طارق، وغرفة من بحار، وصبابة من تيار، كم أشاهد متحملها أحسن الله توفيقه، وأبهج له طريقه على حين أزمع الترحال، وشد الرحال، في يوم الأربعاء من ذي القعدة سنة ست وأربعين وستمائة عن نعم صفا الله بالإقبال مشارعها، وقرن بالسعود مطالعها، وروض بنيل الأماني مكارعها ومرابعها، وحقق من آمال المخلصين دانيها وشاسعها، وأرى قرَّة العين شاريها وبايعه، وفتح عن أجفان السرى وأضمحها أبصارها ومسامعها.فحمداً لله سبحانه يدر بالمدرار المزيد غمائمه، ويفوح بنهج القبول لطائمة. أسعدت فوائد الزمن، بقيام قائمنا باليمن، فصاح طائر آل زيد على فَنَنٍ. فليهنكم ما سناه الله وأدناه، وحبانا وإياكم من هذه الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، التي قضى الإيمان ديانها، ووصل بعز السعادة أسبابها، وضرب على العز قبابها، ومدَّ بالتمكين وشدَّ وله الحمد أطنابها. ولا بد من إيداع هذه المكاتبة طرفاً من تعريف نعوته وسماته التي حاكت ضياء الغزال، وأعشب لوردي الهالة حدودها، قطرة من مطرة، ومجَّة من لُجَّة، وهاؤم اقرأوا كتابيه، ثم استقرئوه تجدوه علانية، فليس الخبر كالعيان، وما أفلح من مان. هو الإمام المهدي لدين الله أمير المؤمنين أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد الله بن القاسم بن أحمد بن أبي البركات، وهو إسماعيل بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. نشأ عليه السلام بين التنزيل والتأويل، ودرج بين التحريم والتحليل، بين آباءٍ بررة، وأجداد طهرة، ما بعد هؤلاء الذين سميناهم إلا من ينفحُ عرف الصلاح من ثيابه، ويشد حبائل التقوى بأهدابه. فنسبه كله سلسلة الذهب الصريح غير المؤتشب، بين إمام سابق، ومقتصد لاحق، وغصن سامر، عن أصل في ذروة المجد باسِق. ولمَّا ترعرع غصناً سَرَعْرَعاً، سلك من وراية آبائه الأكرمين طريقاً متبعاً، وسبلاً مهيعاً. فلم يتوقل في درج العلم حتَّى تسنَّم ذراها. وتفيَّأ في ظليل ذراها، ثُمَّ لان له من الغوامض جامحها، فأسلس قيادها، ووطئ شدادها، وأعلى نجادها، وأسال وهادها، وجاش خلالها، وخاض أعدادها وأوسالها. فهذا علم الكلام وأصول الدين قد قرأ فيه فصّل وحصّل، ودقّق وحلّل حتَّى وقف منه على المكنون، وجمع أبكاره والعون. ثُمَّ أصول الفقه وهو النمط الأوسط بين التصرف العقلي والتحكم الشرعي، فلقد جلَّى جوَاده في مضماره، وتغلغل في أنجاده وأغواره، وتكشف له دقائق غرائبه وأسراره. وأمَّا في الفروع فلَه اليد الطولى والقدم الرَّاسخة. وأمَّا الفرضيات فله فيها أوفر الحظ والنصيب، وقد رمَى في أغراضها بالقدح القامر والسهم المصيب، وله فيها غوص الماهر الألمعي، ومحض الناظر اللوذعي. وأمَّا علوم الأدب فقد مَتَّ فيها بحبل متين، ونسب من مبادئ اللغة ومعرفة مفرداتها، ثم معرفة حركاتها وأوزانها إلى حد الكفاية وزيادة. ثم علوم القرآن الكريم، فقد اندرجَت تحت هذه وازداد من وراء ذلك قراءة ما وضعه

المفسّرون من أهل البيت عليهم السلام وأشياعهم من علماء الإسلام، فاطلع ذلك الفجاج، وأخذ يعرى تلك الأدراج، حتَّى أضحى مجاله فيها رحيباً، وجواد حلبته لعوباً. ثم الآيات النبويّة، والأحاديث الصحابية، والسير المقتضية، فقد أخذها أخذ مثله، وعلقت بخاطره إلى حد أعوز الطوف بمثله وشكله.هذه رحمكم الله، وأعز بكم دينه أودية العلم وغيطانه وحدائق الحكم ومصلاته، قد ملك رباها وحمى حماها، ورعَى كلاها، وملاك ذلك جودة الاستنباط وحضور البال ويقظة الخاطر وانتباه الذهن، وحسن الفحص عن لطائف المغمضات، واستثارة دقائق العوص المهمَّات، ولقد رأينا منه عجائباً في كتاب [بغية المرتاد]، وهو جواب عن مسائل فقهيَّة وهي عديمة النص في الأغلب، سأله عنها الشيخ الصدر العالم محي الدين عطية بن محمد بن أحمد النجراني، فحلَّل عقدها، وفتح سددها، وقوم بالإيضاح أودها، وأفاض عليها خليجاً من بحر علمه الزخَّار، وفيض مدده التيَّار، وينبوع علمه الفوَّار، حتى حسرت عن لثامها للاختبار، وكشفت برقعها للنضار، قد نظم في سلكها اللؤلؤ والنضار، وكاد برقها يذهب بالأبصار، ثم فاتحَه الكلام من فاتحه من علماء اليمن، فرأى منه ما يبهر العقول نوراً، ويرُد الطرف دونه حسيراً. وأمَّا ورعه وعفافه، وزهادته وعبادته، وسلامَة السريرة وصفاء الطويَّة، والخشية الدخيلة لبارئ البريَّة، فشيء ظهر ظهور النهار، واشتهر اشتهار دجلة في الأنهار. متقنّع بالحياء، تلمع من جبينه أشعَّة التقوى. ذو سمتٍ قويم، وهدي مستقيم. لم يعرف المجون، ولا شِيْنَ بالمتحفات ولا اقتحمته العيون. نور النبوَّة في أثناء قسماته، وماء الخلافة مطرد على صفحاته. ما زال منذ نشأ يفعة تلحظه العيون بالجلالة، وتهيب إليه القلوب بالزعامة، وتهشُّ نحوه النفوس للإمامة، وتشير إليه الأصابع الخاصَّة والعامة. ولقد تمخضت به الليالي شمساً في أفق العلياء، وسراجاً من مشكاة الضياء، وأصلاً مغرسه سرة البطحاء، وغصن شجرة طيِّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. ولقد عاشرناه من لدن الحداثة حتَّى الغاية المعاشرة وألطفها، فما رأيناه ضاحكاً بصوتٍ عال، إنما ضحكه التبسم، ولا واعلا في ود المزاح، ولا مكاثراً في الكلام، ولا أزرابه الباءة والحال، أنصع الناس خلقاً، وأثقلهم طبعاً، وأكرمهم نفساً، وأنداهم كفاً، وأحفصهم طاشراً، وأهداهم مجلساً، وألينهم عريكة، وأوطاهم جناباً، وله من تعظيم جلال الله وهيبة أمر الله، والجنوح لسلطان حقه، والطوع لحقه، والمسارعة إلى رضاه، والكلف بإحياء دينه ونصرته على حرب الباطل وشياطينه، والإعراض عمَّا سوى ذلك من القبيح وكثير من المباح والمكروه في الأقوال والأفعال والأحوال، مالا ينادي المعرفة بالصفة، ولا يقوم فيه الكتاب بالخطاب. وهذه نعوته وسماته قبل تصديه للزعامة، واضطلاعه بأعباء الإمامة،عرفنا ذلك، وعرفه غيرنا ممن شاهده وعاشره.ولمَّا تمَّ بنعمة الله نوره، وامتدَّ صوته وصيته، وسار ذكره في الآفاق، واصطحبت بتمجيده زمر الرفاق، وقد شخصت نحوه الأبصار، وامتدَّت إليه الآمال في كشف الغمَّة، وهداية الأمَّة، وعلم هو بعين الفرض، وسعى من يقوم بنصرته إليه بالنّص والنهض، من أكابر آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام وعيون العلماء الأعلام، ما هم ملؤوا مسامعه بالبعث والحث البليغ على تلافيه الدماء، وقيامه بأمر الدهماء، كالأمير الكبير المتوكل على الله الداعي إليه أبو محمد أحمد بن الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين، فإنه لحظه بمخايل النجابة، فصدقت مخيلته، ودعاه إلى القيام والتصديق للأمر العام، وبذل ما يجب من نصرته. وكذلك الأمير الكبير شيخ العترة ذي الشرفين عماد الدين صنو أمير المؤمنين، وجلَّة العلماء وهاماتهم دعوه إلى ذلك، وسلكوا بتوجيه الآمال فيه أوضح المسالك. وفي أثناء ذلك يظهر من كراماته وفضائله وبركاته والشفاء بثنائه، وأدرك كثير من الناس حاجة وطره على وفق الندر له ما جبلت القلوب معه على محبته، وتواطأت الألسنة على معرفة حقه. وهو بحر لا يساجل، لو ذهب ذاهب يصف ما اتفق له من ذلك لاستوعب الطوامير. ثم قوى في خاطره إتيان ثلاء من البلاد الحميرية لحاجةٍ عرضت، ولُبَانة سنحت. فخرج من ذي بين وكان قد نزله وأقام فيه سنين، فتسامع به الناس في طريقه، فحفوا به، واكتنفوا بركابه حتى دخل ثلاء في خلقٍ كثير، وحفل عظيم، وتحدث الناس عن لسان حال الإمام لما كانوا يرتقبونه، ويؤملونه؛ وتلقاه إذ ذاك المشائخ الأجلاء آل منصور بن جعفر ورئيسهم يومئذٍ الشيخ سيف الدين صدر العرب منصور بن محمد بالإنصاف والإتحاف، وألقوا بنفوسهم منحطين بين يديه باذلين له النصرة بالنفوس والحصون والأموال، فلم ير إلا القيام مستخيراً لله تعالى، واثقاً به، ومتوكلاً عليه، ومتبرئاً من الحول والقوة إلا به، فقام داعياً إلى الله تعالى على سنن آبائه الأكرمين، متحلياً بحلية الإمامة، ناهضاً بأثقال الزعامة، مشتمراً على نصف السَّاق، سائقاً أعداء دين جده صلى الله عليه وآله وسلم أعنف مساق، غير واهٍ ولا وَانٍ حتى أسمع الناس من قاصٍ ودانٍ، لم يعقه ريب المبطي ولا أناة الملتكي حتى خفقت بنوده، ووفرت جنوده، وأرعدت فرائص الكافرين، وزلزلت أقدام الجاحدين، ولمَّا ولي هذا الأمر العام ازدادت جلالة الفضل، وحصا البندقية على الحك وضوحاً وظهوراً، واستطارت في الآفاق نوراً، فصار له من سعة الصدر ولين الجناب، ودماثة الأخلاق، واحتمال السداد، والاضطلاع بالأعباء الثقال ما يشينه الشامة، ولا يزري في الخاصة والعامة قال:

متبذل في القوم وهو مبجَّلٌ ... متواضع في الحي وهو معظَّمُ

يعلو فيعلم أن ذلك حقه ... ويذلّ فيهم نفسه فيكرَّمُ

لا يحسب الإقلال عدماً بل يرى ... أن المقلَّ من المروءة معدمُ

تفيض يداه على العفاة، لا ينحو به التعقيب ولا يرهقه.

تعود بسط الكفِّ حتى لو انه ... ثناها لقبضٍ لم تطعه أناملُه

عطاء لو اسطاع الذي يستميحه ... لأصبح من بين الورى وهو عاذله

هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلجته المعروف والبحر ساحله

وله من دماثة الرأي، ورصانة الحلم، ورسوخ النظر، ويقظة القلب ما هو ظاهر السبيل، واضح الدليل".

--------------------------------------------------------------------------------

[1] برای شرح حالش نک:

أئمة اليمن (1/171)، مصادر الفكر حبشي (156)، الموسوعة اليمنية (1/62)، تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي (3/209-211)، معجم المؤلفين (2/90)، أعلام المؤلفين الزيدية وفهرست مؤلفاتهم، شماره (151)، ص (164)؛ مؤلفات الزيدية (1/381)، (3/ 77)

([2]) نسخة خطی رقم (1524)، و نيز رقم (1529) در مكتبة الأوقاف در جامع صنعاء، و نيز در مكتبه آل الهاشمي در صعدة، رقم (164). از شروح آن بايد اشاره کرد به: شرح أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي به نام قنطرة الوصول إلى تحقيق جوهرة الأصول، نسخه آن در جامع صنعاء.

[3] منظور ابوطالب و ابوالحسين هاروني هستند
شنبه ۶ مرداد ۱۳۸۶ ساعت ۱۵:۵۲
نظرات



نمایش ایمیل به مخاطبین





نمایش نظر در سایت