آرشیو
آمار بازدید
بازدیدکنندگان تا کنون : ۲٫۰۴۷٫۴۰۶ نفر
بازدیدکنندگان امروز : ۷۹ نفر
تعداد یادداشت ها : ۲٫۰۸۵
بازدید از این یادداشت : ۱٫۳۰۶

پر بازدیدترین یادداشت ها :

پيشتر در همين سايت در رابطه با بازمانده های کتاب الحرة ابو معشر سخن رفت و روايتی از آن را بر اساس کتاب المحاسن والمساوي منسوب به بيهقي منتشر کرديم[1]. البته همانطور که در همان مقاله هم گفته شد، به احتمال قوی کتاب الحرة بخشی از متنی بوده که بعدا با عنوان تاريخ الخلفای ابو معشر خوانده می شده است. سندی که امروز منتشر می کنيم اين احتمال را قوی تر می کند و نشان می دهد که کتاب الحرة و بخش مقتل الحسين ابومعشر هر دو بخشهايی از کتاب التاريخ بوده اند که به دوره ای از تاريخ خلافت اموی مربوط می شده است، ولی احتمالا بخش مقتل الحسين و واقعه حرة آن در دنباله داستان مرگ معاويه و بيعت يزيد همگی در يک جزء آن که به نام کتاب الحرة برای نويسندگانی مانند نجاشي شناخته می شده، قرار می گرفته اند. البته روايت ابو معشر در ادامه به مهمترين وقايع دوران آغاز خلافت مروانی و از آن جمله احداث فتنه ابن الزبير و ادامه آن نيز مربوط می شده که ما خوشبختانه روايتی از آن را بر اساس کتاب الامامة والسياسة منسوب به ابن قتيبه در اختيار داريم. از دوست عزيزمان جناب استاد علی بهراميان که نظر من را به اين موضوع جلب کردند، همينجا تشکر می کنم. من در اينجا تنها متن های مرتبط با اين دوران مهم تاريخی را که مشتمل بر مقتل الحسين و واقعه حرة هست، يکجا بر اساس روايت الامامة والسياسة نقل می کنم. البته بايد بخش مقتل الحسين و واقعه حرة آن با روايت بيهقي مقايسه شود و اختلافات آنها مورد بررسی قرار گيرد. متن الامامة والسياسة هم تنها روايتی از متن اصلی است که در طول زمان البته در روايات و نسخه های مختلف آن تغييراتی می کرده و به آن مواردی افزوده و يا کاسته می شده است؛ به هر حال اين روايت مکمل روايت بيهقي و ابوالعرب است و البته در مواردی نيز هر سه روايت با هم تفاوتهای اساسی دارند. در مورد وقايع ابن الزبير و دوران حجاج ثقفي نيز در روايت کتاب الامامة والسياسة نقلهايی از ابومعشر ديده می شود که پيوستگی مطلب شايد نشان دهنده آن است که آن دسته از روايات نيز از تاريخ منسوب به ابومعشر نقل شده و يا دست کم در تدوين اين قسمت از کتاب، روايت ابومعشر نيز مد نظر بوده است. اما نکته مهم در اين ميان که نويسنده موفق به تشخيص آن شد، اين است که در کتاب الامامة والسياسة، دو بخش مجزا در رابطه با واقعه حرة ديده می شود که در هر دو قسمت به موضوع قيام سيدالشهداء توجه شده است و در واقع در کتاب نوعی بی نظمی در ترتيب حوادث تاريخی در اين بخش ديده می شود. ظاهرا در بخش نخست، نويسنده گرچه در دو مورد، دو روايت از ابو معشر نقل کرده، اما اساس روايت او در اين قسمت روايتی ديگر بوده است؛ در حالی که ظاهرا در روايت دوم واقعه حره که مبتنی بر مقتل الحسين نيز هست، نقلهای نويسنده از ابومعشر بسيار بيشتر است، به طوری که می توان مطمئن بود که اين بخش تماما از ابومعشر روايت شده است. مقايسه اين بخش با نقل بيهقي نيز اين مسئله را تأييد می کند.



ذكر اختلاف الرواة في وقعة الحرة وخبر يزيد:

قال: وذكروا أنه لما بويع يزيد بن معاوية خرج الحسين حتى قدم مكة، فأقام هو وابن الزبير. قال: وقدم عمرو بن سعيد بن العاص في رمضان أميراً على المدينة وعلى الموسم، وعزل الوليد بن عقبة، فلما استوى على المنبر رعف فقال أعرابي مستقبله: مه مه! جاءنا والله بالدم فتلقاه رجل بعمامته، فقال: مه! عم والله الناس، ثم قام يخطب، فناوله آخر عصا لها شعبتان. فقال: مه! شعب والله الناس. ثم خرج إلى مكة، فقدمها يوم التروية، فصلى الحسين ثم خرج.

فلما انصرف عمرو بلغه أن الحسين خرج، فقال: اركبوا كل بعير بين السماء والأرض فاطلبوه. قال: فكان الناس يعجبون من قوله هذا. قال: فطلبوه فلم يدركوه، فأرسل عبد الله بن جعفر ابنيه عوناً ومحمداً ليردا الحسين. فأبى أن يرجع، وخرج الحسين بابني عبد الله بن جعفر معه، ورجع عمرو بن سعيد بن العاص إلى المدينة، فأرسل إلى بن الزبير، فأبى أن يأتيه، وامتنع برجال معه من قريش وغيرهم. قال: فبعث عمرو بن سعيد جيشاً من المدينة يقاتلون بن الزبير. قال: فضرب على أهل الديوان البعث إلى مكة، وهم كارهون للخروج. فقال لهم: إما أن تأتوا ببدل، وإما أن تخرجوا. قال: فجاء الحارث بن مالك بن البرصاء برجل استأجره بخمس مئة درهم إلى عمرو بن سعيد. فقال: قد جئت برجل بدلي. فقال الحارث للرجل الذي استأجره هل لك أن أزيدك خمس مئة أخرى، وتنكح أمك؟ فقال له: أما تستحي؟ فقال: إنما حرمت عليك أمك في مكان واحد، وحرمت عليك الكعبة في كذا وكذا مكان من القرآن. قال فجاء به إلى عمرو بن سعيد، قال: قد جئتك برجل لو أمرته أن ينكح أمه لنكحها. فقال له عمرو: لعنك الله من شيخ قال: فبعثهم إلى مكة يقاتلون بن الزبير، فهزم عمرو بن الزبير، وبعث يزيد بن معاوية عبد الله بن مسعدة الفزاري، يخطب الناس بالمدينة. فقال في خطبته: أهل الشام جند الله الأعظم، وأهل الشام خير الخلق. فقال الحارث بن مالك: ائذن لي أن أتكلم. فقال: اجلس لا أجلسك من شيخ. قال: فتشهد الحارث وقال: لعمر الله لنحن خير من أهل الشام، ما نقمتَ من أهل المدينة إلا أنهم قتلوا أباك وهو يسرق لقاح النبي صلى الله عليه وسلم. أنسيت طعنة أبي قتادة إست أبيك بالرمح، فخرج منه جمعوص مثل هذا، وأشار إلى ساعده، ثم جلس.

ولاية الوليد المدينة وخروج الحسين بن علي:

قال: وذكروا أن يزيد بن معاوية، عزل عمرو بن سعيد، وأمّر الوليد بن عتبة، وخرج الحسين بن علي إلى مكة، فمال الناس إليه، وكثروا عنده واختلفوا إليه، وكان عبد الله بن الزبير فيمن يأتيه. قال: فأتاه كتاب أهل الكوفة فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، من سليمان بن صرد، والمسيب بن نجبة، ورفاعة بن شداد، وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة. أما بعد، فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد، الذي اعتدى على هذه الأمة، فانتزعها حقوقها، واغتصبها أمورها، وغلبها على فيئها، وتأمّر عليها على غير رضاً منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها؛ فبعداً له كما بعدت ثمود، إنه ليس علينا إمام، فاقدم علينا، لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى، فإن النعمان بن بشير في قصر الإمارة، ولسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا مخرجك أخرجناه من الكوفة، وألحقناه بالشام والسلام.

قال: فبعث الحسين بن علي مسلم بن عقيل إلى الكوفة يبايعهم له، وكان على الكوفة النعمان بن بشير. فقال النعمان: لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من بن بحَدل. قال: فبلغ ذلك يزيد، فأراد أن يعزله. فقال لأهل الشام: أشيروا علي، من أستعمل على الكوفة؟ فقالوا: أترضى برأي معاوية؟ قال: نعم، قالوا: فإن الصك بإمرة عبيد الله بن زياد على العراقين قد كتبه في الديوان. قال: فاستعمله على الكوفة، فقدم الكوفة قبل أن يقدم الحسين، وبايع له مسلم بن عقيل وأكثر من ثلاثين ألفاً من أهل الكوفة، فنهضوا معه يريدون عبيد الله بن زياد؛ فجعلوا كلما أشرفوا على زقاق، انسلّ عنه منهم ناس، حتى بقي مسلم في شرذمة قليلة. قال: فجعل أناس يرمونه بالآجر من فوق البيوت؛ فلما رأى ذلك دخل دار هانئ بن عروة المرادي، وكان له فيهم رأي. فقال لها هانئ بن عروة: إن لي من بن زياد مكاناً، وسوف أتمارض له، فإذا جاء يعودني، فاضرب عنقه، قال: فقيل لابن زياد: إن هانئ بن عروة شاك يقيء الدم. قال: وشرب المغرة، فجعل يقيئها. قال: فجاء بن زياد يعوده، وقال لهم هانئ: إذا قلت لكم اسقوني فاخرج إليه فاضرب عنقه، فقال: اسقوني، فأبطأوا عليه، فقال: ويحكم اسقوني ولو كان فيه ذهاب نفسي قال: فخرج عبيد الله بن زياد ولم يصنع الآخر شيئاً، وكان من أشجع الناس، ولكنه أخذته كبوة، فقيل لابن زياد: والله إن في البيت رجلاً متسلحاً. قال: فأرسل بن زياد إلى هانئ فدعاه. فقال: إني شاك لا أستطيع النهوض. فقال: ائتوني به وإن كان شاكياً، قال:فأخرج له دابة، فركب ومعه عصاه وكان أعرج، فجعل يسير قليلاً ويقف، ويقول: ما لي أذهب إلى بن زياد؟ فما زال ذلك دأبه حتى دخل عليه. فقال له عبيد الله بن زياد: يا، هانئ، أما كانت يد زياد عندك بيضاء؟ قال: بلى، قال: ويدي؟ قال بلى، فقال يا هانئ، قد كانت لكم عندي يد بيضاء، وقد أمنتك على نفسك ومالك، فتناول العصا التي كانت بيد هانئ، فضرب بها وجهه حتى كسرها، ثم قدمه فضرب عنقه. قال: وأرسل جماعة إلى مسلم بن عقيل، فخرج عليهم بسيفه، فما زال يقاتلهم حتى أخرج وأسر، فلما أسر بعث الرجال، فقال: اسقوني ماء. قال: ومعه رجل من بني أبي معيط ورجل من بني سليم يقال له: شهر بن حوشب. فقال له شهر بن حوشب: لا أسقيك إلا من البئر. فقال المعيطي: والله لا نسقيه إلا من الفرات، قال: فأمر غلاماً له، فأتاه بإبريق من ماء، وقدح قوارير ومنديل. قال: فسقاه فتمضمض مسلم، فخرج الدم، فما زال يمسح الدم، ولا يسيغ شيئاً منه حتى قال: أخروه عني. قال: فلما أصبح دعا به عبيد الله بن زياد وهو قصير، فقدمه لتضرب عنقه، فقال: دعني حتى أوصي، فقال: أوص. فنظر مسلم في وجوه الناس فقال لعمرو بن سعيد: ما أرى هاهنا من قريش غيرك، فادن مني حتى أكلمك، فدنا منه، فقال له: هل لك أن تكون سيد قريش ما كانت قريش؟ إن الحسين ومن معه وهم تسعون بين رجل وامرأة في الطريق فارددهم، واكتب إليهم بما أصابني. قال: فضرب عنقه وألقاه عمرو لعبيد الله وقال: أتدري ما قال؟ فقال عبيد الله: اكتم على بن عمك. فقال عمرو: هو أعظم من ذلك، فقال بن زياد: فأي شيء هو؟ قال: أخبرني أن الحسين ومن معه قد أقبل. وهم تسعون إنساناً بين رجل وامرأة. فقال: أما والله إذ دللت عليه لا يقاتلهم أحد غيرك.

قتال عمرو بن سعيد الحسين وقتله:

قال: وذكروا أن عبيداً بن زياد، بعث جيشاً أمّر عليهم عمرو بن سعيد، وقد جاء الحسين الخبر، فهم أن يرجع ومعه خمسة من بني عقيل فقالوا له: أترجع وقد قتل أخونا، وقد جاءك من الكتب ما نثق به؟ فقال لبعض أصحابه: والله مالي عن هؤلاء من صبر، يعني بني عقيل. قال: فلقيه الجيش على خيولهم بوادي السباع، فلقوهم وليس معهم ماء. فقالوا: يا بن بنت رسول الله اسقنا. قال: فأخرج لكل فارس صحفة من ماء، فسقاهم بقدر ما يمسك برمقهم. ثم قالوا: سر يا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما زالوا يرجونه، وأخذوا به على الجرف حتى نزلوا بكربلاء، فقال الحسين: أي أرض هذه؟ قالوا: كربلاء، قال: هذا كرب وبلاء. قال: فنزلوا وبينهم وبين الماء ربوة، فأراد الحسين وأصحابه الماء فحالوا بينهم وبينه. فقال له شهر بن حوشب: لا تشربوا منه حتى تشربوا من الحميم، فقال عباس بن علي: يا أبا عبد الله، نحن على الحق فنقاتل؟ قال: نعم. فركب فرسه، وحمل بعض أصحابه على الخيول، ثم حمل عليهم فكشفهم عن الماء حتى شربوا وسقوا. ثم بعث عبيد الله بن زياد عمرو بن سعيد يقاتلهم. قال الحسين: يا عمرو، اختر مني ثلاث خصال، إما أن تتركني أرجع كما جئت، فإن أبيت هذه فأخرى، سيرني إلى الترك أقاتلهم حتى أموت، أو تسيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده؛ فيحكم فيّ بما يريد. فأرسل عمرو إلى بن زياد بذلك فهم أن يسيره إلى يزيد. فقال له شهر بن حوشب: قد أمكنك الله من عدوك وتسيره إلى يزيد، والله لئن سار إلى يزيد لا رأى مكروهاً، وليكونن من يزيد بالمكان الذي لا تناله أنت منه، ولا غيرك من أهل الأرض، لا تسيره ولا تبلعه ريقه حتى ينزل على حكمك. قال: فأرسل إليه يقول: لا، إلا أن تنزل على حكمي. فقال الحسين: أنزل على حكم بن زانية؟ لا والله لا أفعل، الموت دون ذلك وأحلى. قال: وأبطأ عمرو بن سعيد عن قتاله. فأرسل عبيد الله بن زياد إلى شهر بن حوشب إن تقدم عمرو يقاتل، وإلا فاقتله، وكن أنت مكانه. قال: وكان مع عمرو بن سعيد من قريش ثلاثون رجلاً من أهل الكوفة، فقالوا: يعرض عليكم بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال لا تقبلون واحدة منها؟ فتحولوا مع الحسين، فقاتلوا. قال: فرأى رجل من أهل الكوفة عبد الله بن الحسين بن علي على فرس، وكان من أجمل الناس. قال: لأقتلن هذا الفتى، فقيل له: ويحك، ما تصنع بقتله، دعه، قال: فحمل عليه فضربه، فقطع يده، ثم ضربه ضربة أخرى فقتله، ثم قتلوا جميعاً. فقتل يومئذ الحسين بن علي، وعباس بن علي، وعثمان بن علي، وأبو بكر بن علي، وجعفر بن علي، وأمهم أم البنين بنت حرام الكلابية، وإبراهيم بن علي، وأمه أم ولد، وعبد الله بن علي، وخمسة من بني عقيل، وابنان لعبد الله بن جعفر: عون، ومحمد، وثلاثة من بني هاشم، ونساء من نسائهم، وفيهم فاطمة بنت الحسين بن علي، وفيهم محمد بن علي، وابنا جعفر، ومحمد بن الحسين بن علي.



قدوم من أسر من آل علي على يزيد:

قال: وذكروا أن أبا معشر قال: حدثني محمد بن الحسين بن علي، قال: دخلنا على يزيد، ونحن اثنا عشر غلاماً مغللين في الحديد وعلينا قمص. فقال يزيد: أخلصتم أنفسكم بعبيد أهل العراق؟ وما علمت بخروج أبي عبد الله حين خرج، ولا بقتله حين قتل. قال: فقال علي بن الحسين: "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير. لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور" الحديد: 22 - 23. قال: فغضب يزيد، وجعل يعبث بلحيته، وقال: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير" الشورى:30، يا أهل الشام ما ترون في هؤلاء؟ فقال رجل من أهل الشام لا تتخذن من كلب سوء جروا. فقال النعمان بن بشير: يا أمير المؤمنين! اصنع بهم ما كان يصنع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآهم بهذه الحال. فقالت فاطمة بنت الحسين: يا يزيد بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فبكى يزيد حتى كادت نفسه تفيض، وبكى أهل الشام حتى علت أصواتهم. ثم قال: خلوا عنهم، واذهبوا بهم إلى الحمام، واغسلوهم، واضربوا عليهم القباب، ففعلوا، وأمال عليهم المطبخ وكساهم، وأخرج لهم الجوائز الكثيرة من الأموال والكسوة ثم قال: لو كان بينهم وبين عاضّ بظر أمه نسب ما قتلهم، ارجعوا إلى المدينة. قال: فبعث بهم من صار بهم إلى المدينة.

إخراج بني أمية عن المدينة، وذكر قتال أهل الحرة:

قال: وذكروا في قصة إخراج بني أمية عن المدينة، قالوا: بعث عثمان بن محمد أمير المدينة إلى يزيد بقميصه مشقوقاً وكتب إليه: واغوثاه! إن أهل المدينة أخرجوا قومنا من المدينة.
قال أبو معشر: فخرج يزيد بعد العتمة، ومعه شمعتان شمعة عن يمينه، وشمعة عن يساره، وعليه معصفرتان، وقد نقش جبهته كأنها ترس، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، يا أهل الشام، فإنه كتب إليّ عثمان بن محمد أن أهل المدينة أخرجوا قومنا من المدينة، ووالله لأن تقع الخضراء على الغبراء أحب إلي من هذا الخبر. قال: وكان معاوية أوصى يزيد فقال له: إن رابك من قومك ريب، أو تنقص عليك منهم أحد، فعليك بأعور بني مرة، فاستشره، يعني مسلم بن عقبة، فلما كانت تلك الليلة قال يزيد: أين مسلم بن عقبة؟ فقام فقال: ها أنا ذا. قال: عبئ ثلاثين ألفاً من الخيل. قال: وكان معقل بن سنان الأشجعيّ نازلاً على مسلم بن عقبة. فقال له مسلم بن عقبة: إن أمير المؤمنين أمرني أن أتوجه إلى المدينة في ثلاثين ألفاً. فقال له: استعفه. قال: لا. قال: فاركب فيلاً أو فيلة، وتكون أبا يكسوم، فمرض مسلم قبل خروجه من الشام، فأدنف فدخل عليه يزيد بن معاوية يعوده؟ قال له: قد كنت وجهتك لهذا البعث، وكان أمير المؤمنين معاوية قد أوصاني بك، وأراك مدنفاً ليس فيك سفر. فقال: يا أمير المؤمنين أنشدك الله، أن لا تحرمني أجراً ساقه الله إلي، إنما أنا امرؤ وليس بي بأس. قال: فلم يطق من الوجع أن يركب بعيراً ولا دابة، فوضع على سرير، وحمله الرجال على أعناقهم، حتى جاءوا مكاناً يقال له البتراء، فأرادوا النزول به. فقال لهم: ما اسم هذا المكان؟ فقيل له البتراء. فقال: لا تنزلوا به، ثم سار حتى حاجزة، فنزل به، فأرسل إلى أهل المدينة: إن أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام، ويقول لكم: أنتم الأصل والعشيرة والأهل، فاتقوا الله واسمعوا وأطيعوا، فإن لكم عندي في عهد الله وميثاقه عطاءين في كل سنة، عطاء في الصيف، وعطاء في الشتاء، ولكم عندي عهد الله وميثاقه، أن أجعل سعر الحنطة عندكم كسعر الحنطة عندنا، والحنطة يومئذ سبعة آصع بدرهم، وأما العطاء الذي ذهب به عنكم عمرو بن سعيد، فعلي أن أخرجه لكم، وكان عمرو بن سعيد قد أخذ أعطياتهم، فاشترى بهم عبيداً لنفسه. فقالوا لمسلم: نخلعه كما نخلع عمائمنا، يعنون يزيد، وكما نخلع نعالنا. قال: فقاتلهم، فهزم الناسُ أهل المدينة.
قال أبو معشر: حدثنا محمد بن عمرو بن حزم، قال: قتل بضعة وسبعون رجلاً من قريش، وبضعة وسبعون رجلاً من الأنصار، وقتل من الناس نحو من أربعة آلاف، وقتل ابنان لعبد الله بن جعفر، وقتل أربعة أو خمسة من ولد زيد بن ثابت لصلبه. فقال مسلم بن عقبة لأهل الشام: كفوا أيديكم، فخرج محمد بن سعد بن أبي وقاص، يريد القتال، فقاتلهم بعد الكف. فقال مسلم بن عقبة: انهبها ثلاثاً. قال: فقتل الناس، وفضحت النساء، ونهبت الأموال. فلما فرغ مسلم بن عقبة من القتال، انتقل من منزله ذلك إلى قصر بني عامر بدومة، فدعا أهل المدينة من بقي منهم للبيعة. قال: فجاء عمرو بن عثمان بن عفان بيزيد بن عبد الله بن زمعة، وجدته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عمرو قال لأم سلمة: أرسلي معي بن بنتك، فجاء به إلى مسلم، فلما تقدم يزيد قال له مسلم: تبايع لعبد الله يزيد أمير المؤمنين على أنكم خول له، مما أفاء الله عليه بأسياف المسلمين، إن شاء وهب، وإن شاء أعتق، وإن شاء استرق، فقال يزيد: لأنا أقرب إلى أمير المؤمنين منك. قال: والله لا تستقبلها أبداً. فقال عمرو بن عثمان: أنشدك الله، فإني أخذته من أم سلمة، بعهده وميثاقه،أن أرده إليها. قال: فركضه برجله، فرماه من فوق السرير، فقتل يزيد بن عبد الله، ثم أتي محمد بن أبي جهم - بن حذيفة العدوي - مغلولاً. فقال له مسلم: أنت القائل، اقتلوا سبعة عشر رجلاً من بني أمية لا تروا شراً أبداً. قال: قد قلتها ولكن لا يسمع لقصير أمر، فأرسل يدي، وقد برئت مني الذمة، إنما نزلت بعهد الله وميثاقه. قال: لا، والله حتى أقدمك إلى النار. قال: فضرب عنقه. ثم جاء معقل بن سنان الأشجعي، وكان جالساً في بيته، فأتاه مئة رجل من قومه، فقالوا له: اذهب بنا إلى الأمير حتى نبايعه. فقال لهم: إني قد قلت له قولاً، وأنا أتخوف، فقالوا: لا، والله لا يصل إليك أبداً؛ فلما بلغوا الباب أدخلوا معقلاً، وحبسوا الآخرين، وأغلقوا الباب؛ فلما نظر إليه مسلم بن عقبة قال: إني أرى شيخاً قد تعب وعطش، أسقوه من البلح الذي زودني به أمير المؤمنين، قال: فخاضوا له بلحاً بعسل فشربه. قال له: أشربت؟ قال: نعم، قال: والله لا تبولها من مثانتك أبداً، أنت القائل: اركب فيلاً أو فيلة وتكون أبا يكسوم. فقال معقل: أما والله لقد تخوفت ذلك منك، وإنما غلبتني عشيرتي. قال: فجعل يفري جبة كانت عليه، وقال: أكره أن يلبسوها، فضرب عنقه. ثم سار إلى مكة، حتى إذا بلغ قفا المشلل أدنف، فدعا الحصين بن نمير. فقال له: يا بن برذعة الحمار، والله ما خلق الله أحداً أبغض إلي منك، ولولا أن أمير المؤمنين أمرني أن أستخلفك ما استخلفتك، أتسمع؟ قال: نعم؛ قال: لا تكونن إلا على الوقاف، ثم الثقاف، ثم الانصراف، ولا تمكن قريشاً من أذنك. ثم مات مسلم بن عقبة، فدفن بقفا المشلل، وكانت أم ولد ليزيد بن عبد الله بن زمعة بأستار، فخرجت إليه فنبشته من قبره، ثم أحرقت عليه بالنار، وأخذت أكفانه فشقتها، وعلقتها بالشجرة، فكل من مر عليه يرميه بالحجارة، وسار الحصين حتى جاء مكة، فدعاهم إلى الطاعة، وعبد الله بن الزبير يومئذ بمكة، فلم يجبه، فقاتله، فقتل يومئذ المنذر بن الزبير، ورجلان من إخوته، ومصعب بن عبد الرحمن، والمسور بن مخرمة.

قال أبو معشر[2]: دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي لها، فقال لها: هل من مال؟ قالت: لا والله ما تركوا لي شيئاً. فقال: والله لتخرجن إلي شيئاً أو لأقتلنك وصبيك هذا. فقالت له: ويحك إنه ولد بن أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم معه يوم بيعة الشجرة، على أن لا أزني، ولا أسرق، ولا أقتل ولدي، ولا آتي ببهتان أفتريه، فما أتيت شيئاً فاتق الله. ثم قالت لابنها: يا بني، والله لو كان عندي شيء لافتديتك به. قال:. فأخذ برجل الصبي، والثدي في فمه، فجذبه من حجرها، فضرب به الحائط فانتثر دماغه في الأرض، قال: فلم يخرج من البيت حتى اسود نصف وجهه، وصار مثلاً.
قال أبو معشر: قال لي رجل: بينا أنا في بعض أسواق الشام، إذا برجل ضخم، فقال لي: ممن أنت؟ قلت: رجل من أهل المدينة، قال: من أهل الخبيثة؟ قال: فقلت له: سبحان الله، رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها طيبة وسميتها خبيثة! قال: فبكى، فقلت له: ما يبكيك، قال: العجب والله، كنت أغزو الصائفة كل عام زمن معاوية، فأتيت في المنام فقيل لي: إنك تغزو المدينة، وتقتل فيها رجلاً يقال له: محمد بن عمرو بن حزم، وتكون بقتله من أهل النار. قال: فقلت: ما هذا من شأن المدينة، ولا يقع في نفس مدينة الرسول. قال: فقلت: لعلها بعض مدائن الروم، فكنت أغزو ولا أسل فيها سيفاً، حتى مات معاوية، وولي يزيد، فضرب قرعة بعث المدينة، فأصابتني القرعة. قال: فقلت: هي هذه والله، فأرت أن يأخذوا مني بديلاً، فأبوا، فقلت في نفسي: أما إذا أبوا، فإني لا أسل فيها سيفاً، قال: فحضرت الحرة، فخرج أصحابي يقاتلون، وجلست في فسطاطي، فلما فرغوا من القتال، جاءنا أصحابنا، فقالوا: دخلنا وفرغنا من الناس، فقال بعض أصحابي لبعض: تعالوا حتى ننظر إلى القتلى، فتقلدت سيفي وخرجت، فجعلنا ننظر إلى القتلى ونقول: هذا فلان، وذا فلان، فإذا رجل في بعض تلك الدارات في يده سيف، وقد أزبد شدقاه، وحوله صرعى من أهل الشام، فلما أبصرني قال: يا كلب احقن عني دمك. قال: فنسيت والله كل شيء، فحملت عليه، فقاتلته فقتلته، فسطع نور بين عينيه وسقط في يدي، قلت: من هذا؟ فقيل لي: هذا محمد بن عمرو بن حزم، فجعلت أدور مع أصحابي، فيقولون: هذا فلان، وهذا فلان. فمر إنسان لا يعرف، فقال: من قتل هذا، ويحكم، يريد محمد بن عمرو بن حزم! قتله الله، والله لا يرى الجنة بعينه أبداً.
--------------------------------------------------------------------------------

[1] نيز بر اساس روايت ابوالعرب در المحن.

[2] اين روايت و روايت بعدی منقول از ابومعشر را از بخشهای متقدمتر کتاب نقل کرده ايم که چنانکه گفتيم ظاهرا مستقل از روايت ابومعشر تدوين شده اند و با بخش بعدی که بازگشتی دوباره به موضوع حرة و اين بار بطور مفصلتری مشتمل بر واقعه کربلا و مقدمات آن است، و آن را روايت ابومعشر می دانيم، متفاوت است.
پنجشنبه ۲۵ آذر ۱۳۸۹ ساعت ۱۲:۵۷
نظرات



نمایش ایمیل به مخاطبین





نمایش نظر در سایت