آرشیو
آمار بازدید
بازدیدکنندگان تا کنون : ۲٫۰۴۷٫۴۰۶ نفر
بازدیدکنندگان امروز : ۷۹ نفر
تعداد یادداشت ها : ۲٫۰۸۵
بازدید از این یادداشت : ۸۳۹

پر بازدیدترین یادداشت ها :

قطب الدين راوندي (د. 573 ق)، فقيه برجسته نيمه سده ششم قمری ساکن شهر ري نه تنها در دانش حديث دست داشت بلکه در علم کلام هم تبحر داشت. متأسفانه مهمترين آثار کلامی و فقهی و اصولی او از ميان رفته و ما برداشت کاملی از دانش او در زمينه کلام و اصول فقه و ميزان مساهمت وی در دانش فقه نداريم. شرح احوال او را بسياری نوشته اند و از همه دقيقتر آنی است که محقق طباطبايي در سلسله مقالات شروح نهج البلاغة در مجله تراثنا منتشر کرد. ما در نوشته ای مستقل که به زودی در همين سايت منتشر می شود گرايشات کلامی او را مورد مطالعه قرار داده ايم. در آن مقاله اظهار کرده ايم که قطب الدين راوندي ضمن آنکه دقيقاً با مبانی مکتب بهشمي آشنايی داشته اما مبانی مکتب مخالف يعنی مکتب ابو الحسين بصري را هم می شناخته و حتی تلاش می کرده در تعدادی از مهمترين مواضع اختلاف، موضعی حد وسط را تا آنجا که امکان داشته اتخاذ کند. به هر حال اينک روشن است که مکتب ابوالحسين بصري به نيکی در دوران او در ميان اماميه شناخته بوده؛ گرچه با سديد الدين حمصي است که عملاً اماميه ري و خراسان و بعد حلّه راه خود را از مکتب بهشمي جدا کرد که علل آن را در نوشته ای مستقل که درباره سديد الدين حمصي نوشته ايم بررسی کرده ايم.
از نکات جالب توجه درباره قطب الدين راوندي و آشناييش با آثار مکتب ابو الحسين بصري اين است که او در تأليف كتاب الفرق بين الحيل و المعجزات که يکی از متونی است که نسخه آن را در پايان الخرائج والجرائح خود قرار داده، به تفصيل از آثار اين مکتب بهره می گيرد بدون آنکه کمترين اشاره ای به اين موضوع بکند. درباره اين متن، اين توضيح لازم است که در کتاب الخرائج والجرائح، قطب راوندي چند متن را که پيشتر نوشته بوده و بيشتر رساله هايی چند برگی را شامل می شده در پايان کتاب و هر يک را در يکی از فصلهای کتاب خرائج قرار داده است؛ از جمله در "الباب التاسع عشر" که عنوانش را اين قرار داده است: "في الفرق بين الحيل و بين المعجزات و الفصل بين المكر و الإعجاز" که در واقع متن كتاب الفرق بين الحيل و المعجزات خود را که پيشتر آن را نوشته بوده در اين فصل قرار می دهد. او خود درباره اين رساله های الحاقی به متن اصلی الخرائج والجرائح چنين می نويسد (نک: الخرائج و الجرائح ؛ ج‏2 ؛ ص791: " ...و قد كنت جمعت خمس مختصرات تتعلق بهذا الفن من العلوم فأضفتها إلى هذا الكتاب أيضا بالخطبة التي في أول كل واحد منها و هي كتاب نوادر المعجزات و كتاب أم المعجزات و كتاب الفرق بين الحيل و المعجزات و كتاب الموازاة بين المعجزات و كتاب العلامات للنبي و الأئمة عليهم أفضل الصلوات". ‏قطب راوندي در يک جا از متن اين رساله بابی را باز می کند درباره مطاعنی که بر معجزات پيامبران، کسانی مانند محمد بن زکريای رازي و يا ابن راوندي وارد کرده اند و بعد در دنباله با شيوه ای کلامی و با نام بردن از متکلمان برجسته معتزلی مانند ابو علي جبايي و ابو اسحاق بن عيّاش به رد گفته های آنان می پردازد. ظاهر عبارات اين است که متن از خود قطب راوندي است؛ در حالی که چنين نيست. اين بخش از رساله او با تفاوتهايی بسيار اندک در کتاب الفائق محمود ابن الملاحمي و نيز در المنقذ من التقليد سديد الدين حمصي آمده است. کتاب سديد الدين حمصي را می دانيم که متکی بوده بر آثاری از ابو الحسين بصري و نيز محمود ابن الملاحمي. مطالب مربوط به بخش نبوت در کتاب الفائق ابن الملاحمي خود متکی است بر متن المعتمد همو که متأسفانه بخشهای مربوطه در آن تاکنون به دست نيامده اما به هر حال می دانيم که الفائق خلاصه ای بوده است از المعتمد. از ديگر سو ابن الملاحمي در المعتمد (و طبعاً الفائق) به شكل بسيار وسيعی و گاه به عين الفاظ متکی بوده است بر دو کتاب تصفح الأدلة و غرر الأدله، هر دو تأليف ابو الحسين بصري. در بخش نبوت البته تصفح الأدلة به دليل نقص کتاب نمی توانسته منبع ابن الملاحمي در اين قسمت باشد؛ اما در اينجا ابن الملاحمي بر متن غرر الأدله ابوالحسين بصري متکی بوده است. سديد الدين حمصي نيز متن غرر الأدلة را در اختيار داشته و او می توانسته مستقيم و يا به واسطه الفائق ابن الملاحمي که آن را هم در اختيار داشته، مطالب اين بخش را در المنقذ من التقليد خود قرار دهد. قطب راوندي که طبعاً کتابش را پيش از سديد الدين نوشته نمی توانسته به واسطه سديد الدين حمصي اين مطالب را در کتابش نقل کند؛ بلکه واسطه نقل او به احتمال زياد متن کتاب الفائق ابن الملاحمي و شايد هم مستقيماً خود غرر الأدله ابو الحسين بصري بوده است. اين نکته حائز اهميت است و نشان از آشنايي اماميه با آثار مکتب ابو الحسين بصري حتی پيش از دوران سديد الدين حمصي دارد. اينجا عين اين بخش مورد گفتگو را می آوريم (نک: الخرائج و الجرائح ؛ ج‏3 ؛ ص1034 تا 1038):
" باب في مطاعن المعجزات و جواباتها و إبطالها. ذكر ابن زكريا المتطبب‏ في مقابل المعجزات أمورا يسيرة لا يتمكن منها إلا بالمواطاة و الحيل و أعجب منها ما يفعله المشعبذون في كل زمان. فذكر ما نقل عن زرادشت من صب الصفر المذاب على صدره و من بعض سدنة بيت الأوثان أنه كان منحنيا على سيف و قد خرج من ظهره لا يسيل منه دم بل ماء أصفر و كان يخبرهم بأمور. قال: و رأيت رجلا كان يتكلم من إبطه و آخر لم يأكل خمسة و عشرين يوما و هو مع ذلك حصيف‏ البدن. و أين ما ذكره من فلق البحر [حتى صار كل فرق منه‏ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ‏ و من إحياء ميت متقادم العهد و يبقى حيا حتى يولد] و انفجار الماء الكثير من حجر صغير أو من بين الأصابع حتى يشرب الخلق الكثير. فصل:‏ و الذي ذكره ابن زكريا عن زرادشت إنما يمكن منه بطلاء الطلق‏ و هو دواء يمنع من الاحتراق و في زماننا نسمع أن أناسا يدخلون التنور المسجور بالغضى‏.و أما إراءة السيف نافذا في البطن فهو شعبذة معروفة فإنه يكون مجوفا يدخل بعضه في البعض فيري المشعبذ أنه يدخل في جوفه. و أما الإمساك عن أكل الطعام فهو عادة يعتادها كثير من الناس و المتصوفة يعودون أنفسهم التجويع أربعين يوما. و قيل إن بعض الصحابة من يصوم صوم الوصال‏ خمسة عشر يوما. و أما المتكلم من الإبط فيجوز أن يكون ذلك أصواتا مقطعة قريبة من الحروف [و أن يكون حروفا متميزة كأصوات كثير من الطيور و قد يسمع من صرير الباب ما يقرب من الحروف‏] و هو مبهم في هذه الحكاية. فيجوز أن يخبر أن ذلك كان كلاما خالصا و يجوز أن يتعمد ذلك الإنسان له و يصل إلى ذلك بالتجربة و الاستعمال و قد رأينا في زماننا من كان يحكى عنه مثل ذلك و الذي يحكى عن الحلاج أغرب و أعجب. و قد وقع العلماء على وجوه الحيل فيها و كل من تفكر في حيلهم أياما وقف عليها و ما من حيلة إلا و تحصل عقيب سبب و ليس فيها ما تنقض به العادة. فصل‏: و طعن ابن زكريا في المعجزات من وجه آخر فقال و قد يوجد في طبائع الأشياء أعاجيب و ذكر حجر المغناطيس و جذبه للحديد و باغض الخل و هو حجر إذا ألقي في إناء خل فإنه يهرب منه و لا ينزل إلى الخل و الزمرد يسيل عين الأفعى و السمكة الرعادة يرتعد صاحبها ما دامت في شبكته و كان آخذا بخيط الشبكة. قال فلا يمتنع أيضا فيما يأتي به الدعاة أنها ليست منها بل ببعض‏ الطبائع إلا أن يدعي مدع أنه أحاط علما بجميع طبائع جواهر العالم و امتناع ذلك بين. و ذكر أبو إسحاق ابن عياش‏ أنه أخذ هذا على (کذا: عن) ابن الراوندي‏ فإنه قال في كتاب له سماه الزمرد على من يحتج بصحة النبوة بالمعجزات فقال: من أين لكم أن الخلق يعجزون عنه هل شاهدتم الخلق أو أحطتم علما بمنتهى قواهم و حيلهم فإن قالوا نعم فقد كذبوا لأنهم لم يجوبوا الشرق و الغرب و لا امتحنوا الناس جميعا ثم ذكر أفعال الأحجار كحجر المغناطيس و غيره. قال أبو إسحاق: فأجابه أبو علي‏ في نقضه عليه أنه يجوز أن يكون في الطبائع ما تجذب به النجوم و تسير به الجبال في الهواء و يحيى به الموتى بعد ما صاروا رميما فإذا لا يمكن أن يفصل بين الممكن المعتاد و ما ليس بمعتاد و لا بين ما [ينفذ فيه حيلة و بين ما] لا ينفذ فيه حيلة إلا أن يجوب البلاد شرقا و غربا و يعرف جميع قوى الخلق. فأما إذا سلم أن يعلم باضطرار المعتاد و غيره و ما لا تنفذ فيه حيلة لزمه النظر في‏ المعجزات قبل أن يجوب البلاد فليس يحتاج في معرفة كون الجاذب معجزا إلى ما ذكر من معرفة قوى الخلق و طبائع الجواهر. و لهذا لو ادعى واحد النبوة و جذب بالتراب الجبل علمنا أنه ليس فيه وجه حيلة و إنا نعلم بذلك صدقه قبل أن نجوب البلاد و نعرف جميع الطبائع. و قال أبو إسحاق: إن جميع ما يذكر في خصائص الأحجار أكثره كذب و ذكر أن واحدا أمر أن يجي‏ء بالأفاعي في سبد و جعل الزمرد الفائق في رأس قصبة و وجه به عين الأفاعي فلم تسل. ثم إن جميع ما ذكره يسقط بما شرطناه في المعجزات و نقش عند أهل البصر. و من تقوى دواعيه إلى كشف عوارة الزمان الطويل فلا يوقف منه على وجه حيلة فيما ذكروه ما هو معناه ظاهر لأكثر الناس كحجر المغناطيس أو يوقف فيه على وجهه".
اينجا برای مقايسه فصل مشابه را از کتاب سديد الدين حمصي نقل می کنيم (نک: المنقذ من التقليد، ج‏1، ص: 418 تا 420): "و ما ذكره الطاعنون في المعجزات في مقابلتها، فانّما هي امور يسيرة يتمكّن منه بالمواطاة و الحيل، و ما يفعله المشعبذون في كلّ زمان فهو أعجب منها. ذكر ابن زكريا المتطبّب ما ينقل عن زرادشت من صبّ الصفر المذاب على صدره، و من خدم سدنة بيت الأوثان أنّه كان منحنيا على سيف و قد خرج من ظهره لا يسيل منه دم بل ماء أصفر، و كان يخبرهم بأمور. قال: و رأيت رجلا كان يتكلّم من إبطه، و رأيت آخر لم يأكل خمسة و عشرين يوما، و هو مع ذلك قويّ خصيف البدن. و أي نسبة لأمثال هذه التخيّلات و المحالات إلى قلب العصا ثعبانا و فلق البحر، و إحياء الموتى و إبراء الأكمه و الأبرص، و فصاحة القرآن و بلاغته، و انفجار الماء الكثير من الحجر الصغير أو من بين الأصابع حتى يشرب منه الخلق الكثير. أمّا ما ذكره ابن زكريّا عن زرادشت، فانّه تمكّن من طلي الطلق على بدنه، و هو دواء يمنع من الإحراق، و قد كان في زماننا من يدخل التنور المسجور بالغضا. و أمّا إراءة السيف نافذا في البطن، فشعبذة معروفة. يقال إنّه يكون مجوّفا يدخل بعضه في بعض، فيرى المشعبذ انّه يدخل جوفه. و أمّا الإمساك عن الطعام فعادة يعتادها كثير من الناس. و في الصوفيّة من يعوّد نفسه الجوع أربعين يوما، و نقل أنّ عبد اللّه بن الزبير كان يصوم صوم الوصال خمسة عشر يوما، و يقال إنّه كان من أقوى أهل زمانه. و أمّا التكلّم من الإبط فيتصوّر أن يكون ذلك أصواتا مقطّعة بالإبط قريبة من الحروف و لم تكن أصواتا متميّزة كأصوات كثير من الطيور، و قد يسمع من صرير الباب ما يشبه بعض الحروف و يقرب منها. و في الجملة الحاكي غير معتمد في الحكاية، فيجوز أن يخبر أن ذلك كان كلاما خالصا، و لا يكون كذلك و يمكن أن يتعمّل ذلك الإنسان له و يصل إلى ذلك بالتجربة و الاستعمال. و يحكى عن الحلّاج ما هو أغرب و اعجب من جميع ذلك. و قد وقف العلماء على وجوه الحيل فيها و ذكروها في كتبهم. و قد طعن ابن زكريّا في المعجزات من وجه آخر، فقال: و قد يوجد في طبايع الأشياء أعاجيب، و ذكر حجر المغناطيس المعروف و جذبه الحديد و باغض الخلّ، و هو حجر إذا القي في إناء خلّ، فانّه يتنكّب منه و لا ينزل إلى الخلّ، و الزّمرّد، فانّه يسيل عين الأفعى، و السمكة الرّعادة يرتعدّ صائدها ما دامت في شبكته و كان آخذا بخيط الشبكة. فلا يمنع أيضا فيما يظهر على المدّعين للنبوة أن يقال إنّه ليس منهم، بل ببعض الطبائع، إلّا أن يدّعي مدّع أنّه أحاط علما بجميع طبايع جواهر العالم، و بطلان ذلك ظاهر بيّن. و ذكر أبو إسحاق بن عيّاش: «أن ابن زكريّا أخذ هذا عن ابن الروندي، فانّه ذكر في كتاب له سمّاه الزمرد رادّا على من يحتجّ بصحّة النبوّة بالمعجزات، فقال: «و من أين لكم أنّ الخلق يعجزون منه؟ هل شاهدتم الخلق طرّا؟ أو أحطتم علما بمنتهى قواهم و حيلهم؟ فإن قلتم: نعم، كذبتم، لأنّكم لم تجوبوا الشرق و الغرب و لا امتحنتم الناس جميعا». ثمّ ذكر أفعال الأحجار، كحجر المعناطيس و غيره. قال الشيخ أبو إسحاق: «فأجابه الشيخ أبو عليّ في نقضه عليه: أن يجوز أن يكون في الطبائع ما يجذب به النجوم و ما يسير به الخيال في الهواء، و يحيى به الموتى بعد ما صاروا رميما من حيث أن على علّته هذه لا يمكنه الفصل و المميّز بين المعتاد و الممكن و بين ما ليس بمعتاد، و لا بين ما ينفذ فيه حيلة و بين ما لا ينفذ فيه حيلة، إلّا أن يجوب البلاد شرقا و غربا يعرف قوى جميع الخلق. فأمّا إذا سلّم أن يعلم باضطرار المعتاد و غيره و ما لا ينفذ فيه حيلة و ما ينفذ فيه الحيلة لزمه النظر في المعجزات قبل أن يجوب البلاد شرقا و غربا، و لا يحتاج في معرفة كون المعجز معجزا إلى ما ذكره من معرفة قوى الخلق و طبايع الجواهر. و على هذا لو ادّعى واحد النبوّة و جعل معجزه انّه يجذب الحديد بالتراب و جذب و علمنا أنّه ليس فيه وجه حيلة، فأنّا نعلم بذلك صدقه قبل أن نجوب البلاد و نعرف جميع الطبائع. و ذكر أبو إسحاق: «أنّ ما يذكر في خصائص بعض هذه الأحجار كذب، و ذكر أنّ واحدا أمر فجي‏ء بالأفاعيّ في سبد و جعل الزمرد الفائق في رأس قبصة و وجّه به أعين الأفاعيّ، فلم تسلّ. و على أنّ جميع ما ذكروه يسقط بما شرطناه، في المعجز بأن يفتّش عنه أهل البصر، و من تقوى دواعيه إلى كشف عواره الزمان الطويل، فلا يقف فيه على وجه حيلة. و فيما ذكروه من الحيل و السحر ما هو معتاد ظاهر لأكثر الناس، كحجر المغناطيس أو يوقف فيه على جميع وجوهه إن لم يكن معتادا ظاهرا ثم وصف بعض أصحابه فقال: استعمل العقل حتى كأنه أحياه بكثرة استعماله عند كل شبهة، و أمات نفسه، أي عبد اللّه و صلى و صام حتى صار ضعيفا مهز و لا دقيق العظام لطيف البدن، فكأنه ميت، و هو من ينتفي عنه الحياة مع بقاء اللحمية فيه."
حال در اينجا متن مورد نظر از کتاب الفائق ابن الملاحمي را بر اساس چاپ پروفسور مادلونگ جهت تسهيل مقايسه نقل می کنيم:
"باب الفصل بين المعجزات والحيل. اعلم أن الحيل هو أن يري صاحب الحيلة الأمر في الظاهر على وجه لا يكون عليه ويخفي وجه الحيلة فيه، نحو أن يري الناظر منّا أنه‎ ذبح الحيوان لخفّة حركاته ولا يذبحه في الحقيقة... وأما من طعن في المعجزات كابن الروندي وابن زكريّاء المتطبّب فإنهم ذكروا في مقابلة المعجزات أمورًا يسيرة يتمكّن منها بالمواطأة والحيل. وأعجب منها ما يفعله المشعبذون في كلّ زمان. فذكر ابن زكريّاء ما نقل عن زرادشت نبيّ المجوس، في زعمهم مِن صبّ الصفر المذاب على صدره، ومن بعض سدنة بيت الأوثان أنه كان منحنيًا على سيف وقد خرج من ظهره لا يسيل منه دم، بل ما اصفرّ، وكان يخبرهم بأمور، قال: رأيتُ رجلاً يتكلّم من إبطه وآخر لم يأكل خمسة وعشرين يومًا وهو مع ذلك قوي حصيف البدن. وأين ما ذكروه من فلق البحر وقلب العصا حيّة وبلاغة القرآن وانفجار الماء الكثير من حجر صغير أو من بين الأصابع حتى يشرب منه الخلق الكثير؟ والذي ذكره من زرادشت يتمكن منه بطلاء الطلق، وهو دواء يمنع من الإحراق، وفي زماننا يسمع أن ناسًا يدخلون التنّور المسجور بالغضا، وإراءة السيف نافذًا في البطن شعبذة معروفة، وإنه يكون مجوّفًا يدخل بعضه في بعض، فيري المشعبذ أنه يدخل جوفه. والإمساك عن أكل الطعام عادة معروفة يعتادها كثير من الناس، والمتصوّفة يعوّدون أنفسهم التجوّع أربعين يومًا. وقيل أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه كان يصوم صوم الوصال خمسة عشر يومًا وكان من أقوى أهل زمانه. وأما التكلّم من الإبط فيجوز أن يكون ذلك أصواتًا مقطّعة قريبة من الحروف وإن لم تكن حروفًا متميّزة، كأصوات كثير من الطيور، ويسمع من صرير الباب ما يقرب من الحروف، وهو مع ذلك متّهم في هذه الرواية، فيجوز أن يخبر أن ذلك كان كلامًا خالصًا ويجوز أن يتعمل ذلك الإنسان له صنعة ويصل الى ذلك بالتجربة والاستعمال، وقد رأيتُ في زماننا من كان يحكى عنه مثل ذلك. والذي يحكى عن الحلاّج أغرب وأعجب، وقد وقف العلماء على وجوه الحيل فيها. أورد كلّ ذلك قاضي القضاة في المغني مع وجوه الحيل فيها. وطعن ابن زكريّاء الرازي في المعجزات من وجه آخر فقال: قد يوجد في طبائع الأشياء أعاجيب، وذكر حجر المغناطيس وجذبه للحديد، وباغض الخل، وقال: وهو حجر إذا أُلقي في إناء فيه خلّ فإنه يتنكّب عن الخل ولا ينـزل إلى الخلّ، والزمرّد يُسيل عين الأفعى، والسمكة الرعّادة يرتعد صائدها ما دامت في شبكة وكان آخذًا بخيط الشبكة. قال: فلا يمتنع أيضًا فيما يأتي به الدعاة أنها ليست منهم، بل ببعض الطبائع، إلا أن يدّعي مدّعٍ أنه أحاط علمًا بجميع طبائع الجواهر، وامتناع ذلك بيّن. قال الشيخ ابو إسحاق بن عيّاش أنه أخذ هذا عن ابن الروندي، فإنه ذكر في كتاب له سمّاه الزمرّد على من يحتجّ لصحّة النبوة بالمعجزات، فقال: ومن أين لكم أن الخلق يعجزون عنه؟ هل شاهدتم الخلق طرًّا أو أحطتم علمًا بمنتهى قواهم وحيلهم؟ فإن قالوا: نعم، كذبوا لأنهم لم يجوبوا الشرق والغرب ولا امتحنوا الناس جميعًا. ثم ذكر أفعال الأحجار كحجر المغناطيس وغيره. قال الشيخ أبو إسحاق: وأجابه الشيخ أبو علي في نقضه عليه أن يجوّز أن يكون في الطبائع ما يجذب به النجوم ويسيّر به الجبال في الهواء ويحيي به الموتى بعد ما صاروا رميمًا إذا كان على علّته هذه لا يمكنه أن يفصل بين الممكن المعتاد ولا بين ما ليس بمعتاد ولا بين ما تنفذ فيه حيلة ولا بين ما لا تنفذ فيه حيلة إلا أن يجوب البلاد شرقًا وغربًا ويعرف جميع قوى الخلق. فأما إذا سلّم أن يعرف باضطرار المعتاد وغيره وما لا تنفذ فيه حيلة لزمه النظر في المعجزات قبل أن يجوب البلاد وليس يحتاج في معرفة كون الحادث معجزًا إلى ما ذكر من معرفة قوى الخلق وطبائع الجواهر. ولهذا لو ادّعى النبوة واحد وجذب الحديد بالتراب وعلمنا أنه ليس فيه وجه من وجوه الحيل فإنا نعلم بذلك صدقه قبل أن نجوب البلاد ونعرف جميع الطبائع. وذكر أبو إسحاق أن ما يُذكر من خصائص الأحجار أكثره كذب، وذكر أن واحدًا أمر فجيء بالأفاعي في سَلّ وجعل الزمرّد الفائق في رأس قصبة ووجّه به أعين الأفاعي فلم تسل. وعلى أن جميع ما ذكروه يسقط بما شرطناه في المعجزات يفتش عنه أهل البصر ومن تقوى دواعيه إلى كشف عواره الزمان الطويل فلا يوقف فيه على وجه حيلة. وفي ما ذكروه ما هو معتاد ظاهر لأكثر الناس كحجر المغناطيس أو يوقف فيه على وجهه."

يكشنبه ۲۹ دي ۱۳۹۲ ساعت ۲۳:۴۱
نظرات



نمایش ایمیل به مخاطبین





نمایش نظر در سایت