در کتاب دلائل الامامة منسوب به ابن رستم طبري تعدادی روایت به نقل از هارون بن موسی التلعکبري ديده می شود در موضوع قائميت و علائم ظهور و ملاحم و رجعت که تلعکبري، بنا به این گزارش ها، آنها را از شخصی به نام ابو علي الحسن بن محمد النهاوندي نقل کرده است. از این اسانید روشن است که این ابو علي النهاوندي کم و بیش با شیخ صدوق همعصر بوده. البته ما هیچ دلیلی مستقل نداریم تا وجود چنین شخصی را تأیید کنيم. تنها یک روايت در کتاب غيبت شيخ ديده می شود در موضوع حکيمه عمه بزرگوار امام حسن عسکری که در آن تلعکبري از شخصی با نامی مشابه راوی ما روایت می کند. اين روايت چنين است (الغيبة؛ ص230 و 231): "مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى حَكِيمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا ع سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ فَكَلَّمْتُهَا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَ سَأَلْتُهَا عَنْ دِينِهَا فَسَمَّتْ لِي مَنْ تَأْتَمُّ بِهِمْ قَالَتْ فُلَانٌ ابْنُ الْحَسَنِ فَسَمَّتْهُ. فَقُلْتُ لَهَا جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكِ مُعَايَنَةً أَوْ خَبَراً فَقَالَتْ خَبَراً عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ ع كَتَبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ قُلْتُ لَهَا فَأَيْنَ الْوَلَدُ قَالَتْ مَسْتُورٌ فَقُلْتُ إِلَى مَنْ تَفْزَعُ الشِّيعَةُ قَالَتْ إِلَى الْجَدَّةِ أُمِّ أَبِي مُحَمَّدٍ ع فَقُلْتُ أَقْتَدِي بِمَنْ وَصِيَّتُهُ إِلَى امْرَأَةٍ. فَقَالَتْ اقْتَدِ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَوْصَى إِلَى أُخْتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ ع فِي الظَّاهِرِ وَ كَانَ مَا يَخْرُجُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع مِنْ عِلْمٍ يُنْسَبُ إِلَى زَيْنَبَ سَتْراً عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع. ثُمَّ قَالَتْ إِنَّكُمْ قَوْمٌ أَصْحَابُ أَخْبَارٍ أَ مَا رُوِّيتُمْ أَنَّ التَّاسِعَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ع يُقْسَمُ مِيرَاثُهُ وَ هُوَ فِي الْحَيَاةِ. وَ رَوَى هَذَا الْخَبَرَ التَّلَّعُكْبَرِيُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُسْلِمٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَبِي حَامِدٍ الْمَرَاغِيِّ قَالَ سَأَلْتُ حَكِيمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ أُخْتَ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ."
این روایت لزوماً نشان نمی دهد ارتباطی ميان این دو نهاوندي وجود دارد و یا اگر هست ثابت کند روايات منسوب به این شخص در کتاب دلائل الامامه اصالت دارد؛ چرا که نه موضوع آن با این دسته روایات لزوماً یکی است و نه اینکه این فرض را می شود کنار گذاشت که احتمالاً روايات دلائل بر اساس وجود روایتی از تلعکبري از نهاوندي در کتاب دلائل ساخته و پرداخته شده است. قبل از بررسی این موضوع بد نیست ببینیم اصلاً این ابو علي نهاوندي کيست؟
در رجال نجاشي از یک شخص همنام و هم کنیه و هم نسب یاد شده که بسیار بعید است همو راوی احادیث کتاب دلائل باشد. اینجا عبارات نجاشي را نقل می کنيم (رجال النجاشي، ص48 تا 49): "الحسن بن محمد النهاوندي أبو علي متكلم جيد الكلام، له كتب منها النقض على سعيد بن هارون الخارجي في الحكمين و كتاب الاحتجاج في الإمامة و كتاب الكافي في فساد الاختيار ذكر ذلك أصحابنا في الفهرستات."
از آنچه نجاشي درباره او گفته و با مقایسه با روایات منقول در کتاب دلائل تقریباً می شود مطمئن بود که یا مقصود از ابو علي نهاوندي در کتاب نجاشي به کلی شخص ديگری است و يا روايات دلائل به نام او به جعل ساخته و بدو منسوب شده است. البته برخی احادیث مجموعه ای که در کتاب دلائل نقل شده در روایات دیگری با سندهای دیگر نقل شده و در میان امامیه از شهرتی برخوردار است اما در مجموع به نظر می رسد بسیاری از احادیث این مجموعه با نوعی همدلی با سنت غلات و به ویژه سنت منتسب به مفضل جعفي ساخته و پرداخته شده است.
حال اگر واقعاً این مجموعه ساختگی است، پرسش این است که دقیقاً چه اتفاقی افتاده است؟ پاسخ احتمالی چنين است: در کتاب رجال نجاشي درست قبل از ذکر نام ابو علي نهاوندي از یک ابو علي الحسن بن محمد ديگری سخن رفته که گرچه نهاوندي نيست اما صاحب کتابی است با عنوان كتاب دلائل خروج القائم [عليه السلام] و ملاحم. نجاشي می گويد خود این کتاب را ندیده و فقط ذکرش را در میان اماميه ديده و تصريح می کند که کتاب مشهوری نیست. عبارات نجاشي از این قرار است (رجال نجاشي، ص 48): "الحسن بن محمد بن أحمد الصفار البصري أبو علي شيخ من أصحابنا ثقة روى عن الحسن بن سماعه و محمد بن تسنيم و عباد الرواجني و محمد بن الحسين و معاوية بن حكيم. له كتاب دلائل خروج القائم [عليه السلام] و ملاحم، ما رأيت هذا الكتاب بل ذكره أصحابنا و ليس بمشهور أيضا."
بعيد نيست کسی که مجموعه احاديث موجود در دلائل را ساخته ميان این دو شخص که هم طبقه هم نيستند خلط کرده باشد. محتملاً در نسخه او از کتاب رجال نجاشي عنوان کتاب فوق به اشتباه در ذیل نام نهاوندي قرار گرفته بوده و او که با احادیث اصيل تلعکبري از نهاوندي آشنا بوده مجموعه ای از احاديث را بر اساس این دو اطلاع به روايت او از نهاوندي با موضوع ملاحم و خروج القائم ساخته و پرداخته است. این مطلب از آنجا بیشتر تأیید می شود که بدانيم برخلاف تصور عمومی کتاب دلائل الامامه نه نوشته سده پنجم و بل گردآورده ای است از منابع متعدد و با درج روایات ساختگی بسیار زیاد از احتمالاً سده هفتم قمری. این مطلب را در مقاله ای ديگر بحث خواهيم کرد؛ ان شاء الله.
اینجا مجموعه این احاديث را نقل می کنيم:
دلائل الإمامة (ط - الحديثة) ؛ ص461 به بعد
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ لَهُ: مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِكُمْ؟ قَالَ: مَا بَلَغَ مِنْ سُؤَالِكُمْ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: بَحْرُ مَاءٍ هَذَا، هَلْ تَحْتَهُ شَيْءٌ؟
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نَعَمْ، رَأْيُ الْعَيْنِ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَوْ سَمْعُ الْأُذُنِ؟
قَالَ الرَّجُلُ: بَلْ رَأْيُ الْعَيْنِ، لِأَنَّ الْأُذُنَ قَدْ تَسْمَعُ مَا لَا تَدْرِي وَ لَا تَعْرِفُ، وَ مَا يُرَى بِالْعَيْنِ يَشْهَدُ بِهِ الْقَلْبُ.
فَأَخَذَ بِيَدِ الرَّجُلِ ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى شَاطِئَ الْبَحْرِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الْمُطِيعُ لِرَبِّهِ، أَظْهِرْ مَا فِيكَ. فَانْفَلَقَ الْبَحْرُ عَنْ آخِرِ مَاءٍ فِيهِ، وَ ظَهَرَ مَاءٌ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَ أَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ، وَ أَلَذُّ مِنَ الزَّنْجَبِيلِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، لِمَنْ هَذَا؟
قَالَ: لِلْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أَصْحَابِهِ.
قَالَ: مَتَى؟
قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ وَ أَصْحَابُهُ فُقِدَ الْمَاءُ الَّذِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، حَتَّى لَا يُوجَدَ مَاءٌ، فَيَضِجُّ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى اللَّهِ بِالدُّعَاءِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ لَهُمْ هَذَا الْمَاءَ، فَيَشْرَبُونَهُ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ.
قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَأَى فِي الْهَوَاءِ خَيْلًا مُسْرَجَةً مُلْجَمَةً، وَ لَهَا أَجْنِحَةٌ، فَقُلْتُ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْخَيْلُ؟
فَقَالَ: هَذِهِ خَيْلُ الْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أَصْحَابِهِ.
قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا أَرْكَبُ شَيْئاً مِنْهَا؟
قَالَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ أَنْصَارِهِ.
قَالَ: فَأَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ؟
قَالَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ شِيعَتِهِ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطُ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) اسْتَنْزَلَ الْمُؤْمِنُ الطَّيْرَ مِنَ الْهَوَاءِ، فَيَذْبَحُهُ، فَيَشْوِيهِ، وَ يَأْكُلُ لَحْمَهُ، وَ لَا يَكْسِرُ عَظْمَهُ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: احْيَ بِإِذْنِ اللَّهِ. فَيَحْيَا وَ يَطِيرُ؛ وَ كَذَلِكَ الظِّبَاءُ مِنَ الصَّحَارِي.
وَ يَكُونُ ضَوْءُ الْبِلَادِ نُورَهُ، وَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى شَمْسٍ وَ لَا قَمَرٍ، وَ لَا يَكُونُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُؤْذٍ، وَ لَا شَرٌّ، وَ لَا إِثْمٌ، وَ لَا فَسَادٌ أَصْلًا، لِأَنَّ الدَّعْوَةَ سَمَاوِيَّةٌ، لَيْسَتْ بِأَرَضِيَّةٍ، وَ لَا يَكُونُ لِلشَّيْطَانِ فِيهَا وَسْوَسَةٌ، وَ لَا عَمَلٌ، وَ لَا حَسَدٌ، وَ لَا شَيْءٌ مِنَ الْفَسَادِ، وَ لَا تَشُوكُ الْأَرْضُ وَ الشَّجَرُ، وَ تَبْقَى زُرُوعُ الْأَرْضِ قَائِمَةً، كُلَّمَا أُخِذَ مِنْهَا شَيْءٌ نَبَتَ مِنْ وَقْتِهِ، وَ عَادَ كَحَالِهِ، وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْسُو ابْنَهُ الثَّوْبَ فَيَطُولُ مَعَهُ كُلَّمَا طَالَ، وَ يَتَلَوَّنُ عَلَيْهِ أَيَّ لَوْنٍ أَحَبَّ وَ شَاءَ.
وَ لَوْ أَنَّ الرَّجُلَ الْكَافِرَ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ، أَوْ تَوَارَى خَلْفَ مَدَرَةٍ، أَوْ حَجَرٍ، أَوْ شَجَرٍ، لَأَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ السِّتْرَ الَّذِي يَتَوَارَى فِيهِ، حَتَّى يَقُولَ: يَا مُؤْمِنُ، خَلْفِي كَافِرٌ فَخُذْهُ. فَيَأْخُذُهُ وَ يَقْتُلُهُ.
وَ لَا يَكُونُ لِإِبْلِيسَ هَيْكَلٌ يَسْكُنُ فِيهِ- وَ الْهَيْكَلُ: الْبَدَنُ- وَ يُصَافِحُ الْمُؤْمِنُونَ الْمَلَائِكَةَ، وَ يُوحَى إِلَيْهِمْ، وَ يُحْيَوْنَ- وَ يَجْتَمِعُونَ- الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ.
قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ إِلَّا بِالْكُوفَةِ، أَوْ يَحِنُّ إِلَيْهَا.
- وَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَاسِينُ الْعِجْلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):
الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُنْدَارَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الطَّبَرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):
إِذَا قَامَ قَائِمُنَا رَدَّ اللَّهُ كُلَّ مُؤْذٍ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي زَمَانِهِ فِي الصُّوَرِ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا وَ فِيهَا، بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، لِيَنْتَصِفَ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا مُفَضَّلُ، أَنْتَ وَ أَرْبَعَةٌ وَ أَرْبَعُونَ رَجُلًا تُحْشَرُونَ مَعَ الْقَائِمِ، أَنْتَ عَلَى يَمِينِ الْقَائِمِ تَأْمُرُ وَ تَنْهَى، وَ النَّاسُ إِذْ ذَاكَ أَطْوَعُ لَكَ مِنْهُمْ الْيَوْمَ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ التَّلَّعُكْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُهَيْدٍ الْحُصَيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الشَّهْرِيَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ قَرَمٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، عَشْرُ خِصَالٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ أَ لَا تَسْأَلُنِي عَنْهَا؟
قُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: اخْتِلَافٌ وَ قَتْلُ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ، وَ الرَّايَاتُ السُّودُ، وَ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ، وَ افْتِتَاحُ الْكُوفَةِ، وَ خَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ، وَ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ، يَرْكَبُ إِلَيْهِ عَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ أَبْدَالِ الشَّامِ، وَ نُجَبَاءُ أَهْلِ مِصْرَ، وَ تَصِيرُ أَهْلُ الْيَمَنِ عِدَّتُهُمْ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ، فَيَتَّبِعَهُ بَنُو كَلْبٍ يَوْمَ الْأَعْمَاقِ.
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَنُو كَلْبٌ؟
قَالَ: هُمْ أَنْصَارُ السُّفْيَانِيِّ، يُرِيدُ قَتْلَ الرَّجُلِ الَّذِي يُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ، وَ يَسِيرُ بِهِمْ فَيُقْتَلُونَ وَ تُبَاعُ ذَرَارِيُّهُمْ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، وَ الْخَائِبُ مَنْ غَابَ عَنْ غَنِيمَةِ كَلْبٍ وَ لَوْ بِعِقَالٍ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَهْدِيُّ مَهْدِيّاً لِأَنَّهُ يُهْدَى لِأَمْرٍ خَفِيٍّ، يُهْدَى لِمَا فِي صُدُورِ النَّاسِ، يَبْعَثُ إِلَى الرَّجُلِ فَيَقْتُلُهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَهُ، وَ يَبْعَثُ ثَلَاثَةَ رَاكِبٍ، قَالَ: هِيَ بِلُغَةِ غَطَفَانَ «رُكْبَانٍ»:
أَمَّا رَاكِبٌ فَيَأْخُذُ مَا فِي أَيْدِي أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ رَقِيقِ الْمُسْلِمِينَ، فَيُعْتِقُهُمْ.
وَ أَمَّا رَاكِبٌ فَيُظْهِرُ الْبَرَاءَةَ مِنْهُمَا- يَغُوثَ وَ يَعُوقَ- فِي أَرْضِ الْعَرَبِ.
وَ رَاكِبٌ يُخْرِجُ التَّوْرَاةَ مِنْ مَغَارَةٌ بِأَنْطَاكِيَّةَ، وَ يُعْطَى حُكْمَ سُلَيْمَانَ (عَلَيْهِ السَّلَامَ).
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَ فِي أَقَالِيمِ الْأَرْضِ، فِي كُلِّ إِقْلِيمٍ رَجُلًا، فَيَقُولُ لَهُ: عَهْدُكَ فِي كَفِّكَ وَ اعْمَلْ بِمَا تَرَى.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلِ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْلَأَ الْأَرْضُ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي- أَوْ قَالَ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِي- يَمْلَأُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَبْشِرُوا بِالْمَهْدِيِّ، فَإِنَّهُ يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى شِدَّةٍ وَ زَلَازِلَ، يَسَعُ اللَّهُ لَهُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً.
- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا اسْتَيْأَسْتُمْ مِنَ الْمَهْدِيِّ، فَيَطْلُعُ عَلَيْكُمْ صَاحِبُكُمْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ، يَفْرَحُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ؟
قَالَ: إِذَا غَابَ عَنْهُمْ الْمَهْدِيُّ، وَ أَيِسُوا مِنْهُ.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاسَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: نَزَلَتْ فِي بَنِي فُلَانٍ ثَلَاثُ آيَاتٍ:
قَوْلُهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً يَعْنِي الْقَائِمَ بِالسَّيْفِ فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ.
وَ قَوْلُهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): بِالسَّيْفِ.
وَ قَوْلُهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ* لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ يَعْنِي الْقَائِمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، يَسْأَلُ بَنِي فُلَانٍ عَنْ كُنُوزِ بَنِي أُمَيَّةَ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: لَيَقُومَنَّ عَلَى أُمَّتِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، أَقْنَى، أَجْلَى، يُوَسِّعُ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا أُوسِعَتْ جَوْراً، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ.
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ: وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ لِبَعْضِ إِخْوَانِنَا: رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، صَاحِبَ الْحُلِيِّ، أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرِي، أُنْذِرُكُمْ بَأْسَ الْمَهْدِيِّ، يُقِيمُ فِيكُمْ سُنَّةَ النَّبِيِّ، وَ ذَلِكَ عِنْدَ بَيْعَةِ الصَّبِيِّ، عِنْدَ طُلُوعِ الْكَوَاكِبِ الدُّرِّيَّةِ، يَفْزَعُ مَنْ بِالْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ.
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ: وَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْحُصَيْنِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: يَكُونُ فِي أُمَّتِي- يَعْنِي الْقَائِمَ- سُنَّةٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَنْبِيَاءَ: سُنَّةٌ مِنْ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، خَائِفٌ يَتَرَقَّبُ؛ وَ سُنَّةٌ مِنْ يُوسُفَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، يَعْرِفْهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ؛ وَ سُنَّةٌ مِنْ عِيسَى (عَلَيْهِ السَّلَامَ)، وَ مَا قَتَلُوهُ وَ مَا صَلَبُوهُ؛ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُحَمَّدِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، يَقُومُ بِالسَّيْفِ.
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيِّ النَّهَاوَنْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الزَّنْدُودِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدِ كَيْفَ السَّلَامُ عَلَيْهِ؟
قَالَ: إِنَّكَ إِذَا أَدْرَكْتَهُ، وَ لَنْ تُدْرِكَهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مَكْرُوراً، فَسَتَرَانِي إِلَى جَنْبِهِ، رَاكِباً عَلَى فَرَسٍ لِي، ذَنُوبٍ، أَغَرَّ، مُحَجَّلٍ، مُطْلِقٌ يَدَهُ الْيُمْنَى، عَلَيَّ عِمَامَةٌ لِي مِنْ عَصْبِ الْيَمَنِ، فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ.
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ: حَدَّثَنَا الْقَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَشَكَا إِلَيْهِ طُولَ دَوْلَةِ الْجَوْرِ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: وَ اللَّهِ، لَا يَكُونُ مَا تَأْمُلُونَ حَتَّى يَهْلِكَ الْمُبْطِلُونَ، وَ يَضْمَحِلَّ الْجَاهِلُونَ، وَ يَأْمَنَ الْمُتَّقُونَ، وَ قَلِيلٌ مَا يَكُونُ حَتَّى لَا يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مَوْضِعُ قَدَمِهِ، وَ حَتَّى تَكُونُوا عَلَى النَّاسِ أَهْوَنَ مِنَ الْمَيْتَةِ عِنْدَ صَاحِبِهَا، فَبَيْنَا أَنْتُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ، وَ هُوَ قَوْلُ رَبِّي (عَزَّ وَ جَلَّ) فِي كِتَابِهِ: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا .
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السِّيرَافِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ- رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ- عَنْ أَبِي الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ذَكَرَ الْمَهْدِيَّ، فَقَالَ: يَخْرُجُ عِنْدَ كَثْرَةِ اخْتِلَافِ النَّاسِ وَ زَلَازِلَ، فَيَمْلَأُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً، يَرْضَى بِهِ سَاكِنُ السَّمَاءِ، وَ سَاكِنُ الْأَرْضِ، وَ يَقْسِمُ الْمَالَ قِسْمَةً صَحَاحاً.
قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا صَحَاحٌ؟
قَالَ: بِالسَّوَاءِ؛ قَالَ: وَ يَغْنَمُ النَّاسُ حَتَّى لَا يَحْتَاجَ أَحَدٌ أَحَداً، فَيُنَادِي مُنَادٍ: مَنْ لَهُ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَلَا يُجِيبُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، إِلَّا إِنْسَانٌ وَاحِدٌ، فَيَقُولُ لَهُ: خُذْ.
قَالَ: فَيَحْثُو فِي ثَوْبِهِ مَا لَا يَسْتَطِيعُ حَمْلَهُ، فَيَقُولُ: احْمِلْ عَلَيَّ. فَيَأْبَى عَلَيْهِ، فَيُخَفِّفُ مِنْهُ، حَتَّى يَصِيرَ بِقَدْرِ مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِلَهُ، فَيَقُولُ: مَا كَانَ فِي النَّاسِ أَجْشَعُ نَفْساً مِنْ هَذَا. فَيَرْجِعُ إِلَى الْخَازِنِ، فَيَقُولُ: إِنَّهُ قَدْ بَدَا لِي رَدُّهُ. فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ، فَيَقُولُ:
إِنَّا لَا نَقْبَلُ مِمَّنْ أَعْطَيْنَاهُ. قَالَ: فَيَمْكُثُ سَبْعاً، أَوْ ثَمَانِيَ، أَوْ تِسْعاً- يَعْنِي سَنَةً- وَ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَ هَذَا.
أَوْ قَالَ: لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَطْرَانَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْعَرَجِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبَايَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ:
خَطَبَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بِالْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ وَ قُرْبَهَا، ثُمَّ ذَكَرَ قِيَامَ الْقَائِمِ مِنْ وُلْدِهِ، وَ أَنَّهُ يَمْلَأُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً.
قَالَ سَلْمَانُ: فَأَتَيْتُهُ خَالِياً، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَتَى يَظْهَرُ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِكَ! فَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وَ قَالَ: لَا يَظْهَرُ الْقَائِمُ حَتَّى يَكُونَ أُمُورُ الصِّبْيَانِ، وَ تَضِيعَ حُقُوقُ الرَّحْمَنِ، وَ يُتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ بِالتَّطْرِيبِ وَ الْأَلْحَانِ، فَإِذَا قَتَلَتْ مُلُوكُ بَنِي الْعَبَّاسِ أُولِي الْعَمَى وَ الِالْتِبَاسِ، أَصْحَابَ الرَّمْيِ عَنِ الْأَقْوَاسِ بِوُجُوهٍ كَالتِّرَاسِ، وَ خَرِبَتِ الْبَصْرَةُ، وَ ظَهَرَتِ الْعَشَرَةُ.
قَالَ سَلْمَانُ: قُلْتُ: وَ مَا الْعَشَرَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: مِنْهَا خُرُوجُ الزِّنْجِ، وَ ظُهُورُ الْفِتْنَةِ، وَ وَقَائِعُ بِالْعِرَاقِ، وَ فِتَنُ الْآفَاقِ، وَ الزَّلَازِلُ الْعَظِيمَةُ، مُقْعِدَةً مُقِيمَةً، وَ يَظْهَرُ الْحَنْدَرُ وَ الدَّيْلَمُ بِالْعَقِيقِ وَ الصَّيْلَمِ، وَ وَلَايَةِ الْقِصَاحِ بِعَقِبِ الْفَمِ الْجِنَاحِ، وَ ظُهُورُ آيَاتٍ مُقْتَرَبَاتٍ فِي النَّوَاحِي وَ الْجَنَبَاتِ، وَ عِمْرَانُ الْفُسْطَاطِ بِعَيْنِ الْعَرَبِ وَ الْأَقْبَاطِ، وَ يَخْرُجُ الْحَائِكُ الطَّوِيلُ بِأَرْضِ مِصْرَ وَ النِّيلِ.
قَالَ سَلْمَانُ: فَقُلْتُ: وَ مَا الْحَائِكُ الطَّوِيلُ؟
قَالَ: رَجُلٌ صُعْلُوكٌ، لَيْسَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ، تَظْهَرُ لَهُ مَعَادِنُ الذَّهَبِ، وَ يُسَاعِدُهُ الْعَجَمُ وَ الْعَرَبُ، وَ يَأْتِي لَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يَلِيَ الْحَسَنُ، وَ يَكُونَ فِي زَمَانِهِ الْعَظَائِمُ وَ الْعَجَائِبُ، وَ إِذَا سَارَ بِالْعَرَبِ إِلَى الشَّامِ، وَ دَاسَ بِالْبِرْذَوْنِ أَرْحَامٌ، وَ دَاسَ جَبَلَ الْأُرْدُنِّ وَ اللُّكَامِ، وَ طَارَ النَّاسُ مِنْ غَشْيَتِهِ، وَ طَارَ السَّيْلُ مِنْ جَيْشِهِ، وَ وَصَلَ جَبَلَ الْقَاعُوسِ فِي جَيْشِهِ، فَيَجُرُّ بِهِ بَعْضُ الْأُمُورِ، فَيُسْرِعُ الْأَسْلَافُ، وَ لَا يَهْنِيهِ طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ حَتَّى يُعَاوِدَ بِأَيْلُونِ مِصْرَ، وَ كَثْرَةُ الْآرَاءِ وَ الظُّنُونِ، وَ لَا تَعْجِزُ الْعَجُوزُ، وَ شَيَّدَ الْقُصُورَ، وَ عَمَرَ الْجَبَلِ الْمَلْعُونَ، وَ بَرَقَتْ بَرْقَةُ فَرَدَّتْ، وَ اتَّصَلَ الْأَشْرَارُ بَيْنَ عَيْنِ الشَّمْسِ وَ حُلْوَانَ، وَ سُمِعَ مِنَ الْأَشْرَارِ الْأَذَانُ، فَصَعِقَتْ صَاعِقَةٌ بِبُرْقَةَ، وَ أُخْرَى بِبَلْخٍ، وَ قَاتَلَ الْأَعْرَابُ الْبَوَادِيَ، وَ جَرَتِ السُّفْيَانِيَّ خَيْلُهُ، وَ جَنَّدَ الْجُنُودَ، وَ بَنَّدَ الْبُنُودَ، هُنَاكَ يَأْتِيهِ أَمْرُ اللَّهِ بَغْتَةً، لِغَلَبَةِ الْأَوْبَاشِ، وَ تَعَيُّشِ الْمَعَاشَ، وَ تُنْتَقَصُ الْأَطْرَافُ، وَ يَكْثُرُ الِاخْتِلَافُ، وَ تُخَالِفُهُ طَلِيعَةٌ بِعَيْنِ طَرَطُوسَ، وَ بِقَاصِيَةِ إِفْرِيقِيَةَ، هُنَاكَ تُقْبِلُ رَايَاتٌ مَغْرِبِيَّةٌ، أَوْ مَشْرِقِيَّةٌ، فَأَعْلَنُوا الْفِتْنَةَ فِي الْبَرِيَّةِ، يَا لَهَا مِنْ وَقَعَاتٍ طَاحِنَاتٍ، مِنَ النَّبْلِ وَ الْأَكَمَاتِ، وَقَعَاتٌ ذَاتُ رُسُونٍ، وَ مَنَابِتِ اللَّوْنِ، بِعُمْرَانِ بَنِي حَامٍ بِالْقِمَارِ الْأَدْغَامِ، وَ تَأْوِيلِ الْعَيْنِ بِالْفُسْطَاطِ، مِنَ التَّرَبُتِ مِنْ غَيْرِ الْعَرَبِ، وَ الْأَقْبَاطِ بِأَدْبِجَةِ الدِّيبَاجِ، وَ نَطْحَةِ النِّطَاحِ، بِأَحْرَاثِ الْمَقَابِرِ، وَ دُرُوسِ الْمَعَابِرِ، وَ تَأْدِيبِ الْمَسْكُوبِ، عَلَى السِّنِّ الْمَنْصُوبِ، بِأَقْصَاحِ رَأْسِ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ فِي الْحَرْبِ بِغَلَبَةِ بَنِي الْأَصْفَرِ عَلَى الْأَنْعَادِ، وَقْعِ الْمِقْدَارِ، فَمَا يُغْنِي الْحَذَرُ، هُنَاكَ تَضْطَرِبُ الشَّامُ، وَ تُنْصَبُ الْأَعْلَامُ، وَ تُنْتَقَصُ التَّمَامُ، وَ سُدَّ غُصْنُ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ الطَّاغِيَةِ، فَهُنَالِكَ ذُلٌ شَامِلٌ، وَ عَقْلٌ ذَاهِلٌ، وَ خَتْلٌ قَابِلٌ، وَ نَبْلٌ نَاصِلٌ، حَتَّى تَغْلِبَ الظُّلْمَةُ عَلَى النُّورِ، وَ تَبْقَى الْأُمُورُ مِنْ أَكْثَرِ الشُّرُورِ، هُنَالِكَ يَقُومُ الْمَهْدِيُّ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، لَا ابْنُ مِثْلِهِ، لَا ابْنٌ، فَيُزِيلُ الرَّدَى، وَ يُمِيتُ الْفِتَنَ، وَ تَتَدَارَسُ الرُّكْبَتَيْنِ، هُنَاكَ يُقْضَى لِأَهْلِ الدِّينِ بِالدِّينِ.
قَالَ سَلْمَانُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): ثُمَّ انْضَجَعَ وَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، يَقُولُ: شِعَارُ الرَّهْبَانِيَّةِ الْقَنَاعَةُ.
- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ دَاهِرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي، يُوَافِقُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.
- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدٌ الْعَمِّيُ، عَنْ أَبِي الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): حَدَثٌ يَكُونُ فِي أُمَّتِي، الْمَهْدِيُّ، إِنْ قَصُرَ عُمُرُهُ فَسَبْعُ، وَ إِلَّا فَثَمَانٌ، وَ إِلَّا فَتِسْعٌ، وَ تُنَعَّمُ أُمَّتِي فِيهَا نِعْمَةً لَمْ يَتَنَعَّمُوا مِثْلَهَا قَطُّ، يُرْسِلُ اللَّهُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً، فَلَا تَدَّخِرُ الْأَرْضُ شَيْئاً مِنَ النَّبَاتِ وَ الْمَأْكَلِ، وَ سَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ، أَعْطِنِي. فَيَقُولُ: خُذْ.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 535
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاسَانِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: لِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ غَيْبَتَانِ، إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنْ الْأُخْرَى قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): نَعَمْ.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 554 به بعد
معرفة رجال مولانا صاحب الزمان (صلوات اللّه عليه)
- حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِاللَّهِ الْقُمِّيُّ الْقَطَّانُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَزَّازِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَسَّانَ سَعِيدُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَعْلَمُ أَصْحَابَ الْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَمَا كَانَ يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ؟
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): حَدَّثَنِي أَبِي (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ يَعْرِفْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ رَجُلًا فَرَجُلًا، وَ مَوَاضِعَ مَنَازِلِهِمْ وَ مَرَاتِبِهِمْ، وَ كُلُّ مَا عَرَفَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَرَفَهُ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كُلُّ مَا عَرَفَهُ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَرَفَهُ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كُلُّ مَا عَرَفَهُ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَرَفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كُلُّ مَا عَلِمَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَلِمَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كُلُّ مَا عَلِمَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَلِمَهُ وَ عَرَفَهُ صَاحِبُكُمْ (يَعْنِي نَفْسَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)).
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: قُلْتُ: مَكْتُوبٌ؟
قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَكْتُوبٌ فِي كِتَابٍ مَحْفُوظٌ فِي الْقَلْبِ، مُثْبَتٌ فِي الذِّكْرِ لَا يُنْسَى.
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَخْبِرْنِي بِعَدَدِهِمْ وَ بُلْدَانِهِمْ وَ مَوَاضِعِهِمْ، فَذَاكَ يَقْتَضِى مِنْ أَسْمَائِهِمْ؟
قَالَ: فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَائْتِنِي. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَصِيرٍ، أَتَيْتَنَا لِمَا سَأَلْتَنَا عَنْهُ؟
قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ.
قَالَ: إِنَّكَ لَا تَحْفَظُ، فَأَيْنَ صَاحِبُكَ الَّذِي يَكْتُبُ لَكَ؟
قُلْتُ: أَظُنُّ شَغَلَهُ شَاغِلٌ ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَتَأَخَّرَ عَنْ وَقْتِ حَاجَتِي، فَقَالَ لِرَجُلٍ فِي مَجْلِسِهِ: اكْتُبْ لَهُ: «هَذَا مَا أَمْلَاهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أَوْدَعَهُ إِيَّاهُ مِنْ تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ الْمَهْدِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ عِدَّةِ مَنْ يُوَافِيهِ مِنَ الْمَفْقُودِينَ عَنْ فُرُشِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ، السَّائِرِينَ فِي لَيْلِهِمْ وَ نَهَارِهِمْ إِلَى مَكَّةَ، وَ ذَلِكَ عِنْدَ اسْتِمَاعِ الصَّوْتِ فِي السَّنَةِ الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا أَمْرُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ)، وَ هُمُ النُّجَبَاءُ وَ الْقُضَاةُ وَ الْحُكَّامُ عَلَى النَّاسِ:
مِنْ طَارَبَنْدَ الشَّرْقِيِّ رَجُلٌ، وَ هُوَ الْمُرَابِطُ السَّيَّاحُ، وَ مِنَ الصَّامَغَانِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ أَهْلِ فَرْغَانَةَ رَجُلٌ، وَ مِنْ أَهْلِ التَّرْمُدِ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الدَّيْلَمِ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ مَرْوَ الرُّوذِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ مَرْوَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنْ بَيْرُوتَ تِسْعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ طُوسَ خَمْسَةُ رِجَالٍ، وَ مِنَ الْفَارِيَابِرَجُلَانِ، وَ مِنْ سِجِسْتَانَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنَ الطَّالَقَانِ أَرْبَعَةُ وَ عِشْرُونَ رَجُلًا، وَ مِنْ جِبَالِ الْغَوْرِ ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ نَيْسَابُورَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنْ هَرَاةَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنْ بُوسَنْجَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ الرَّيِّ سَبْعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ طَبَرِسْتَانَ تِسْعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ قُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنْ قُومَسَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ جُرْجَانَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنَ الرِّقَّةِ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ الرَّافِقَةِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ حَلَبَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ سَلَمِيَّةَ خَمْسَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ دِمَشْقَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ فِلَسْطِينَ رَجُلٌ، وَ مِنْ بَعْلَبَكَّ رَجُلٌ، وَ مِنْ طَبَرِيَّةَ رَجُلٌ، وَ مِنْ يَافَا رَجُلٌ، وَ مِنْ قِبْرِسَ رَجُلٌ، وَ مِنْ بِلْبِيسَ رَجُلٌ، وَ مِنْ دِمْيَاطَ رَجُلٌ، وَ مِنْ أُسْوَانَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْفُسْطَاطِ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنَ الْقِيرَوَانِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ كُورِ كِرْمَانَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ قَزْوِينَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ هَمَدَانَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ مُوقَانَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْبَدْوِ رَجُلٌ، وَ مِنْ خِلَاطَ رَجُلٌ، وَ مِنْ جَابَرْوَانَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنَ النَّوَا رَجُلٌ، وَ مِنْ سِنْجَارَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ قَالِيقَلَا رَجُلٌ، وَ مِنْ سُمَيْسَاطَ رَجُلٌ، وَ مِنْ نَصِيبِينَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْمَوْصِلِ رَجُلٌ، وَ مِنْ تَلِمَوْزَنَ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الرُّهَا رَجُلٌ، وَ مِنْ حَرَّانَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ بَاغَةَ رَجُلٌ، وَ مِنْ قَابِسَ رَجُلٌ، وَ مِنْ صَنْعَاءَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ مَازِنَ رَجُلٌ، وَ مِنْ طِرَابْلُسَ رَجُلَانِ ، وَ مِنَ الْقُلْزُمِ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الْقُبَّةِ رَجُلٌ، وَ مِنْ وَادِي الْقُرَى رَجُلٌ، وَ مِنْ خَيْبَرَ رَجُلٌ، وَ مِنْ بَدَا رَجُلٌ، وَ مِنَ الْجَارِ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْكُوفَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنَ الْمَدِينَةِ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الرَّبَذَةِ رَجُلٌ، وَ مِنْ خَيْوَانَ رَجُلٌ، وَ مِنْ كُوثَىرَبَّى رَجُلٌ، وَ مِنْ طِهْنَةَ رَجُلٌ، وَ مِنْ تِيرِمَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْأَهْوَازِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ إِصْطَخْرَ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الْمُولْتَانِ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الدَّيْبُلِ رَجُلٌ، وَ مِنْ صَيْدَائِيلَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْمَدَائِنِ ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ عُكْبَرَا رَجُلٌ، وَ مِنْ حُلْوَانَ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الْبَصْرَةِ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَ أَصْحَابُ الْكَهْفِ وَ هُمْ سَبْعَةُ رِجَالٍ، وَ التَّاجِرَانِ الْخَارِجَانِ مِنْ عَانَةَ إِلَى أَنْطَاكِيَّةَ وَ غُلَامُهُمَا وَ هُمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ وَ الْمُسْتَأْمِنُونَ إِلَى الرُّومِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ هُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا، وَ النَّازِلَانِ بِسَرَنْدِيبَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ سَمَنْدَرَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ الْمَفْقُودُ مِنْ مَرْكَبِهِ بِشَلَاهِطَ رَجُلٌ، وَ مِنْ شِيرَازَ- أَوْ قَالَ سِيرَافَ، الشَّكُّ مِنْ مَسْعَدَةَ- رَجُلٌ، وَ الْهَارِبَانِ إِلَى سَرْدَانِيَةَ مِنَ الشِّعْبِ رَجُلَانِ، وَ الْمُتَخَلِّي بِصِقْلِيَّةَ رَجُلٌ، وَ الطَّوَّافُ الطَّالِبُ الْحَقِّ مِنْ يَخْشِبَ رَجُلٌ، وَ الْهَارِبُ مِنْ عَشِيرَتِهِ رَجُلٌ، وَ الْمُحْتَجُّ بِالْكِتَابِ عَلَى النَّاصِبِ مِنْ سَرَخْسَ رَجُلٌ.
فَذَلِكَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا بِعَدَدِ أَهْلِ بَدْرٍ، يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ إِلَى مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَ هِيَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، فَيَتَوَافَوْنَ فِي صَبِيحَتِهَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، لَا يَتَخَلَّفُ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَ يَنْتَشِرُونَ بِمَكَّةَ فِي أَزِقَّتِهَا، يَلْتَمِسُونَ مَنَازِلَ يَسْكُنُونَهَا، فَيُنْكِرُهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا بِرِفْقَةٍ دَخَلَتْ مِنْ بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ لِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ وَ لَا لِتِجَارَةٍ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّا لَنَرَى فِي يَوْمِنَا هَذَا قَوْماً لَمْ نَكُنْ رَأَيْنَاهُمْ قَبْلَ يَوْمِنَا هَذَا، لَيْسُوا مِنْ بَلَدٍ وَاحِدٍ وَ لَا أَهْلِ بَدْوٍ، وَ لَا مَعَهُمْ إِبِلٌ وَ لَا دَوَابُّ! فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، وَ قَدِ ارْتَابُوا بِهِمْ إِذْ يُقْبِلُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَ رَئِيسَهُمْ فَيَقُولَ: لَقَدْ رَأَيْتُ لَيْلَتِي هَذِهِ رُؤْيَا عَجِيبَةً، وَ إِنِّي مِنْهَا خَائِفٌ، وَ قَلْبِي مِنْهَا وَجِلٌ.
فَيَقُولُ لَهُ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ.
فَيَقُولُ: رَأَيْتُ كَبَّةَ نَارٍ انْقَضَّتْ مِنْ عَنَانِ السَّمَاءِ، فَلَمْ تَزَلْ تَهْوِي حَتَّى انْحَطَّتْ عَلَى الْكَعْبَةِ، فَدَارَتْ فِيهَا، فَإِذَا هِيَ جَرَادٌ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ خُضْرٍ كَالْمَلَاحِفِ، فَأَطَافَتْ بِالْكَعْبَةِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تَطَايَرَتْ شَرْقاً وَ غَرْباً، لَا تَمُرُّ بِبَلَدٍ إِلَّا أَحْرَقَتْهُ، وَ لَا بِحِصْنٍ إِلَّا حَطَمَتْهُ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَ أَنَا مَذْعُورُ الْقَلْبِ وَجِلٌ. فَيَقُولُونَ: لَقَدْ رَأَيْتَ هَؤُلَاءِ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْأُقَيْرِعِ لِيُعَبِّرَهَا، وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ، فَيَقُصُّ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا، فَيَقُولُ الْأُقَيْرِعُ: لَقَدْ رَأَيْتَ عَجَباً، وَ لَقَدْ طَرَقَكُمْ فِي لَيْلَتِكُمْ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ، لَا قُوَّةَ لَكُمْ بِهِمْ. فَيَقُولُونَ: لَقَدْ رَأَيْنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا عَجَباً. وَ يُحَدِّثُونَهُ بِأَمْرِ الْقَوْمِ.
ثُمَّ يَنْهَضُونَ مِنْ عِنْدِهِ وَ يَهُمُّونَ بِالْوُثُوبِ عَلَيْهِمْ، وَ قَدْ مَلَأَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ مِنْهُمْ رُعْباً وَ خَوْفاً، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَ هُمْ يَتَآمَرُونَ بِذَلِكَ: يَا قَوْمِ لَا تَعْجَلُوا عَلَى الْقَوْمِ، إِنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوكُمْ بَعْدُ بِمُنْكَرٍ، وَ لَا أَظْهَرُوا خِلَافاً، وَ لَعَلَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ قَبَائِلِكُمْ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ مِنْهُمْ شَرٌّ فَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ وَ هُمْ، وَ أَمَّا الْقَوْمُ فَإِنَّا نَرَاهُمْ مُتَنَسِّكِينَ وَ سِيمَاهُمْ حَسَنَةٌ، وَ هُمْ فِي حَرَمِ اللَّهِ (تَعَالَى) الَّذِي لَا يُبَاحُ مَنْ دَخَلَهُ حَتَّى يُحْدِثَ بِهِ حَدَثاً وَ لَمْ يُحْدِثِ الْقَوْمُ حَدَثاً يُوجِبُ مُحَارَبَتَهُمْ. فَيَقُولُ الْمَخْزُومِيُّ، وَ هُوَ رَئِيسُ الْقَوْمِ وَ عَمِيُدُهُمْ: إِنَّا لَا نَأْمَنُ أَنْ يَكُونَ وَرَاءَهُمْ مَادَّةٌ لَهُمْ، فَإِذَا الْتَأَمَتْ إِلَيْهِمْ كَشَفَ أَمْرَهُمْ وَ عَظُمَ شَأْنُهُمْ، فَتَهْضِمُوهُمْ وَ هُمْ فِي قِلَّةٍ مِنَ الْعَدَدِ وَ غُرْبَةٍ فِي الْبَلَدِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَادَّةُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَأْتُوكُمْ مَكَّةَ إِلَّا وَ سَيَكُونُ لَهُمْ شَأْنٌ، وَ مَا أَحْسُبُ تَأْوِيلَ رُؤْيَا صَاحِبِكُمْ إِلَّا حَقّاً، فَخَلُّوا لَهُمْ بَلَدَكُمْ وَ أَجِيلُوا الرَّأْيَ، وَ الْأَمْرُ مُمْكِنٌ. فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: إِنْ كَانَ مَنْ يَأْتِيهِمْ أَمْثَالُهُمْ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُ لَا سِلَاحَ لِلْقَوْمِ وَ لَا كُرَاعَ وَ لَا حِصْنَ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ، وَ هُمْ غُرَبَاءُ مُحْتَوَوْنَ، فَإِنْ أَتَى جَيْشٌ لَهُمْ نَهَضْتُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ أَوَّلًا، وَ كَانُوا كَشَرْبَةِ الظَّمْآنِ. فَلَا يَزَالُونَ فِي هَذَا الْكَلَامِ وَ نَحْوِهِ حَتَّى يَحْجُزَ اللَّيْلُ بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ يَضْرِبُ اللَّهُ عَلَى آذَانِهِمْ وَ عُيُونِهِمْ بِالنَّوْمِ، فَلَا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ إِلَى أَنْ يَقُومَ الْقَائِمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ إِنَّ أَصْحَابَ الْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَأَنَّهُمْ بَنُو أَبٍ وَ أُمٍّ، وَ إِنْ افْتَرَقُوا عِشَاءً الْتَقَوْا غُدْوَةً، وَ ذَلِكَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً.
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَيْسَ عَلَى الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنٌ غَيْرُهُمْ؟
قَالَ: بَلَى، وَ لَكِنْ هَذِهِ [الْعِدَّةُ] الَّتِي يُخْرِجُ اللَّهُ فِيهَا الْقَائِمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، هُمُ النُّجَبَاءُ وَ الْقُضَاةُ وَ الْحُكَّامُ وَ الْفُقَهَاءُ فِي الدِّينِ، يَمْسَحُ بُطُونَهُمْ وَ ظُهُورَهُمْ فَلَا يَشْتَبِهُ عَلَيْهِمْ حُكْمٌ.
این روایت لزوماً نشان نمی دهد ارتباطی ميان این دو نهاوندي وجود دارد و یا اگر هست ثابت کند روايات منسوب به این شخص در کتاب دلائل الامامه اصالت دارد؛ چرا که نه موضوع آن با این دسته روایات لزوماً یکی است و نه اینکه این فرض را می شود کنار گذاشت که احتمالاً روايات دلائل بر اساس وجود روایتی از تلعکبري از نهاوندي در کتاب دلائل ساخته و پرداخته شده است. قبل از بررسی این موضوع بد نیست ببینیم اصلاً این ابو علي نهاوندي کيست؟
در رجال نجاشي از یک شخص همنام و هم کنیه و هم نسب یاد شده که بسیار بعید است همو راوی احادیث کتاب دلائل باشد. اینجا عبارات نجاشي را نقل می کنيم (رجال النجاشي، ص48 تا 49): "الحسن بن محمد النهاوندي أبو علي متكلم جيد الكلام، له كتب منها النقض على سعيد بن هارون الخارجي في الحكمين و كتاب الاحتجاج في الإمامة و كتاب الكافي في فساد الاختيار ذكر ذلك أصحابنا في الفهرستات."
از آنچه نجاشي درباره او گفته و با مقایسه با روایات منقول در کتاب دلائل تقریباً می شود مطمئن بود که یا مقصود از ابو علي نهاوندي در کتاب نجاشي به کلی شخص ديگری است و يا روايات دلائل به نام او به جعل ساخته و بدو منسوب شده است. البته برخی احادیث مجموعه ای که در کتاب دلائل نقل شده در روایات دیگری با سندهای دیگر نقل شده و در میان امامیه از شهرتی برخوردار است اما در مجموع به نظر می رسد بسیاری از احادیث این مجموعه با نوعی همدلی با سنت غلات و به ویژه سنت منتسب به مفضل جعفي ساخته و پرداخته شده است.
حال اگر واقعاً این مجموعه ساختگی است، پرسش این است که دقیقاً چه اتفاقی افتاده است؟ پاسخ احتمالی چنين است: در کتاب رجال نجاشي درست قبل از ذکر نام ابو علي نهاوندي از یک ابو علي الحسن بن محمد ديگری سخن رفته که گرچه نهاوندي نيست اما صاحب کتابی است با عنوان كتاب دلائل خروج القائم [عليه السلام] و ملاحم. نجاشي می گويد خود این کتاب را ندیده و فقط ذکرش را در میان اماميه ديده و تصريح می کند که کتاب مشهوری نیست. عبارات نجاشي از این قرار است (رجال نجاشي، ص 48): "الحسن بن محمد بن أحمد الصفار البصري أبو علي شيخ من أصحابنا ثقة روى عن الحسن بن سماعه و محمد بن تسنيم و عباد الرواجني و محمد بن الحسين و معاوية بن حكيم. له كتاب دلائل خروج القائم [عليه السلام] و ملاحم، ما رأيت هذا الكتاب بل ذكره أصحابنا و ليس بمشهور أيضا."
بعيد نيست کسی که مجموعه احاديث موجود در دلائل را ساخته ميان این دو شخص که هم طبقه هم نيستند خلط کرده باشد. محتملاً در نسخه او از کتاب رجال نجاشي عنوان کتاب فوق به اشتباه در ذیل نام نهاوندي قرار گرفته بوده و او که با احادیث اصيل تلعکبري از نهاوندي آشنا بوده مجموعه ای از احاديث را بر اساس این دو اطلاع به روايت او از نهاوندي با موضوع ملاحم و خروج القائم ساخته و پرداخته است. این مطلب از آنجا بیشتر تأیید می شود که بدانيم برخلاف تصور عمومی کتاب دلائل الامامه نه نوشته سده پنجم و بل گردآورده ای است از منابع متعدد و با درج روایات ساختگی بسیار زیاد از احتمالاً سده هفتم قمری. این مطلب را در مقاله ای ديگر بحث خواهيم کرد؛ ان شاء الله.
اینجا مجموعه این احاديث را نقل می کنيم:
دلائل الإمامة (ط - الحديثة) ؛ ص461 به بعد
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ لَهُ: مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِكُمْ؟ قَالَ: مَا بَلَغَ مِنْ سُؤَالِكُمْ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: بَحْرُ مَاءٍ هَذَا، هَلْ تَحْتَهُ شَيْءٌ؟
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نَعَمْ، رَأْيُ الْعَيْنِ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَوْ سَمْعُ الْأُذُنِ؟
قَالَ الرَّجُلُ: بَلْ رَأْيُ الْعَيْنِ، لِأَنَّ الْأُذُنَ قَدْ تَسْمَعُ مَا لَا تَدْرِي وَ لَا تَعْرِفُ، وَ مَا يُرَى بِالْعَيْنِ يَشْهَدُ بِهِ الْقَلْبُ.
فَأَخَذَ بِيَدِ الرَّجُلِ ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى شَاطِئَ الْبَحْرِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الْمُطِيعُ لِرَبِّهِ، أَظْهِرْ مَا فِيكَ. فَانْفَلَقَ الْبَحْرُ عَنْ آخِرِ مَاءٍ فِيهِ، وَ ظَهَرَ مَاءٌ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَ أَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ، وَ أَلَذُّ مِنَ الزَّنْجَبِيلِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، لِمَنْ هَذَا؟
قَالَ: لِلْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أَصْحَابِهِ.
قَالَ: مَتَى؟
قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ وَ أَصْحَابُهُ فُقِدَ الْمَاءُ الَّذِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، حَتَّى لَا يُوجَدَ مَاءٌ، فَيَضِجُّ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى اللَّهِ بِالدُّعَاءِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ لَهُمْ هَذَا الْمَاءَ، فَيَشْرَبُونَهُ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ.
قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَأَى فِي الْهَوَاءِ خَيْلًا مُسْرَجَةً مُلْجَمَةً، وَ لَهَا أَجْنِحَةٌ، فَقُلْتُ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْخَيْلُ؟
فَقَالَ: هَذِهِ خَيْلُ الْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أَصْحَابِهِ.
قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا أَرْكَبُ شَيْئاً مِنْهَا؟
قَالَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ أَنْصَارِهِ.
قَالَ: فَأَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ؟
قَالَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ شِيعَتِهِ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطُ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) اسْتَنْزَلَ الْمُؤْمِنُ الطَّيْرَ مِنَ الْهَوَاءِ، فَيَذْبَحُهُ، فَيَشْوِيهِ، وَ يَأْكُلُ لَحْمَهُ، وَ لَا يَكْسِرُ عَظْمَهُ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: احْيَ بِإِذْنِ اللَّهِ. فَيَحْيَا وَ يَطِيرُ؛ وَ كَذَلِكَ الظِّبَاءُ مِنَ الصَّحَارِي.
وَ يَكُونُ ضَوْءُ الْبِلَادِ نُورَهُ، وَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى شَمْسٍ وَ لَا قَمَرٍ، وَ لَا يَكُونُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُؤْذٍ، وَ لَا شَرٌّ، وَ لَا إِثْمٌ، وَ لَا فَسَادٌ أَصْلًا، لِأَنَّ الدَّعْوَةَ سَمَاوِيَّةٌ، لَيْسَتْ بِأَرَضِيَّةٍ، وَ لَا يَكُونُ لِلشَّيْطَانِ فِيهَا وَسْوَسَةٌ، وَ لَا عَمَلٌ، وَ لَا حَسَدٌ، وَ لَا شَيْءٌ مِنَ الْفَسَادِ، وَ لَا تَشُوكُ الْأَرْضُ وَ الشَّجَرُ، وَ تَبْقَى زُرُوعُ الْأَرْضِ قَائِمَةً، كُلَّمَا أُخِذَ مِنْهَا شَيْءٌ نَبَتَ مِنْ وَقْتِهِ، وَ عَادَ كَحَالِهِ، وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْسُو ابْنَهُ الثَّوْبَ فَيَطُولُ مَعَهُ كُلَّمَا طَالَ، وَ يَتَلَوَّنُ عَلَيْهِ أَيَّ لَوْنٍ أَحَبَّ وَ شَاءَ.
وَ لَوْ أَنَّ الرَّجُلَ الْكَافِرَ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ، أَوْ تَوَارَى خَلْفَ مَدَرَةٍ، أَوْ حَجَرٍ، أَوْ شَجَرٍ، لَأَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ السِّتْرَ الَّذِي يَتَوَارَى فِيهِ، حَتَّى يَقُولَ: يَا مُؤْمِنُ، خَلْفِي كَافِرٌ فَخُذْهُ. فَيَأْخُذُهُ وَ يَقْتُلُهُ.
وَ لَا يَكُونُ لِإِبْلِيسَ هَيْكَلٌ يَسْكُنُ فِيهِ- وَ الْهَيْكَلُ: الْبَدَنُ- وَ يُصَافِحُ الْمُؤْمِنُونَ الْمَلَائِكَةَ، وَ يُوحَى إِلَيْهِمْ، وَ يُحْيَوْنَ- وَ يَجْتَمِعُونَ- الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ.
قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ إِلَّا بِالْكُوفَةِ، أَوْ يَحِنُّ إِلَيْهَا.
- وَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَاسِينُ الْعِجْلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):
الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُنْدَارَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الطَّبَرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):
إِذَا قَامَ قَائِمُنَا رَدَّ اللَّهُ كُلَّ مُؤْذٍ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي زَمَانِهِ فِي الصُّوَرِ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا وَ فِيهَا، بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، لِيَنْتَصِفَ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا مُفَضَّلُ، أَنْتَ وَ أَرْبَعَةٌ وَ أَرْبَعُونَ رَجُلًا تُحْشَرُونَ مَعَ الْقَائِمِ، أَنْتَ عَلَى يَمِينِ الْقَائِمِ تَأْمُرُ وَ تَنْهَى، وَ النَّاسُ إِذْ ذَاكَ أَطْوَعُ لَكَ مِنْهُمْ الْيَوْمَ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ التَّلَّعُكْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُهَيْدٍ الْحُصَيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الشَّهْرِيَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ قَرَمٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، عَشْرُ خِصَالٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ أَ لَا تَسْأَلُنِي عَنْهَا؟
قُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: اخْتِلَافٌ وَ قَتْلُ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ، وَ الرَّايَاتُ السُّودُ، وَ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ، وَ افْتِتَاحُ الْكُوفَةِ، وَ خَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ، وَ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ، يَرْكَبُ إِلَيْهِ عَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ أَبْدَالِ الشَّامِ، وَ نُجَبَاءُ أَهْلِ مِصْرَ، وَ تَصِيرُ أَهْلُ الْيَمَنِ عِدَّتُهُمْ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ، فَيَتَّبِعَهُ بَنُو كَلْبٍ يَوْمَ الْأَعْمَاقِ.
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَنُو كَلْبٌ؟
قَالَ: هُمْ أَنْصَارُ السُّفْيَانِيِّ، يُرِيدُ قَتْلَ الرَّجُلِ الَّذِي يُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ، وَ يَسِيرُ بِهِمْ فَيُقْتَلُونَ وَ تُبَاعُ ذَرَارِيُّهُمْ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، وَ الْخَائِبُ مَنْ غَابَ عَنْ غَنِيمَةِ كَلْبٍ وَ لَوْ بِعِقَالٍ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَهْدِيُّ مَهْدِيّاً لِأَنَّهُ يُهْدَى لِأَمْرٍ خَفِيٍّ، يُهْدَى لِمَا فِي صُدُورِ النَّاسِ، يَبْعَثُ إِلَى الرَّجُلِ فَيَقْتُلُهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَهُ، وَ يَبْعَثُ ثَلَاثَةَ رَاكِبٍ، قَالَ: هِيَ بِلُغَةِ غَطَفَانَ «رُكْبَانٍ»:
أَمَّا رَاكِبٌ فَيَأْخُذُ مَا فِي أَيْدِي أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ رَقِيقِ الْمُسْلِمِينَ، فَيُعْتِقُهُمْ.
وَ أَمَّا رَاكِبٌ فَيُظْهِرُ الْبَرَاءَةَ مِنْهُمَا- يَغُوثَ وَ يَعُوقَ- فِي أَرْضِ الْعَرَبِ.
وَ رَاكِبٌ يُخْرِجُ التَّوْرَاةَ مِنْ مَغَارَةٌ بِأَنْطَاكِيَّةَ، وَ يُعْطَى حُكْمَ سُلَيْمَانَ (عَلَيْهِ السَّلَامَ).
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَ فِي أَقَالِيمِ الْأَرْضِ، فِي كُلِّ إِقْلِيمٍ رَجُلًا، فَيَقُولُ لَهُ: عَهْدُكَ فِي كَفِّكَ وَ اعْمَلْ بِمَا تَرَى.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلِ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْلَأَ الْأَرْضُ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي- أَوْ قَالَ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِي- يَمْلَأُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَبْشِرُوا بِالْمَهْدِيِّ، فَإِنَّهُ يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى شِدَّةٍ وَ زَلَازِلَ، يَسَعُ اللَّهُ لَهُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً.
- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا اسْتَيْأَسْتُمْ مِنَ الْمَهْدِيِّ، فَيَطْلُعُ عَلَيْكُمْ صَاحِبُكُمْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ، يَفْرَحُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ؟
قَالَ: إِذَا غَابَ عَنْهُمْ الْمَهْدِيُّ، وَ أَيِسُوا مِنْهُ.
- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاسَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: نَزَلَتْ فِي بَنِي فُلَانٍ ثَلَاثُ آيَاتٍ:
قَوْلُهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً يَعْنِي الْقَائِمَ بِالسَّيْفِ فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ.
وَ قَوْلُهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): بِالسَّيْفِ.
وَ قَوْلُهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ* لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ يَعْنِي الْقَائِمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، يَسْأَلُ بَنِي فُلَانٍ عَنْ كُنُوزِ بَنِي أُمَيَّةَ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: لَيَقُومَنَّ عَلَى أُمَّتِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، أَقْنَى، أَجْلَى، يُوَسِّعُ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا أُوسِعَتْ جَوْراً، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ.
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ: وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ لِبَعْضِ إِخْوَانِنَا: رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، صَاحِبَ الْحُلِيِّ، أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرِي، أُنْذِرُكُمْ بَأْسَ الْمَهْدِيِّ، يُقِيمُ فِيكُمْ سُنَّةَ النَّبِيِّ، وَ ذَلِكَ عِنْدَ بَيْعَةِ الصَّبِيِّ، عِنْدَ طُلُوعِ الْكَوَاكِبِ الدُّرِّيَّةِ، يَفْزَعُ مَنْ بِالْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ.
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ: وَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْحُصَيْنِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: يَكُونُ فِي أُمَّتِي- يَعْنِي الْقَائِمَ- سُنَّةٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَنْبِيَاءَ: سُنَّةٌ مِنْ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، خَائِفٌ يَتَرَقَّبُ؛ وَ سُنَّةٌ مِنْ يُوسُفَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، يَعْرِفْهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ؛ وَ سُنَّةٌ مِنْ عِيسَى (عَلَيْهِ السَّلَامَ)، وَ مَا قَتَلُوهُ وَ مَا صَلَبُوهُ؛ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُحَمَّدِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، يَقُومُ بِالسَّيْفِ.
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيِّ النَّهَاوَنْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الزَّنْدُودِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدِ كَيْفَ السَّلَامُ عَلَيْهِ؟
قَالَ: إِنَّكَ إِذَا أَدْرَكْتَهُ، وَ لَنْ تُدْرِكَهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مَكْرُوراً، فَسَتَرَانِي إِلَى جَنْبِهِ، رَاكِباً عَلَى فَرَسٍ لِي، ذَنُوبٍ، أَغَرَّ، مُحَجَّلٍ، مُطْلِقٌ يَدَهُ الْيُمْنَى، عَلَيَّ عِمَامَةٌ لِي مِنْ عَصْبِ الْيَمَنِ، فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ.
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ: حَدَّثَنَا الْقَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَشَكَا إِلَيْهِ طُولَ دَوْلَةِ الْجَوْرِ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: وَ اللَّهِ، لَا يَكُونُ مَا تَأْمُلُونَ حَتَّى يَهْلِكَ الْمُبْطِلُونَ، وَ يَضْمَحِلَّ الْجَاهِلُونَ، وَ يَأْمَنَ الْمُتَّقُونَ، وَ قَلِيلٌ مَا يَكُونُ حَتَّى لَا يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مَوْضِعُ قَدَمِهِ، وَ حَتَّى تَكُونُوا عَلَى النَّاسِ أَهْوَنَ مِنَ الْمَيْتَةِ عِنْدَ صَاحِبِهَا، فَبَيْنَا أَنْتُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ، وَ هُوَ قَوْلُ رَبِّي (عَزَّ وَ جَلَّ) فِي كِتَابِهِ: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا .
- وَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السِّيرَافِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ- رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ- عَنْ أَبِي الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ذَكَرَ الْمَهْدِيَّ، فَقَالَ: يَخْرُجُ عِنْدَ كَثْرَةِ اخْتِلَافِ النَّاسِ وَ زَلَازِلَ، فَيَمْلَأُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً، يَرْضَى بِهِ سَاكِنُ السَّمَاءِ، وَ سَاكِنُ الْأَرْضِ، وَ يَقْسِمُ الْمَالَ قِسْمَةً صَحَاحاً.
قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا صَحَاحٌ؟
قَالَ: بِالسَّوَاءِ؛ قَالَ: وَ يَغْنَمُ النَّاسُ حَتَّى لَا يَحْتَاجَ أَحَدٌ أَحَداً، فَيُنَادِي مُنَادٍ: مَنْ لَهُ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَلَا يُجِيبُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، إِلَّا إِنْسَانٌ وَاحِدٌ، فَيَقُولُ لَهُ: خُذْ.
قَالَ: فَيَحْثُو فِي ثَوْبِهِ مَا لَا يَسْتَطِيعُ حَمْلَهُ، فَيَقُولُ: احْمِلْ عَلَيَّ. فَيَأْبَى عَلَيْهِ، فَيُخَفِّفُ مِنْهُ، حَتَّى يَصِيرَ بِقَدْرِ مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِلَهُ، فَيَقُولُ: مَا كَانَ فِي النَّاسِ أَجْشَعُ نَفْساً مِنْ هَذَا. فَيَرْجِعُ إِلَى الْخَازِنِ، فَيَقُولُ: إِنَّهُ قَدْ بَدَا لِي رَدُّهُ. فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ، فَيَقُولُ:
إِنَّا لَا نَقْبَلُ مِمَّنْ أَعْطَيْنَاهُ. قَالَ: فَيَمْكُثُ سَبْعاً، أَوْ ثَمَانِيَ، أَوْ تِسْعاً- يَعْنِي سَنَةً- وَ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَ هَذَا.
أَوْ قَالَ: لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ.
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَطْرَانَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْعَرَجِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبَايَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ:
خَطَبَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بِالْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ وَ قُرْبَهَا، ثُمَّ ذَكَرَ قِيَامَ الْقَائِمِ مِنْ وُلْدِهِ، وَ أَنَّهُ يَمْلَأُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً.
قَالَ سَلْمَانُ: فَأَتَيْتُهُ خَالِياً، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَتَى يَظْهَرُ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِكَ! فَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وَ قَالَ: لَا يَظْهَرُ الْقَائِمُ حَتَّى يَكُونَ أُمُورُ الصِّبْيَانِ، وَ تَضِيعَ حُقُوقُ الرَّحْمَنِ، وَ يُتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ بِالتَّطْرِيبِ وَ الْأَلْحَانِ، فَإِذَا قَتَلَتْ مُلُوكُ بَنِي الْعَبَّاسِ أُولِي الْعَمَى وَ الِالْتِبَاسِ، أَصْحَابَ الرَّمْيِ عَنِ الْأَقْوَاسِ بِوُجُوهٍ كَالتِّرَاسِ، وَ خَرِبَتِ الْبَصْرَةُ، وَ ظَهَرَتِ الْعَشَرَةُ.
قَالَ سَلْمَانُ: قُلْتُ: وَ مَا الْعَشَرَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: مِنْهَا خُرُوجُ الزِّنْجِ، وَ ظُهُورُ الْفِتْنَةِ، وَ وَقَائِعُ بِالْعِرَاقِ، وَ فِتَنُ الْآفَاقِ، وَ الزَّلَازِلُ الْعَظِيمَةُ، مُقْعِدَةً مُقِيمَةً، وَ يَظْهَرُ الْحَنْدَرُ وَ الدَّيْلَمُ بِالْعَقِيقِ وَ الصَّيْلَمِ، وَ وَلَايَةِ الْقِصَاحِ بِعَقِبِ الْفَمِ الْجِنَاحِ، وَ ظُهُورُ آيَاتٍ مُقْتَرَبَاتٍ فِي النَّوَاحِي وَ الْجَنَبَاتِ، وَ عِمْرَانُ الْفُسْطَاطِ بِعَيْنِ الْعَرَبِ وَ الْأَقْبَاطِ، وَ يَخْرُجُ الْحَائِكُ الطَّوِيلُ بِأَرْضِ مِصْرَ وَ النِّيلِ.
قَالَ سَلْمَانُ: فَقُلْتُ: وَ مَا الْحَائِكُ الطَّوِيلُ؟
قَالَ: رَجُلٌ صُعْلُوكٌ، لَيْسَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ، تَظْهَرُ لَهُ مَعَادِنُ الذَّهَبِ، وَ يُسَاعِدُهُ الْعَجَمُ وَ الْعَرَبُ، وَ يَأْتِي لَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يَلِيَ الْحَسَنُ، وَ يَكُونَ فِي زَمَانِهِ الْعَظَائِمُ وَ الْعَجَائِبُ، وَ إِذَا سَارَ بِالْعَرَبِ إِلَى الشَّامِ، وَ دَاسَ بِالْبِرْذَوْنِ أَرْحَامٌ، وَ دَاسَ جَبَلَ الْأُرْدُنِّ وَ اللُّكَامِ، وَ طَارَ النَّاسُ مِنْ غَشْيَتِهِ، وَ طَارَ السَّيْلُ مِنْ جَيْشِهِ، وَ وَصَلَ جَبَلَ الْقَاعُوسِ فِي جَيْشِهِ، فَيَجُرُّ بِهِ بَعْضُ الْأُمُورِ، فَيُسْرِعُ الْأَسْلَافُ، وَ لَا يَهْنِيهِ طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ حَتَّى يُعَاوِدَ بِأَيْلُونِ مِصْرَ، وَ كَثْرَةُ الْآرَاءِ وَ الظُّنُونِ، وَ لَا تَعْجِزُ الْعَجُوزُ، وَ شَيَّدَ الْقُصُورَ، وَ عَمَرَ الْجَبَلِ الْمَلْعُونَ، وَ بَرَقَتْ بَرْقَةُ فَرَدَّتْ، وَ اتَّصَلَ الْأَشْرَارُ بَيْنَ عَيْنِ الشَّمْسِ وَ حُلْوَانَ، وَ سُمِعَ مِنَ الْأَشْرَارِ الْأَذَانُ، فَصَعِقَتْ صَاعِقَةٌ بِبُرْقَةَ، وَ أُخْرَى بِبَلْخٍ، وَ قَاتَلَ الْأَعْرَابُ الْبَوَادِيَ، وَ جَرَتِ السُّفْيَانِيَّ خَيْلُهُ، وَ جَنَّدَ الْجُنُودَ، وَ بَنَّدَ الْبُنُودَ، هُنَاكَ يَأْتِيهِ أَمْرُ اللَّهِ بَغْتَةً، لِغَلَبَةِ الْأَوْبَاشِ، وَ تَعَيُّشِ الْمَعَاشَ، وَ تُنْتَقَصُ الْأَطْرَافُ، وَ يَكْثُرُ الِاخْتِلَافُ، وَ تُخَالِفُهُ طَلِيعَةٌ بِعَيْنِ طَرَطُوسَ، وَ بِقَاصِيَةِ إِفْرِيقِيَةَ، هُنَاكَ تُقْبِلُ رَايَاتٌ مَغْرِبِيَّةٌ، أَوْ مَشْرِقِيَّةٌ، فَأَعْلَنُوا الْفِتْنَةَ فِي الْبَرِيَّةِ، يَا لَهَا مِنْ وَقَعَاتٍ طَاحِنَاتٍ، مِنَ النَّبْلِ وَ الْأَكَمَاتِ، وَقَعَاتٌ ذَاتُ رُسُونٍ، وَ مَنَابِتِ اللَّوْنِ، بِعُمْرَانِ بَنِي حَامٍ بِالْقِمَارِ الْأَدْغَامِ، وَ تَأْوِيلِ الْعَيْنِ بِالْفُسْطَاطِ، مِنَ التَّرَبُتِ مِنْ غَيْرِ الْعَرَبِ، وَ الْأَقْبَاطِ بِأَدْبِجَةِ الدِّيبَاجِ، وَ نَطْحَةِ النِّطَاحِ، بِأَحْرَاثِ الْمَقَابِرِ، وَ دُرُوسِ الْمَعَابِرِ، وَ تَأْدِيبِ الْمَسْكُوبِ، عَلَى السِّنِّ الْمَنْصُوبِ، بِأَقْصَاحِ رَأْسِ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ فِي الْحَرْبِ بِغَلَبَةِ بَنِي الْأَصْفَرِ عَلَى الْأَنْعَادِ، وَقْعِ الْمِقْدَارِ، فَمَا يُغْنِي الْحَذَرُ، هُنَاكَ تَضْطَرِبُ الشَّامُ، وَ تُنْصَبُ الْأَعْلَامُ، وَ تُنْتَقَصُ التَّمَامُ، وَ سُدَّ غُصْنُ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ الطَّاغِيَةِ، فَهُنَالِكَ ذُلٌ شَامِلٌ، وَ عَقْلٌ ذَاهِلٌ، وَ خَتْلٌ قَابِلٌ، وَ نَبْلٌ نَاصِلٌ، حَتَّى تَغْلِبَ الظُّلْمَةُ عَلَى النُّورِ، وَ تَبْقَى الْأُمُورُ مِنْ أَكْثَرِ الشُّرُورِ، هُنَالِكَ يَقُومُ الْمَهْدِيُّ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، لَا ابْنُ مِثْلِهِ، لَا ابْنٌ، فَيُزِيلُ الرَّدَى، وَ يُمِيتُ الْفِتَنَ، وَ تَتَدَارَسُ الرُّكْبَتَيْنِ، هُنَاكَ يُقْضَى لِأَهْلِ الدِّينِ بِالدِّينِ.
قَالَ سَلْمَانُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): ثُمَّ انْضَجَعَ وَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، يَقُولُ: شِعَارُ الرَّهْبَانِيَّةِ الْقَنَاعَةُ.
- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ دَاهِرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي، يُوَافِقُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.
- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدٌ الْعَمِّيُ، عَنْ أَبِي الصَّدِيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): حَدَثٌ يَكُونُ فِي أُمَّتِي، الْمَهْدِيُّ، إِنْ قَصُرَ عُمُرُهُ فَسَبْعُ، وَ إِلَّا فَثَمَانٌ، وَ إِلَّا فَتِسْعٌ، وَ تُنَعَّمُ أُمَّتِي فِيهَا نِعْمَةً لَمْ يَتَنَعَّمُوا مِثْلَهَا قَطُّ، يُرْسِلُ اللَّهُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً، فَلَا تَدَّخِرُ الْأَرْضُ شَيْئاً مِنَ النَّبَاتِ وَ الْمَأْكَلِ، وَ سَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ، أَعْطِنِي. فَيَقُولُ: خُذْ.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 535
- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاسَانِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: لِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ غَيْبَتَانِ، إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنْ الْأُخْرَى قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): نَعَمْ.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 554 به بعد
معرفة رجال مولانا صاحب الزمان (صلوات اللّه عليه)
- حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِاللَّهِ الْقُمِّيُّ الْقَطَّانُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَزَّازِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَسَّانَ سَعِيدُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَعْلَمُ أَصْحَابَ الْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَمَا كَانَ يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ؟
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): حَدَّثَنِي أَبِي (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ يَعْرِفْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ رَجُلًا فَرَجُلًا، وَ مَوَاضِعَ مَنَازِلِهِمْ وَ مَرَاتِبِهِمْ، وَ كُلُّ مَا عَرَفَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَرَفَهُ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كُلُّ مَا عَرَفَهُ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَرَفَهُ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كُلُّ مَا عَرَفَهُ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَرَفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كُلُّ مَا عَلِمَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَلِمَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كُلُّ مَا عَلِمَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَدْ عَلِمَهُ وَ عَرَفَهُ صَاحِبُكُمْ (يَعْنِي نَفْسَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)).
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: قُلْتُ: مَكْتُوبٌ؟
قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَكْتُوبٌ فِي كِتَابٍ مَحْفُوظٌ فِي الْقَلْبِ، مُثْبَتٌ فِي الذِّكْرِ لَا يُنْسَى.
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَخْبِرْنِي بِعَدَدِهِمْ وَ بُلْدَانِهِمْ وَ مَوَاضِعِهِمْ، فَذَاكَ يَقْتَضِى مِنْ أَسْمَائِهِمْ؟
قَالَ: فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَائْتِنِي. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَصِيرٍ، أَتَيْتَنَا لِمَا سَأَلْتَنَا عَنْهُ؟
قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ.
قَالَ: إِنَّكَ لَا تَحْفَظُ، فَأَيْنَ صَاحِبُكَ الَّذِي يَكْتُبُ لَكَ؟
قُلْتُ: أَظُنُّ شَغَلَهُ شَاغِلٌ ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَتَأَخَّرَ عَنْ وَقْتِ حَاجَتِي، فَقَالَ لِرَجُلٍ فِي مَجْلِسِهِ: اكْتُبْ لَهُ: «هَذَا مَا أَمْلَاهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أَوْدَعَهُ إِيَّاهُ مِنْ تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ الْمَهْدِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ عِدَّةِ مَنْ يُوَافِيهِ مِنَ الْمَفْقُودِينَ عَنْ فُرُشِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ، السَّائِرِينَ فِي لَيْلِهِمْ وَ نَهَارِهِمْ إِلَى مَكَّةَ، وَ ذَلِكَ عِنْدَ اسْتِمَاعِ الصَّوْتِ فِي السَّنَةِ الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا أَمْرُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ)، وَ هُمُ النُّجَبَاءُ وَ الْقُضَاةُ وَ الْحُكَّامُ عَلَى النَّاسِ:
مِنْ طَارَبَنْدَ الشَّرْقِيِّ رَجُلٌ، وَ هُوَ الْمُرَابِطُ السَّيَّاحُ، وَ مِنَ الصَّامَغَانِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ أَهْلِ فَرْغَانَةَ رَجُلٌ، وَ مِنْ أَهْلِ التَّرْمُدِ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الدَّيْلَمِ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ مَرْوَ الرُّوذِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ مَرْوَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنْ بَيْرُوتَ تِسْعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ طُوسَ خَمْسَةُ رِجَالٍ، وَ مِنَ الْفَارِيَابِرَجُلَانِ، وَ مِنْ سِجِسْتَانَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنَ الطَّالَقَانِ أَرْبَعَةُ وَ عِشْرُونَ رَجُلًا، وَ مِنْ جِبَالِ الْغَوْرِ ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ نَيْسَابُورَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنْ هَرَاةَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنْ بُوسَنْجَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ الرَّيِّ سَبْعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ طَبَرِسْتَانَ تِسْعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ قُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنْ قُومَسَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ جُرْجَانَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنَ الرِّقَّةِ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ الرَّافِقَةِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ حَلَبَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ سَلَمِيَّةَ خَمْسَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ دِمَشْقَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ فِلَسْطِينَ رَجُلٌ، وَ مِنْ بَعْلَبَكَّ رَجُلٌ، وَ مِنْ طَبَرِيَّةَ رَجُلٌ، وَ مِنْ يَافَا رَجُلٌ، وَ مِنْ قِبْرِسَ رَجُلٌ، وَ مِنْ بِلْبِيسَ رَجُلٌ، وَ مِنْ دِمْيَاطَ رَجُلٌ، وَ مِنْ أُسْوَانَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْفُسْطَاطِ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنَ الْقِيرَوَانِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ كُورِ كِرْمَانَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ قَزْوِينَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ هَمَدَانَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ مُوقَانَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْبَدْوِ رَجُلٌ، وَ مِنْ خِلَاطَ رَجُلٌ، وَ مِنْ جَابَرْوَانَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ مِنَ النَّوَا رَجُلٌ، وَ مِنْ سِنْجَارَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ قَالِيقَلَا رَجُلٌ، وَ مِنْ سُمَيْسَاطَ رَجُلٌ، وَ مِنْ نَصِيبِينَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْمَوْصِلِ رَجُلٌ، وَ مِنْ تَلِمَوْزَنَ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الرُّهَا رَجُلٌ، وَ مِنْ حَرَّانَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ بَاغَةَ رَجُلٌ، وَ مِنْ قَابِسَ رَجُلٌ، وَ مِنْ صَنْعَاءَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ مَازِنَ رَجُلٌ، وَ مِنْ طِرَابْلُسَ رَجُلَانِ ، وَ مِنَ الْقُلْزُمِ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الْقُبَّةِ رَجُلٌ، وَ مِنْ وَادِي الْقُرَى رَجُلٌ، وَ مِنْ خَيْبَرَ رَجُلٌ، وَ مِنْ بَدَا رَجُلٌ، وَ مِنَ الْجَارِ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْكُوفَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَ مِنَ الْمَدِينَةِ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الرَّبَذَةِ رَجُلٌ، وَ مِنْ خَيْوَانَ رَجُلٌ، وَ مِنْ كُوثَىرَبَّى رَجُلٌ، وَ مِنْ طِهْنَةَ رَجُلٌ، وَ مِنْ تِيرِمَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْأَهْوَازِ رَجُلَانِ، وَ مِنْ إِصْطَخْرَ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الْمُولْتَانِ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الدَّيْبُلِ رَجُلٌ، وَ مِنْ صَيْدَائِيلَ رَجُلٌ، وَ مِنَ الْمَدَائِنِ ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ، وَ مِنْ عُكْبَرَا رَجُلٌ، وَ مِنْ حُلْوَانَ رَجُلَانِ، وَ مِنَ الْبَصْرَةِ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَ أَصْحَابُ الْكَهْفِ وَ هُمْ سَبْعَةُ رِجَالٍ، وَ التَّاجِرَانِ الْخَارِجَانِ مِنْ عَانَةَ إِلَى أَنْطَاكِيَّةَ وَ غُلَامُهُمَا وَ هُمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ وَ الْمُسْتَأْمِنُونَ إِلَى الرُّومِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ هُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا، وَ النَّازِلَانِ بِسَرَنْدِيبَ رَجُلَانِ، وَ مِنْ سَمَنْدَرَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، وَ الْمَفْقُودُ مِنْ مَرْكَبِهِ بِشَلَاهِطَ رَجُلٌ، وَ مِنْ شِيرَازَ- أَوْ قَالَ سِيرَافَ، الشَّكُّ مِنْ مَسْعَدَةَ- رَجُلٌ، وَ الْهَارِبَانِ إِلَى سَرْدَانِيَةَ مِنَ الشِّعْبِ رَجُلَانِ، وَ الْمُتَخَلِّي بِصِقْلِيَّةَ رَجُلٌ، وَ الطَّوَّافُ الطَّالِبُ الْحَقِّ مِنْ يَخْشِبَ رَجُلٌ، وَ الْهَارِبُ مِنْ عَشِيرَتِهِ رَجُلٌ، وَ الْمُحْتَجُّ بِالْكِتَابِ عَلَى النَّاصِبِ مِنْ سَرَخْسَ رَجُلٌ.
فَذَلِكَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا بِعَدَدِ أَهْلِ بَدْرٍ، يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ إِلَى مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَ هِيَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، فَيَتَوَافَوْنَ فِي صَبِيحَتِهَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، لَا يَتَخَلَّفُ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَ يَنْتَشِرُونَ بِمَكَّةَ فِي أَزِقَّتِهَا، يَلْتَمِسُونَ مَنَازِلَ يَسْكُنُونَهَا، فَيُنْكِرُهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا بِرِفْقَةٍ دَخَلَتْ مِنْ بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ لِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ وَ لَا لِتِجَارَةٍ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّا لَنَرَى فِي يَوْمِنَا هَذَا قَوْماً لَمْ نَكُنْ رَأَيْنَاهُمْ قَبْلَ يَوْمِنَا هَذَا، لَيْسُوا مِنْ بَلَدٍ وَاحِدٍ وَ لَا أَهْلِ بَدْوٍ، وَ لَا مَعَهُمْ إِبِلٌ وَ لَا دَوَابُّ! فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، وَ قَدِ ارْتَابُوا بِهِمْ إِذْ يُقْبِلُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَ رَئِيسَهُمْ فَيَقُولَ: لَقَدْ رَأَيْتُ لَيْلَتِي هَذِهِ رُؤْيَا عَجِيبَةً، وَ إِنِّي مِنْهَا خَائِفٌ، وَ قَلْبِي مِنْهَا وَجِلٌ.
فَيَقُولُ لَهُ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ.
فَيَقُولُ: رَأَيْتُ كَبَّةَ نَارٍ انْقَضَّتْ مِنْ عَنَانِ السَّمَاءِ، فَلَمْ تَزَلْ تَهْوِي حَتَّى انْحَطَّتْ عَلَى الْكَعْبَةِ، فَدَارَتْ فِيهَا، فَإِذَا هِيَ جَرَادٌ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ خُضْرٍ كَالْمَلَاحِفِ، فَأَطَافَتْ بِالْكَعْبَةِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تَطَايَرَتْ شَرْقاً وَ غَرْباً، لَا تَمُرُّ بِبَلَدٍ إِلَّا أَحْرَقَتْهُ، وَ لَا بِحِصْنٍ إِلَّا حَطَمَتْهُ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَ أَنَا مَذْعُورُ الْقَلْبِ وَجِلٌ. فَيَقُولُونَ: لَقَدْ رَأَيْتَ هَؤُلَاءِ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْأُقَيْرِعِ لِيُعَبِّرَهَا، وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ، فَيَقُصُّ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا، فَيَقُولُ الْأُقَيْرِعُ: لَقَدْ رَأَيْتَ عَجَباً، وَ لَقَدْ طَرَقَكُمْ فِي لَيْلَتِكُمْ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ، لَا قُوَّةَ لَكُمْ بِهِمْ. فَيَقُولُونَ: لَقَدْ رَأَيْنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا عَجَباً. وَ يُحَدِّثُونَهُ بِأَمْرِ الْقَوْمِ.
ثُمَّ يَنْهَضُونَ مِنْ عِنْدِهِ وَ يَهُمُّونَ بِالْوُثُوبِ عَلَيْهِمْ، وَ قَدْ مَلَأَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ مِنْهُمْ رُعْباً وَ خَوْفاً، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَ هُمْ يَتَآمَرُونَ بِذَلِكَ: يَا قَوْمِ لَا تَعْجَلُوا عَلَى الْقَوْمِ، إِنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوكُمْ بَعْدُ بِمُنْكَرٍ، وَ لَا أَظْهَرُوا خِلَافاً، وَ لَعَلَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ قَبَائِلِكُمْ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ مِنْهُمْ شَرٌّ فَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ وَ هُمْ، وَ أَمَّا الْقَوْمُ فَإِنَّا نَرَاهُمْ مُتَنَسِّكِينَ وَ سِيمَاهُمْ حَسَنَةٌ، وَ هُمْ فِي حَرَمِ اللَّهِ (تَعَالَى) الَّذِي لَا يُبَاحُ مَنْ دَخَلَهُ حَتَّى يُحْدِثَ بِهِ حَدَثاً وَ لَمْ يُحْدِثِ الْقَوْمُ حَدَثاً يُوجِبُ مُحَارَبَتَهُمْ. فَيَقُولُ الْمَخْزُومِيُّ، وَ هُوَ رَئِيسُ الْقَوْمِ وَ عَمِيُدُهُمْ: إِنَّا لَا نَأْمَنُ أَنْ يَكُونَ وَرَاءَهُمْ مَادَّةٌ لَهُمْ، فَإِذَا الْتَأَمَتْ إِلَيْهِمْ كَشَفَ أَمْرَهُمْ وَ عَظُمَ شَأْنُهُمْ، فَتَهْضِمُوهُمْ وَ هُمْ فِي قِلَّةٍ مِنَ الْعَدَدِ وَ غُرْبَةٍ فِي الْبَلَدِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَادَّةُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَأْتُوكُمْ مَكَّةَ إِلَّا وَ سَيَكُونُ لَهُمْ شَأْنٌ، وَ مَا أَحْسُبُ تَأْوِيلَ رُؤْيَا صَاحِبِكُمْ إِلَّا حَقّاً، فَخَلُّوا لَهُمْ بَلَدَكُمْ وَ أَجِيلُوا الرَّأْيَ، وَ الْأَمْرُ مُمْكِنٌ. فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: إِنْ كَانَ مَنْ يَأْتِيهِمْ أَمْثَالُهُمْ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُ لَا سِلَاحَ لِلْقَوْمِ وَ لَا كُرَاعَ وَ لَا حِصْنَ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ، وَ هُمْ غُرَبَاءُ مُحْتَوَوْنَ، فَإِنْ أَتَى جَيْشٌ لَهُمْ نَهَضْتُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ أَوَّلًا، وَ كَانُوا كَشَرْبَةِ الظَّمْآنِ. فَلَا يَزَالُونَ فِي هَذَا الْكَلَامِ وَ نَحْوِهِ حَتَّى يَحْجُزَ اللَّيْلُ بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ يَضْرِبُ اللَّهُ عَلَى آذَانِهِمْ وَ عُيُونِهِمْ بِالنَّوْمِ، فَلَا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ إِلَى أَنْ يَقُومَ الْقَائِمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ إِنَّ أَصْحَابَ الْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَأَنَّهُمْ بَنُو أَبٍ وَ أُمٍّ، وَ إِنْ افْتَرَقُوا عِشَاءً الْتَقَوْا غُدْوَةً، وَ ذَلِكَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً.
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَيْسَ عَلَى الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنٌ غَيْرُهُمْ؟
قَالَ: بَلَى، وَ لَكِنْ هَذِهِ [الْعِدَّةُ] الَّتِي يُخْرِجُ اللَّهُ فِيهَا الْقَائِمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، هُمُ النُّجَبَاءُ وَ الْقُضَاةُ وَ الْحُكَّامُ وَ الْفُقَهَاءُ فِي الدِّينِ، يَمْسَحُ بُطُونَهُمْ وَ ظُهُورَهُمْ فَلَا يَشْتَبِهُ عَلَيْهِمْ حُكْمٌ.
جمعه ۱۹ خرداد ۱۳۹۶ ساعت ۹:۰۶
نمایش ایمیل به مخاطبین
نمایش نظر در سایت
۲) از انتشار نظراتی که فاقد محتوا بوده و صرفا انعکاس واکنشهای احساسی باشد جلوگیری خواهد شد .
۳) لطفا جهت بوجود نیامدن مسائل حقوقی از نوشتن نام مسئولین و شخصیت ها تحت هر شرایطی خودداری نمائید .
۴) لطفا از نوشتن نظرات خود به صورت حروف لاتین (فینگلیش) خودداری نمایید .
اگر مقدور است در متن مقاله وقتی به مقالات دیگر خود ارجاع می دهید لینک آن مقاله را نیز بیاورید تا دسترسی آسان شود. ممنونم