ابن عياش جوهري (د. 401ق)، محدث برجسته و دانشمند متفنن امامی مذهب سده چهارم (برای او نک: مدخل ابن عياش در دائرة المعارف بزرگ اسلامی، به قلم آقای احمد پاکتچی) دو کتاب درباره اخبار و اشعار ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري، از سادات محترم و از راويان و محدثان و از اصحاب ائمه متأخر شيعه (برای او نک: مقاله دائرة المعارف بزرگ اسلامی، ذيل مدخل ابو هاشم به قلم مهدی سلماسی) دارد (نک: نجاشي، ص 86؛ الفهرست طوسي، ص 78 چاپ محقق طباطبايي) که بخشهايی از يکی از آنها يعني کتاب أخبار أبي هاشم الجعفري در کتاب اعلام الوری طبرسي نقل شده است. اين کتاب اهميت زيادی از لحاظ روايات تاريخی و مذهبی وابسته به دوران آخر حضور امامان دارد و در آن بخشی از اخبار ابو هاشم درباره امامان متأخر شيعه، اعم از احاديث آنان و يا اخبار تاريخی ايشان که عموما خود ابو هاشم در آن وقايع حضور داشته روايت شده است (درباره اخبار ابو هاشم از امامان، نيز نک: طوسي، ص 181). گاه از اين کتاب به صورت أخبار السيد أبي هاشم الجعفري هم نام برده اند (نک: اجازه علامه به بني زهرة، در بحار، 104/ 110) و به احتمال، کتاب ديگری که در ليست آثار ابن عياش با عنوان "أخبار السيد" وسيله نجاشي و شيخ طوسي در رجال و فهرست در کنار دو کتاب نام برده از آن ياد شده، می بايست نام ديگری برای کتاب أخبار أبي هاشم باشد و بنابراين "اخبار السيد" ارتباطی با اخبار سيد حميري که او هم از قضا مکنی به ابو هاشم بوده ندارد؛ گرچه نويسندگان ديگری از اماميه بوده اند که اخبار السيد داشته اند و مقصود در آن قبيل کتابها اخبار سيد حميري بوده است (نمونه: در الفهرست طوسي، ص 72 و موارد ديگر). کتاب ابن عياش دست کم تا عصر علامه حلي موجود بوده و او در اجازه خود به بني زهرة از آن نام می برد:
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 104 ص 110
ومن ذلك أخبار السيد أبي هاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وما شاهد من دلائل الائمة عليهم السلام مما عني بجمعه أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن عياش رواه تاج الدين بن الدربي المذكور ، عن الفقيه السديد أبي الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله ، عن الفقيه عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار ، عن أبي حرب محمد بن المحسن الحسيني النسابة عن والده أبي محمد المحمدي والشريف أبى الحسن بن أبى جعفر النسابة وأبى عبد الحسين ابن محمد بن القاسم بن العينى الكاتب جميعا ، عن أبي عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين ابن عياش رحمه الله.

نقلهايی از ابو هاشم جعفري در کشف الغمة ديده می شود که برخی از آنها متخذ از نقلهای اعلام الوری است و برخی ديگر از کتاب الدلائل حميري؛ کما اينکه ظاهرا مجموعه روايات قطب الدين راوندي در الخرائج والجرائح از ابو هاشم نيز متخذ از دلائل حميري است و نه کتاب ابن عياش (نک: الخرائج، 2/ 664 به بعد و مقايسه با تخريج احاديث در پاورقی ها که بر اساس کشف الغمه اربلي در دلائل حميري نشان داده شده است؛ نيز نک: کشف الغمة، 3/215 و بعد). بنابراين کتاب ابن عياش تنها وسيله طبرسي مورد استفاده بوده است. ابن عياش خود در کتابش از دلائل عبد الله بن جعفر حميري برای نقل روايات ابو هاشم جعفري بهره مند بوده کما اينکه از اسناد بندهای باقی مانده آشکار است.

در اينجا نقلهای طبرسي را ارائه می دهيم

إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج 2 ص 97

وفي كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري رضي الله عنه للشيخ أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الذي أخبرني بجميعه السيد أبو طالب محمد بن الحسين الحسيني القصبي الجرجاني رحمه الله قال : أخبرني والدي السيد أبو عبد الله الحسين بن الحسن القصبي ، عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمد الجعفري عنه قال : حدثني أبو علي أحمد بن محمد ابن يحيى العطار القمي ، عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت علي فاغتممت لذلك ، فتناول إحداهن وقال : ( هذه رقعة ريان بن شبيب ) ثم تناول الثانية فقال : ( هذه رقعة محمد ابن حمزة ) وتناول الثالثة وقال : ( هذه رقعة فلان ) فبهت فنظر إلي وتبسم عليه السلام . قال الحميري : وقال لي أبو هاشم : وأعطاني أبو جعفر ثلاثمائة دينار في صرة وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه وقال : ( أما إنه سيقول لك دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه ) . قال : فتيته بالدنانير فقال لي : يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري لي بها متاعا . ففعلت . قال أبو هاشم : وكلمني جمال أن اكلمه ليدخله في ، بعض اموره ، فدخلت عليه لم كلمه فوجدته يأكل مع جماعة فلم يمكنني كلامه ، فقال : ( يا أبا هاشم كال ) ووضع بين يدي ثم قال - ابتداء منه من غير مسألة - : ( يا غلام انظر الجمال الذي أتانا به أبو هاشم فضمه إليك ) . قال أبو هاشم : ودخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له : جعلت فداك ، إني مولع بأكل الطين ، فادع الله لي ، فسكت ثم قال لي بعد أيام - إبتداء منه - : ( يا أبا هاشم ، قد أذهب الله عنك أكل الطين ) . قال أبو هاشم : فما شئ أبغض إلي منه (نيز نک: مناقب آل ابي طالب - ابن شهر آشوب ج 3 ص 496).

إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج 2 ص 117 به بعد

ومما شاهده أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري من دلائله عليه السلام وسمعته من السيد الصالح أبي طالب الحسيني القصي رحمه الله بالاسناد الذي تقدم ذكره عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال حدثني أبو طالب عبد الله بن أحمد بن يعقوب قال : حدثنا الحسين بن أحمد المالكي الاسدي قال : أخبرني أبو هاشم الجعفري قال : كنت بالمدينة حين مر بها بغاء أيام الواثق في طلب الاعراب ، فقال أبو الحسن عليه السلام : ( اخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبئة هذا التركي ) . فخرجنا فوقفنا ، فمرت بناتعبئته ، فمر بنا تركي فكلمه أبولحسن عليه السلام بالتركية فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته . قال : فحلفت التركي وقلت له : ما قال لك الرجل ؟ قال : هذا نبي ؟ قلت : ليس هذابنبي . قال : دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد إلى الساعة .

قال أبو عبد الله بن عياش : وحدثني علي بن حبشي بن قوني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثنا أبو هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام فكلمني بالهندية فلم أحسن أن أرد عليه ، وكان بين يديه ركوة ملاى حصى فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه فمصها ( ثلاثا ) ، ثم رمى بها إلي ، فوضعتها في فمي ، فوالله ما بر حت من عنده حتى تكلمت بثلاثة وسبعين لسانا أولها الهندية .
قال ابن عياش : وحدثني علي بن محمد المقعد قال : حدثني يحيى ابن زكريا الخزاعي ، عن أبي هاشم قال : خرجت مع أبي الحسن عليه السلام إلى ظاهر سرمن رأى نتلقى بعض الطالبيين ، فأبطأ ، فطرح لابي الحسن عليه السلام غاشية السرج فجلس عليها ، ونزلت عن دابتي وجلست بين يديه وهو يحدثني ، وشكوت إليه قصور يدي ، فأهوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا فناولني منه أكفا وقال : ( اتسع بهذا يا أبا هاشم واكتم ما رأيت ) . فخبأته معي ورجعنا ، فأبصرته فإذا هو يتقد كالنيران ذهبا أحمر ، فدعوت صائغا إلى منزلي وقلت له : أسبك لي هذا ، فسبكه وقال : ما رأيت ذهبا أجود منه وهو كهيئة الرمل فمن أين لك هذا فما رأيت أعجب منه ؟ قلت : هذا شئ عندنا قديما تدخره لنا عجائزنا على طول الايام .
قال ابن عياش : وحدثني أبو طاهر الحسن بن عبد القاهر الطاهري قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الاشتر العلوي قال : كنت مع أبي على باب المتوكل - وأنا صبي - في جمع من الناس ما بين عباسي إلى طالبي إلى جندي ، وكان إذا جاء أبو الحسن ترجل الناس كلهم حتى يدخل ، فقال بعضهم لبعض : لم نترجل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا ؟ ! والله لا ترجلنا له . فقال أبو هاشم الجعفري : والله لترجلن له صغرة إذا رأيتموه . فما هو إلا أن أقبل وبصروا به حتى ترجل له الناس كلهم ، فقال لهم أبو هاشم : أليس زعمتم أنكم لا تترجلون له ؟ فقالوا له : والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا .
قال : وحدثني أبو القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الصالحي - من آل إسماعيل بن صالح ، وكان أهل بيته بمنزلة من السادة عليهم السلام ، ومكاتبين لهم - : أن أبا هاشم الجعفري شكا إلى مولانا أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد ، وقال له : يا سيدي ادع الله لي ، فما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه . فقال : ( قواك الله يا أبا هاشم ، وقوى برذونك ) . قال : فكان أبو هاشم يصلي الفجر ببغداد ويسير على البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سر من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون بعينه ، فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت
إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج 2 ص 126
وروى ابو عبد الله بن عياش بإسناده ، عن أبي هاشم الجعفري فيه (الامام الهادي) وقد اعتل عليه السلام : مادت الارض بي وأدت فؤادي * واعترتني موارد العرواء حين قيل : الامام نضو عليل * قلت : نفسي فدته كل الفداء مرض الدين لاعتلالك واعت‍ * - ل وغارت له نجوم السماء عجبا أن منيت بالداء والسق‍ * - م وأنت الامام حسم الداء أنت آسي الادواء في الدين و * الدنيا ومحيي الاموات والاحياء " في أبيات "

إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج 2 ص 136
وفي كتاب أبي عبد الله بن عياش : حدثني أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثني محمد بن أحمد بن محمد العلوي العريضي قال : حدثني أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام صاحب العسكر يقول : ( الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف . ) . قلت : ولم جعلت فداك ؟ قال : ( لانكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم تسميته ، ولا ذكره باسمه ) . قلت : كيف نذكره ؟ قال : ( قولوا : الحجة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم )

إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج 2 ص 138 به بعد

ومما شاهده أبو هاشم - رحمه الله - من دلائله عليه السلام : ما ذكره أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال : حدثني أبو علي أحمد بن محمد ابن يحيى العطار ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن مصقلة القميان قالا : حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال : حدثنا داود بن القاسم الجعفري ، أبو هاشم ، قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن ، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم ، فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول ، وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي ، فقلت في نفسي : ليت شعري من هذا ، فقال أبو محمد : ( هذا من ولد الاعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آيائي فيها ) ثم قال : ( هاتها ) . فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس ، فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع ، وكأني أقرأ الخاتم الساعة ( الحسن بن علي ) فقلت لليماني : رأيته قط قبل هذا ؟ فقال : لا والله ، وإني منذ دهر لحريص على رؤيته ، حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال : قم فادخل ، فدخلت ، ثم نهض وهو يقول : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ، ذرية بعضها من بعض ، أشهد أن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والائمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ، وإليك انتهت الحكمة والامامة ، وإنك ولي الله الذى لا عذر لاحد في الجهل به . فسألت عن اسمه ، فقال : اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم ، وهى الاعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين عليه السلام وقال أبو هاشم الجعفري رحمه الله في ذلك : بدرب الحصا مولى لنا يختم الحصى * له الله أصفى بالدليل وأخلصا وأعطاه آيات الامامة كلها * كموسى وفلق البحر واليد والعصا وما قمص الله النبيين حجة * ومعجزة إلا الوصيين قمصا فمن كان مرتابا بذاك فقصره * من الامر أن تتلو الدليل وتفحصا - في أبيات –
قال أبو عبد الله بن عياش : هذه أم غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة ، وهي أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الاسدية . وهي غير صاحبة الحصاة الاولى التي طبع فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام فإنها ام سليم ، وكانت وارثة الكتب . فهن ثلاثة ولكل واحدة منهن خبر قد رويته ، ولم أطل الكتاب بذكره .
قال : وحدثني أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر قالا : حدثنا أبو هاشم قال : شكوت إلى أبي محمد عليه السلام ضيق الحبس وثقل القيد ، فكتب إلي : ( تصلي الظهر اليوم في منزلك ) . فاخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال عليه السلام . قال : وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي فاستحييت ، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب إلي : ( إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم ، واطلبها فإنك ترى ما تحب ) . قال : وكان أبو هاشم حبس مع أبي محمد عليه السلام ، كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان وخمسين ومائتين .
حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثني أبو هاشم داود بن القاسم شال : كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن صيف الاحمر ، أنا ، والحسن بن محمد العقيقي ، ومحمد بن إبراهيم العمري ، وفلان ، وفلان ، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن عليه السلام وأخوه جعفر ، فحففنا به ، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف ، وكان معنا في الحبسن رجل جمحي يقول : أنه علوي . قال : فالتفت أبو محمد عليه السلام فقال : ( لولا أن فيكم من ليس منكم لاعلمتكم متى يفرج عنكم ) ، وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج ، فقال أبو محمد عليه السلام : ( هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، فإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه ) . فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة . وكان أبو الحسن عليه السلام يصوم فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة ، وكنت أصوم معه ، فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر بي والله أحد ، ثم جئت فجلست معه ، فقال لغلامه : ( أطعم أبا هاشم شيئا فإنه مفطر ) . فتبسمت ، فقال : ( ما يضحكك يا أبا هاشم ؟ إذا أردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه ) . فقلت : صدق الله ورسوله وأنتم ، فأكلت فقال لي : أفطر ثلاثا ، فإن المنة لا ترجع إذا انهكها الصوم في أقل من ثلاث ) . فلما كان في اليوم الذي أراد الله سبحانه أن يفرج عنه جاءه الغلام فقال : يا سيدي أحمل فطورك ؟ فقال : إحمل ، وما أحسبنا نأكل منه ) . فحمل الطعام الظهر ، واطلق عنه عند العصر وهو صائم ، فقال : ( كلوا هناكم الله ) .
قال : وحدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا أبو هاشم قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام فقال : ( إذا خرج القائم أمر بهدم المنائر والمقاصير التي في المساجد ) . فقلت في نفسي : لاي معنى هذا ؟ فأقبل علي وقال : ( معنى هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي ولا حجة ) .
وبهذا الاسناد ، عن أبي هاشم قال : سأل الفهفكي أبا محمد : ما بال المرأة المسكينة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين ؟ فقال : ( إن المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة ، إنما ذلك على الجال ) . فقلت في نفسي : قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد الله عليه السلام عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب ، فأقبل أبو محمد علي فقال : ( نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء ، والجواب منا واحد ، إذا كان معنى المسألة واحدا جرى لآخرنا ما جرى لاولنا ، وأولنا وآخرنا في العلم والامر سواء ، ولرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما ). وبهذا الاسناد ، عن أبي هاشم قال : كتب إليه - يعني أبا محمد عليه السلام - بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء فكتب إليه : ( ادع بهذا الدعاء : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا أنظر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صل على محمد وآل محمد ، وأوسع لي في رزقي ، ومدلي في عمري ، وامنن علي برحمتك ، واجعلني ممن تنتصر به لدينك ، ولا تستبدل به غيري ) . قال أبو هاشم فقلت في نفسي : اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك ، فأقبل علي أبو محمد عليه السلام فقال : ( أنت في حزبه وفي زمرته إن كنت بالله مؤمنا ولرسوله مصدقا ، وأوليائه عارفا ، ولهم تابعا ، فابشر ثم أبشر ) .

وبهذا الاسناد ، عن أبي هاشم قال : سمعت أبا محمد عليه السلام يقول : ( من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا اؤاخذ إلا بهذا ) . فقلت في نفسي : إن هذا لهو الدقيق ، وقد ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شئ . فأقبل علي أبو محمد فقال : ( صدقت يا أبا هاشم ، ألزم ما حدثتك به نفسك ، فإن الاشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الاسود ) .
وبهذا الاسناد قال : سمعت أبا محمد عليه السلام يقول : ( إن في الجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف ) فحمدت الله تعالى في نفسي وفرحت مما أتكلفه من حوائج الناس ، فنظر إلي أبو محمد عليه السلام وقال : ( نعم قد علمت ما أنت عليه ، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك ).

وبهذا الاسناد ، عن أبي هاشم قال : دخلت على أبي محمد وأنا اريد أن أساله ما أصوغ به خاتما أتبرك به ، فجلست وانسيت ما جئت له ، فلما ودعته ونهضت رمى إلي بخاتم فقال : ( أردت فضة فأ عطيناك خاتما وربحت الفص والكرى ، هناك الله يا أبا هاشم ) . فتعجب من ذلك فقلت : يا سيدي ، إنك ولي الله وإمامي الذي أدين الله بفضله وطاعته . فقال : ( غفر الله لك يا أبا هاشم ) .
وهذا قليل من كثير ما شاهده أبو هاشم من آياته عليه السلام ودلالاته ، وقد ذكر ذلك أبو هاشم فيما روي لنا عنه بالاسناد الذي ذكرناه ، قال : ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام يوما قط إلا رأيت منهما دلالة وبرهانا.
پنجشنبه ۷ فروردين ۱۳۹۹ ساعت ۱۱:۰۲