وكثيرا ما يحدث في الصواعق أجسام حديدية وحجرية ، بسبب ما يعرض للنارية أن تطفأ فتصير باردة يابسة . وقد يقع في بلاد الترك في الصواعق والبروق أجسام نحاسية على هيئة نصول السهام ، لها زائدة منعطفة إلى فوق ؛ وتقع مثلها في بلاد الجبل والديلم وإذا وقعت غارت في الأرض ويكون جوهر جميع ذلك جوهرا نحاسيا يابسا وقد تكلفت إذابة نصل من ذلك بخوارزم فلم يذب ، ولم يزل يتحلل منه دخان ملون يضرب إلى الخضرة حتى بقي منه جوهر رمادى . وقد صح عندي بالتواتر ما كان ببلاد جوزجان ، في زماننا الذي أدركناه ، من أمر حديد لعله يزن مائة وخمسين منّا ، نزل من الهواء فنقر في الأرض ، ثم نبا نبوة أو نبوتين نبوّ الكرة التي ترى بها الحائط ، ثم عاد فنشب في الأرض ، وسمع الناس لذلك صوتا عظيما هائلا ؛ فلما تفقدوا أمره ظفروا به ، وحملوه إلى والي جوزجان ، ثم كاتبه سلطان خراسان في عصرنا وهو الأمير عين الدولة وأمين الملة أبو القاسم محمود بن سبكتكين المظفر المغلب ، يرسم له إنفاذه أو إنفاذ قطعة منه ، فتعذر نقله لثقله فحاولوا كسر قطعة منه ، فما كانت الآلات تعمل فيه إلا بجهد ، وكان كل مثقب وكل مقطع يعمل فيه ينكسر لكنهم فصلوا منه آخر الأمر شيئا فأنفذوه إليه ؛ ورام أن يطبع منه سيفا ، فتعذر عليه .
وحكي أن جملة ذلك الجوهر كان ملتئما من أجزاء جاورسيّة صغار مستديرة ، التصق بعضها ببعض . وهذا الفقيه أبو عبيد عبد الواحد بن محمد الجوزجاني ، صاحبي ، شاهد هذا كله وحدّثت أن كثيرا من السيوف اليمانية الجميلة ، انما تتخذ من مثل هذا الحديد . وشعراء العرب قد وصفوا ذلك في شعرهم . فهذا جنس من تكون الحجارة .
وحدثني ثقة من مشايخ دولة أصفهان ، وهو أبو منصور هرمزديار بن مُشكوار ، قريب الأمير أبى جعفر محمد بن [رستم] دشمنزيار أنه وقع في جبال طبرستان من الهواء ما صفة وقعه صفة وقع هذا الحديد ، إلا أنه كان حجارة كبيرة . فهذا جملة القول في تكون الحجر (نک: الشفاء ( الطبيعيات )، ج ٢، الفن الخامس، ص 5 تا 6).
تعبير "فقيه" برای ابو عبيد جوزجانی فيلسوف جالب توجه است. ابن سينا شاگردانش را معمولا "فقيه" می خوانده.
دوشنبه ۲۶ دي ۱۴۰۱ ساعت ۹:۵۹