(درباره تأييد اصالت اين متن که به عبد الله بن اباض منسوب است و خطاب به عبد الملک بن مروان نوشته شده در فرسته بعدی بحث خواهم کرد)

وأَمّا قولك في شأن معاوية بن أبي سفيان إنّ الله قام معه وعجّل نصره وأفلح حجّته وأظهره علی عدوّه بطلب دم عثمان، فإن تكن تعتبر الدين من قبل الدولة وأن يظهر الناس بعضهم علی بعض في الدنيا فإنّا لا نعتبر الدين بالدولة، فقد أظهر [الله] المسلمین علی الكفار منعاً ولينظر كيف يعملون، وقد أظهر الكفّار علی المسلمين ليبلو المسلمين بذلك ويملي للكافرين. وقال:( وَ تِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَ اللهُ لايُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَ لُِيمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الكافِرِين).

فإن كان الدين إذا ظهر الناس بعضهم علی بعض فقد سمعت الذي أصاب المشركون من المسلمین يوم اُحُد، وقد ظهر الذين قتلوا ابن عفان عليه وعلی شيعته يوم الدار وظهر أيضاً عليّ علی أهل البصرة وهم شيعة عثمان ، وظهر المختار علی ابن زياد وأصحابه وهم شيعتکم، وظهر مصعب الخبيب علی المختار وظهر ابن السجف علی أخنس (کذا) بن دلجة وأصحابه، وظهر أهل الشام علی أهل المدينة، وظهر ابن الزبير علی أهل الشام بمكة يوم استفتحوا منها ما حرّم الله عليكم وهم شيعتكم.

فإن كان هؤلاء علی الدين فلا يعتبر الدين من قبل الدولة، فقد يظهر الناس بعضهم علی بعض ولا یؤجران ويعطي الله رجالا ملكاً في الدنيا، فقد أعطی فرعون ملكاً وظهر في الأرض، وقد أعطی الذي حاجّ إبراهيم في ربّه، وقد أعطی فرعون ما سمعت.

ثمّ إنّما اشتري معاوية الإمارة من الحسن بن علي، ثمّ لم يف له بالذي عاهده عليه، وقال: ( وُ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَ لا تَنقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا اِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّة أنْكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَي مِنْ أُمَّة إنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ ما كُنْتُم فِيهَ تَخْتَلِفُونَ ).

فلا تسأل عن معاوية ولا عن عمله ولا صنيعه، غير أنّا قد أدركناه ورأينا عمله وسيرته في الناس ولا نعلم من الناس أحداً أترك من القسمة التي قسم اللّه، ولا لحكم حكمه الله، ولا أسفك لدم حرام منه، فلو لم يصب من الدماء إلاّ دم ابن سمية لكان في ذلك ما يكفّره.

ثمّ استخلف ابنه يزيد فاسقاً من الناس لعيناً يشرب الخمر المكفر فيكفيه من السوء، وكان يتبع هواه بغير هدی من الله وقال الله:( وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًي مِنَ اللهِ إنَّ الله لا يَهدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ). فلم يخف عمل معاوية ويزيد علی كل ذي عقل من الناس، فاتّق الله يا عبدالملك ولا تخادع عن نفسك في معاوية!! فقد بلغنا أنّ أهل البيت يطعنون علی معاوية ويزيد وعملهما وما روي من خبر معاوية ویزید ومن بعدهما، والذي طعنّا عليهما فیه وفارقناهما عليه هو مثل عمل عثمان وما طعنا علیه وفارقناه علیه، فإنّ منهم فتنة. فمن يكون يتولّی عثمان ومن بعده. فإنّا نشهد الله والملائكة أنّا منهم براء ولهم أعداء بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا، نعيش علی ذلك ما عشنا ونموت عليه إذا متنا، ونبعث عليه إذا بعثنا، نحاسب بذلك عند الله.
سه شنبه ۱ شهريور ۱۴۰۱ ساعت ۹:۴۳