"وجَلَّ جَنَابُ [حجة] الحَقِّ [الشيخ الرئيس] عَنْ أَنْ يَكُونَ شَرِيعَةً لِكُلِّ وَارِدٍ".
شکرا للأستاذ يونس أجعون في مراجعته في خصوص ما کتبته حول مؤفق الدين البغدادي. سأنشر مقالاً حول الموضوع ولکن هنا أودّ أن أذکر نقطتين:
1) ذکر الرجل في مؤلفات حول تاريخ طبقات الحکماء ونقلهم بعض النقول منه لا يعني بتاتاً أن مؤفق الدين کان حکيما له آراء فلسفية ذات أهمية. فهناک کثير من أهل الفلسفة ذکرهم ابن فندق و القفطي وابن أبي أصيبعة وغيرهم ولکن من المعلوم أنه ما کان لهم آراء فلسفية قابلة للذکر.
2) کلّ ما قلته حول المؤفق البغدادي مبني علی ما ذکره في ردوده علی الشيخ الرئيس والفخر الرازي وانتقاداته کلها أو جلّها انتقادات لفظية شکلية تأتي من ذهنية المؤفق الفقهية الحديثية من أنه لا بد من التزام نصوص أرسطو بصيغتها المترجمة إلی العربية. فاذاً لا مجال لأفکار وتفسيرات جديدة وإن جاءت من التقليد المشائي الهلني المتأخر أو من قِبِل حکماء مثل الفارابي وابن سينا الذين زادوا علی ما قاله المعلم الأول في مباحث مثل مباحث الوجود والماهية والوجود الذهني و النفس وغيرها. فنموذج الفيلسوف عند البغدادي هو فيلسوف ملتزم للنصوص وليس له اجتهاد. کل ما نری في المجلد الأول من هذه المجموعة من البغدادي هو مناقشات لفظية جدلية من دون تقديم نظرية فلسفية عميقة أو حتی تقديم فهم جيد بالنسبة لآراء أرسطو والتقليد المشائي. فالرجل استنسخ، کما قاله هو في کتابه، مخطوطات من الشفاء والاشارات وغيرها وتوّهم أنه فهم النصوص؛ "وجَلَّ جَنَابُ [حجة] الحَقِّ عَنْ أَنْ يَكُونَ شَرِيعَةً لِكُلِّ وَارِدٍ". فالحقّ أن يقال أن کتب المؤفق مفيدة لأنها بالمرتبة الأولی مجموعة من النقول وهذا مهم لنا في بحث تاريخي ولکن هذا شأن آخر. فمثلا کتابه عن مابعد الطبيعة فيه الکثير من النقول من أثولوجيا والخير المحض ونصوص إسکندر وغيرها کما لا يخفی علی من تتبع الکتاب. ولکن ما رأيت حتی الآن في کتبه نظرية يمکن مقارنتها بآراء السهروردي أو ابن سهلان أو عمر الخيامي أو أبي البرکات وغيرهم فضلا عن الشيخ الرئيس و المحقق الطوسي. قارنوا علی سبيل المثال بين شکوکه علی ابن سينا وشکوک الفخر الرازي عليه أو قارنوا مثلا بين شکوکه علی ابن هيثم وما کتبه المحقق الطوسي حول نظريات ابن هيثم. هذا، وأنه تعدی من النقد إلی سوء الأدب معهم بشکل سافر قبيح غير أخلاقي. ويعتقد البعض أنّه کان يعاني من أمراض نفسية. وعلی کلّ حال المؤفق البغدادي هو راوٍ للحديث وناقل للخواطر والحکايات وليس مفکرا.
"إشارَةٌ: جَلَّ جَنَابُ الحَقِّ عَنْ أَنْ يَكُونَ شَرِيعَةً لِكُلِّ وَارِدٍ، أَوْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ إلاَّ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ. وَلذَلِكَ فَإنَّ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ هَذَا الفَنُّ ضُحْكَةٌ لِلْمُغَفَّلِ عِبْرَةٌ لِلْمُحَصِّلِ؛ فَمَنْ سَمِعَهُ فَاشْمَأَزَّ عَنْهُ فَلْيَتَّهِمْ نَفْسَهُ، لَعَلَّهَا لاَ تُنَاسِبُهُ؛ وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ."
مؤفق الدين بغدادي (د. 629 ق) به نقدهايش بر ابن سينا و سهروردی شناخته است. البته او در آثارش از محمد بن زکريای رازی، ابن هيثم، محي الدين ابن عربي، و فخر الدين رازي و تعدادی ديگر هم انتقاد کرده و البته همه جا انتقاد را با بی ادبی به ساحت اين بزرگان آميخته است. برخی از محققان شماری بيماری های روانی را برای او بر اساس نوشته های مؤفق الدين و نوع داوری هايش درباره عالمان گذشته تشخيص داده اند که در جای خود قابل تأمل است. مؤفق الدين بغدادي درکی سطحی از فلسفه ارسطویی و فلسفه مشایی اسلامی داشت و به همين دليل قدرت درک ابتکارات ابن سينا را نداشت. شيرين اينکه در النصيحتين خود از خواننده می خواهد به جای آثار ابن سينا به آثار او توجه شود. اين را در چند نوشته زير که درباره او نوشته ام به بحث گذاشته ام.
عمل جيد حول کتابات مؤفق الدين البغدادي مع مقدمة جيدة و تحقيق رائع.
أما بالنسبة لکتابات مؤفق الدين البغدادي في ردوده علی الفلاسفة ومحققی الأطباء مثل الشيخ الرئيس والرازي وفخر الدين الرازي والسهروردي وغيرهم فأقل ما يمکن أن يقال أنه ما کان يعرف الفلسفة وکل ما عمله أن ينقل من النصوص المترجمة ويقارنه مع ما قاله الشيخ الرئيس من دون درک عميق بالنسبة للفلسفة المشائية وهذا سرّ عدم اعتناء العلماء عبر التاريخ بآثار مؤفق الدين البغدادي و عدم أخذهم له علی محمل الجدّ. فقياسه بابن رشد هو ظلم للأخير. وسأنشر مقالة حول الموضوع لاحقا.
يكشنبه ۱۹ تير ۱۴۰۱ ساعت ۹:۰۷