... (بعد از نقل روايتی): هكذا قَرَأْنَاه على شيوخِنا الثقات في فوائدِ أبي بكرٍ الشافعيّ التي رواها عنه أبو طالبِ بنُ غَيْلان البزَّازُ شاغة. بشينٍ وغيٍن معجمتين. وهكذا وجدتُه بخطِّ الشيخِ الحافظِ أبي بكرٍ الخطيبِ البغداديِّ. وكانَ قَدْ جَمع لأبي طالبِ بنِ غَيْلان الأمالي والمجالس التي سمِعَها من أبي بكرٍ الشافعيّ في سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمئةٍ. ورتّبها وجَعَلها في أَحَدَ عَشَرَ جزءاً، وكان مُتْقِناً ضابِطَاً، وكذا أبو بكرٍ الشافعيِّ كان فَهْمَاً ضابِطَاً، وضبط هذه الكلمة بغين معجمة وكذلك شيوخِنا الذين قَرَأْنا عليهِم هذِه الفوائد. فلمّا رأيتُ في كتابِ الغريبين قد ذَكَرَ ذلك بالشين المُعْجَمَةِ شَكَكْتُ فيما ذَكَره ولم أتُرُك ما سمعتُه من شيوخنا ورأيته بخطّ الحفّاظ من علمائِنا. ثم إني راجعتُ الكتب المصنّفة في اللغة، فلم أجدْ هذه اللفظةَ إلاَّ في كتابِ تهذيبِ اللغة لأبي منصورٍ الأزهريّ، وهو الذي ينتمي إليه مؤلِّف الغريبين، أبو عبيدٍ فوجدتُه قد ذكر ذلك في كتاب (العين والشين)، قال: الشَّاعة: الزوجة. وكذلك وجدتُه في غريب الحديث عن إبراهيم الحربيّ. بالشين المُعْجَمة والعينِ المُهْمَلَة، فثبت ذلك عِندي. فرجعُتُ إلى قولِه، إذْ كان أَعْرَف باللُّغةِ ممَّن قَرَأْنا عليه، ولم أغيِّره في سماعِنا عن الغَين المعجمة بل حكمتُ على أنّه خلافٌ بينَ رواةِ الحديثِ وأهلِ اللغة. والكلمةُ هي لغةٌ يمانيةٌ. وكنتُ قد أمليتُ على الشيخِ العالِم الإمام أبي بكر الجلميّ البلخيّ، لمّا ورد علينا مدينةَ السلامِ بعدَ عَوْدِهِ منَ الحجّ، وهو منْ أئمَّةِ خراسان - أمتعَ الله بهِ أهلَ العلمِ - أنّه قد صحّف فيها أبو عبيدٍ لما تكرّر من تصحيفِه لما اشتُهِرَ منْ ألفاظِ الحديثِ، فكيف منْ غرائبِ ألفاظِه؟ فلمّا وجدتُ الأزهريّ والحربيّ قد ذكراهُ كذلك جَنَحْتُ ورجعتُ عنْ قولي في هذه الكلمةِ إذا رويت بالعين مهملة، أنّه تصحيفٌ، بل هو خلافٌ بين العلماءِ، فليُعْرَف ذلكَ، ولا يكتَبْ ذلكَ الذي قلت: إنّه تصحيفٌ (نک: كتاب التنبيه على الألفاظ في الغريبين از ابن ناصر السلامي، ص ۲۶۱ تا ۲۶۲).
شنبه ۱۸ مرداد ۱۳۹۹ ساعت ۴:۲۸