يکی از با شکوه ترين ويژگی های تمدن اسلامی ادبيات نقد و انتقاد سازنده دانشمندان در محيط های علمی از يکديگر و در نتيجه رشد علوم در سايه اين انتقادات است. نمونه ای را اينجا می بينيد:

... وقد سبق العلماءُ إلى أخْذِ بعضِهم على بعضٍ فيما وقعَ منْهم في كتبهِم مِنْ سَهْوٍ وتصحيفٍ. وقد صنَّفوا كتباً، فهذا أبو سعيدٍ عبدُ الله بنُ الوليدِ صَعُوْداءُ الكوفيُّ قد أخَذَ على أبي عُبَيدٍ القاسمِ بن سلاّم البغداديّ ألفاظاً في غريب المصنَّف الذي صنّفه أبو عبيد وجعله كتاباً. وكذلك أبو محمَّد بنُ قتيبةَ الدينوريّ قد أخَذَ على أبي عبيدٍ في غريب الحديث ألفاظاً وسماه: غلط أبي عبيد في جزء كبير. وكذلك الزجاج أبو إسحق النَّحوي قد أخذَ على ثَعْلب في كتاب الفصيح أوهاماً نحواً من عشرة أحرفٍ قد ذُكِرَت في جزءٍ وهو سماعنا وقد أخذَ أبو بكر بنُ الأنباري على أبي حاتم السجستاني في كتاب الوقف والابتداء، ورَدَّ عليه في مواضعَ كثيرة. وكذلك ردَّ على أبي محمَّد ابن قتيبة في كتابه المسمَّى بـ المشكل في أكثره في الكتاب الذي صنَّفه ابن الأنباريّ وهو روايتنا.وكذلك أبو محمد بن درستويه النحوي أيضاً قد رد على جماعة من العلماء، مثل قطرب وغيره. وكذلك أبو العبّاس المبرّد النحويّ قد رد على سيبويه النحوي في كتابه، وصنّفَ فيه كتاباً. وكذلك غيُرهم من علماءِ اللُّغة قد أخذ بعضُهم على بعضٍ، وكذلك أصحاب الحديثِ الحُفَّاظ قد أخَذَ بعضُهم على بعضٍ، فهذا الخطيب الحافظ، أبو بكر صاحب تاريخِ بغدادَ قد صنّف كتاباً سمّاه الأوهام، وهو أربعة عشر جزءاً سماعنا، ذكر فيه ما وهم فيه الإمام أبو عبد الله مالكُ بن أنسٍ، وشعبة بن الحجاج والإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل وغيرهم، مثل البخاري ومسلم ومن يَجْري مجراهما. وكذلك الحافظ الأمير أبو نصر بنُ ماكولا ألّف كتاباً في أوهام الحفّاظ في كتب المؤتلف والمختلف في الأسماء، رد فيه على الشيخ أبي الحسن الدارقطنيّ، والشيخ أبي محمد عبد الغني بن سعيد المصري، والشيخ أبي بكر الخطيب الحافظ أيضاً، والكتاب عشرة أجزاء بخطه، وهو روايتي عنه بالإجازة.وقد وهم الأمير أبو نصر أيضاً في كتابه الذي سمّاه: الإكمال في المؤتلف والمختلف في مواضع كثيرة، وصحف بعض الأسماء التي تجمع وتذكر في كتاب مفرد إن شاء الله تعالى.وقد جمع أبو الحسن الدارقطني، رحمه الله كتاباً في تصحيف العلماء والحفاظ نحو من عشر كراريس، وهو من سماعنا. وليس في ذلك عيب ولا نقص عليهم، إذ الإنسان قد جبل على الخطأ والنسيان، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما -: (إنما سمي الإنسان إنساناً لأنه ينسى). (نک: كتاب التنبيه على الألفاظ في الغريبين از ابن ناصر السلامي، ص 147 تا 152).
شنبه ۱۸ مرداد ۱۳۹۹ ساعت ۴:۲۴