از ميان چند کتابی که درباره اخبار وکلای امامان و خاصتا امام غائب و اخبار غيبت صغری نوشته شده است، کتاب ابن نوح سيرافي اهميت زيادی دارد. از نويسنده اين سطور مقاله ای درباره اين محدث امامی در ذيل مدخلی با همين عنوان در دائرة المعارف بزرگ اسلامی منتشر شده است و اينجا مجال پرداختن به شخصيت او نيست. تنها به ذکر چند نکته بسنده می کنيم و سپس متنی باقی مانده اين اثر را که در کتاب الغيبة شيخ طوسی به تفاريق از آن نقل شده است، ارائه می دهيم. در جمال الاسبوع ابن طاووس هم يکجا نقلی مناسب همين کتاب از ابن نوح آمده که آنرا نيز در دنباله آن آورده ايم.
نکته نخست اينکه نام کتاب ابن نوح سيرافي، کتاب أخبار الوکلاء الأربعة بوده است (نک: نجاشی، ۸۷/۲۰۹؛ مقايسه کنيد با الفهرست شيخ طوسي، ص ۸۷ که از آن با عنوان کتاب اخبار الأبواب ياد می کند). وی رجالی برجسته ای بوده و نجاشی به او در کتابش اعتماد فراوان کرده است. پيش از او نيز اين ژانر ادبی سابقه داشته است؛ از کتابی درباره اخبار دو وکيل نخست، نوشته يکی از دانشمندان امامی اطلاع داريم که در عين حال از منابع خود ابن نوح نيز بوده و ابن نوح در کتابش از او مستقيما نقل می کند. وی ابو نصر هبة الله بن أحمد بن محمد الکاتب معروف به ابن برنيّة است که بنا بر گزارش نجاشي، ادعا می کرده که مادرش ام کلثوم دختر ابو جعفر محمد بن عثمان العَمري بوده است؛ اما در کتاب ابن نوح و به نقل آن در کتاب الغيبه شيخ طوسي، مکررا مادرش دختر ام کلثوم معرفی شده است. گزارش اخير از لحاظ زمانی منطقی تر به نظر می رسد. ظاهرا نجاشی در اين مورد تنها به کتاب ابن نوح متکی بوده و عبارت کتاب ابن نوح را به درستی منتقل نکرده است. به هر حال وی در کتابش که نجاشي از آن با عنوان کتاب في أخبار أبي عمرو وأبي جعفر العمريين نام می برد، درباره دو تن از نياکانش اخباری را جمع کرده بوده است. ابن نوح سيرافي کما اينکه گفتيم از اين کتاب مفصلا نقل کرده و اصلا منبع عمده او را همين کتاب تشکيل می داده است. اين مطلب از نقلهای موجود کتاب ابن نوح در الغيبة شيخ طوسي[۱] کاملا پيداست. علاوه بر آن نجاشي نيز در رجال در ذيل نام ابن برنية اين مطلب را متذکر شده است (نک: نجاشی، ۴۴۰/۱۱۸۵). اما نکته جالب اينکه ابن نوح اخباری مربوط به دوره پس از دو وکيل اول را نيز به نقل از ابن برنية آورده که اين نشان می دهد کتاب او شايد اخبار همه وکلا را داشته است. احتمالا نجاشی در تسميه کتاب ابن برنية دچار سهو شده است. اين شخص با اينکه مرجع مهم ابن نوح بوده، اما در عين حال معاصر با او بوده و در سال ۴۰۰ق هنوز زنده بوده است. اما به هر حال وی در تدوين کتابی در اين موضوع بر ابن نوح مقدم بوده است. در الغيبة شيخ طوسي در مواردی نقلهايی از ابن برنية بدون وساطت ابن نوح ديده می شود؛ اما به نظر می رسد که در تمامی آن موارد هم منبع مستقيم شيخ طوسي در نقلها، باز هم کتاب ابن نوح بوده است. بنابراين ما تمامی آن موارد را هم در ذيل کتاب ابن نوح آورده ايم. در مورد ابن برنية البته ترديدهايی در رابطه با انديشه و عملکرد او وجود دارد که نجاشی در مورد آن اشاره می کند. نکته ديگری که بايد اينجا متذکر شوم اين است که علاوه بر اين دو نفر، ابن عياش جوهري هم کتابی مشابه دارد با عنوان کتاب اخبار وکلاء الأئمة الأربعة که از آن نجاشی نام برده (نک: نجاشی، ۸۶/۲۰۷) و در الغيبة شيخ طوسي از آن بهره گرفته شده است و ما در مقاله بعد آن متن را منتشر خواهيم کرد. ابن عياش در ۴۰۱ ق درگذشته و درست معاصر ابن نوح سيرافي بوده است؛ گرچه ابن نوح اندکی پس از او درگذشته است. از کتاب ابن نوح و نام بردن از ابن عياش در آن (نک: متن کتاب پس از اين) بر می آيد که ابن نوح در وقت نوشتن کتابش، کتاب ابن عياش را در پيش روی خود داشته است. ابن عياش هم سخت مورد انتقاد رجاليان و محدثان بغداد بوده است. ابن نوح البته دانشمند مورد اعتمادی بوده، گرچه پاره ای از عقايد او درباره مسائل کلامی مورد انتقاد بوده است. در متنی که پس از اين می آيد البته خطاهايی در پاره ای از سندها ديده می شود که اصلاح و بحث درباره آنها نيازمند فرصتی ديگر است. تنها چند مورد اصلاح شده است.

متن کتاب ابن نوح سيرافي

- أخبرنا الحسين بن إبراهيم، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب قال: حدثني أبوالحسن أحمد بن محمد بن تربك الرهاوي، قال (کذا: شايد: وقال): حدثني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أو (کذا) قال أبوالحسن(علي بن) أحمد الدلال القمي قال: إختلف جماعة من الشيعة في أن الله عزوجل فوض إلى الائمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا أو يرزقوا؟ فقال قوم هذا محال لا يجوز على الله تعالى، لان الاجسام لا يقدر على خلقها غير الله عزوجل وقال آخرون بل الله تعالى أقدر الائمة على ذلك وفوضه إليهم فخلقوا ورزقوا وتنازعوا في ذلك تنازعا شديدا. فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فتسألونه عن ذلك فيوضح لكم الحق فيه، فإنه الطريق إلى صاحب الامر عجل الله فرجه، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: " إن الله تعالى هو الذي خلق الاجسام وقسم الارزاق، لانه ليس بجسم ولا حال في جسم، ليس كمثله شئ وهو السميع العليم، وأما الائمة (عليهم السلام) فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق، إيجابا لمسألتهم وإعظاما لحقهم ".

- وبهذا الاسناد، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدثني جماعة من بني نوبخت، منهم أبوالحسن بن كثير النوبختي رحمه الله، وحدثتني به أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أنه حمل إلى أبي [جعفر] رضي الله عنه في وقت من الاوقات ما ينفذه إلى صاحب الامر (عليه السلام) من قم ونواحيها. فلما وصل الرسول إلى بغداد ودخل إلى أبي جعفر وأوصل إليه ما دفع إليه وودعه وجاء لينصرف، قال له أبوجعفر: قد بقي شئ مما استودعته فأين هو؟ فقال له الرجل: لم يبق شئ يا سيدي في يدي إلا وقد سلمته، فقال له أبو جعفر: بلى قد بقي شئ فارجع إلى ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك.
فمضى الرجل، فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره من كان في جملته، فرجع إلى أبي جعفر فقال له: لم يبق شئ في يدي مما سلم إلي(وقد حملته) إلى حضرتك، فقال له أبوجعفر: فإنه يقال: لك الثوبان السردانيان اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل: إي والله يا سيدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما، فمضى الرجل، فلم يبق شئ كان معه إلا فتشه وحله وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما على خبر، فرجع إلى أبي جعفر(فأخبره). فقال له أبوجعفر يقال لك: إمض إلى فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن، فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنهما في جانبه، فتحير الرجل مما أخبر به أبوجعفر، ومضى لوجهه إلى الموضع، ففتق العدل الذي قال له: افتقه، فإذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء(بهما) إلى أبي جعفر، فسلمهما إليه وقال له: لقد نسيتهما لاني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ليكون ذلك أحفظ لهما. وتحدث الرجل بما رآه وأخبره به أبوجعفر عن عجيب الامر الذي لا يقف إليه إلا نبي أو إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وما تخفي الصدور، ولم يكن هذا الرجل يعرف أبا جعفر وإنما أنفذ على يده كما ينفذ التجار إلى أصحابهم على يد من يثقون به، ولا كان معه تذكرة سلمها إلى أبي جعفر ولا كتاب، لان الامر كان حادا(جدا) في زمان المعتضد، والسيف يقطر دما كما يقال: وكان سرا بين الخاص من أهل هذا الشأن، وكان ما يحمل به إلى أبي جعفر لا يقف من يحمله على خبره ولا حاله، وإنما يقال: إمض إلى موضع كذا وكذا، فسلم ما معك(من) غير أن يشعر بشئ ولا يدفع إليه كتاب، لئلا يوقف على ما تحمله منه.

- قال ابن نوح : وأخبرني جدي محمد بن أحمد بن العباس بن نوح رضي الله عنه قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن جعفر بن إسماعيل بن صالح الصيمري قال : لما أنفذ الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه التوقيع في لعن ابن أبي العزاقر أنفذه من محبسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي علي بن همام رحمه الله في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وأملاه أبو علي رحمه الله علي وعرفني أن أبا القاسم رضي الله عنه راجع في ترك إظهاره ، فإنه في يد القوم و ( في ) حبسهم فأمر بإظهاره وأن لا يخشى ويأمن ، فتخلص فخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله . - قال : ووجدت في أصل عتيق كتب بالاهواز في المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة : أبو عبد الله ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد ( بن عمر ) بن علي بن أبي طالب الجرجاني قال : كنت بمدينة قم فجرى بين إخواننا كلام في أمر رجل أنكر ولده ، فانفذوا رجلا إلى الشيخ صانه الله . وكنت حاضرا عنده أيده الله فدفع إليه الكتاب فلم يقرأه وأمره أن يذهب إلى أبي عبد الله البزوفري أعزه الله ليجيب عن الكتاب فصار إليه وأنا حاضر ، فقال [ له ] أبو عبد الله : الولد ولده وواقعها في يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا فقل له : فيجعل اسمه محمدا فرجع الرسول إلى البلد وعرفهم ووضح عندهم القول وولد الولد وسمي محمدا .
- قال ابن نوح : وحدثني أبو عبد الله الحسين محمد بن سورة القمي رحمه الله حين قدم علينا حاجا ، قال حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصائغ القمي ومحمد بن أحمد بن محمد الصيرفي المعروف بابن الدلال وغيرهما من مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا . فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء ، فجاء الجواب : " إنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين " . قال : وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله : ولابي الحسن بن بابويه رحمه الله ثلاثة أولاد ، محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ ، ويحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم ، ولهما أخ إسمه الحسن وهو الاوسط مشتغل بالعبادة والزهد ، لا يختلط بالناس ولا فقه له . قال ابن سورة : كلما روى أبو جعفر ، وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الامام لكما ، وهذا أمر مستفيض في أهل قم .

( قال ) وسمعت أبا عبد الله بن سورة القمي يقول : سمعت سرورا - وكان رجلا عابدا مجتهدا لقيته بالاهواز غير أني نسيت نسبه - يقول : كنت أخرس لا أتكلم ، فحملني أبي وعمي في صباي وسني ، إذ ذاك ثلاثة عشر أو أربعة عشر إلى الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه ، فسألاه أن يسأل الحضرة أن يفتح الله لساني . فذكر الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح أنكم أمرتم بالخروج إلى الحائر . قال سرور : فخرجنا أنا وأبي وعمي إلى الحائر فاغتسلنا وزرنا ، قال : فصاح بي أبي وعمي : يا سرور فقلت بلسان فصيح : لبيك فقال لي : ويحك تكلمت فقلت : نعم .

- [وأخبرني جماعة ، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال : جرى بيني وبين والدة أبي العباس - يعني ابنه - من الخصومة والشر أمر عظيم ما لا يكاد أن يتفق ، وتتابع ذلك وكثر إلى أن ضجرت به ، وكتبت على يد أبي جعفر أسأل الدعاء فأبطأ عني الجواب مدة ، ثم لقيني أبو جعفر فقال : قد ورد جواب مسألتك ، فجئته فأخرج إلي مدرجا فلم يزل يدرجه إلى أن أراني فصلا منه فيه : وأما الزوج والزوجة فأصلح الله بينهما ، فلم تزل على حال الاستقامة ولم يجر بيننا بعد ذلك شئ مما كان يجري ، وقد كنت أتعمد ما يسخطها فلا يجري (فيه) منها شئ ، هذا معنى لفظ أبي غالب رضي الله عنه أو قريب منه.] قال ابن نوح : وكان عندي أنه كتب على يد أبي جعفر بن أبي العزاقر - قبل تغيره وخروج لعنه على ما حكاه ابن عياش إلى أن حدثني بعض من ( سمع ذلك معي ) أنه إنما عنى أبا جعفر الزجوزجي رضي الله عنه وأن الكتاب إنما كان من الكوفة ، وذلك أن أبا غالب قال لنا : كنا نلقي أبا القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه قبل أن يقضي الامر إليه صرنا نلقي أبا جعفر بن الشلمغاني ولا نلقاه . وحدثنا بهاتين الحكايتين مذاكرة لم أقيدهما. [ بالكتابة ] وفيدهما غيري ، إلا أنه كان يكثر ذكرهما والحديث بهما حتى سمعتهما منه ما لا أحصي ، والحمد لله شكرا دائما وصلى الله على محمد وآله وسلم

- [درباره نائب اول]: ... لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري رحمه الله ، قال أبو نصر : كان أسديا فنسب إلى جده فقيل العمري ، وقد قال قوم من الشيعة: إن أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام ( قال : لا يجمع على امرئ بين عثمان وأبو عمرو ) وأمر بكسر كنيته ، فقيل العمري ، ويقال له : العسكري أيضا ، لانه كان من عسكر سر من رأى ، ويقال له : السمان ، لانه كان يتجر في السمن تغطية على الامر . وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الاموال أنفذوا إلى أبي عمرو ، فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا

- وروى أحمد بن علي بن نوح أبو العباس السيرافي ، قال : أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد المعروف بابن برينة (کذا) الكاتب ، قال : حدثني بعض الشراف من الشيعة الامامية أصحاب الحديث ، قال : حدثني أبو محمد العباس بن أحمد الصائغ قال : حدثني الحسين بن أحمد (کذا: حمدان) الخصيبي قال : حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان قالا : دخلنا على أبي محمد الحسن عليه السلام بسر من رأى وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته ، حتى دخل عليه بدر خادمه فقال : يا مولاي بالباب قوم شعث غبر ، فقال لهم : هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلى أن ينتهي إلى أن قال الحسن عليه السلام لبدر : فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا إلا يسيرا حتى دخل عثمان ، فقال له سيدنا أبو محمد عليه السلام : امض يا عثمان ، فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله ، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال . ثم ساق الحديث إلى أن قالا : ثم قلنا بأجمعنا : يا سيدنا ! والله إن عثمان لمن خيار شيعتك ، ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك ، وأنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى ، قال : نعم واشهدوا على أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم .

- عنه ، عن أبي نصر هبة الله [ بن محمد ] بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري قدس الله روحه وأرضاه ، عن شيوخه أنه لما مات الحسن بن علي عليهما السلام حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره ، مأمورا بذلك للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الاشياء في ظواهرها . وكانت توقيعات صاحب الامر عليه السلام تخرج على يدي عثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمد بن عثمان إلى شيعته وخواص أبيه أبي محمد عليه السلام بالامر والنهي والاجوبة عما يسأل الشيعة عنه إذا احتاجت إلى السؤال فيه بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام ، فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما إلى أن توفي عثمان بن سعيد رحمه الله ورضي عنه وغسله ابنه أبو جعفر وتولى القيام به وحصل الامر كله مردودا إليه ، والشيعة مجتمعة على عدالته وثقته وأمانته ، لما تقدم له من النص عليه بالامانة والعدالة والامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان رحمة الله عليه .

- قال : وقال جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز ، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح في خبر طويل مشهور قالوا جميعا : إجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام نسأله عن الحجة من بعده ، وفي مجلسه عليه السلام أربعون رجلا ، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له : يا بن رسول الله أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به مني . فقال له : إجلس يا عثمان ، فقام مغضبا ليخرج فقال : لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد إلى ( أن ) كان بعد ساعة ، فصاح عليه السلام بعثمان ، فقام على قدميه فقال : أخبركم بما جئتم ؟ قالوا : نعم يا بن رسول الله قال : جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي ؟ قالوا : نعم ، فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر ، فاقبلوا من عثمان ما يقوله ، وانتهوا إلى أمره ، واقبلوا قوله ، فهو خليفة إمامكم والامر إليه في حديث طويل .

- قال أبو نصر هبة الله بن محمد : وقبر عثمان بن سعيد بالجانب الغربي من مدينة السلام ، في شارع الميدان ، في أول الموضع المعروف [ في الدرب المعروف ] بدرب جبلة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه ، والقبر في نفس قبلة المسجد رحمه الله

- قال أبو العباس : وأخبرني هبة الله بن محمد ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه عن شيوخه قالوا: لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد (ومحمد بن عثمان رحمها الله تعالى إلى أن توفي أبو عمرو عثمان ابن سعيد) رحمه الله تعالى وغسله ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان ، وتولى القيام به ، وجعل الامر كله مردودا إليه ، والشيعة مجتمعة على عدالته وثقته وأمانته لما تقدم له من النص عليه بالامانة والعدالة، والامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد ، لا يختلف في عدالته ، ولا يرتاب بأمانته ، والتوقيعات تخرج على يده إلى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج في حياة أبيه عثمان، لا يعرف الشيعة في هذا الامر غيره ، ولا يرجع إلى أحد سواه.

- قال ابن نوح : أخبرني أبو نصر هبة الله ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: كان لابي جعفر محمد بن عثمان العمري كتب مصنفة في الفقه مما سمعها من أبي محمد الحسن عليه السلام ، ومن الصاحب عليه السلام ، ومن أبيه عثمان بن سعيد، عن أبي محمد وعن أبيه علي بن محمد عليهما السلام فيها كتب ترجمتها كتب الاشربة. ذكرت الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها أنها وصلت إلى أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عند الوصية إليه، وكانت في يده . قال أبو نصر: وأظنها قالت وصلت بعد ذلك إلى أبي الحسن السمري رضي الله عنه وأرضاه.

- قال ابن نوح : أخبرني أبو نصر هبة الله بن محمد ، قال : حدثني [ أبو ] علي بن أبي جيد القمي رحمه الله قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال : دخلت على أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه يوما لاسلم عليه ، فوجدته وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها ويكتب آيا من القرآن وأسماء الائمة عليهم السلام على حواشيها . فقلت له : يا سيدي ما هذه الساجة ؟ فقال لي : هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها أو قال : أسند إليها وقد عرفت منه ، وأنا في كل يوم أنزل فيه فأقرأ جزءا من القرآن ( فيه ) فاصعد ، وأظنه قال : فأخذ بيدي وأرانيه ، فإذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا صرت إلى الله عزوجل ودفنت فيه وهذه الساجة ( معي ) . فلما خرجت من عنده أثبت ما ذكره ولم أزل مترقبا به ذلك فما تأخر الامر حتى اعتل أبو جعفر ، فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها ، ودفن فيه . قال أبو نصر هبة الله : وقد سمعت هذا الحديث من غير [ أبي ] علي وحدثتني به أيضا أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله تعالى عنهما

- وقال أبو نصر هبة الله : وجدت بخط أبي غالب الزراري رحمه الله وغفر له أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله مات في آخر جمادي الاولى سنة خمس وثلاثمائة . وذكر أبو نصر هبة الله [ بن ] محمد بن أحمد أن أبا جعفر العمري رحمه الله مات في سنة أربع وثلاثمائة ، وأنه كان يتولى هذا الامر نحوا من خمسين سنة يحمل الناس إليه أموالهم ، ويخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام إليهم بالمهمات في أمر الدين والدنيا وفيما يسألونه من المسائل بالاجوبة العجيبة رضي الله عنه وأرضاه . قال أبو نصر هبة الله : إن قبر أبي جعفر محمد بن عثمان عند والدته في شارع باب الكوفة في الموضع الذي كانت دوره ومنازله ( فيه ) وهو الآن في وسط الصحراء قدس سره .

- أخبرني الحسين بن إبراهيم القمي قال : أخبرني أبو العباس أحمد بن علي بن نوح قال : أخبرني أبو علي أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري رحمه الله قال : حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد المدائني المعروف بابن قزدا في مقابر قريش قال : كان من رسمي إذا حملت المال الذي في يدي إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس سره أن أقول له : ما لم يكن أحد يستقبله بمثله : هذا المال ومبلغه كذا وكذا للامام عليه السلام ، فيقول لي : نعم دعه فأراجعه ، فأقول له : تقول لي : إنه للامام ؟ فيقول : نعم للامام عليه السلام فيقبضه . فصرت إليه آخر عهدي به قدس سره ومعي أربعمائة دينار ، فقلت له على رسمي ، فقال لي : امض بها إلى الحسين بن روح ، فتوقفت فقلت : تقبضها أنت مني على الرسم ؟ فرد علي كالمنكر لقولي وقال : قم عافاك الله فادفعها إلى الحسين بن روح . فلما رأيت ( في ) وجهه غضبا خرجت وركبت دابتي ، فلما بلغت بعض الطريق رجعت كالشاك فدققت الباب فخرج إلي الخادم فقال : من هذا ؟ فقلت أنا فلان فاستأذن لي فراجعني وهو منكر لقولي ورجوعي ، فقلت له : أدخل فاستأذن لي فإنه لابد من لقائه ، فدخل فعرفه خبر رجوعي ، وكان قد دخل إلى دار النساء ، فخرج وجلس على سرير ورجلاه في الارض [ وفيهما نعلان ] يصف حسنهما وحسن رجليه . فقال لي : ما الذي جرأك على الرجوع ولم لم تمتثل ما قلته لك ؟ فقلت : لم أجسر على ما رسمته لي ، فقال لي وهو مغضب : قم عافاك الله فقد أقمت أبا القاسم حسين بن روح مقامي ونصبته منصبي ، فقلت : بأمر الامام فقال : قم عافاك الله كما أقول لك ، فلم يكن عندي غير المبادرة . فصرت إلى أبي القاسم بن روح وهو في دار ضيقة فعرفته ما جرى فسر به وشكر الله عزوجل ودفعت إليه الدنانير ، وما زلت أحمل إليه ما يحصل في يدي بعد ذلك ( من الدنانير )

- ( قال ) : وسمعت أبا الحسن علي بن بلال بن معاوية المهلبي يقول في حياة جعفر بن محمد بن قولويه : سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي يقول : سمعت جعفر بن أحمد بن متيل القمي يقول : كان محمد بن عثمان أبو جعفر العمري رضي الله عنه له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم بن روح رضي الله عنه فيهم ، وكلهم كانوا أخص به من أبي القاسم بن روح حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب ينجزه على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية ، فلما كان وقت مضي أبي جعفر رضي الله عنه وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه .

- قال : وقال مشايخنا : كنا لا نشك أنه إن كانت كائنة من [ أمر ] أبي جعفر لا يقوم مقامه إلا جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأينا من الخصوصية ( به ) وكثرة كينونته في منزله ، حتى بلغ أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما إلا ما أصلح في منزل جعفر بن أحمد بن متيل وأبيه بسبب وقع له ، وكان طعامه الذي يأكله في منزل جعفر وأبيه . وكان أصحابنا لا يشكون إن كانت حادثة لم تكن الوصية إلا إليه من الخصوصية ( به ) ، فلما كان عند ذلك ( و ) وقع الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا ، وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع أبي جعفر رضي الله عنه ، ولم يزل جعفر بن أحمد بن متيل في جملة أبي القاسم رضي الله عنه وبين يديه كتصرفه بين يدي أبي جعفر العمري إلى أن مات رضي الله عنه ، فكل من طعن على أبي القاسم فقد طعن على أبي جعفر ، وطعن على الحجة صلوات الله عليه

- [وبهذا الاسناد ، عن محمد بن علي بن الحسين ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن متيل ، عن عمه جعفر بن أحمد بن متيل قال : لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسأله وأحدثه ، وأبو القاسم بن روح عند رجليه . فالتفت إلي ثم قال : أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح . قال : فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني وتحولت إلى عند رجليه ]

قال ابن نوح : وحدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه القمي قدم علينا البصرة في شهر ربيع الاول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة قال : سمعت علوية الصفار والحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنهما يذكران هذا الحديث وذكرا أنهما حضرا بغداد في ذلك الوقت وشاهدا ذلك

- وأخبرني الحسين بن إبراهيم عن ابن نوح ، عن أبي نصر هبة الله بن محمد قال : حدثني خالي أبو إبراهيم جعفر بن أحمد النوبختي قال : قال لي أبي أحمد بن إبراهيم وعمي أبو جعفر عبد الله بن إبراهيم وجماعة من أهلنا يعني بني نوبخت : أن أبا جعفر العمري لما اشتدت حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة ، منهم أبو علي بن همام وأبو عبد الله بن محمد الكاتب وأبو عبد الله الباقطاني وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي وأبو عبد الله بن الوجناء وغيرهم من الوجوه ( و ) الاكابر ، فدخلوا على أبي جعفر ( رض ) فقالوا له : إن حدث أمر فمن يكون مكانك ؟ فقال لهم : هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر عليه السلام والوكيل [ له ] والثقة الامين ، فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت .

- وبهذا الاسناد ، عن هبة الله بن محمد بن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قالت : حدثتني أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنه قالت : كان أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه وكيلا لابي جعفر رضي الله عنه سنين كثيرة ينظر له في أملاكه ، ويلقي بأسراره الرؤساء من الشيعة ، وكان خصيصا به حتى أنه كان يحدثه بما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وأنسه . قالت: وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة ، مثل آل الفرات وغيرهم لجاهه ولموضعه وجلالة محله عندهم ، فحصل في أنفس الشيعة محصلا جليلا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه عندهم ، ونشر فضله ودينه وما كان يحتمله من هذا الامر . فمهدت له الحال في طول حياة أبي إلى أن انتهت الوصية إليه بالنص عليه ، فلم يختلف في أمره ولم يشك فيه أحد إلا جاهل بأمر أبي أولا ، مع ما لست أعلم أن أحدا من الشيعة شك فيه ، وقد سمعت هذا من غير واحد من بني نوبخت رحمهم الله مثل أبي الحسن بن كبرياء وغيره .

- وأخبرني جماعة ، عن أبي العباس بن نوح قال : وجدت بخط محمد بن نفيس فيما كتبه بالاهواز أول كتاب ورد من أبي القاسم رضي الله عنه : نعرفه عرفه الله الخير كله ورضوانه وأسعده بالتوفيق ، وقفنا على كتابه وثقتنا بما هو عليه وأنه عندنا بالمنزلة والمحل اللذين يسرانه ، زاد الله في إحسانه إليه إنه ولي قدير ، والحمد لله لا شريك له ، وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم تسليما كثيرا . وردت هذه الرقعة يوم الاحد لست ليال خلون من شوال سنة خمس وثلاثمائة

- [أخبرنا جماعة ، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي قال : وجدت بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم يسأل عنها هل هي جوابات الفقيه عليه السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني ، لانه حكي عنه أنه قال : هذه المسائل أنا أجبت عنها ، فكتب إليهم على ظهر كتابهم: " بسم الله الرحمن الرحيم قد وقفنا على هذه الرقعة وما تضمنته ، فجميعه جوابنا ( عن المسائل ) ولا مدخل للمخذول الضال المضل المعروف بالعزاقري لعنه الله في حرف منه وقد كانت أشياء خرجت إليكم على يدي أحمد بن بلال وغيره من نظرائه ، وكان من ارتدادهم عن الاسلام مثل ما كان من هذا ، عليهم لعنة الله وغضبه " . فاستثبت قديما في ذلك . فخرج الجواب : ألا من استثبت فإنه لا ضرر في خروج ما خرج على أيديهم وأن ذلك صحيح . وروي قديما عن بعض العلماء عليهم السلام والصلاة والرحمة أنه سئل عن مثل هذا بعينه في بعض من غضب الله عليه وقال عليه السلام : " العلم علمنا ، ولا شئ عليكم من كفر من كفر ، فما صح لكم مما خرج على يده برواية غيره له من الثقات رحمهم الله ، فاحمدوا الله واقبلوه ، وما شككتم فيه أو لم يخرج إليكم في ذلك إلا على يده فردوه إلينا لنصححه أو نبطله ، والله تقدست أسماؤه وجل ثناؤه ولي توفيقكم وحسبنا في أمورنا كلها ونعم الوكيل.]

وقال ابن نوح : أول من حدثنا بهذا التوقيع أبو الحسين محمد بن علي بن تمام ، ( و ) ذكر أنه كتبه من ظهر الدرج الذي عند أبي الحسن بن داود ، فلما قدم أبو الحسن بن داود وقرأته عليه ، ذكر أن هذا الدرج بعينه كتب به أهل قم إلى الشيخ أبي القاسم وفيه مسائل ، فأجابهم على ظهره بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي وحصل الدرج عند أبي الحسن بن داود . نسخة الدرج مسائل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري : " بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاءك ، وأدام عزك ، وتأييدك وسعادتك وسلامتك ، وأتم نعمته [ عليك ] وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك ، وجعلني من السوء فداك ، وقدمني قبلك ، الناس يتنافسون في الدرجات ، فمن قبلتموه كان مقبولا ومن دفعتموه كان وضيعا ، والخامل من وضعتموه ، ونعوذ بالله من ذلك ، وببلدنا أيدك الله جماعة من الوجوه ، يتساوون ويتنافسون في المنزلة " . وورد أيدك الله كتابك إلى جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة " ص " وأخرج علي بن محمد بن الحسين بن مالك ( المعروف ) بادوكة وهو ختن " ص " رحمهم الله من بينهم فاغتم بذلك وسألني أيدك الله أن أعلمك ما ناله من ذلك ، فإن كان من ذنب استغفر الله منه ، وإن يكن غير ذلك عرفته ما يسكن نفسه إليه إن شاء الله . التوقيع : " لم نكاتب إلا من كاتبنا " . وقد عودتني أدام الله عزك من تفضلك ما أنت أهل أن تجريني على العادة وقبلك أعزك الله فقهاء ، أنا محتاج إلى أشياء تسأل لي عنها . فروى لنا عن العالم عليه السلام : أنه سئل عن إمام قوم صلى بهم بعض صلاتهم وحدثت عليه حادثة كيف يعمل من خلفه ؟ فقال : يؤخر ويقدم بعضهم ويتم صلاتهم ويغتسل من مسه . التوقيع : " ليس على من نحاه إلا غسل اليد ، وإذا لم تحدث حادثة تقطع الصلاة تمم صلاته مع القوم " . وروي عن العالم عليه السلام : أن من مس ميتا بحرارته غسل يديه، ومن مسه وقد برد فعليه الغسل ، وهذا الامام في هذه الحالة لا يكون مسه إلا بحرارته ، والعمل من ذلك على ما هو ، ولعله ينحيه بثيابه ولا يمسه ، فكيف يجب عليه الغسل ؟ . التوقيع : " إذا مسه على هذه الحالة لم يكن عليه إلا غسل يده " . وعن صلاة جعفر إذا سها في التسبيح في قيام أو قعود أو ركوع أو سجود وذكره في حالة أخرى قد صار فيها من هذه الصلاة ، هل يعيد ما فاته من ذلك التسبيح في الحالة التي ذكرها أم يتجاوز في صلاته ؟ . التوقيع : " إذا سها في حالة من ذلك ثم ذكر في حالة أخرى قضى ما فاته في الحالة التي ذكر . وعن المرأة يموت زوجها هل يجوز أن تخرج في جنازته أم لا ؟ . التوقيع : " تخرج في جنازته " . وهل يجوز لها وهي في عدتها أن تزور قبر زوجها أم لا ؟ . التوقيع : " تزور قبر زوجها ، ولا تبيت عن بيتها " . وهل يجوز لها أن تخرج في قضاء حق يلزمها أم لا تبرح من بيتها وهي في عدتها ؟ . التوقيع : " إذا كان حق خرجت وقضته ، وإذا كانت لها حاجة لم يكن لها من ينظر فيها خرجت لها حتى تقضى ، ولا تبيت عن منزلها ". وروي في ثواب القرآن في الفرائض وغيرها : أن العالم عليه السلام قال : عجبا لمن لم يقرأ في صلاته ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) كيف تقبل صلاته . وروي ما زكت صلاة لم يقرأ فيها بقل هو الله أحد . وروي أن من قرأ في فرائضه ( الهمزة ) أعطي من الدنيا ، فهل يجوز أن يقرأ ( الهمزة ) ويدع هذه السور التي ذكرناها ؟ مع ما قد روي أنه لا تقبل صلاة ولا تزكو إلا بهما . التوقيع : " الثواب في السور على ما قد روي ، وإذا ترك سورة مما فيها الثواب وقرأ ( قل هو الله أحد ) و ( إنا أنزلناه ) لفضلهما ، أعطي ثواب ما قرأ وثواب السورة التي ترك ، ويجوز أن يقرأ غير هاتين السورتين وتكون صلاته تامة ، ولكن يكون قد ترك الفضل " . وعن وداع شهر رمضان متى يكون ؟ فقد اختلف فيه ( أصحابنا ) فبعضهم يقول : يقرأ في آخر ليلة منه ، وبعضهم يقول : هو في آخر يوم منه إذا رأى هلال شوال . التوقيع : " العمل في شهر رمضان في لياليه ، والوداع يقع في آخر ليلة منه ، فإن خاف أن ينقص جعله في ليلتين " . وعن قول الله عزوجل : ( إنه لقول رسول كريم ) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعني به ( ذي قوة عند ذي العرش مكين ) ما هده القوة ( مطاع ثم أمين ) ما هذه الطاعة وأين هي ؟ فرأيك أدام الله عزك بالتفضل علي بمسألة من تثق به من الفقهاء عن هذه المسائل ، وإجابتي عنها منعما ، مع ما تشرحه لي من أمر محمد بن الحسين بن مالك المقدم ذكره بما يسكن إليه ، ويعتد بنعمة الله عنده ، وتفضل علي بدعاء جامع لي ولاخواني للدنيا والآخرة فعلت مثابا إن شاء الله تعالى . التوقيع : " جمع الله لك ولاخوانك خير الدنيا والآخرة " . أطال الله بقاءك ، وأدام عزك وتأييدك وكرامتك وسعادتك وسلامتك ، وأتم نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك ، وجعلني من كل سوء ومكروه فداك ، وقدمني قبلك ، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين .

من كتاب آخر : فرأيك أدام الله عزك في تأمل رقعتي ، والتفضل بما يسهل لاضيفه إلى سائر أياديك علي ، واحتجت أدام الله عزك أن تسأل لي بعض الفقهاء عن المصلي إذا قام من التشهد الاول للركعة الثالثة ، هل يجب عليه أن يكبر ؟ فإن بعض أصحابنا قال : لا يجب عليه التكبير ، ويجزيه أن يقول بحول الله وقوته أقوم وأقعد . الجواب : قال : إن فيه حديثين ، أما أحدهما فإنه إذا انتقل من حالة إلى حالة أخرى فعليه تكبير ، وأما الآخر فإنه روي أنه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية فكبر ثم جلس ثم قام فليس عليه للقيام بعد القعود تكبير ، وكذلك التشهد الاول ، يجري هذا المجرى ، وبأيهما أخذت من جهة التسليم كان صوابا . وعن الفص الخماهن هل تجوز فيه الصلاة إذا كان في إصبعه ؟ الجواب : فيه كراهة أن يصلي فيه ، وفيه إطلاق ، والعمل على الكراهية . وعن رجل اشترى هديا لرجل غائب عنه ، وسأله أن ينحر عنه هديا بمنى ، فلما أراد نحر الهدي نسي اسم الرجل ونحر الهدي ، ثم ذكره بعد ذلك أيجزي عن الرجل أم لا ؟ . الجواب : لا بأس بذلك وقد أجزأ عن صاحبه. وعندنا حاكة مجوس يأكلون الميتة ولا يغتسلون من الجنابة ، وينسجون لنا ثيابا ، فهل تجوز الصلاة فيها [ من ] قبل أن تغسل ؟ . الجواب : لا بأس بالصلاة فيها . وعن المصلي يكون في صلاة الليل في ظلمة ، فإذا سجد يغلط بالسجادة ويضع جبهته على مسح أو نطع ، فإذا رفع رأسه وجد السجادة ، هل يعتد بهذه السجدة أم لا يعتد بها ؟ . الجواب : ما لم يستو جالسا فلا شئ عليه في رفع رأسه لطلب الخمرة . وعن المحرم يرفع الضلال هل يرفع خشب العمارية أو الكنيسة ويرفع الجناحين أم لا ؟ . الجواب : لا شئ عليه في تركه وجميع الخشب . وعن المحرم يستظل من المطر بنطع أو غيره جذرا على ثيابه وما في محمله أن يبتل ، فهو يجوز ذلك ؟ . الجواب : إذا فعل ( ذلك ) في المحمل في طريقه فعليه دم . والرجل يحج عن أجرة ، هل يحتاج أن يذكر الذي حج عنه عند عقد إحرامه أم لا ؟ وهل يجب أن يذبح عمن حج عنه وعن نفسه أم يجزيه هدي واحد ؟ . الجواب : يذكره ، وإن لم يفعل فلا بأس . وهل يجوز للرجل أن يحرم في كساء خز أم لا ؟ . الجواب : لا بأس بذلك ، وقد فعله قوم صالحون. وهل يجوز للرجل أن يصلي وفي رجليه بطيط لا يغطي الكعبين أم لا يجوز ؟ . الجواب : جائز . ويصلي الرجل ، ومعه في كمه أو سراويله سكين أو مفتاح حديد هل يجوز ذلك ؟ . الجواب : جائز . و [ عن ] الرجل يكون مع بعض هؤلاء ومتصلا بهم يحج ويأخذ على الجادة ولا يحرمون هؤلاء من المسلخ ، فهل يجوز لهذا الرجل أن يؤخر إحرامه إلى ذات عرق فيحرم معهم لما يخاف الشهرة أم لا يجوز أن يحرم إلا من المسلخ ؟ . الجواب : يحرم من ميقاته ثم يلبس [ الثياب ] ويلبي في نفسه ، فإذا بلغ إلى ميقاتهم أظهر . وعن لبس النعل المعطون فإن بعض أصحابنا يذكر أن لبسه كريه . ( الجواب : جائز ذلك ولا بأس به ) وعن الرجل من وكلاء الوقف يكون مستحلا لما في يده لا يرع عن أخذ ماله ، ربما نزلت في قرية وهو فيها ، أو أدخل منزله وقد حضر طعامه فيدعوني إليه ، فإن لم آكل من طعامه عاداني عليه ، وقال : فلان لا يستحل أن يأكل من طعامنا ، فهل يجوز لي أن آكل من طعامه وأتصدق بصدقة ؟ وكم مقدار الصدقة ؟ وأن أهدى هذا الوكيل هدية إلى رجل آخر ، فأحضر فيدعوني أن أنال منها ، وأنا أعلم أن الوكيل لا يرع عن أخذ ما في يده ، فهل ( علي ) فيه شئ إن أنا نلت منها ؟ . الجواب : إن كان لهذا الرجل مال أو معاش غير ما في يده فكل طعامه واقبل بره ، وإلا فلا . وعن الرجل [ ممن ] يقول بالحق ويرى المتعة ، ويقول بالرجعة ، إلا أن له أهلا موافقة له في جميع أمره ، وقد عاهدها أن لا يتزوج عليها [ ولا يتمتع ] ولا يتسرى . وقد فعل هذا منذ بضع عشرة سنة ووفى بقوله ، فربما غاب عن منزله الاشهر فلا يتمتع ولا تتحرك نفسه أيضا لذلك ، ويرى أن وقوف من معه من أخ وولد وغلام ووكيل وحاشية مما يقلله في أعينهم ، ويحب المقام على ما هو عليه محبة لاهله وميلا إليها ، وصيانة لها ولنفسه ، لا يحرم المتعة بل يدين الله بها ، فهل عليه في تركه ذلك مأثم أم لا ؟ . الجواب : ( في ذلك ) يستحب له أن يطيع الله تعالى [ بالمتعة ] ليزول عنه الحلف على المعرفة ولو مرة واحدة فإن رأيت أدام الله عزك أن تسأل لي عن ذلك وتشرحه لي ، وتجيب في كل مسألة بما العمل به ، وتقلدني المنة في ذلك ، جعلك الله السبب في كل خير وأجراه على يدك ، فعلت مثابا إن شاء الله . أطال الله بقاءك وأدام عزك وتأييدك وسعادتك وسلامتك وكرامتك ، وأتم نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجعلني من السوء فداك ، وقدمني عنك وقبلك ، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم كثيرا .

قال ابن نوح : نسخت هذه النسخة من المدرجين القديمين اللذين فيهما الخط والتوقيعات . وكان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق ويستعمل التقية .

- فروى أبو نصر هبة الله بن محمد ، قال : حدثني أبو عبد الله بن غالب حمو أبي الحسن بن أبي الطيب قال : ما رأيت من هو أعقل من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ، ولعهدي به يوما في دار ابن يسار ، وكان له محل عند السيد والمقتدر عظيم ، وكانت العامة أيضا تعظمه ، وكان أبو القاسم يحضر تقية وخوفا . وعهدي به وقد تناظر اثنان ، فزعم واحد أن أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم عمر ثم علي ، وقال الآخر : بل علي أفضل من عمر ، فزاد الكلام بينهما . فقال أبو القاسم رضي الله عنه : الذي اجتمعت الصحابة عليه هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم بعده عثمان ذو النورين ثم علي الوصي ، وأصحاب الحديث على ذلك ، وهو الصحيح عندنا ، فبقي من حضر المجلس متعجبا من هذا القول ، وكان العامة الحضور يرفعونه على رؤسهم وكثر الدعاء له والطعن على من يرميه بالرفض . فوقع علي الضحك فلم أزل أتصبر وأمنع نفسي وأدس كمي في فمي ، فخشيت أن أفتضح ، فوثبت عن المجلس ونظر إلي ففطن بي ، فلما حصلت في منزلي فإذا بالباب يطرق ، فخرجت مبادرا فإذا بأبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه راكبا بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيه إلى داره . فقال لي : يا أبا عبد الله أيدك الله لم ضحكت ؟ فأردت أن تهتف بي كأن الذي قلته عندك ليس بحق ؟ . فقلت : كذاك هو عندي . فقال لي : إتق الله أيها الشيخ فإني لا أجعلك في حل ، تستعظم هذا القول مني ، فقلت : يا سيدي رجل يرى بأنه صاحب الامام ووكيله يقول ذلك القول لا يتعجب منه و [ لا ] يضحك من قوله هذا ؟ فقال لي : وحياتك لئن عدت لاهجرنك وودعني وانصرف .

- قال أبو نصر هبة الله بن محمد : حدثني أبو الحسن بن كبرياء النوبختي قال : بلغ الشيخ أبا القاسم رضي الله عنه أن بوابا كان له على الباب الاول قد لعن معاوية وشتمه ، فأمر بطرده وصرفه عن خدمته ، فبقي مدة طويلة يسأل في أمره فلا والله ما رده إلى خدمته ، وأخذه بعض الاهل فشغله معه كل ذلك للتقية

- قال أبو نصر هبة الله : وحدثني أبو أحمد درانويه الابرص الذي كانت داره في درب القراطيس قال : قال لي : إني كنت أنا وإخوتي ندخل إلى أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه نعامله ، قال : وكانوا باعة ، ونحن مثلا عشرة تسعة نلعنه وواحد يشكك ، فنخرج من عنده بعدما دخلنا إليه تسعة نتقرب إلى الله بمحبته وواحد واقف ، لانه كان يجارينا من فضل الصحابة ما رويناه وما لم نروه ، فنكتبه لحسنه عنه رضي الله عنه .

- وأخبرني الحسين بن إبراهيم ، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح ، عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه أن قبر أبي القاسم الحسين بن روح في النوبختية في الدرب الذي كانت فيه دار علي بن أحمد النوبختي النافذ إلى التل وإلى الدرب الآخر وإلى قنطرة الشوك رضي الله عنه .

- قال : وقال لي أبو نصر : مات أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه في شعبان سنة ست وعشرين وثلاثمائة ، وقد رويت عنه أخبارا كثيرة

- قال ابن نوح : وسمعت جماعة من أصحابنا بمصر يذكرون أن أبا سهل النوبختي سئل فقيل له : كيف صار هذا الامر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك ؟ . فقال : هم أعلم وما اختاروه ، ولكن أنا رجل ألقي الخصوم وأناظرهم ، ولو علمت بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحجة ( على مكانه ) لعلي كنت أدل على مكانه ، وأبو القاسم فلو كانت الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه أو كما قال.

- وأخبرني الحسين بن إبراهيم ، عن أبي العباس بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب أن قبر أبي الحسن السمري رضي الله عنه في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع باب المحول قريب من شاطئ نهر أبي عتاب . وذكر أنه مات رضي الله عنه في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة

درباره محمد بن نصير النميري:

- قال ابن نوح : أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد قال : كما محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فلما توفي أبو محمد ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب إمام الزمان وادعى ( له ) البابية ، وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الالحاد والجهل ، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له ، وتبريه منه ، واحتجابه عنه ، وادعى ذلك الامر بعد الشريعي

درباره الحسين بن منصور الحلاج:

- أخبرنا الحسين بن إبراهيم ، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح ، عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال : لما أراد الله تعالى أن يكشف أمر الحلاج ويظهر فضيحته ويخزيه ، وقع له أن أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي ( رض ) ممن تجوز عليه مخرقته وتتم عليه حيلته ، فوجه إليه يستدعيه وظن أن أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الامر بفرط جهله ، وقدر أن يستجره إليه فيتمخرق ( به ) ويتسوف بانقياده على غيره ، فيستتب له ما قصد إليه من الحيلة والبهرجة على الضعفة ، لقدر أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والادب أيضا عندهم ، ويقول له في مراسلته إياه : إني وكيل صاحب الزمان عليه السلام - وبهذا أولا كان يستجر الجهال ثم يعلو منه إلى غيره - وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوي نفسك ، ولا ترتاب بهذا الامر . فأرسل إليه أبو سهل رضي الله عنه يقول له : إني أسألك أمرا يسيرا يخف مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين ، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن ، ولي منهن عدة أتحظاهن والشيب يبعدني عنهن [ ويبغضني إليهن ] وأحتاج أن أخضبه في كل جمعة ، وأتحمل منه مشقة شديدة لاستر عنهن ذلك ، وإلا انكشف أمري عندهن ، فصار القرب بعدا والوصال هجرا ، وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته ، وتجعل لحيتي سوداء ، فإني طوع يديك ، وصائر إليك ، وقائل بقولك ، وداع إلى مذهبك ، مع ما لي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة . فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه ، وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا ، ولم يرسل إليه رسولا ، وصيره أبو سهل رضي الله عنه أحدوثة وضحكة ويطنز به عند كل أحد ، وشهر أمره عند الصغير والكبير ، وكان هذا الفعل سببا لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه

درباره ابن أبي العزاقر:

- أخبرني الحسين بن إبراهيم ، عن أحمد بن نوح ، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه قال : حدثتني الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه قالت : كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام . وذاك أن الشيخ أبا القاسم رضي الله تعالى عنه وأرضاه كان قد جعل له عند الناس منزلة وجاها ، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ، ويسنده عن الشيخ أبي القاسم ، فيقبلونه منه ويأخذونه عنه ، حتى انكشف ذلك لابي القاسم رضي الله عنه ، فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عن كلامه وأمرهم بلعنه والبراءة منه فلم ينتهوا وأقاموا على توليه . وذاك أنه كان يقول لهم : إنني أذعت السر وقد أخذ علي الكتمان ، فعوقبت بالابعاد بعد الاختصاص ، لان الامر عظيم لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن ، فيؤكد في نفوسهم عظم الامر وجلالته . فبلغ ذلك أبا القاسم رضي الله عنه فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه وممن تابعه على قوله ، وأقام على توليه ، فلما وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاء عظيما ، ثم قال : إن لهذا القول باطنا عظيما وهو أن اللعنة الابعاد ، فمعنى قوله : لعنه الله أي باعده الله عن العذاب والنار ، والآن قد عرفت منزلتي ومرغ خديه على التراب وقال : عليكم بالكتمان لهذا الامر . قالت الكبيرة رضي الله عنها : وقد كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم أن أم أبي جعفر بن بسطام قالت لي يوما وقد دخلنا إليها فاستقبلتني وأعظمتني وزادت في إعظامي حتى انكبت علي رجلي تقبلها . فأنكرت ذلك وقلت لها : مهلا يا ستي فإن هذا أمر عظيم ، وانكببت على يدها فبكت ثم قالت : كيف لا أفعل بك هذا وأنت مولاتي فاطمة ؟ فقلت لها وكيف ذاك يا ستي ؟ . فقالت لي : إن الشيخ أبا جعفر محمد بن علي خرج إلينا بالسر ، قالت : فقلت لها : وما السر ؟ قالت : قد أخذ علينا كتمانه وأفزع إن أنا أذعته عوقبت ، قالت : وأعطيتها موثقا أني لا أكشفه لاحد واعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخ رضي الله عنه يعني أبا القاسم الحسين بن روح . قالت : إن الشيخ أبا جعفر قال لنا : إن روح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنتقلت إلى أبيك يعني أبا جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه ، وروح أمير المؤمنين عليه السلام إنتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ، وروح مولاتنا فاطمة عليها السلام انتقلت إليك ، فكيف لا أعظمك يا ستنا . فقلت لها : مهلا لا تفعلي فإن هذا كذب يا ستنا ، فقالت لي : [ هو ] سر عظيم وقد أخذ علينا أننا لا نكشف هذا لاحد ، فالله الله في لا يحل لي العذاب ، ويا ستي فلو [ لا ] أنك حملتيني على كشفه ما كشفته لك ولا لاحد غيرك . قالت الكبير أم كلثوم رضي الله عنها : فلما انصرفت من عندها دخلت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه فأخبرته بالقصة ، وكان يثق بي ويركن إلى قولي ، فقال لي : يا بنية إياك أن تمضي إلى هذه المرأة بعدما جرى منها ، ولا تقبلي ( لها ) رقعة إن كاتبتك ، ولا رسولا إن انفذته ( إليك ) ولا تلقيها بعد قولها ، فهذا كفر بالله تعالى وإلحاد ، قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ، ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم : بأن الله تعالى اتحد به وحل فيه ، كما يقول النصارى في المسيح عليه السلام ، ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله . قالت : فهجرت بني بسطام وتركت المضي إليهم ، ولم أقبل لهم عذرا ولا لقيت أمهم بعدها ، وشاع في بني نوبخت الحديث ، فلم يبق أحد إلا وتقدم إليه الشيخ أبو القاسم وكاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني والبراءة منه وممن يتولاه ورضي بقوله أو كلمه فضلا عن موالاته. ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام بلعن أبي جعفر محمد بن علي والبراءة منه ، وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله ، وأقام على توليه بعد المعرفة بهذا التوقيع . [وله حكايات قبيحة وأمور فظيعة ننزه كتابنا عن ذكرها ، ذكرها ابن نوح وغيره.]

- وأخبرني الحسين بن إبراهيم ، عن أحمد بن علي بن نوح ، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد ، قال : حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد الحامدي البزاز المعروف بغلام أبي علي بن جعفر المعروف بابن زهومة النوبختي - وكان شيخا مستورا - قال : سمعت روح بن أبي القاسم بن روح يقول : لما عمل محمد بن علي الشلمغاني كتاب التكليف ، قال [ الشيخ ] يعني أبا القاسم رضي الله عنه : اطلبوه إلي لانظره ، فجاؤا به فقرأه من أوله إلى آخره ، فقال : ما فيه شئ إلا وقد روي عن الائمة إلا موضعين أو ثلاثة ، فإنه كذب عليهم في روايتها لعنه الله

- [أخبرنا[۲] جماعة ، عن أبي محمد هارون بن موسى قال : حدثنا محمد بن همام قال : خرج على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة في (لعن) ابن أبي العزاقر والمداد رطب لم يجف وأخبرنا جماعة ، عن ابن داود ، قال : خرج التوقيع من الحسين بن روح في الشلمغاني ، وأنفذ نسخته إلى أبي علي بن همام في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.]
قال ابن نوح : وحدثنا أبو الفتح أحمد بن ذكا - مولى علي بن محمد بن الفرات رحمه الله قال : أخبرنا أبو علي بن همام بن سهيل بتوقيع خرج في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة . قال محمد بن (کذا: درست آن: ابو محمد) الحسن بن جعفر بن ( إسماعيل بن ) صالح الصيمري : أنفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه من محبسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي علي بن همام في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، وأملاه أبو علي [ علي ] وعرفني إن أبا القاسم رضي الله عنه راجع في ترك إظهاره ، فإنه في يد القوم وحبسهم ، فأمر بإظهاره وأن لا يخشى ويأمن ، فتخلص وخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله . التوقيع عرف - قال الصيمري عرفك الله الخير أطال الله بقاءك وعرفك الخير كله وختم به عملك - من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من إخواننا أسعدكم الله - وقال ابن داود : أدام الله سعادتكم من تسكن إلى دينه وتثق بنيته - جميعا بأن محمد بن علي المعروف بالشلمغاني - زاد ابن داود وهو ممن عجل الله له النقمة ولا أمهله - قد ارتد عن الاسلام وفارقه - اتفقوا - وألحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق - قال هارون : فيه بالخالق - جل وتعالى ، وافترى كذبا وزورا ، وقال بهتانا وإثما عظيما - قال هارون : وأمرا عظيما - كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا ، وإننا قد برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم بمنه ، ولعناه عليه لعائن الله - إتفقوا زاد ابن داود تترى - في الظاهر منا والباطن ، في السر والجهر ، وفي كل وقت وعلى كل حال ، وعلى من شايعه وتابعه أو بلغه هذا القول منا وأقام على توليه بعده وأعلمهم - قال الصيمري : تولاكم الله . قال ابن ذكا : أعزكم الله - أنا من التوقي - وقال ابن داود : اعلم أننا من التوقي له . قال هارون : وأعلمهم أننا في التوقي - والمحاذرة منه . قال ابن داود وهارون : على مثل ( ما كان ) من تقدمنا لنظرائه ، قال الصيمري : على ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه . وقال ابن ذكا : على ما كان عليه من تقدمنا لنظرائه . اتفقوا - من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم وعادة الله - قال ابن داود وهارون : جل ثناؤه . واتفقوا - مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة ، وبه نثق ، وإياه نستعين ، وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل .

- درباره ابو بکر بغدادي و ابو دلف الکاتب: [وأمر أبي بكر البغدادي في قلة العلم والمروة أشهر ، وجنون أبي دلف أكثر من أن يحصى لا نشغل كتابنا بذلك ، ولا نطول بذكره ، وذكر ابن نوح طرفا من ذلك]

- وقال أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه إن أبا دلف محمد بن مظفر الكاتب كان في ابتداء أمره مخمسا مشهورا بذلك ، لانه كان تربية الكرخيين وتلميذهم وصنيعتهم ، وكان الكرخيون مخمسة لا يشك في ذلك أحد من الشيعة ، وقد كان أبو دلف يقول ذلك ويعترف به ويقول : نقلني سيدنا الشيخ الصالح قدس الله روحه ونور ضريحه عن مذهب أبي جعفر الكرخي إلى المذهب الصحيح ، يعني أبا بكر البغدادي.


- جمال الأسبوع- السيد ابن طاووس الحسني ص ۳۱۵-۳۱۹

... وحدث أبو العباس أحمد بن على بن محمد بن العباس بن نوح رضى الله عنه قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه رضى الله عنه[۳] ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب ، قال : حدثني أبو على محمد بن همام رحمه الله بهذا الدعاء ، وذكر أن الشيخ العمرى قدس الله روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به : اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرفك ولم اعرف رسولك ، اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن دينى ، اللهم لا تمتنى ميتة جاهلية ولا تزغ قلبى بعد إذ هديتني فكما هديتني لولاية من فرضت طاعته على من ولاة امرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله ، حتى واليت ولاة امرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدى صلواتك عليهم اجمعين ، اللهم ثبتنى على دينك واستعملني بطاعتك ، ولين قلبى لولى امرك وعافنى مما امتحنت به خلقك ، وثبتنى على طاعة ولى امرك الذي سترته عن خلقك فباذنك غاب عن بريتك ، وامرك ينتظر وانت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح امر وليك في الاذن له ، باظهار امره وكشف سره ، وصبرني على ذلك حتى لا احب تعجيل ما اخرت ولا تأخير ما عجلت ، ولا اكشف عما سترت ولا ابحث عما كتمت ، ولا انازعك في تدبيرك ، ولا اقول : لم وكيف وما بال ولى الامر لا يظهر وقد امتلأت الارض من الجور ، وافوض اموري كلها اليك . اللهم انى اسئلك ان ترينى ولى امرك ظاهرا نافذ الامر ، مع علمي بان لك السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة ، فافعل ذلك بى وبجميع المؤمنين حتى ننظر الى وليك صلواتك عليه وآله ظاهر المقالة ، واضح الدلالة ، هاديا من الضلالة ، شافيا من الجهالة ، وابرز يا رب مشاهدته وثبت قواعده ، واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته ، واقمنا بخدمته وتوفنا على ملته واحشرنا في زمرته . اللهم اعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وانشأت وصورت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به واحفظ فيه رسولك ووصى رسولك عليهم السلام . اللهم ومد في عمره وزد في اجله واعنه على ما وليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له فانه الهادى المهدى والقائم المهتدى ، الطاهر التقى الزكي النقى الرضى المرضى الصابر الشكور المجتهد اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته وانقطاع خبره عنا ولا تنسنا ذكره وانتظاره والايمان به وقوة اليقين في ظهوره والدعاء له والصلوة عليه ، حتى لا يقنطنا طول غيبته من ( ظهوره و ) قيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله صلى الله عليه وآله وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، وقو قلوبنا على الايمان به حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى ، وقونا على طاعته وثبتنا على متابعته ، واجعلنا في حزبه واعوانه وانصاره والراضين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا حتى تتوفينا ونحن على ذلك لا شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين . اللهم عجل فرجه وايده بالنصر ، وانصر ناصريه واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذب به ، واظهر به الحق ، وامت به الجور واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل وانعش به البلاد ، واقتل به جبابرة الكفرة ، الكفر واقصم به رؤس الضلالة وذلل ( به ) الجبارين والكافرين وابر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين ، في مشارق الارض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقى لهم آثارا ، وطهر منهم بلادك واشف صدور عبادك ، وجدد به ما امتحى من دينك ، واصلح ما بدل من حكمك وغير من سنتك ، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا ، لا عوج فيه ولا بدعة معه حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين ، فانه عبدك الذي استخلصته لنفسك وارتضيته لنصره دينك واصطفيته بعلمك وعصمته من الذنوب وبرأته من العيوب واطلعته على الغيوب وانعمت عليه وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس ، اللهم فصل عليه وعلى آبائه الائمة الطاهرين ، وعلى شيعته المنتجبين وبلغهم من آمالهم افضل ما يأملون ، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ، حتى لا نريد به غيرك ولا نطلب به الا وجهك . اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا وغيبة ولينا ، وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن بنا وتظاهر الا عداء ( علينا ) ، وكثرة عدونا وقلة عددنا ، اللهم ففرج ذلك بفتح منك تعجله ونصر منك تعزه وامام عدل تظهره ، اله الحق رب العالمين ، اللهم انا نسئلك ان تأذن لوليك في اظهار عدلك في عبادك وقتل اعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور يا رب دعامة الا قصمتها ، ولا بقية الا افنيتها ، ولا قوة الا اوهنتها ، ولا ركنا الا هدمته ، ولا حدا الا فللته ، ولا سلاحا الا اكللته ، ولا راية الا نكستها ولا شجاعا الا قتلته ولا جيشا الا خذلته ، وارمهم يا رب بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع وبأسك الذى لا ترده عن القوم المجرمين ، وعذب اعدائك واعداء دينك واعداء رسولك صلواتك عليه وآله ، بيد وليك وايدى عبادك المؤمنين اللهم اكف وليك وحجتك في ارضك هول عدوه وكيد من كاده ، وامكر بمن مكر به واجعل دائرة السوء على من اراد به سوءا ، واقطع عنهم مادتهم وارعب له قلوبهم وزلزل ( له ) اقدامهم وخذهم جهرة وبغتة وشدد عليهم عذابك ، واخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، واسكنهم اسفل نارك ، واحط بهم اشد عذابك واصلهم نارا ، واحش قبور موتاهم نارا واصلهم حر نارك ، فانهم اضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات واضلوا عبادك . اللهم واحى بوليك القرآن وارنا نوره سرمدالا ظلمة فيه واحى ( به ) القلوب الميتة واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الاهواء المختلفة على الحق ، واقم به الحدود المعطلة والاحكام المهملة حتى لا يبقى حق الا ظهر ولا عدل الا زهر ، واجعلنا يا رب من اعوانه ومقوية سلطانه والمؤتمرين لامره والراضين بفعله والمسلمين لاحكامه وممن لا حاجة به الى التقية من خلقك ، انت يا رب الذي تكشف الضر وتجيب المضطر إذا دعاك وتنجى من الكرب العظيم ، فاكشف الضر عن وليك واجعله خليفتك في ارضك كما ضمنت له ، اللهم ولا تجعلني من خصماء آل محمد عليهم السلام ، ولا تجعلني من اعداء آل محمد عليهم السلام ولا تجعلني من اهل الحنق والغيظ على آل محمد عليهم السلام ، فانى اعوذ بك من ذلك فاعذنى واستجير بك فاجرني ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والاخرة ومن المقربين ، آمين رب العالمين .
-------------------------------------------------------------------------------

[۱] شيخ طوسي هنگام تأليف الفهرست، گمان می برده که آثار ابن نوح هيچکدام در اختيار نبوده است؛ نک: الفهرست، ص ۸۷

[۲] شيخ طوسی چند روايت را به شکل ترکيبی آورده است که ناچاريم همه را نقل کنيم

[۳] نک: کمال الدين، ص ۵۱۲
پنجشنبه ۷ فروردين ۱۳۹۹ ساعت ۱۱:۰۷