اين نامه نگاری ميان حضرت امير (ع) و معاويه را علاوه بر نصر بن مزاحم، بلاذري هم نقل کرده، گرچه نقل بلاذري اندکی نقص دارد و همانطور که استاد ما آقای مادلونگ ابراز داشته اين ناشی از آن است که برخی فقرات آن را محتملا بلاذري مخالف عقايد اسلاف اهل سنت می دانسته است؛ به همان دليلی که طبری از نقل کل آن اجتناب کرده. اين در حالی است که سند اين روايت به ابومخنف بر می گردد و سند او هم در دنباله به اشخاص مطلعی باز می گردد. آقای مادلونگ نظر هشام جعيط را رد می کند که معتقد است اين نامه نگاری به دليل اشتمال بر عقايد بعدی شيعيان جعلی است. مادلونگ معتقد است اين نامه نگاری قطعا معتبر است. به عقيده من ترديدی نيست که اين روايتی معتبر است و مضامين آن مطلقا دچار زمان پريشی تاريخی نيست. اتفاقا اگر عقايد کلامی شيعيان در دوره های بعد ملاک باشد بايد متن اين روايت در فقراتی از آن متفاوت می بود. يک کتاب می توان در شرح اين روايت نگاشت.

بسم الله الرحمن الرحيم من معاوية بن أبى سفيان إلى على بن أبى طالب. سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو. أما بعد فإن الله اصطفى محمدا بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، واجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم، فكانوا في منار لهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام. فكان أفضلهم في إسلامه، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة من بعده، وخليفة خليفته، والثالث الخليفة المظلوم عثمان، فكلهم حسدت، وعلى كلهم بغيت. عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وفى قولك الهجر، وفي تنفسك الصعداء، وفي إبطائك عن الخلفاء، تقاد إلى كل منهم كما يقاد الفحل المخشوش حتى تبايع وأنت كاره. ثم لم تكن لأحد منهم بأعظم حسدا منك لابن عمك عثمان، وكان أحقهم ألا تفعل به ذلك في قرابته وصهره، فقطعت رحمه، وقبحت محاسنه، وألبت الناس عليه، وبطنت وظهرت، حتى ضربت إليه آباط الإبل، وقيدت إليه الخيل العراب، وحمل عليه السلاح في حرم رسول الله، فقتل معك في المحلة وأنت تسمع في داره الهائعة ، لا تردع الظن والتهمة عن نفسك فيه بقول ولا فعل. فأقسم صادقا أن لو قمت فيما كان من أمره مقاما واحدا تنهنه الناس عنه ما عدل بك من قبلنا من الناس أحدا، ولمحا ذلك عندهم ما كانوا يعرفونك به من المجانبة لعثمان والبغى عليه. وأخرى أنت بها عند أنصار عثمان ظنين: إيواؤك قتلة عثمان، فهم عضدك وأنصارك ويدك وبطانتك. وقد ذكر لى أنك تنصل من دمه، فإن كنت صادقا فأمكنا من قتلته نقتلهم به، ونحن أسرع [ الناس ] إليك. وإلا فإنه فليس لك ولا لأصحابك إلا السيف. والذى لا إله إلا هو لنطلبن قتلة عثمان في الجبال والرمال، والبر والبحر، حتى يقتلهم الله، أو لتلحقن أرواحنا بالله. والسلام.


فكتب إليه على عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله على أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبى سفيان. أما بعد فإن أخا خولان قدم على بكتاب منك تذكر فيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما أنعم الله عليه به من الهدى والوحى. والحمد لله الذى صدقه الوعد، وتمم له النصر، ومكن له في البلاد، وأظهره على أهل العداء والشنآن، من قومه الذين وثبوا به، وشنفوا له، وأظهروا له التكذيب، وبارزوه بالعداوة، وظاهروا على إخراجه وعلى إخراج أصحابه [ وأهله ]، وألبوا عليه العرب، وجامعوهم على حربه، وجهدوا في أمره كل الجهد، وقلبوا له الأمور حتى ظهر أمر الله وهم كارهون. وكان أشد الناس عليه ألبة أسرته والأدنى فالأدنى من قومه إلا من عصمه الله يا ابن هند. فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا، ولقد قدمت فأفحشت، إذ طفقت تخبرنا عن بلاء الله تعالى في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وفينا، فكنت في ذلك كجالب التمر إلى هجر، أو كداعي مسدده إلى النضال. وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، فكان أفضلهم - زعمت - في الإسلام، وأنصحهم لله ورسوله الخليفة، وخليفة الخليفة. ولعمري إن مكانهما من الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد. رحمهما الله وجزاهما بأحسن الجزاء. وذكرت أن عثمان كان في الفضل ثالثا، فإن يكن عثمان محسنا فسيجزيه الله بإحسانه، وإن يك مسيئا فسيلقى ربا غفورا لا يتعاظمه ذنب أن يغفره. ولعمر الله إنى لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ورسوله أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر. إن محمدا صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإيمان بالله والتوحيد كنا - أهل البيت - أول من آمن به، وصدق بما جاء به، فلبثنا أحوالا مجرمة وما يعبد الله في ربع ساكن من العرب غيرنا، فأراد قومنا قتل نبينا، واجتياح أصلنا، وهموا بنا الهموم، وفعلوا بنا الأفاعيل، فمنعونا الميرة، وأمسكوا عنا العذب، وأحلسونا الخوف، وجعلوا علينا الأرصاد والعيون، واضطرونا إلى جبل وعر، وأوقدوا لنا نار الحرب، وكتبوا علينا بينهم كتابا لا يواكلونا ولا يشاربونا ولا يناكحونا ولا يبايعونا ولا نأمن فيهم حتى ندفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقتلوه ويمثلوا به. فلم نكن نأمن فيهم إلا من موسم إلى موسم، فعزم الله لنا على منعه، والذب عن حوزته، والرمى من وراء حرمته، والقيام بأسيافنا دونه في ساعات الخوف بالليل والنهار، فمؤمننا يرجو بذلك الثواب، وكافرنا يحامى به عن الأصل. فأما من أسلم من قريش بعد فإنهم مما نحن فيه أخلياء، فمنهم حليف ممنوع، أو ذو عشيرة تدافع عنه فلا يبغيه أحد بمثل ما بغانا به قومنا من التلف، فهم من القتل بمكان نجوة وأمن. فكان ذلك ما شاء الله أن يكون، ثم أمر الله رسوله بالهجرة، وأذن له بعد ذلك في قتال المشركين، فكان إذا احمر البأس ودعيت نزال أقام أهل بيته فاستقدموا، فوقى بهم أصحابه حر الأسنة والسيوف، فقتل عبيدة يوم بدر، وحمزة يوم أحد، وجعفر وزيد يوم مؤتة، وأراد لله من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذى أرادوا من الشهادة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة، إلا أن آجالهم عجلت، ومنيته أخرت. والله مولى الإحسان إليهم، والمنان عليهم، بما قد أسلفوا من الصالحات. فما سمعت بأحد ولا رأيت فيهم من هو أنصح لله في طاعة رسوله، ولا أطوع لرسوله في طاعة ربه، ولا أصبر على اللأواء والضراء وحين البأس ومواطن المكروه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هؤلاء النفر الذين سميت لك. وفي المهاجرين خير كثير نعرفه، جزاهم الله بأحسن أعمالهم. وذكرت حسدي الخلفاء، وإبطائي عنهم، وبغيى عليهم. فأما البغى فمعاذ الله أن يكون، وأما الإبطاء عنهم والكراهة لأمرهم فلست أعتذر منه إلى الناس، لأن الله جل ذكره لما قبض نبيه صلى الله عليه وسلم قالت قريش: منا أمير، وقالت الأنصار: منا أمير. فقالت قريش: منا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن أحق بذلك الأمر. فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم الولاية والسلطان. فإذا استحقوها بمحمد صلى الله عليه وآله دون الأنصار فإن أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أحق بها منهم. وإلا فإن الأنصار أعظم العرب فيها نصيبا فلا أدرى أصحابي سلموا من أن يكونوا حقى أخذوا، أو الأنصار ظلموا. [ بل ] عرفت أن حقى هو المأخوذ، وقد تركته لهم تجاوز الله عنهم. وأما ما ذكرت من أمر عثمان وقطيعتي رحمه، وتأليبى عليه فإن عثمان عمل ما [ قد ] بلغك، فصنع الناس [ به ] ما قد رأيت وقد علمت. إنى كنت في عزلة عنه، إلا أن تتجنى، فتجن ما بدا لك. وأما ما ذكرت من أمر قتله عثمان فإنى نظرت في هذا الأمر وضربت أنفه وعينيه فلم أر دفعهم إليك ولا إلى غيرك. ولعمري لئن لم تنزع عن غيك وشقاقك لتعرفنهم عن قليل يطلبونك، ولا يكلفونك أن تطلبهم في بر ولا بحر، ولا جبل ولا سهل. وقد كان أبوك أتانى حين ولى الناس أبا بكر فقال: أنت أحق بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الأمر، وأنا زعيم لك بذلك على من خالف عليك. ابسط يدك أبايعك. فلم أفعل. وأنت تعلم أن أباك قد كان قال ذلك وأراده حتى كنت أنا الذى أبيت، لقرب عهد الناس بالكفر، مخافة الفرقة بين أهل الإسلام. فأبوك كان أعرف بحقى منك. فإن تعرف من حقى ما كان يعرف أبوك تصب رشدك، وإن لم تفعل فسيغنى الله عنك والسلام (وقعة صفين، ص 86 تا 91).
چهارشنبه ۲۹ خرداد ۱۳۹۸ ساعت ۱۲:۰۵