ترجمه عربی يادداشت من درباره روايت وصيت. اديب و فاضل محترم آقای علی زاهد پور لطف کردند و آن يادداشت را به عربی پاکيزه ای ترجمه کردند
هناک رواية شهيرة في کتاب «الغيبة» للشيخ (ص 174ـ175) استغلها بعضٌ لدعم عقائدهم الخاطئة، وهي تعنی بفکرة المهدوية. أنقلها أولاً، ثم أکتب ملاحظات عنها:
أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي عليه السلام: يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه: عليا المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتَّها لقيتْني غدا، ومن طلّقتها فأنا بريء منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي. فإذا حضرتْك الوفاة، فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام. فذلك اثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا. فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي [ص. أسام]: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين.
أغلب الظن أن الحديث نقل عن کتاب «الرد علی الواقفة» للبزوفری والذي ذکر اسمه في سنده (را: النجاشي، ص 68). سند الحديث مخبّط وأکثر رجاله غير معروفين، أو يحتوي السند علی أسماء لم تُذکر إلا قليلاً وهي أيضاً في أسانيد غير معتمدة . بظني القوي إن غالبية رجال سند هذه الحديث أسماء مختلقة لا يکون أثر لها في التاريخ، لکنها اختُلقت لتُرکّب وتوضع في السند. فأي محاولة لتطيبق هؤلاء الرواة مع الرواة المعروفين عمل غير علمي وبلا جدوی. ومن المحتمل أن أحمد بن محمد بن الخليل الذي ذکر اسمه في الرواية يشير إلی راو مجهول يدعی أبا عبد الله أحمد بن محمد الطبري الخليلي والذي ناقشت فيه بالتفصيل وفي الخطأ الفادح الذي ارتکبته المصادر في تحديد هويته في کتابي «الإمامة والغيبة» طبعة بريل.
وأما مضمون الرواية، فهو رفض لعقائد الواقفة بمفهومها العام؛ أعني: الواقفي هو الذي يری أن سلسلة الإمامة قد انقطعت. طبعاً أشهر الواقفيين من وقف علی الإمام موسی بن جعفر (ع)، وکان هذا سبب درج الرواية في کتاب البزوفری.
تنجم الرواية عن نوع خاص من الروايات في أحاديث الشيعة وهو «الوصية» والتي تری سلسلة الإمامة متجذرة في وصية مکتوبة. فأُخذ جزء قصير من الرواية عن ذلک النوع، ثم أضيفت إليها أسماء الأئمة الاثني عشر. ويرجع اختلاقها في أغلب الظن إلی فترة ما بين أعوام 260 و290 الهجرية؛ أي تلک الحقبة التي احتدم نزاع شديد بين الإمامية بشأن موضوع الغيبة. فقال بعض بإمامة جعفر الکذاب وبالتالي لم يقبل إمامة الإمام العصر (عج) وغيبته. ومبدأ هؤلاء في الإمامة استمرارها، فيما رأی آخر أن قبول غيبة الإمام الثاني عشر يؤدي إلی انقطاع في سلسلة الإمامة، واعتبروها نوعاً من «الوقف»، وإن رفضوا جعفر الکذاب. فبالتالي کانوا هم أيضاً معتقدين باستمرارية سلسلة الإمامة.
ولم يکن بعض هذه الفئة الأخيرة شاکّين في حدوث ولادة الإمام الثاني عشر ووجود ولد للإمام الحسن العسکري، لکنهم يبحثون عن حل مختلف عن الآخرين خاصة الإمامية القائلة بالغيبة والإمامية (بعضهم فطحي الاعتقاد) التابعين لجعفر الکذاب. فهم يرفضون انقطاع سلسلة الإمامة، لکنهم لعدم قبولهم بوجود إمام "ظاهر" بعد الإمام الثاني عشر، يرون أنه من الضروري أن تستمر سلسلة الإمامة في الغيبة بشکل ما.
مزج هؤلاء الإمامية الاعتقاد بالمهدوية ــ والتي لها جذور عريقة في الإسلام والتشيع ــ بهذا الاعتقاد، وأصبحت رؤيتهم أن المهدوية يجب أن يبحث عنها في سلالة الإمام الثاني عشر. هذا وکأن بعضهم مع الاعتقاد بولادة الإمام الثاني عشر يرون أنه وُلد، ثم توفي کإمام «أخير» أو سوف يموت ولم تکن ولن تکون له غيبة. علماً بأنه قد جاء في کتب الملل والنحل أن بعض الشيعة في هذه الفترة يعتقدون بموت الإمام الثاني عشر واستمرار الإمامة أو المهدوية في ذريته.
والرواية المذکورة أعلاه ذات طبيعة مضادة للواقفة، واختُلقت في هذه الأجواء، وتعکس عقائد جماعة تری الحل في وجود سلسلة من المهديين الاثني عشر بعد انتهاء الأئمة الاثني عشر للحؤول دون الانقطاع في سلسلة الإمامة، معتقدين بولادة الإمام الثاني عشر وإمامته من دون غيبته ومهدويته من جهة والاحتفاظ بالعقيدة المهدوية من جهة أخری. ففي هذه الرؤية إن وَلَد الإمام الثاني عشر ــ وهو لم تکن له غيبة ولم يکن مهدياً ــ يکون أول شخص من سلسلة المهديين الاثني عشر.
والطريف أن عدداً من الأشخاص الذين لم يکن لهم إلمام بهذه الشؤون ــ وأکثرهم في العراق ــ اتخذوا هذه الرواية سنداً لعقائد فارغة في مجال المهدوية؛ فمع تأکيدهم علی هذا الاعتقاد بأن الإمام الثاني عشر غائب، لکن يعتقدون استناداً إلی هذه الرواية التي فهموها بشکل خاطئ أن أبنائه سيظهرون تحت عنوان المهدي. فأرادوا أن يقيموا أدلة لشخص ذي هوية مجهولة علی أنه مهدي. ومن الواضح أنهم لم يدرکوا ــ متعمدين أو جاهلين ــ حقيقة هذه الرواية المفتعلة، ولم يقدروا علی معرفة الجذور التاريخية لاختلاقها.
إن الحل في مکافحة الخرافات الفارغة هو التسلح بالرؤية التاريخية.
چهارشنبه ۱ خرداد ۱۳۹۸ ساعت ۸:۵۲