اين روايت را علامه مجلسي در بحار الأنوار (جلد 30، ص 246 به بعد) نقل کرده و منبع خود را يکی از کتاب های مناقب می خواند که " أصل عتيق" بوده است. او در پايان نقل اين روايت که از مضامين و راويش مفضل جعفي معلوم است ريشه در سنت احاديث نصيريه و يا غلاتی مشابه آنان دارد درباره آن می نويسد: " وهذا الخبر وإن كان غريبا غير مذكور في الكتب المعتبرة ، لكن لما وجدناه في أصل عتيق أخرجناه".

تحريری از اين روايت در اصل در کتاب عيون المعجزات (ص 33 تا 35) و از آنجا در منابع متأخر نقل شده اما تحريری که در اينجا مجلسي نقل می کند اندکی با آن تحرير متفاوت است. تحريری از اين روايت در کتاب معلوم الحال و غاليانه فضائل منسوب به شاذان بن جبرئیل (ص 62 تا 63) هم نقل شده است.

اين هم روايت مجلسي:
أقول : رأيت في بعض كتب المناقب ، عن المفضل ، قال الصادق عليه السلام : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بلغه عن بعض شئ ، فأرسل إليه سلمان الفارسي فقال : إنه بلغني عنك كيت وكيت وكرهت أن أفضحك ، وجعلت كفارة ذلك فك رقبتك من المال الذي حمل إليك من خراسان الذي خنت فيه الله والمؤمنين . قال سلمان : فلما قلت ذلك له تغير وجهه وارتعدت فرائصه وأسقط في يديه ، ثم قال بلسان كليل : يا أبا عبد الله ! أما الكلام فلعمري قد جرى بيني وبين أهلي وولدي وما كانوا بالذي يفشون علي ، فمن أين علم ابن أبي طالب ؟ وأما المال الذي ورد علي فو الله ما علم به إلا الرسول الذي أتى به ، وإنما هو هدية ، فمن أين علم ؟ يا أبا عبد الله : والله ثم والله . . - ثلاثا - إن ابن أبي طالب ساحر عليم . قال سلمان : قلت : بئس ما قلت يا عبد الله ؟ . فقال : ويحك ! اقبل مني ما أقوله فو الله ما علم أحد بهذا الكلام ولا أحد عرف خبر هذا المال غيري ، فمن أين علم ؟ وما علم هو إلا من السحر ، وقد ظهر لي من سحره غير هذا ؟ . قال سلمان : فتجاهلت عليه ، فقلت : بالله ظهر لك منه غير هذا ؟ . قال : اي والله يا أبا عبد الله ؟ . قلت : فأخبرني ببعضه . قال : إذا والله أصدقك ولا أحرف قليلا ولا كثيرا مما رأيته منه ، لاني أحب أن أطلعك على سحر صاحبك حتى تجتنبه وتفارقه ، فو الله ما في شرقها وغربها أحد أسحر منه ، ثم احمرت عيناه وقام وقعد ، وقال : يا أبا عبد الله ! إني لمشفق عليك ومحب لك ، على أنك قد اعتزلتنا ولزمت ابن أبي طالب ، فلو ملت إلينا وكنت في جماعتنا لآثرناك وشاركناك في هذه الاموال ، فاحذر ابن أبي طالب ولا يغرنك ما ترى من سحره ! فقلت : فأخبرني ببعضه . قال : نعم ، خلوت ذات يوم أنا وابن أبي طالب ( ع ) في شئ من أمر الخمس ، فقطع حديثي وقال لي : مكانك حتى أعود إليك ، فقد عرضت لي حاجة ، فخرج ، فما كان بأسرع أن انصرف وعلى عمامته وثيابه غبار كثيرة ، فقلت : ما شأنك يا أمير المؤمنين ؟ . قال : أقبلت على عساكر من الملائكة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريدون بالمشرق مدينة يقال لها : صحور ، فخرجت لاسلم عليه ، فهذه الغبرة من ذلك ، فضحكت تعجبا من قوله ، وقلت : يا أبا الحسن ! رجل قد بلي في قبره وأنت تزعم أنك لقيته الساعة وسلمت عليه ، هذا ما لا يكون أبدا . فغضب من قولي ، ثم نظر إلي فقال : أتكذبني ؟ ! . قلت : لا تغضب فإن هذا ما لا يكون . قال : فإن عرضته عليك حتى لا تنكر منه شيئا تحدث لله توبة مما أنت عليه ؟ . قلت : لعمر الله . فاعرضه علي ، فقال : قم ، فخرجت معه إلى طرف المدينة ، فقال لي : يا شاك غمض عينيك ، فغمضتها فمسحهما ثم قال : يا غافل افتحهما ، ففتحتهما فإذا أنا والله - يا أبا عبد الله - برسول الله ( ص ) مع الملائكة لم أنكر منه شيئا ، فبقيت والله متعجبا أنظر في وجهه ، فلما أطلت النظر إليه فعض الانامل بالاسنان وقال لي : يا فلان بن فلان ! * ( أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ) * ، قال : فسقطت مغشيا على الارض ، فلما أفقت قال لي : هل رأيته وسمعته كلامه ؟ . قلت : نعم . قال : انظر إلى النبي ( ص ) ، فنظرت فإذا لا عين ولا أثر ولا خبر من الرسول صلى الله عليه وآله ولا من تلك الخيول . فقال لي : يا مسكين فأحدث توبة من ساعتك هذه . فاستقر عندي في ذلك اليوم أنه أسحر أهل الارض ، وبالله لقد خفته في ذلك اليوم وهالني أمره ، ولولا أني وقفت - يا سليمان - على أنك تفارقه ما أخبرتك ، فاكتم هذا وكن معنا لتكون منا وإلينا حتى أوليك المدائن وفارس ، فصر إليهما ولا تخبر ابن أبي طالب ( ع ) بشئ مما جرى بيننا ، فإني لا آمنه أن يفعل لي من كيده شيئا . قال : فضحكت وقلت : إنك لتخافه ؟ . قال : اي والله خوفا لا أخاف شيئا مثله . قال سلمان : فنشطت متجاهلا بما حدثني وقلت : يا عبد الله ! أخبرني عن غيره فو الله إنك أخبرتني عن أعجوبة ؟ . قال : إذا أخبرك بأعجب من هذا مما عاينته أنا بعيني . قلت : فأخبرني . قال : نعم ، إنه أتاني يوما مغضبا وفي يده قوسه فقال لي : يا فلان ! عليك بشيعتك الطغاة ولا تتعرض لشيعتي ، فإني خليق أن أنكل بك . فغضبت أنا أيضا - ولم أكن وقفت على سحره قبل ذلك - ، فقلت : يا ابن أبي طالب ! مه ، ما هذا الغضب والسلطنة ؟ . أتعرفني حق المعرفة ؟ . قال : نعم ، فو الله لاعرفن قدرك ، ثم رمى بقوسه الارض ، وقال : خذيه ، فصارت ثعبانا عظيما مثل ثعبان موسى بن عمران ففغر فاه فأقبل نحوي ليبعلني ، فلما رأيت ذلك طار روحي فرقا وخوفا وصحت وقلت : الله ! الله ! الامان الامان يا أمير المؤمنين ، أذكر ما كان في خلافة الاول مني حين وثب إليك ، وبعد فاذكر ما كان مني إلى خالد بن الوليد الفاسق ابن الفاسق حين أمره الخليفة بقتلك ، وبالله ما شاورني في ذلك فكان مني ما كان حتى شكاني ووقع بيننا العداوة ، واذكر - يا أمير المؤمنين - ما كان مني في مقامي حين قلت : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، فارتاب الناس وصاحوا وقالوا : طعن على صاحبه ، قد عرفت هذا كله ، وبالله إن شيعتك يؤذونني ويشنعون علي ، ولولا مكانك - يا أمير المؤمنين - لكنت نكلت بهم ، وأنت تعلم أني لم أتعرض لهم من أجلك وكرامتك ، فاكفف عني هذا الثعبان فإنه يبلعني . فلما سمع هذا المقال مني قال : أيها المسكين لطفت في الكلام ، وإنا أهل بيت نشكر القليل ، ثم ضرب بيده إلى الثعبان وقال : ما تقول ؟ . قلت : الامان ! الامان ! قد علمت أني لم أقل إلا حقا ، فإذا قوسه في يده وليس هناك ثعبان ولا شئ ، فلم أزل أحذره وأخافه إلى يومي هذا . قال سلمان : فضحكت وقلت : والله ما سمعت بمثل هذه الاعجوبات . قال : يا أبا عبد الله ! هذا ما رأيته أنا بعيني هاتين ، ولولا أني قد رفعت الحشمة فيما بيني وبينك ما كنت بالذي أخبرك بهذا . قال سلمان : فتجاهلت عليه ، فقلت : هل رأيت منه سحرا غير ما أخبرتني به ؟ . قال : نعم ، لو حدثتك لبقيت منه متحيرا ، ولا تقل - يا أبا عبد الله - إن هذا السحر هو الذي أظهره ، لا والله ولكن هو وراثة يرثونها . قلت : كيف ؟ . قال : أخبرني أبي أنه راى من أبيه أبي طالب ومن عبد الله سحرا لم يسمع بمثله ، وذكر أبي أن أباه نفيلا أخبره أنه رأى من عبد المطلب سحرا لم يسمع بمثله . قال سلمان : فقلت : : حدثني بما أخبرك به أبوك ؟ . قال : نعم ، أخبرني أبي أنه خرج مع أبي طالب ( ع ) في سفر يريدون الشام مع تجار قريش تخرج من السنة إلى السنة مرة واحدة فيجمعون أموالا كثيرة ، ولم يكن في العرب أتجر من قريش ، فلما كانوا ببعض الطرق إذا قوم من الاعراب قطاع شاكون في السلاح لا يرى منهم إلا الحدق ، فلما ظهروا لنا ها لنا أمرهم وفزعنا ووقع الصياح في القافلة ، واشتغل كل إنسان بنفسه يريد أن ينجوا بنفسه فقط ، ودهمنا أمر جليل ، واجتمعنا وعزمنا على الهرب ، فمررنا بأبي طالب وهو جالس ، فقلنا : يا أبا طالب ! ما لك ؟ ألا ترى ما قد دهمنا فانج بنفسك معنا ؟ . فقال : إلى أين نهرب في هذه البراري ؟ . قلنا : فلما الحلة ؟ . قال : الحلة أن ندخل هذه الجزيرة فنقيم فيها ونجمع أمتعتنا ودوابنا وأموالنا فيها . قال : فبقينا متعجبين ، وقلنا : لعله جن وفزع مما نزل به ، فقلنا : ويحك ! ولنا هنا جزيرة ؟ ! . قال : نعم . قلنا : أين هي ؟ . قال : انظروا أمامكم . قال : فنظرنا إذا والله جزيرة عظيمة لم ير الناس أعظم منها ولا أحصن منها ، فارتحلنا وحملنا أمتعتنا ، فلما قربنا منها إذا بيننا وبينها واد عظيم من ماء لا يمكن أحدا أن يسلكه ، فقال : ويحكم ! ألا ترون هذا الطريق اليابس الذي في وسطه قلنا : لا . قال : فانظروا أمامكم وعن يمينكم ، فنظرنا فإذا والله طريق يابس سهل المسلك ففرحنا ، وقلنا : لقد من الله علينا بأبي طالب ، فسلك وسلكنا خلفه حتى دخلنا الجزيرة فحططنا ، فقام أبو طالب فخط خطا على جميع القافلة ، ثم قال : يا قوم ! أبشروا فإن القوم لن يصلوا إليكم ولا أحد منهم بسوء . قال : وأقبلت الاعراب يتراكضون خلفنا ، فلما انتهوا إلى الوادي إذا بحر عظيم قد حال بينهم وبيننا فبقوا متعجبين ، فنظر بعضهم إلى بعض ، وقالوا : يا قوم ! هل رأيتم قط ها هنا جزيرة أو بحرا ؟ . قالوا : لا . فلما كثر تعجبهم قال شيخ منهم - قد مرت عليه التجارب - : يا قوم ! أنا أطلعكم على بيان هذا الامر الساعة . قالوا : هات - يا شيخ - فإنك أقدمنا وأكبرنا سنا وأكثرنا تجاربا . قال : نادوا القوم ، فنادوهم ، فقالوا : ما تريدون ؟ . قال الشيخ : قولوا لهم : أفيكم أحد من ولد عبد المطلب ؟ فنادوهم ، فقالوا : نعم ، فينا أبو طالب بن عبد المطلب قال الشيخ : يا قوم ! ، قالوا : لبيك . قال : لا يمكننا أن نصل إليهم بسوء أصلا ، فانصرفوا ولا تشتغلوا بهم ، فو الله ما في أيديكم منهم قليل ولا كثير ، فقالوا : قد خرفت أيها الشيخ ، أتنصرف عنهم وتترك هذه الاموال الكثيرة والامتعة النفيسة معهم ؟ ! ، لا والله ولكن نحاصرهم أو يخرجون إلينا فنسلبهم . قال الشيخ : قد نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ، فاتركوا نصحكم وذروا . قالوا : اسكت يا جاهل ! فحطوا رواحلهم ليحاصروهم فلما حطوا أبصر بعضهم بالطريق اليابس ، فصاح : يا قوم ! ها هنا طريق يابس ، فأبصر القوم كلهم الطريق اليابس ، وفرحوا وقالوا : نستريح ساعة ونعلف دوابنا ثم نرتحل إليهم فإنهم لا يمكنهم أن يتخلصوا ، ففعلوا ، فلما أرادوا الارتحال تقدمت طائفة منهم إلى الطريق اليابس فلما توسطوا غرقوا وبقي الآخرون ينظرون إليهم فأمسكوا وندموا فاجتمعوا إلى الشيخ ، وقالوا : ويحك يا شيخ ! ألا أخبرتنا أمر هذا الطريق فإنه قد أغرق فيه خلق كثير ، قال الشيخ : قد أخبرتكم ونصحت لكم فخالفتموني وعصيتم أمري حتى هلك منكم من هلك . قالوا له : ومن أين علمت ذاك يا شيخ ؟ . قال : ويحكم ! إنا خرجنا مرة قبل هذا نريد الغارة على تجارة قريش ، فوقعنا على القافلة فإذا فيها من الاموال والامتعة ما لا يحصى كثرة ، فقلنا قد جاء الغنى آخر الابد ، فلما أحسوا بنا - ولم يكن بيننا وبينهم إلا قدر ميل - قام رجل من ولد عبد المطلب يقال له : عبد الله ، فقال : يا أهل القافلة ! ما ترون ؟ . قالوا : ما ترى ، قد دهمنا هذا الخيل الكثير ، فسلوهم أن يأخذوا منا أموالنا ويخلوا سربنا فإنا إن نجونا بأنفسنا فقد فزنا . فقال عبد الله : قوموا وارتحلوا فلا بأس عليكم . فقلنا : ويحك ! وقد قرب القوم وإن ارتحلنا وضعوا علينا السيوف . فقال : ويحكم ! إنا لنا ربا يمنعنا منهم ، وهو رب البيت الحرام والركن والمقام ، وما استجرنا به قط إلا أجارنا ، فقوموا وبادروا . قال : فقام القوم وارتحلوا ، فجعلوا يسيرون سيرا رويدا ، ونحن نتبعهم بالركض الحثيث والسير الشديد فلا نلحقهم ، وكثر تعجبنا من ذلك ، ونظر بعضنا إلى بعض وقلنا : يا قوم ! هل رأيتم أعجب من هذا ؟ ! إنهم يسيرون سيرا رويدا ونحن نتراكض فلا يمكننا أن نلحقهم ، فما زال ذلك دأبنا ودأبهم ثلاثة أيام ولياليها ، كل يوم يخطون فيقوم عبد الله فيخط خطا حول القافلة ويقول لاصحابه : لا تخرجوا من الخط فإنهم لا يصلون إليكم فننتهي إلى الخط فلا يمكننا أن نتجاوزه ، فلما كان بعد ثلاثة أيام - كل يوم يسيرون سيرا رويدا ونحن نتراكض - أشرفنا على هلاك أنفسنا وعطبت دوابنا وبقينا لا حركة بنا ولا نهوض ، فقلنا : يا قوم ! هذا والله العطب والهلاك ، فما ترون ؟ . قالوا : الرأي الانصراف عنهم ، فإنهم قوم سحرة . فقال بعضهم لبعض : إن كانو سحرة فالرأي أن نغيب عن أبصارهم ونوهمهم أنا قد انصرفنا عنهم ، فإذا ارتحلوا كررنا عليهم كرة وهجمنا عليهم في مضيق . قالوا : نعم الراي هذا ، فانصرفنا عنهم وأوهمناهم أنا قد يئسنا ، فلما كان من الغد ارتحلوا ومضوا فتركناهم حتى استبطنوا واديا فقمنا فأسرجنا وركبنا حتى لحقناهم ، فلما أحسوا بنا فزعوا إلى عبد الله بن عبد المطلب ، وقالوا : قد لحقونا . فقال : لا بأس عليكم ، امضوا رويدا . قال : فجعلوا يسيرون سيرا رويدا ، ونحن نتراكض ونقتل أنفسنا ودوابنا حتى أشرفنا على الموت مع دوابنا ، فلما كان في آخر النهار قال عبد الله لاصحابه : حطوا رواحلكم ، وقام فخط خطا وقال : لا تخرجوا من الخط فإنهم لن يصلوا إليكم بمكروه ، فانتهينا إلى الخط فو الله ما أمكننا أن نتجاوزه ، فقال بعضنا لبعض : والله ما بقي إلا الهلاك أو الانصراف عنهم على أن لا نعود إليهم . قال : فانصرفنا عنهم فقد عطبت دوابنا وهلكت ، وكانت سفرة مشومة علينا ، فلما سمعوا ذلك من الشيخ قالوا : ألا أخبرتنا بهذا الحديث فكنا ننصرف عنهم ولم يغرق منا من غرق ؟ . قال الشيخ : قد أخبرتكم ونصحت لكم ، وقلت لكم : انصرفوا عنهم فليس لكم الوصول إليهم ، وفيهم رجل من ولد عبد المطلب ، وقلتم : إني قد خرفت وذهب عقلي ، فلما سمع أبي هذا الكلام من الشيخ وهو يحدث أصحابه على رأس الخطة نظر إلى أبي طالب فقال : ويحك ! أما تسمع ما يقول الشيخ ؟ . قال : بلى يا خطاب ! أنا والله في ذلك اليوم مع عبد الله في القافلة وأنا غلام صغير ، وكان هذا الشيخ على قعود له ، وكان شائكا لا يرى منه إلا حدقته ، وكانت له جمة قد أرخاها عن يمينه وشماله . فقال الشيخ : صدق والله كنت يومئذ على قعود علي ذوابتان قد أرسلتهما عن يميني وشمالي . قال : الخطاب : فانصرفوا عنا . فقال أبو طالب : ارتحلوا . فارتحلنا ، فإذا لا جزيرة ولا بحر ولا ماء ، وإذا نحن على الجادة والطريق الذي لم نزل نسلكه فسرنا وتخلصنا بسحر أبي طالب حتى وردنا الشام فرحين مستبشرين ، وحلف الخطاب أنه مر بعد بذلك الموضع بعينه أكثر من عشرين مرة إلى الشام فلم ير جزيرة ولا بحرا ولا ماء ، وحلفت قريش على ذلك ، فهل هذا - يا سلمان - إلا سحر مستمر ؟ . قال سلمان : قلت : والله ما أدري ما أقول لك إلا إنك تورد علي عجائب من أمر بني هاشم . قال : نعم ، يا أبا عبد الله ! هم أهل بيت يتوارثون السحر كابرا عن كابر ! . قال سلمان : فقلت - وأنا أريد أن أقطع الحديث - : ما أرى أن هذا سحر . قال : سبحان الله ! يا أبا عبد الله ! ترى كذب الخطاب وأصحابه ، أتراك ما حدثتك به مما عايتنه أنا بعيني كذب ؟ . قال سلمان : فضحكت ، فقلت : ويلك ! إنك لم تكذب ولا كذب الخطاب وأصحابه ، وهذا كله صدق وحق . فقال : والله لا تفلح أبدا ، وكيف تفلح وقد سحرك ابن أبي طالب ؟ . قلت : فاترك هذا . . ما تقول في فك الرقبة والمال الذي وافاك من خراسان ؟ . قال : ويحك ! يمكنني أن أعصي هذا الساحر في شئ يأمرني به ؟ نعم أفكها على رغم مني وأوجه بالمال إليه . قال سلمان : فانصرفت من عنده ، فلما بصر بي أمير المؤمنين عليه السلام قال : يا سلمان ! طال حديثكما . قلت : يا أمير المؤمنين حدثني بالعجائب من أمر الخطاب وأبي طالب . قال : نعم - يا سلمان - قد علمت ذلك وسمعت جميع ما جرى بينكما ، وما قال لك أيضا انك لا تفلح . قال سلمان : والله الذي لا إله إلا هو ما حضر الكلام غيري وغيره ، فأخبرني مولاي أمير المؤمنين عليه السلام بجميع ما جرى بيني وبينه . ثم قال : يا سلمان ! عد إليه فخذ منه المال وأحضر فقراء المهاجرين والانصار في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وفرقه إليهم . بيان : القعود - بالفتح - من البعير الذي يقتعده الراعي في كل حاجة ، وهذا الخبر وإن كان غريبا غير مذكور في الكتب المعتبرة ، لكن لما وجدناه في أصل عتيق أخرجناه
سه شنبه ۲۸ شهريور ۱۳۹۶ ساعت ۱۲:۳۱