شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ؛ ج1 ؛ ص309 تا 311
خطبته بذي قار
و روى أبو مخنف عن زيد بن صوحان قال شهدت عليا ع بذي قار و هو معتم بعمامة سوداء ملتف بساج يخطب فقال في خطبة الحمد لله على كل أمر و حال في الغدو و الآصال و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله ابتعثه رحمة للعباد و حياة للبلاد حين امتلأت الأرض فتنة و اضطرب حبلها و عبد الشيطان في أكنافها و اشتمل عدو الله إبليس على عقائد أهلها فكان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الذي أطفأ الله به نيرانها و أخمد به شرارها و نزع به أوتادها و أقام به ميلها إمام الهدى و النبي المصطفى ص فلقد صدع بما أمر به و بلغ رسالات ربه فأصلح الله به ذات البين و آمن به السبل و حقن به الدماء و ألف به بين ذوي الضغائن الواغرة في الصدور حتى أتاه اليقين ثم قبضه الله إليه حميدا ثم استخلف الناس أبا بكر فلم يأل جهده ثم استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده ثم استخلف الناس عثمان فنال منكم و نلتم منه حتى إذا كان من أمره ما كان أتيتموني لتبايعوني لا حاجة لي في ذلك و دخلت منزلي فاستخرجتموني فقبضت يدي فبسطتموها و تداككتم علي حتى ظننت أنكم قاتلي و أن بعضكم قاتل بعض فبايعتموني و أنا غير مسرور بذلك و لا جذل و قد علم الله سبحانه أني كنت كارها للحكومة بين أمة محمد ص و لقد سمعته يقول ما من وال يلي شيئا من أمر أمتي إلا أتي به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه على رءوس الخلائق ثم ينشر كتابه فإن كان عادلا نجا و إن كان جائرا هوى حتى اجتمع علي ملؤكم و بايعني طلحة و الزبير و أنا أعرف الغدر في أوجههما و النكث في أعينهما ثم استأذناني في العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان فسارا إلى مكة و استخفا عائشة و خدعاها و شخص معهما أبناء الطلقاء فقدموا البصرة فقتلوا بها المسلمين و فعلوا المنكر و يا عجبا لاستقامتهما لأبي بكر و عمر و بغيهما علي و هما يعلمان أني لست دون أحدهما و لو شئت أن أقول لقلت و لقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتابا يخدعهما فيه فكتماه عني و خرجا يوهمان الطغام أنهما يطلبان بدم عثمان و الله ما أنكرا علي منكرا و لا جعلا بيني و بينهم نصفا و إن دم عثمان لمعصوب بهما و مطلوب منهما يا خيبة الداعي إلام دعا و بما ذا أجيب و الله إنهما لعلى ضلالة صماء و جهالة عمياء و إن الشيطان قد ذمر لهما حزبه و استجلب منهما خيله و رجله ليعيد الجور إلى أوطانه و يرد الباطل إلى نصابه ثم رفع يديه فقال اللهم إن طلحة و الزبير قطعاني و ظلماني و ألبا علي و نكثا بيعتي فاحلل ما عقدا و انكث ما أبرما و لا تغفر لهما أبدا و أرهما المساءة فيما عملا و أملا.
قال أبو مخنف فقام إليه الأشتر فقال الحمد لله الذي من علينا فأفضل و أحسن إلينا فأجمل قد سمعنا كلامك يا أمير المؤمنين و لقد أصبت و وفقت و أنت ابن عم نبينا و صهره و وصيه و أول مصدق به و مصل معه شهدت مشاهده كلها فكان لك الفضل فيها على جميع الأمة فمن اتبعك أصاب حظه و استبشر بفلجه و من عصاك و رغب عنك فإلى أمه الهاوية لعمري يا أمير المؤمنين ما أمر طلحة و الزبير و عائشة علينا بمخيل و لقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه و فارقا على غير حدث أحدثت و لا جور صنعت فإن زعما أنهما يطلبان بدم عثمان فليقيدا من أنفسهما فإنهما أول من ألب عليه و أغرى الناس بدمه و أشهد الله لئن لم يدخلا فيما خرجا منه لنلحقنهما بعثمان فإن سيوفنا في عواتقنا و قلوبنا في صدورنا و نحن اليوم كما كنا أمس ثم قعد.
خطبته بذي قار
و روى أبو مخنف عن زيد بن صوحان قال شهدت عليا ع بذي قار و هو معتم بعمامة سوداء ملتف بساج يخطب فقال في خطبة الحمد لله على كل أمر و حال في الغدو و الآصال و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله ابتعثه رحمة للعباد و حياة للبلاد حين امتلأت الأرض فتنة و اضطرب حبلها و عبد الشيطان في أكنافها و اشتمل عدو الله إبليس على عقائد أهلها فكان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الذي أطفأ الله به نيرانها و أخمد به شرارها و نزع به أوتادها و أقام به ميلها إمام الهدى و النبي المصطفى ص فلقد صدع بما أمر به و بلغ رسالات ربه فأصلح الله به ذات البين و آمن به السبل و حقن به الدماء و ألف به بين ذوي الضغائن الواغرة في الصدور حتى أتاه اليقين ثم قبضه الله إليه حميدا ثم استخلف الناس أبا بكر فلم يأل جهده ثم استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده ثم استخلف الناس عثمان فنال منكم و نلتم منه حتى إذا كان من أمره ما كان أتيتموني لتبايعوني لا حاجة لي في ذلك و دخلت منزلي فاستخرجتموني فقبضت يدي فبسطتموها و تداككتم علي حتى ظننت أنكم قاتلي و أن بعضكم قاتل بعض فبايعتموني و أنا غير مسرور بذلك و لا جذل و قد علم الله سبحانه أني كنت كارها للحكومة بين أمة محمد ص و لقد سمعته يقول ما من وال يلي شيئا من أمر أمتي إلا أتي به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه على رءوس الخلائق ثم ينشر كتابه فإن كان عادلا نجا و إن كان جائرا هوى حتى اجتمع علي ملؤكم و بايعني طلحة و الزبير و أنا أعرف الغدر في أوجههما و النكث في أعينهما ثم استأذناني في العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان فسارا إلى مكة و استخفا عائشة و خدعاها و شخص معهما أبناء الطلقاء فقدموا البصرة فقتلوا بها المسلمين و فعلوا المنكر و يا عجبا لاستقامتهما لأبي بكر و عمر و بغيهما علي و هما يعلمان أني لست دون أحدهما و لو شئت أن أقول لقلت و لقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتابا يخدعهما فيه فكتماه عني و خرجا يوهمان الطغام أنهما يطلبان بدم عثمان و الله ما أنكرا علي منكرا و لا جعلا بيني و بينهم نصفا و إن دم عثمان لمعصوب بهما و مطلوب منهما يا خيبة الداعي إلام دعا و بما ذا أجيب و الله إنهما لعلى ضلالة صماء و جهالة عمياء و إن الشيطان قد ذمر لهما حزبه و استجلب منهما خيله و رجله ليعيد الجور إلى أوطانه و يرد الباطل إلى نصابه ثم رفع يديه فقال اللهم إن طلحة و الزبير قطعاني و ظلماني و ألبا علي و نكثا بيعتي فاحلل ما عقدا و انكث ما أبرما و لا تغفر لهما أبدا و أرهما المساءة فيما عملا و أملا.
قال أبو مخنف فقام إليه الأشتر فقال الحمد لله الذي من علينا فأفضل و أحسن إلينا فأجمل قد سمعنا كلامك يا أمير المؤمنين و لقد أصبت و وفقت و أنت ابن عم نبينا و صهره و وصيه و أول مصدق به و مصل معه شهدت مشاهده كلها فكان لك الفضل فيها على جميع الأمة فمن اتبعك أصاب حظه و استبشر بفلجه و من عصاك و رغب عنك فإلى أمه الهاوية لعمري يا أمير المؤمنين ما أمر طلحة و الزبير و عائشة علينا بمخيل و لقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه و فارقا على غير حدث أحدثت و لا جور صنعت فإن زعما أنهما يطلبان بدم عثمان فليقيدا من أنفسهما فإنهما أول من ألب عليه و أغرى الناس بدمه و أشهد الله لئن لم يدخلا فيما خرجا منه لنلحقنهما بعثمان فإن سيوفنا في عواتقنا و قلوبنا في صدورنا و نحن اليوم كما كنا أمس ثم قعد.
سه شنبه ۶ تير ۱۳۹۶ ساعت ۱۱:۰۶