اينجا چند يادداشت منقول از وزير مغربي را در کتاب المجموع اللفيف که مشتمل بر اشعاری فارسی و نيز پاره ای از انظار ادبی او در رابطه با شعر پارسی و ترجمه آن به عربی است می آورم؛ مطالبی که حائز اهميت است و می بايست درباره آن محققان اين رشته نظر دهند. در اينجا تنها متن را نقل می کنم و اصلاح اشعار را به وقتی ديگر وا می گذارم:

متن، ص 330 تا 336:
وللعجم على كل حال اقتصار وأشعار، وقد أنشدونا لجماعة منهم
أشعارا مطربة الأوزان، عجيبة الأغراض، وأنا أعجب من موافقة النابغة في قوله: [الطويل]
بأنّك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبق منهنّ كوكب

للبلهبذ مغني كسرى أبرويز لما قال شعرا، أنا أكتبه أعجميا، وأذكر تفسيره عربيا، ليتأمله فانه طريف، وكان قد زار قيصر خاقان كسرى، فقال البلهبذ عند اجتماع الثلاثة وغناه به:
قيصر ماه ماند خاقان خرشيد ... قيصر يشبه القمر وخاقان الشمس
إن من خداي ابن ماندكا مغاران ... والذي هو مولاي يشبه الغيم المتمكن
كجا هد ما يوشد كجا هد خرشيد ...إذا شاء غطى القمر وإذا شاء غطى الشمس

تأمل قوله: يشبه الغيم المتمكن، فانّ لفظة المتمكن جليلة القدر في هذا الموضع، وهذا الشعر يتزن به العروض، ويخرج من بحر إلى بحر.... علي..... هكذا وجدت بخط الوزير، ولم يذكر من أي بحر يخرج، وهو يحتاج فضل تأمل، وكان البلبهذ المروزي هذا ذا غناء وطرف وأدب، فطرب إليه أبرويز ليلة، فدعا به، وكان عنده سيرين، وذاك في برد شديد، فقال له:
اشتقت إليك وأحببت أن أقطع ليلتي بغنائك، فغناه حتى سكر بلبهذ، وخرج ليبول، فسقط عند أصل سدرة، فقال أبرويز لسيرين: ليت شعري، أين ضيفنا، وخرج فرآه نائما فطرح عليه فرو سمّور كان عليه، ولما كان في وجه الصبح، قال أبرويز لسيرين: ما ترين من أمر ضيفنا؟ قالت: الملك أعلم، قال: أراه هبّ في نومه، فلما رأى ثوبي عليه عرفه وأجلّه، فنزعه ونزع قباءّه فبسطه ووضع ثوبي عليه وكفر قائما عنده، فقالت سيرين: إن كان هكذا، فالملك ينظر بالنور، قال: قومي، فقاما، فوجداه كذلك، فأمر له بمال وأقطعه برار الروز وبالدي وغيرهما.
وكان أبرويز مرّ في طريق، فرأى غلاما يقال له سركاس، ومعه بقرة عليها سماد، وهو يغني، فأعجب بحسن خلقه، فضمّه إلى بلبهذ وأمر بتعليمه الغناء، فعلّمه ففاقه، فحسده فقتله، فأتى به كسرى أبرويز فقال له: أبى حسد صدرك، ونغل جوفك إلا قتله، وقد علمت أني كنت أستريح منه إليك، ومنك إليه، وأمر بالقائه تحت الفيلة، فقال: أيها الملك، إذا قتلت أنا شطر طربك، وقتلتني أنت، قتلت الشطر الآخر، ألست تذهب طربك كلّه، وتكون جنايتك على نفسك أكبر من جنايتي، فقال كسرى: ما دلّه على هذا الكلام إلا ما جعل له من المدّة، وأمر بتخليته.
ويقال إن بلهبذ بقي بعد كسرى دهرا، وإياه عنى البحتري بقوله: [الخفيف]
[توهمت أنّ كسرى أبرويز ... معاطيّ والبلهبذ أنسي]
في القصيدة العجيبة التي هي من بدائعه، إلا أنه بلغني عن أبي الفضل
ابن العميد، وكان من العلم بالمقام الأمين، أنه قال: مازلت أعد البحتري في المطبوعين حتى سمعت له هذه القصيدة، فاستدللت يها على تكلفه. وما أدري من أين قال ذلك، ألا أن يكون أخذ عليه البيت الأول فانه خسيس الكلام.
ومن مضحك أشعار العجم قول بعض الشعراء لمسلحة قيّمها أعجمي:
[مجزوء الرمل]
يا أبا عبد الإله ... حبسنا لا يستقيم
فقال له الأعجمي:
من ندانم جمكوي ... هر خري دد رم ونيم
قال: أنا ما أدري إيش يقول كل حمار درهمين ونصف.
قال الوزير: أنشدنيه أبي عن أبيه، قال: وإذا فسّرت أشعار الفرس إلى العربية، وصيغت بعد ذلك شعرا، جاءت كأنّ معانيها معاني الحديث، لا معاني أشعار العرب. مثل ما قال عبد الله بن المقفع في معنى شعر نقله من الفارسية إلى العربية، وهو: [السريع]
إنّ الفتى قنّى كحرقوصة ... يشرب ما يشربه الفيل
من بعد ما يأكل أمثاله ... وما له عرض ولا طول
فانّ معنى هذين البيتين كأنه حديث، لا كأنه شعر.
وأصل قولهما في الفارسية أنّ كسرى وأحسبه أبا شيرويه، كان قد بعث إليه ملك الروم برومي جسيم طويل، وقال: إن كان في ملكك من يؤاكل هذا الرومي أو يشاربه أو يناومه، أقررت بعظيم سلطانك، وإلا أقررت بعظيم سلطاني، فلم يجد كسرى من يفعل ذلك بعد أن يئس، إلا ملاحا نصرانيا قصيرا دميما يسمّى (قنّى) ، فقال: أنا أواكله وأشاربه وأناومه، وإن لم أفعل فليقتلني الملك، فجمع بينه وبين الرومي، فقدّم إلى الرومي كبش مسلوخ، فجعل يكبّب له ويأكل حتى أتى عليه، وقدّم إلى قنّى كبشان مسلوخان، فأتى عليهما، بعد أن طبخ له أحدهما في قدر، وثرد له فيها خمسون رغيفا، فأذعن له الرومي بالأكل، ثم أتي الرومي بدنّ، فجعل يشرب بخماسيّة معه حتى أتى عليه، ثم أتي قنّى بالشراب فأتى على دنّين، فأذعن له الرومي بالشرب، ثم قاما ليناما، فقال قنّى: ادخلوا لنا إلى البيت لحافا وكساء، فقال الرومي: وما تصنع بذلك ونحن بالصيف؟ قال: إذا هجم الشتاء علينا كان عندنا دثار معدّ، فأذعن له الرومي بالنوم، فأقطعه كسرى الموضع الذي يعرف اليوم ب (دير قنّى) ، وأجازه وكساه، وقيل فيه الشعر المقدم قبله، فنقله ابن المقفع إلى العربية.
وقد يذكر الشىء بالشىء إذا أشبهه، كان القاضي أبو عبد الله حسين بن علي بن النعمان، وهو المقتول، ينشد لأبيه علي بن النعمان ، بيتين يستحقان أن يذكرا، وهما: [البسيط]
وشاكلت ملح في الحبّ مونقة ... ما في الرياض وفي الأشجار من ملح
خد وثغر ونهد واختضاب يد ... كالورد والطّلع والرّمان والبلح
[وقد تقدم إثبات هذين البيتين في الكراسة الثانية عشر من هذا الجزء].

قال الوزير رحمه الله: وليس العربي الصريح إذا طالت مخالطته العجم، أو كانت ولادته فيهم، ونشوؤه على لغتهم، فنزع به عرقه، وجنحت به غريزته إلى قول الشعر، أو إلى رصف النثر، وكان بالجملة مبينا عن غرضه، وبليغا بين أهل منطقه، بأفخر ولا أحقّ بالشكر، ولا أفضل من أعجمي استثني من غثارة العجم، ومن معتلج النبطية الصّرف، فلانت قريحته لقبول الاعتياد، وأجابت خواطره إلى استفادة صنعة البيان، ومال بلسانه وقلبه إلى الأفضل دون الأتلد وانصرف عن الأول، وإن كان عليه سهلا إلى الثاني، وإن كان عليه صعبا ومنه بعيدا، مثل جماعة من الموالي برعوا في الشعر، هم معروفون لا نطيل بذكرهم، وقد كان تهيّأ لنا مجموع في أشعار أولاد الأحرار من فارس باللسان العربي، يشتمل على كثير ممّا أومأنا إليه.
ومن أعجب ما رأيت أو سمعت به، خادم صقلبي أبيض محبوب كان لآل عمّار الذين منهم كاتب المعتصم، يقال له أبو علي يندون، كان يقول الشعر ويحبّر النثر.
قال الوزير: ونحن نذهب شوطا في ذكره، وينشد قطعا من شعره، فهو
وإن لم يكن مبرّزا، فانّ التعجب منه يبلغه درجة العجب به، والاستطراف لشذوذه يجبر نقيصة خلله، وهو عندي عجيب، بل العجيب دونه.
ثم لم يذكر شيئا من نظمه ولا نثره، وإنما علقت أنا ذكره تذكرة للفحص، وطليعة للكشف.

دوشنبه ۳۱ شهريور ۱۳۹۳ ساعت ۴:۳۹