۱- اهل سنت و روايت مقتل الحسين (ع)

در ميان رجال و نويسندگان سنی، شمار زيادی از راويان و محدثان و مورخان را می شناسيم که درباره مقتل الحسين، کتاب مستقل نوشته اند. البته در اينجا مقصود من نويسندگان وابسته به دوران استقرار مذهب اهل سنت است والا پيش از آن و در دو سه قرن نخستين، راويان عراقی و حجازی بسياری به روايت اخبار مقتل الحسين عنايت داشته اند و آن را به عنوان بخشی از روايات تاريخی و أحداث ثبت کرده اند. بسياری از اخباريان اين دوره اصلا شيعی و يا کوفی بوده و تمايلات آشکار شيعی داشته اند. اخباريان حجاز نيز به اين موضوع توجه داشته اند. در دوره تدوين کتابهای جامع در تاريخ و طبقات و اخبار تاريخی، مؤرخان و اخباريان عراقی و حجازی و حتی شامی به اين موضوع نيز توجه داشتند و در ضمن آثار آنان که با ترتيب تاريخی و گاهی تحت عنوان کتاب تاريخ و گاهی در ضمن مجموعه ای از کتابهای تاريخی که عناوين آنان مستقل ولی در ترتيب معينی نوشته می شد، عنوان مقتل الحسين نيز ديده می شود. البته مهمترين کتاب تاريخی، مقتل ابومخنف است، اما در کنار اين سند ارزشمند که مورد استفاده طبری قرار گرفته، شماری از مقاتل الحسين نيز می شناسيم که نويسندگان آنان تمايلات شيعی روشنی نيز نداشته اند، اما به هر حال برای اين موضوع اهميت قائل بوده اند. برخی از اين دسته روايات به روايات اهل بيت متکی بود که وسيله راويان کوفی و گاهی مدنی روايت می شد. برخی را نيز راويان معتبری مانند محمد بن شهاب الزهری روايت می کردند.مورخانی مانند بلاذری و ابن سعد از اين روايات مختلف بهره گرفته اند. در اين ميان برخی از رجال برجسته اصحاب حديث سنی در چند قرن نخستين، در مجاميع حديثی و نيز در کتابهای مسانيد و نيز در کتب طبقات خود، از روايات تاريخی و اخبار محدثان گذشته بهره می بردند و در بخش مربوط به حضرت سيد الشهداء سلام الله عليه، مقتل حضرت را روايت می کردند. از اين جمله طبرانی در المعجم الکبير و بسياری مانند او را بايد نام برد. محدثان و مورخان سنی متأخر مانند ابن العديم و ابن عساکر و همانند آنها در کتابهای بغية الطلب و تاريخ دمشق و غيره نيز به نوبه خود اين روايات را نقل کرده اند.

در کنار اينها، بايد به کتابهای مستقلی که سنيان در مقتل الحسين نوشته اند، اشاره کرد، موردی مانند موفق خوارزمی تنها نمونه ای است و بايد ليست اين کتابها را در اهل البيت في المکتبة العربية جستجو کرد. مرحوم محمد باقر محمودی نيز در کتاب دو جلدی خود، بيشتر اين روايات را نقل کرده است. بخشهای مرتبط ابن سعد و طبرانی را نيز مرحوم سيد عبدالعزيز طباطبايي منتشر کرده است.

در اينجا به ذکر نمونه ای مهم می پردازيم که توسط فقيه و محدث برجسته، ابو عبيد قاسم بن سلام خُزاعي (۱۵۱ ـ محرم ۲۲۴ق/۷۶۸ ـ دسامبر ۸۳۸ ) روايت شده که جزيي در مقتل الحسين تدوين و روايت می کرده است. اين جزء که به روايت شاگرد و راوی او علي بن عبدالعزيز (د. ۲۸۷ق ) که نام او در الفهرست ابن النديم ( ص ۷۸) آمده است، و با اضافاتی از خود راوی، نقل شده، به متنی از مقتل الحسين مربوط است که توسط ابو عبيد قاسم بن سلام تدوين و روايت شده و آنگاه به سنت محدثان، وسيله راوی او روايت شده و رواياتی نيز در همان متن اضافه شده است. به هر حال سمعانی در التحبير (۱/۱۸۵) متنی با عنوان مقتل الحسين را به ابوعبيد نسبت می دهد، اما آن را در متن موجود می توان بنابر سنت محدثان، به اين شاگرد که سهم اصلی در روايت متن کنونی در شکل حاضر آن داشته است، نيز نسبت داد. اين متن توسط ابن عبدالبر در العقد الفريد(۴/۳۷۶ به بعد) نقل شده و شايد برخی روايات آن نيز از سوی او در لابلای متن اضافه شده، اما به هر حال بخش اصلی همان روايت ابوعبيد است.

اين متن بسيار مهم است، چرا که توسط يکی از مهمترين نمايندگان اصحاب حديث در اوائل قرن سوم روايت شده است. جايگاه بسيار مهم ابو عبيد قاسم بن سلام در ميان گرايش اصحاب حديث و نقشی که در تدوين انظار فقهی و اعتقادی آنان داشته است، به اهميت اين متن می افزايد. وی با وجود اينکه به گرايش اصحاب حديث تعلق داشته، اما نمی توان او را تنها يک محدث ساده دانست، بلکه وی همانند ابن قتيبه به طيفی از آنان وابسته است که دارای نظام فکری ويژه و با پشتوانه فکری و علمی وسيعی بوده اند و در تثبيت عقايد و فقه آنان سهم مهمی داشته اند.

من در اينجا بيش از اين در اين باره سخنی نمی گويم. در يادداشتی ديگر باز هم به اين موضوع باز می گردم. در اينجا تنها متن ابن عبد ربه را نقل می کنم و در يادداشتی ديگر درباره روايت متن ابو عبيد که در کتاب المحن ابوالعرب تميمی نيز نقل شده، به بحث خواهم پرداخت و موضوع را از زاويه ای ديگر پی می گيرم.

مقتل الحسين (ع)

علِيّ بن عبد العزيز قال: قرأ عليّ أبو عُبيد القاسم بن سلّام وأنا أسمع، فسألتُه: نروي عنك كما قُرىء عليك؟ قال: نعم. قال أبو عُبيد:

لما مات مُعاوية بن أبي سفيان وجاءت وفاتُه إلى المدينة، وعليها يومئذ الوليدُ بن عُتبة، فأرسل إلى الحُسين بن عليّ وعبدِ اللّه بن الزُّبير، فدعاهما إلى البيعة ليزيد، فقالا: بالغد إن شاء الله على رؤوس الناس، وخرجا من عنده. فدعا الحسينُ برواحله، فركبها وتوجّه نحو مكة على المَنهج الأكبر، وركب ابنُ الزبير بِرْذونا له وأخذ طريق العَرْج حتى قدم مكة. ومرّ حسينُ حتى أتى على عبد اللّه بن مُطيع وهو على بئر له، فنزل عليه، فقال للحسين: يا أبا عبد اللّه، لا سَقانا اللهّ بعدَك ماءً طيباً، أين تريد؟ قال: العراق. قال: سبحان اللّه! لمَ؟ قال: مات معاويةُ وجاءني أكثرُ من حِمْل صُحف. قال: لا تفعل أبا عبد اللهّ، فواللّه ما حَفظوا أباك وكان خيراً منك، فكيف يِحفظونك، ووالله لئن قُتلت لا بَقيتْ حُرْمة بعدك إلا استُحّلت. فخرج حسين حتى قَدِم مكة، فأقام بها هو وابنُ الزبير. قال: فقدم عمرو بنُ سعيد في رمضان أميراً على المدينة والموسم، وعُزل الوليد بن عُتبة. فلما استوى على المنبر رَعَف. فقال أعرابيّ: مه! جاءنا واللهّ بالدم! قال: فتلقّاه رجل بعمامته. فقال: مه! عًمّ الناسَ والله! ثم قام فخطب، فناولوه عصاً لها شُعبتان. فقال: تشعَّب الناسُ واللّه! ثم خرج إلى مكة، فقَدِمها قبل يوم، التَّروية بيوم، ووفدت الناسُ للحُسين يقولون: يا أبا عبد اللّه، لو تقدَّمت فصلّيت بالناس فأنزلتَهم بدارك؟ إذ جاء المؤذّن فأقام الصلاة، فتقدّم عمرو بن سعيد فكَبّر، فقيل للحُسين: اخرج أبا عبد اللّه إذ أبيت أن تتقدّم. فقال: الصلاة في الجماعة أفضل. قال: فصلّى، ثم خرج. فلما انصرف عمرو بنُ سعيد بلغه أن حُسيناً قد خرج. فقال: اطلبوه، اركبوا كل بعير بين السماء والأرض فاطلُبوه. قال: فعجب الناسُ من قوله هذا، فطلبوه، فلم يُدركوه. وأرسل عبدُ اللّه بن جعفر ابنيه عوناً ومحمداً ليردّا حُسينا. فأبى حُسين أن يرجع. وخرج ابنا عبد اللّه بن جعفر معه. ورجع عمرو بنُ سعيد إلى المدينة، وأرسل إلى ابن الزبير ليأتيَه، فأبى أن يأتيَه. وامتنع ابنُ الزبير برجال من قُريشٍ وغيرهم من أهل مكة. قال: فأرسلَ عمرو بنُ سعيد لهم جيشاً من المدينة، وأمًر عليهم عمرو بنَ الزبير، أخا عبد الله بن الزبير، وضَرب على أهل الديوان البَعْث إلى مكة، وهم كارهون للخروج، فقال: إما أنْ تأتوني بأدلاَء وإما أن تَخرجوا. قال: فبعثهم إلى مكة، فقاتلوا ابن الزبير، فانهزم عمرو بنُ الزبير، وأسره أخوه عبدُ اللّه، فحبَسه في السجن. وقد كان بَعَث الحُسين بن عليّ مسلمَ بن عَقيل بن أبي طالب إلى أهل الكوفة ليأخذ بَيعتهم، وكان على الكوفة حين مات معاوية، فقال: يا أهل الكوفة، ابن بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أحبّ إلينا من ابن بنت بحَدل. قال: فبلِغ ذلك يزيدَ فقال: يا أهل الشام، أشيروا عليّ، مَن استعمل على الكوفة؟ فقالوا: ترضى من رَضي به معاويةُ؟ قال: نعم. قيل له: فإنّ الصكّ بإمارة عُبيد اللّه بن زياد على العراقين قد كُتب في الديوان، فاستَعْمِلْه على الكوفة. فقَدِمها قبل أن يَقْدم حُسين. وبايع مُسلمَ بن عَقيل أكثرُ من ثلاثين ألفاً من أهل الكوفة، وخرجوا معه يريدون عُبيدَ اللّه بن زياد، فجعلوا كلما انتهوا إلى زُقاق انسلّ منهم ناس، حتى بقي في شرذمة قليلة. قال: فجعل الناسُ يَرْمونه بالآجُر من فوق البيوت. فلما رأى ذلك دَخل دار هانىء بن عُروة المُراديِّ، وكان له شَرَف ورأي، فقال له هانيء: إنَ لي من ابن زياد مكاناً، وإني سوف أتمارض، فإذا جاء يَعودني فاضْرِب عنقه. قال: فبلغ ابنَ زياد أن هانيء بن عُروة مريضٌ يقيء الدم، وكان شرَب المَغْرة فجعل يَقيؤها، فجاءه ابنُ زياد يعوده. وقال هانيء: لا قلت لكم: اسقوني، فاخرُج إليه فاضرب عنقه، يقولها لمُسلم ابن عقيل. فلما دخل ابنُ زياد وجلس، قال هانيء: اسقوني، فَتثبّطوا عليه. فقال: ويحكم! اسقوني ولو كان فيه نفسي. قال: فخرج ابنُ زياد ولم يَصنع الآخر شيئاً. قال: وكان أشجعَ الناس، ولكن أُخذ بقَلْبه. وقيل لابن زياد ما أراده هانيء، فأرسل إليه. فقال: إني شاكٍ لا أستطيع. فقال: أئتوني به وإن كان شاكياً. فأُسرجت له دابة، فركب ومعه عصا، وكان أعرج، فجعل يسير قليلاً قليلاً، ثم يقف ويقول: ما أذهبُ إلى ابن زياد، حتى دخل على ابن زياد، فقال له: يا هانيء، أما كانت يدُ زياد عندك بيضاء؟ قال: بلى. قال: ويدي؟ قال: بلى. ثم قال له هانيء: قد كانت لك عندي ولأبيك، وقد أمنْتُك في نفسي ومالي. قال: اخرج، فخرج. فتناول العصا من يده وضرب بها وجهه حتى كَسرها، ثم قَدّمه فضرب عُنقه. وأُرسل إلى مُسلم بن عَقيل، فخرج إليهم بسيفه، فما زال يقاتلهم حتى أثْخنوه بالجراح، فأسروه. وأُتي به ابنَ زياد، فقدّمه ليضرب عنقَه، فقالت له: دَعْني حتى أُوصي، فقال له: أَوْص. فنظر في وجوه الناس، فقالت لعمر بن سعد: ما أرى قرشيّاً هنا غيرَك، فادْن مني حتى أُكَلِّمَك. فدنا منه، فقال له: هل لك أن تكون سيّد قريش ما كانت قريش؟ إنّ حُسيناً ومَن معه، وهم تِسْعون إنساناً ما بين رجل وامرأة، في الطريق، فاردُدهم واكتب لهم ما أصابني، ثم ضُرب عنقه. فقال عمر لابن زياد: أتدري ما قال لي؟ قال: اكتُم على ابن عمك. قال: هوِ أعظم من ذلك. قال: وما هو؟ قال: قال لي: إنّ حُسينا أقبل، وهم تسعون إنساناَ ما بين رجل وامرأة، فاردُدهم واكتُب إليه بما أصابني. فقال له ابنُ زياد: أما واللّه إذ دَللتَ عليه لا يُقاتله أحد غيرك. قال: فبعث معه جَيْشاً، وقد جاء حسيناً الخبرُ وهم بشَرَاف، فهمّ بأن يرجعِ ومعه خمسةٌ من بني عَقيل، فقالوا: تَرجع وقد قُتل أخونا وقد جاءك من الكُتب ما نثق به! فقال الحسينُ لبعض أَصحابه: واللّه مالي على هؤلاء من صَبر. قال: فلقيه الجيشُ على خُيولهم وقد نزلوا بكَرْبلاء. فقال حسين: أي أرض هذه؟ قالوا: كَرْبلاء، قال: أرض كَرْب وبلاء. وأحاطت بهم الخَيل. فقال الحُسين لعمر بن سعد: يا عمر،اختر منّي إحدى ثلاث خِصال: إما أن تتركني أرجع كما جئتُ، وإما أن تُسيِّرني إلى يزيد فأضع يدي في يده، وإمّا أن تسيرني إلى الترك أقاتلهم حتى أموت. فأرسل إلى ابن زياد بذلك، فهمّ أن يُسيره إلى يزيد. فقال له شَمِر بن ذي الجَوْشن: أمكنك اللّه من عدوّك فتسيّره! إلّا أن ينزل في حُكمك. فأرسل إليه بذلك. فقال الحسين: أنا أنزل على حُكم ابن مَرْجانة! والله لا أفعل ذلك أبداً. قال: وأبطأ عمر عن قِتاله. فأرسل ابنُ زياد إلى شَمِر بن ذي الجَوشن، وقال له: إن تقدّم عمر وقاتَل، وإلا فاتركه وكُن مكانه. قال: وكان مع عمر بن سعد ثلاثون رجلاً من أهل الكوفة، فقالوا: يَعرض عليكم ابنُ بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاثَ خصال فلا تَقْبلون منها شيئاً! فتحَولوا مع الحُسين، فقاتلوا. ورأى رجل من أهل الشام عبد الله بن حسن بن عليّ، وكان من أجمل الناس، فقال: لأقتلن هذا الفتى. فقال له رجل: ويحك! ما تصنع به؟ دعه. فأبى وحمل عليه فضرَبه بالسيف فقتله، فلما أصابته الضربة، قال: يا عمّاه، قال: لبّيك صوتاً قَل ناصرُه، وكَثر واتره. وحمل الحُسين على قاتله فقطع يَده، ثم ضَربه ضربةً أخري فقَتله، ثم اقتتلوا.

عليّ بن عبد العزيز قال: حدّثني الزبير قال حدّثني محمد بن الحسن قال: لما نَزل عمر بنُ سعد بالحُسين وأيقن أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: قد نَزل بي ما تَرَوْن من الأمر، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفُها واشمعلّت، فلم يبق منها إلا صُبابة كصُبابة الإناء الأخْنس، عيش كالمرْعى الوبيل. ألا تَرون الحقّ لا يُعمل به، والباطلَ لا يُنهى عنه؟ لِيرغب المؤمنُ في لقاء اللّه، فإني لا أرى الموتَ إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا ذُلا ونَدَما. قُتل الحسينُ رضي اللّه عنه يوم الجمعة، يوم عاشوراء، سنة إحدى وستين بالطف من شاطىء الفرات، بموضع يدعى كَربلاء. وولد لخمس ليالٍ من شعبان سن أربع من الهِجرة. وقُتِل وهو ابن سِتٍّ وخمسين سنة، وهو صابغٌ بالسواد، قَتله سِنان بن أبي أنس، وأجهز عليه خولةُ بن يزيد الأصْبحِي، من حِمْير. وحَز رأسه وأتى به عُبيد الله وهو يقول:

أوْقِر رِكابي فِضّةً وذَهبَا

أنا قتلتُ المَلِك المُحجّبَا

خيرَ عباد اللهّ أمّا وأبَا




فقال له عبيدُ الله بن زياد: إذا كان خير الناس أمَّا وأبَا وخير عباد اللهّ، فلِمَ قتلتَه؟ قَدّموه فاضربوا عنقه، فضُربت عنقه. رَوْح بن زِنْباع عن أبيه عن الغاز بن ربيع الجُرشي قال: إني لعند يزيدَ ابن معاوية إذا أقبل زَحْر بن قيس الجُعفي حتى وقف بين يَدَي يزيد، فقال: ما وراءك يا زَحرِ! فقال: أبشرّك يا أمير المؤمنين بفَتح الله ونَصره، قَدِم علينا الحُسين في سبعةَ عشرَ رجلاً من أهل بيته وستين رجلاً من شيعته، فبَرزنا إليهم وسألناهم أن يَسْتسلموا وينزلوا على حُكم الأمير أو القتال، فأبوا إلا القتال، فغدونا عليهم مع شُروق الشمس، فأحطنا بهم من كل ناحية، حتى أخذت السيوفُ مأخَذَها من هام الرجال، فجَعلوا يلوذون منّا بالآكام والحُفر، كما يلوذ الحَمام من الصَقر، فلم يكنَ إِلا نَحر جَزور أو قَوم قائم حتى أتينا على أخرهم، فهاتيك أجسامَهم مُجزَّرة، وهامَهم مُرمَلة، وخدودَهم مُعفَّرة، تَصهرُهمِ الشمس، وتَسفي عليهم الريحُ بقاع سَبْسب، زوارهم العِقْبان والرخم. قال: فَدمعت عينا يزيد، وقال: لقد كنت أقنع من طاعتكم بدون قتل الحُسين، لعن اللهّ ابنَ سُمية! أما واللّه لو كنتُ صاحبَه لتركتُه، رحم اللّه أبا عبد اللّه وغَفر له.

عليّ بن عبد العزيز عن محمد بن الضحّاك بن عثمان الخُزاعي عن أبيه، قال: خرج الحسين إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيدَ بن معاوية. فكتب يزيدُ إلى عُبيد اللهّ بن زياد، وهو واليه بالعراق: إنه بلغني أن حُسيناً سار إلى الكوفة، وقد ابتُلي به زمانُك بين الأزمان، وبلدُك بين البلدان، وابتليت به من بين العُمال، وعنده تُعتق أو تعود عبدا. فقتله عبيدُ اللّه وبعث برأسه وثَقَله إلى يزيد. فلما وُضع الرأسُ بين يديه تمثّل بقول حُصين بن الحُمام المُرِّي:

نُفلِّق هامًا من رجال أعـزّةٍ

علينا وهم كانوا أعق وأظْلمَا


فقال له عليّ بن الحُسين، وكان في السبْي: كتابُ الله أولى بك من الشِّعر، يقول اللّه: "ما أصاب مِنْ مُصيبة في الأرض ولا في أنْفسكم إلا في كتاب مِن قَبْل أن نَبرأها إنّ ذلك علىِ الله يسير. لكي لا تَأسوْا على ما فاتكم ولا تَفْرحوا بما آتاكم والله لا يُحب كُل مُختال فخور". فغضب يزيدُ وجعل يَعبث بلِحْيته، ثم قال: غيرُ هذا من كتاب اللّه أولى بك وبأبيك، قال اللهّ: "وما أصابكم من مُصيبة فبما كَسَبت أيديكم ويَعْفو عن كثير". ما ترون يا أهل الشام في هؤلاء؟ فقال له رجل منهم: لا تَتخذ من كَلْب سَوْء جَرْوا. قال النعمان بن بَشير الأنصاريّ: انظُر ما كان يَصنعه رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم بهم لو رآهم في هذه الحالة فاصْنعه بهم. قال: صدقت، خَلّوا عنهم واضربوا عليهم القِباب. وأمال عليهمِ المَطبخ وكساهم وأخرج إليهم جوائزَ كثيرة. وقال: لو كان بين ابن مَرجانة وبينهم نسب ما قَتلهم. ثم رَدّهم إلى المدينة.

الرٍّياشي قال: أخبرني محمّد بن أبي رَجاء قال: أخبرني أبو مَعشر عن يزيدَ ابن زياد عن محمد بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، قال: أتي بنا يزيدُ بن معاوية بعدما قُتل الحسين، ونحن اثنا عشر غُلاما، وكان أكبَرنا يومئذ عليُّ ابن الحُسين، فأدْخِلْنا عليه، وكان كل واحد منا مَغلولةً يدُه إلى عُنقه، فقال لنا: أحرزتْ أنفسَكم عَبيدُ أهل العراق! وما علمتُ بخروج أبي عبد اللّه ولا بقَتْله.

أبو الحسن المدائني عن إسحاق عن إسماعيل بن سُفيان عن أبي موسى عن الحَسن البصري، قال: قتِل مع الحسين ستةَ عشرَ من أهل بيته. واللّه ما كان على الأرض يومئذ أهلُ بيت يُشبّهون بهم. وحَمل أهلُ الشام بناتِ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سبايَا على أحقاب الإبل. فلما أدخلن على يزيد، قالت فاطمةُ بنت الحُسين: يا يزيد، أبناتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سبايا! قال: بلى حرائر كرام، ادخُلي على بنات عمك تجديهنّ قد فَعلن ما فعلتِ. قالت فاطمة: فدخلتُ إليهن فما وجدت فيهن سِفيانيّة إلا مُلْتدمة تبكي. وقالت بنت عقيل بن أبي طالب تَرثِي الحُسين ومن أصيب معه:

عَيْني ابكي بعَبْرةٍ وعَـويل

واندُبي إن ندبتِ آل الرَّسولِ

ستة كُلّهم لصُلْبِ علّـي

قد أصيبوا وخَمسة لعَقيل


ومن حديث أم سَلمة زوج صلى الله عليه وسلم، قالت:

كان عندي النبيّ على ومعي الحُسين فدنا من النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخذتُه فبكى، فتركتُه فدنا منه، فأخذتُه فبكى، فتركتُه. فقال له جبريل: أتحبه يا محمد؟ قال: نعم. قال: أمَا إن أمتك ستَقتله وإن شئت أريتُك من تُربة الأرض التي يُقتل بها. فبسط جناحَه، فأراه منها. فبكى النبي صلى الله عليه وسلم.

محمدُ بن خالد قال: قال إبراهيم النَخَعي: لو كنتُ فيمن قَتل الحسينَ ودخلتُ الجنة لاستحييتُ أن أنظُر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ابن لَهيعة عن أبي الأسود قال: لقيتُ رأسَ الجالوت، فقال: إن بيني وبين داود سبعين أبا، وإن اليهود إذا رأوني عظَموني وعَرفوا حقَي وأوجبوا حِفْظي، وإنه ليس بينكم وبين نبيّكم إلا أبٌ واحد قتلتم ابنه.

ابن عبد الوهاب عن يَسار بن عبد الحكم قال: انتُهب عسكَرُ الحسين فوُجد فيه طِيب، فما تطيّبت به امرأة إلا بَرِصت.

جعفر بن محمد عن أبيه قال: بايع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الحسنُ والحسين وعبد اللهّ بن جعفر وهم صغار، ولم يُبايع قطُّ صغيرٌ إلا هم.

عليُ بن عبد العزيزِ عن الزُّبير عن مُصعب بن عبد اللّه قال: حَجِّ الحُسين خمسةً وعشرين حِجَّة مُلبِّياً ماشياً. وقيل لعلّي بن الحسين: ما كان أقلً ولدِ أبيك! قال: العَجب كيف وُلدتُ له؟ كان يصلِّي في اليوم والليلة ألْفَ ركعة، فمتى كان يتفرّغ للنساء.

يحيى بن إسماعيل عن الشَعبي أنّ سالما قال: قيل لأبي: عبدِ اللّه، بن عمر: إن الحُسين توجه إلى العراق، فلحقه على ثلاث مراحل من المدينة، وكان غائباً عند خروجه، فقال أين تريد؟ فقال: أريد العراق، وأخرج إليه كُتب القوم، ثم قال: هذه بيعتهم وكُتبهم. فناشده اللّه أن يرجع، فأبى. فقال: أحدثك بحديث ما حَدَّثتُ به أحداً قبلك: إنّ جبريل أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم يُخيّره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بِضعة منه، فواللّه لا يليها أحد من أهل بيته أبداً، وما صَرفها اللّه عنكم إلا لما هو خيرٌ لكم، فارجع، فأنت تَعرف غدر أهل العراق وما كان يَلقى أبوك منهم. فأبى فاعتنقه، وقال: استودعتك اللّهَ من قَتيل. وقالت الفرزذق: خرجتُ أريد مكةَ، فإذا بقِباب مضروبة وفَساطيط، فقلت: لمن هذه؟ قالوا: للحُسين، فعدلتُ إليه فسلّمت عليه، فقالت: من أين أقبلتَ؟ قلت: من العراق. قال: كيف تركت الناس؟ قلتُ: القلوب معك، والسيوف عليك، والنَصر من السماء.
تسمية من قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما من أهل بيته ومن أسر منهم، قال أبو عبيد:

حدَّثنا حجاج عن أبي مَعشر قال: قتل الحُسين بن عليِّ، وقتل معه عثمان بن عليّ، وأبو بكر بن عليّ، وجعفر بن عليّ، والعباس بن علي، وكانت أمهم أمٌ البنين بنت حَرام الكِلابيّة، وإبراهيم بن عليّ لأم ولد له، وعبدُ الله بن حسن، وخمسةٌ من بني عَقِيل بن أبي طالب، وعَوْن ومحمد ابنا عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، وثلاثة من بني هاشم. فجميعهم سبعةَ عشر رجلاً. وأسر اثنا عشر غُلاماً من بنى هاشم، فيهم: محمدُ بن الحُسين، وعلي بن الحُسين، وفاطمةُ بنت الحسين. فلم تَقم لبني حَرب قائمة حتى سَلَبهم الله مُلكَهم. وكَتب عبدُ الملك بن مروان إلى الحجَّاج بن يوسف: جنِّبْني دماء أهل هذا البيت، فإني رأيت بني حَرب سُلبوا مُلْكهم لما قتلوا الحُسين.
حديث الزهري في قتل الحسين رضي الله عنه:

حدَّثنا أبو محمد عبد الله بن مَيسرة قال: حدَثنا محمد بن مُوسى الحَرَشيّ قال: حدَّثنا حمَاد بن عيسى الجُهني عن عمر بن قيس، قال: سمعتُ ابن شهاب الزُهري يُحدِّث عن، سعيد بن المُسَيِّب عن أبي هُريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال حمَاد بن عيسى: وحدَّثني به عبّاد بن بِشرْ عن عَقيل عن الزُّهري عن سَعيد بن المسيّب عن أبي هُريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرّتين. وقالا: قال الزهري: خرجتُ مع قُتيبة أريد المَصيصة، فقَدِمنا على أمير المُؤمنين عبد الملك بن مروان، وإذا هو قاعد في إيوان له، وإذا سماطان من الناس على باب الإيوان، فإذا أراد حاجةً قالها للذي يَليه، حتى تَبْلغ المسألة بابَ الإيوان، ولا يمشي أحدٌ بين السماطين. قال الزُّهري: فجئنا فقمنا على باب الإيوان، فقال عبدُ الملك للذي عن يمينه: هل بَلغكم أي شيء أصبحَ في بيت المقدس ليلة قُتل الحسين بن عليّ؟ قال: فسأل كل واحد منهما صاحبَه، حتى بلغت المسألةُ البابَ، فلم يَردّ أحدٌ فيها شيئاً. قال الزًهري: فقلت: عندي في هذا عِلْم. قال: فرجعت المسألةُ رجلاً عن رجل حتى انتهت إلى عبد الملك. قال: فدُعيتُ، فمشيتُ بين السماطين، فلما انتهيتُ إلى عبد الملك سَلّمت عليه. فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا محمد بن مسلمٍ بن عُبيد اللّه بن شهاب الزُّهري. قال: فعرِّفني بالنَّسب، وكان عبدُ الملك طلّابة للحديث، فعرّفتُه. فقال: ما أصبح ببيت المَقدس يوم قُتل الحُسين بن عليّ بن أبي طالب؟ -

وفي رواية عليّ بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد اللّه عن أبي مَعشر عن محمد بن عبد اللّه ابن سعيد بن العاص عن الزُّهري، أنه قال: الليلةَ التي قُتل في صبيحتها الحُسين بن عليّ قال الزُّهري: نعم، حدَّثني فلان - ولم يُسَمِّه لنا - أنه لم يُرفع تلك الليلة، التي صبيحتها قُتل الحسين بن علي بن أبي طالب، حجرٌ في بيت المقدس إلا وُجد تحته دمٌ عَبيط. قال عبدُ الملك: صدقتَ، حدَّثني الذي حدَّثك، وإني وإياك في هذا الحديث لَغريبان. ثم قال لي: ما جاء بك؟ قلت: جئتُ، مُرابطاً. قال: الزم الباب، فأقمتُ عنده، فأعطاني مالاً كثيراً. قال: فاستأذنتُه في الخروج إلى المدينة، فأذِن لي ومعي غلامٌ لي، ومعي مالٌ كثير في عَيبة، ففقدتُ العَيبة، فاتهمتُ الغلام، فوعدتُه وتواعدتُه، فلم يُقر لي بشيء. قال: فصرعتُه وقعدتُ عَلَى صَدْره ووضعتُ مِرْفقي على وجهه، وغمزتُه غمزةً وأنا لا أريد قتلَه، فمات تحتي، وسُقط في يدي. وقَدِمتُ المدينة فسألت سعيدَ بن المُسيّب وأبا عبد الرحمن وعُروة بن الزُّبير والقاسمَ بن محمد وسالِم بن عبد اللّه، فكلُّهم قال: لا نعلم لك توبةً. فبلغ ذلك عليَّ بن الحُسين، فقال: عليَ به. فأتيتُه فقصصتُ عليه القِصة. فقال: إن لذنبك توبةَ، صُمْ شهرين مُتتابعين وأعتق رَقبة مُؤْمنة وأطعم ستين مسكيناً، ففعلتُ. ثم خرجتُ أريد عبد الملك، وقد بلغه أني أتلفتُ المال، فأقمتُ ببابه أياماً لا يُؤذن لي بالدُّخول، فجلستُ إلى مُعلِّم لولده، وقد حَذِق ابنَ لعبد الملك عنده، وهو يُعلمه ما يتكلّم به بين يدي أمير المؤمنين إذا دخل عليه، فقلت لمؤدّبه: ما تأمُل من أمير المؤمنين أن يَصلك به فلك عندي، ذلك على أن تُكلِّم الصبيّ إذا دخل عَلَى أمير المؤمنين، فإذا قالَ له: سَل حاجتكَ، يقول له: حاجتي أن تَرضى عن الزهري. ففَعل، فضحك عبدُ الملك وقال: أين هو؟ قال: بالباب. فأذن لي، فدخلت، حتى إذا صرتُ بين يديه، قلت: يا أمير المؤمنين، حَدَّثني سعيدُ بن المسيّب عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين.







۲- متن مقتل الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، روايت ابن جعابي





در ميان رواياتی که از مقتل الحسين (ع) موجود است، برخی از آنها به محافل شيعيان کوفه در سده دوم قمری باز می گردد که روايت مقتل را بر اساس روايات امام باقر و يا امام صادق حفظ کرده اند. البته مؤرخان بعدی به اين دسته روايات نيز توجه داشته اند، اما همانطور که می دانيم، روايت ابومخنف از شهرت بيشتری برخوردار بوده است. برخی از روايات شيعيان کوفی که بعضا نيز تمايلات زيدی داشته اند، در دوره های بعد، کمتر از سوی اماميان مورد توجه قرار گرفته اند و شماری از آنها نيز که در متون کهن مرتبط با اين موضوع گردآوری شده بودند، متأسفانه از ميان رفته اند. ما از محتوای بسياری از اين کتابهای مقتل نويسی اطلاع زيادی نداريم و نمی دانيم که روايات آنان تا چه اندازه با روايات ابومخنف و امثال او متفاوت بوده است. تنها شماری از روايات اين منابع در منابع بعدی نقل شده است. با اين وصف آنچه که توسط دو امام باقر و صادق عليهم السلام در اين رابطه روايت شده، اهميت زيادی دارد و بايد بررسی بيشتری درباره آنها صورت گيرد. پايه اين روايات اطلاعات خانوادگی از مقتل الحسين سلام الله عليه بوده و از اينرو اهميت بسياری دارد.

ما در اينجا به نمونه ای مهم و ارزشمند از نوع اخير می پردازيم که توسط ابن جعابي، محدث نامدار شيعی و مرتبط با محافل اصحاب حديث در قرن چهارم روايت شده و توسط راويش شيخ صدوق در الامالی، روايت شده است. اين روايت ريشه در روايات کوفيان شيعی نخستين دارد و بر اساس روايت امام صادق از آباء خويش (امام زين العابدين سلام الله عليه) است. ابن جعابی از شمار محدثانی است که به روايات شيعيان کهن کوفی و از جمله روايات زيديان و يا حتی سنيان متمايل به تشيع توجه داشته است. اين دسته روايات متأسفانه توسط مؤلفان امامی در سده های چهارم و پنجم کمتر مورد عنايت قرار می گرفت و تنها ابن بابويه صدوق در کتابهای خود به طور وسيعی به اين دسته روايات عنايت داشت. البته شيخ مفيد و شيخ طوسی نيز در امالی های خود به اين دسته روايات توجه داشته اند؛ رواياتی که توسط امثال ابن عقده، ابن جعابی و ابوالمفضل شيباني و امثال آنان روايت شده است.

شيخ صدوق در مجالس روايت خود (که پاره ای از آنها در کتاب الامالي گردآمده است)، به مناسبت روز تاسوعاء حسينی (سال ۳۶۸ق)، مقتل الحسين به روايت شيخش ابن جعابی را برای شاگردان و مستمعانش روايت کرده و طبعا در اين روايت قصد مقتل خوانی به سبک وعاظ را داشته است. بنابراين جالب است بدانيم که رئيس المحدثين اماميه، چه روايتی از مقتل را بدين منظور روايت می کرده است.

اين متن شايد تشکيل دهنده جزيی روايی بوده که وسيله ابن جعابي فراهم آمده بوده، گرچه در فهرست آثارش نامی از مقتل الحسين (ع) نيامده است. با اين وصف احتمال بيشتر آن است که اين جزء تأليف شيخ او در اين روايت، ابو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري باشد که اين روايت را از کتابش (وشايد هم به معنای عام "اصل") برای ابن جعابی نقل کرده است (با تعبير: من كتابه).

ابو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد بن حكيم الخلال التستري در اهواز و تستر مقيم بوده و از ابوزرعه رازی و به يک واسطه از عبدالرزاق بن همام روايت می کرده است. وی شيخِ ابن حبان نيز بوده است. او محدثی سنی ظاهرا با گرايشات شيعی بوده ومورد انتقاد منابع رجالی سنی قرار گرفته و رواياتش محل انتقاد بوده است[۱].

در اينجا عبارات ابن عدی را درباره او نقل می کنيم:

الكامل، ابن عدي ج ۲ ص ۳۴۵ - ۳۴۶:

الحسن بن عثمان بن زياد بن حكيم أبو سعيد التستري كان عندي يضع ويسرق حديث الناس سألت عبدان الأهوازي عنه فقال هو كذاب. ثنا الحسن ثنا محمد بن حماد أبو عبد الله الطهراني الرازي بالري ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل منع قطر المطر بني إسرائيل بسوء أدبهم في أنبيائهم وانه يمنع قطر مطر هذه الأمة ببغضهم علي بن أبي طالب. قال الشيخ وهذا عندي وضعه الحسن بن عثمان علی الطهراني لأن الطهراني صدوق وسمعت منصور الفقيه يقول لم أر من الشيوخ أحدا فأحببت أن أكون مثلهم يعني في الفضل غير ثلاثة أنفس فذكر أولهم محمد بن حماد الطهراني لأنه كان قد صار الى مصر فحدث بها وكان بالشام يسكن عسقلان. ثنا الحسن ثنا محمد بن إسماعيل بن عسكر ثنا يزيد بن عبد ربه عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمناء ثلاثة جبريل ومحمد رسول رب العالمين ومعاوية بن أبي سفيان قال الشيخ: وهذا الحديث إنما يرويه أحمد بن عيسى الخشاب التنيسي عن عبد الله بن يوسف عن إسماعيل بن عياش عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل ولا أعلم حدث به غير أحمد بن عيسى وهذا الحديث عن ابن عسكر عن يزيد بن عبد ربه عن ابن عياش عن يحيى عن أبيه عن أبي هريرة لم يحدثنا به غير الحسن بن عثمان وابن عسكر ثقة وأحمد بن عيسى الخشاب قد تقدم كلامنا فيه وجميع الإسنادين باطلين. ثنا الحسن ثنا خليفة بن خياط وحفص بن عمر الرازي قالا ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم وعن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرهن محلوب ومركوب. قال الشيخ: وهذا عن الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا منكرا جدا وبخاصة إذا رواه عنه ابن مهدي وعن ابن مهدي خليفة وحفص بن عمر والبلاء من الحسن بن عثمان. ثنا الحسن بن عثمان التستري ثنا محمد بن يحيى القطعي ثنا محمد بن بكر البرساني عن ابن عون عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع. قال الشيخ وهذا حديث عبدان عن القطعي يحدث به غيره وكيف يكون عند غيره وعبدان الذي صحف فيه فقال ابن عون بدل ابن جريج فقال بدله ابن عون والحديث عند البرساني عن ابن جريج عن الزهري وقال لي الحسن بن عثمان حين حدثني بهذا الحديث: وجه الي عبدان متى بلغني أنك حدثت بهذا الحديث حبستك قال ابن عدي: وللحسن بن عثمان أحاديث غير ما ذكرت منكرة كنا نتهمه بوضعها وأحاديث قد سرقها من قوم ثقات وهو الى الضعف أقرب منه الى الصدق.



مقتل الحسين (ع):



حدثنا الشيخ الجليل الفاضل ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي (رضـي اللّه عنه ), قال : حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ (رحمه اللّه ), قال : حدثنا ابو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه ,قال : حدثنا ابراهيم بن عبيداللّه بن موسى بن يونس بن ابـي اسـحـاق الـسبيعي قاضي بلخ , قال : حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن ابي اسحاق وكانت عمتي , قالت :حدثتني صفية بنت يونس بن ابي اسحاق الهمدانية وكانت عمتي , قالت : حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبداللّه التغلبي , عن خالها عبداللّه بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي (عليه السلام ), قال : سالت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام ), فقلت : حدثني عن مقتل ابن رسـول اللّه (صـلى اللّه عليه وآله ) فقال :حدثني ابي , عن ابيه , قال :

لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابـنه يزيد (لعنه اللّه ) فاجلسه بين يديه , فقال له : يا بني , اني قد ذللت لك الرقاب الصعاب , ووطدت لك البلاد,وجعلت الملك وما فيه لك طعمة , واني اخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم , وهـم : عبداللّه بن عمر بن الخطاب , و عبداللّه بن الزبير, والحسين بن علي ,فاما عبداللّه بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه , واما عبداللّه بن الزبير فقطعه ان ظفرت به اربا اربا, فانه يجثو لك كما يـجثو الاسد لفريسته , ويواربك مواربة الثعلب للكلب , واما الحسين فقد عرفت حظه من رسول اللّه , وهو من لحم رسول اللّه ودمه , وقد علمت لا محالة ان اهل العراق سيخرجونه اليهم ثم يـخـذلونه ويضيعونه ,فان ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول اللّه , ولا تؤاخذه بفعله , ومع ذلك فان لنا به خلطة ورحما, واياك ان تناله بسؤ, او يرى منك مكروها.
قـال : فلما هلك معاوية , وتولى الامر بعده يزيد (لعنه اللّه ), بعث عامله على مدينة رسول اللّه (صلى اللّه عـليه وآله ), وهو عمه عتبة بن ابي سفيان , فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم , وكان عامل مـعاوية , فاقامه عتبة من مكانه وجلس فيه , لينفذ فيه امر يزيد,فهرب مروان فلم يقدر عليه , وبعث عـتـبة الى الحسين بن علي (عليهما السلام ), فقال : ان امير المؤمنين امرك ان تبايع له فقال الحسين (عليه السلام ): يا عتبة , قد علمت ا نا اهل بيت الكرامة , ومعدن الرسالة , واعلام الحق الذي اودعه اللّه عـز وجل قلوبنا, وانطق به السنتنا, فنطقت باذن اللّه عز وجل , ولقد سمعت جدي رسول اللّه (صـلـى اللّه عليه وآله )يقول : ان الخلافة محرمة على ولد ابي سفيان , وكيف ابايع اهل بيت قد قال فيهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ) هذا.
فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم , الى عبداللّه يزيد امير المؤمنين , مـن عـتبة بن ابي سفيان اما بعد, فان الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة , فرايك في امره والسلام فلما ورد الكتاب على يزيد (لعنه اللّه ) كتب الجواب الى عتبة : اما بعد, فاذا اتاك كتابي هذا فـعـجل علي بجوابه , وبين لي في كتابك كل من في طاعتي , او خرج عنها, وليكن مع الجواب راس الحسين بن علي .
فبلغ ذلك الحسين (عليه السلام ), فهم بالخروج من ارض الحجاز الى ارض العراق ,فلما اقبل الليل راح الى مسجد النبي (صلى اللّه عليه وآله ) ليودع القبر, فلما وصل الى القبرسطع له نور من القبر فعاد الى موضعه , فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر, فقام يصلي فاطال , فنعس وهو ساجد, فجاه النبي (صلى اللّه عليه وآله ) وهو في منامه , فاخذالحسين (عليه السلام ) وضمه الى صدره , وجعل يـقـبـل بـيـن عـينيه , ويقول : بابي انت , كا ني اراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الامة , يرجون شـفاعتي , مالهم عند اللّه من خلا ق , يابني انك قادم على ابيك وامك واخيك , وهم مشتاقون اليك , وان لـك فـي الـجـنـة درجـات لا تنالها الا بالشهادة فانتبه الحسين (عليه السلام ) من نومه باكيا, فاتى اهـل بـيـتـه , فاخبرهم بالرؤيا وودعهم , وحمل اخواته على المحامل وابنته وابن اخيه القاسم ابن الـحسن بن علي (عليهم السلام ), ثم سار في احد وعشرين رجلا من اصحابه واهل بيته , منهم ابو بكر بن علي , ومحمد بن علي , وعثمان بن علي , والعباس بن علي , وعبداللّه بن مسلم بن عقيل , وعلي بن الحسين الاكبر, وعلي بن الحسين الاصغر.
وسـمع عبداللّه بن عمر بخروجه , فقدم راحلته , وخرج خلفه مسرعا, فادركه في بعض المنازل , فـقـال : اين تريد يا بن رسول اللّه ؟ قال : العراق قال : مهلا ارجع الى حرم جدك فابى الحسين (عليه السلام ) عليه , فلما راى ابن عمر اباه قال : يا ابا عبداللّه ,اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول اللّه (صـلـى اللّه عليه وآله ) يقبله منك فكشف الحسين (عليه السلام ) عن سرته , فقبلها ابن عمر ثلاثا وبكى , وقال : استودعك اللّه يا اباعبداللّه , فانك مقتول في وجهك هذا.
فـسـار الـحسين (عليه السلام ) واصحابه , فلما نزلوا الثعلبية ورد عليه رجل يقال له : بـشـر بـن غـالـب , فـقال : يا بن رسول اللّه , اخبرني عن قول اللّه عز وجل : (يوم ندعوا كل اناس بامامهم ) قال : امام دعا الى هدى فاجابوه اليه , وامام دعاالى ضلالة فاجابوه اليها, هؤلا في الجنة , وهؤلا في النار, وهو قوله عز وجل :(فريق فى الجنة وفريق فى السعير) .
ثم سار حتى نزل العذيب , فقال فيها قائلة الظهيرة , ثم انتبه من نومه باكيا, فقال لـه ابـنـه : مـايـبكيك يا ابه ؟ فقال : يا بني , انها ساعة لا تكذب الرؤيا فيها,وانه عرض لي في منامي عارض فقال : تسرعون السير, والمنايا تسير بكم الى الجنة .
ثـم سار حتى نزل الرهيمة , فورد عليه رجل من اهل الكوفة , يكنى اباهرم , فقال : يا بن الـنبي , ما الذي اخرجك من المدينة ؟ فقال : ويحك يا ابا هرم , شتمواعرضي فصبرت , وطلبوا مالي فـصـبـرت , وطـلـبـوا دمـي فهربت , وايم اللّه ليقتلني , ثم ليلبسنهم اللّه ذلا شاملا, وسيفا قاطعا, وليسلطن عليهم من يذلهم .
قـال : وبـلـغ عـبـيـداللّه بـن زيـاد (لـعـنـه اللّه ) الـخبر, وان الحسين (عليه السلام ) قد نزل الـرهيمة ,فاسرى اليه الحر بن يزيد في الف فارس , قال الحر: فلما خرجت من منزلي متوجهانحو الحسين (عليه السلام ) نوديت ثلاثا: يا حر ابشر بالجنة , فالتفت فلم ار احدا, فقلت :ثكلت الحر امه , يـخـرج الى قتال ابن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ) ويبشر بالجنة عند صـلاة الـظهر, فامر الحسين (عليه السلام ) ابنه , فاذن واقام , وقام الحسين (عليه السلام ) فصلى بـالـفـريـقين جميعا, فلما سلم وثب الحر بن يزيد فقال : السلام عليك يا بن رسول اللّه ورحمة اللّه وبـركاته , فقال الحسين (عليه السلام ): وعليك السلام ,من انت يا عبداللّه ؟ فقال : انا الحر بن يزيد فقال : يا حر, اعلينا ام لنا؟ فقال الحر: واللّه يا بن رسول اللّه , لقد بعثت لقتالك , واعوذ باللّه ان احشر مـن قـبـري ونـاصـيـتـي مـشـدودة الـي , ويـدي مـغـلولة الى عنقي , واكب على حر وجـهـي فـي النار يا بن رسول اللّه , اين تذهب ؟ ارجع الى حرم جدك , فانك مقتول , فقال الحسين (عليه السلام ):.
سامضي فما بالموت عار على الفتى ـــــ اذا ما نوى حقا وجاهد مسلما.
وواسى الرجال الصالحين بنفسه ـــــ وفارق مثبورا وخالف مجرما.
فان مت لم اندم وان عشت لم الم ـــــ كفى بك ذلا ان تموت وترغما.
ثم سار الحسين (عليه السلام ) حتى نزل القطقطانة , فنظر الى فسطاطمضروب , فقال :
لمن هذا الفسطاط؟ فقيل : لعبيد اللّه بن الحر الجعفي فارسل اليه الحسين (عليه السلام ) فـقال : ايها الرجل , انك مذنب خاطئ وان اللّه عز وجل آخذك بما انت صانع ان لم تتب الى اللّه تبارك وتعالى في ساعتك هذه , فتنصرني ويكون جدي شفيعك بين يدي اللّه تبارك وتعالى .
فـقـال : يـا بن رسول اللّه , واللّه لو نصرتك لكنت اول مقتول بين يديك , ولكن هذافرسي خذه اليك , فـواللّه مـا ركـبـتـه قط و انا اروم شيئا الا بلغته , ولا ارادني احد الا نجوت عليه , فدونك فخذه فـاعـرض عـنه الحسين (عليه السلام ) بوجهه , ثم قال : لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك , وما كنت متخذ المضلين عضدا, ولكن فر, فلا لنا ولا علينا,فانه من سمع واعيتنا اهل البيت ثم لم يجبنا, كبه اللّه على وجهه في نار جهنم .
ثـم سار حتى نزل كربلا, فقال : اي موضع هذا؟ فقيل : هذا كربلا يا بن رسول اللّه فقال : هذا واللّه يوم كرب وبلا, وهذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا, ويباح فيه حريمنا.
فاقبل عبيداللّه بن زياد بعسكره حتى عسكر بالنخيلة , وبعث الى الحسين (عليه السلام ) رجلا يقال لـه عـمـر بن سعد قائده في اربعة آلاف فارس , واقبل عبداللّه بن الحصين التميمي في الف فارس , يتبعه شبث بن ربعي في الف فارس ,.
ومحمد بن الاشعث بن قيس الكندي ايضا في الف فارس , وكتب لعمر بن سعد على الناس , وامرهم ان يسمعوا له ويطيعوه .
فـبـلغ عبيداللّه بن زياد ان عمر بن سعد يسامر الحسين (عليه السلام ) ويحدثه ويكره قـتـالـه , فوجه اليه شمر بن ذي الجوشن في اربعة آلاف فارس , وكتب الى عمرابن سعد: اذا اتاك كتابي هذا, فلا تمهلن الحسين بن علي , وخذ بكظمه , وحل بين الما وبينه , كما حيل بين عثمان وبين الما يوم الدار.
فـلـمـا وصل الكتاب الى عمر بن سعد (لعنه اللّه ), امر مناديه فنادى : انا قد اجلناحسينا واصحابه يـومهم وليلتهم , فشق ذلك على الحسين (عليه السلام ) وعلى اصحابه ,فقام الحسين (عليه السلام ) فـي اصـحابه خطيبا, فقال : اللهم اني لا اعرف اهل بيت ابر ولاازكى ولا اطهر من اهل بيتي , ولا اصحابا هم خير من اصحابي , وقد نزل بي ما قدترون , وانتم في حل من بيعتي , ليست لي في اعناقكم بـيعة , ولا لي عليكم ذمة ,وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا, وتفرقوا في سواده , فان القوم انما يطلبونني ,ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري .
فـقام اليه عبداللّه بن مسلم بن عقيل بن ابي طالب , فقال : يا بن رسول اللّه , ماذايقول لنا الناس ان نحن خـذلنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وابن سيد الاعمام , وابن نبيناسيد الانبيا, لم نضرب معه بسيف , ولم نقاتل معه برمح ذلك فقد قضينا ماعلينا وخرجنا مما لزمنا.
وقام اليه رجل يقال له زهير بن القين البجلي , فقال : يا بن رسول اللّه , وددت ا ني قتلت ثم نشرت , ثم قتلت ثم نشرت , ثم قتلت ثم نشرت فيك وفي الذين معك مائة قتلة , وان اللّه دفع بي عنكم اهل البيت فقال له ولاصحابه : جزيتم خيرا.
ثم ان الحسين (عليه السلام ) امر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق , وامرفحشيت حطبا, وارسـل عـليا ابنه (عليه السلام ) في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليستقواالما, وهم على وجل شديد, وانشا الحسين (عليه السلام ) يقول :.
يا دهر اف لك من خليل ـــــ كم لك في الاشراق والاصيل .
من طالب وصاحب قتيل ـــــ والدهر لا يقنع بالبديل .
وانما الامر الى الجليل ـــــ وكل حي سالك سبيلي .
ثـم قـال لاصحابه : قوموا فاشربوا من الما يكن آخر زادكم , وتوضؤواواغتسلوا, واغسلوا ثيابكم لـتـكـون اكـفـانـكم ثم صلى بهم الفجر, وعباهم تعبئة الحرب , وامر بحفيرته التي حول عسكره فاضرمت بالنار, ليقاتل القوم من وجه واحد.
واقبل رجل من عسكر عمر بن سعد على فرس له , يقال له : ابن ابي جويرية المزني , فلما نظر الى الـنـار تتقد صفق بيده , ونادى : يا حسين واصحاب حسين ,ابشروا بالنار, فقد تعجلتموها في الدنيا فـقـال الـحـسـيـن (عليه السلام ): من الرجل ؟ فقيل :ابن ابي جويرية المزني فقال الحسين (عليه السلام ): اللهم اذقه عذاب النار في الدنيا فنفربه فرسه والقاه في تلك النار فاحترق .
ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر, يقال له : تميم بن حصين الفزاري ,فنادى : يا حسين ويا اصـحـاب حـسين , اما ترون الى ما الفرات يلوح كا نه بطون الحيات ؟ واللّه لاذقتم منه قطرة حتى تـذوقـوا الموت جرعا فقال الحسين (عليه السلام ): من الرجل ؟ فقيل : تميم بن حصين فقال الحسين (عليه السلام ): هذاوابوه من اهل النار, اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم قال : فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه , فوطئته الخيل بسنابكها فمات .
ثم اقبل رجل آخر من عسكر عمر بن سعد, يقال له محمد بن الاشعث بن قيس الكندي , فقال : ياحسين بـن فاطمة , اية حرمة لك من رسول اللّه ليست لغيرك ؟فتلا الحسين (عليه السلام ) هذه الاية (ان اللّه اصـطـفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ) الايـة , ثم قال : واللّه ان محمدا لمن آل ابراهيم , وان العترة الهادية لمن آل محمد من الرجل ؟ فقيل :
مـحـمـدبن الاشعث بن قيس الكندي , فرفع الحسين (عليه السلام ) راسه الى السما, فقال : اللهم ار محمد بن الاشعث ذلا في هذا اليوم , لا تعزه بعد هذا اليوم ابدا فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز, فسلط اللّه عليه عقربا فلدغته , فمات بادي العورة .
فـبـلـغ العطش من الحسين (عليه السلام ) واصحابه , فدخل عليه رجل من شيعته يقال له : برير بن خضير الهمداني ـ قال ابراهيم بن عبداللّه راوي الحديث : هوخال ابي اسحاق الهمداني ـ فقال : يا بن رسول اللّه , اتاذن لي فاخرج اليهم , فاكلمهم فاذن له فخرج اليهم , فقال : يا معشر الناس , ان اللّه عـز وجـل بـعـث مـحمدا بالحق بشيراونذيرا وداعيا الى اللّه باذنه وسراجا منيرا, وهذا ما الـفـرات تقع فيه خنازير السوادوكلابها, وقد حيل بينه وبين ابنه فقالوا: يا برير , قد اكثرت الكلام فاكفف ,فواللّه ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله فقال الحسين (عليه السلام ):
اقعد يابرير.
ثـم وثـب الـحـسين (عليه السلام ) متوكئا على سيفه , فنادى باعلى صوته , فقال :انشدكم اللّه , هل تعرفوني ؟ قالوا: نعم , انت ابن رسول اللّه وسبطه قال :انشدكم اللّه ,هل تعلمون ان جدي رسول اللّه (صـلـى اللّه عـليه وآله )؟ قالوا: اللهم نعم قال : انشدكم اللّه , هل تعلمون ان امي فاطمة بنت محمد (صـلـى اللّه عـليه وآله )؟ قالوا: اللهم نعم قال : انشدكم اللّه ,هل تعلمون ان ابي علي بن ابي طالب (عليه السلام )؟ قالوا: اللهم نعم قال : انشدكم اللّه ,هل تعلمون ان جدتي خديجة بنت خويلد, اول نسا هـذه الامـة اسـلاما؟ قالوا: اللهم نعم قال : انشدكم اللّه , هل تعلمون ان سيد الشهدا حمزة عم ابي ؟ قالوا: اللهم نعم قال : فانشدكم ا للّه , هل تعلمون ان جعفرا الطيار في الجنة عمي ؟ قالوا: اللهم نعم قال : فانشدكم اللّه , هل تعلمون ان هذا سيف رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ), و انا متقلده ؟قالوا: اللهم نـعـم قـال : فانشدكم اللّه , هل تعلمون ان هذه عمامة رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ) انا لابسها؟ قـالوا: اللهم نعم قال : فانشدكم اللّه , هل تعلمون ان علياكان اولهم اسلاما, واعلمهم علما, واعظمهم حلما, وا نه ولي كل مؤمن ومؤمنة ؟قالوا: اللهم نعم قال : فبم تستحلون دمي , وابي الذائد عن الحوض غـدا, يـذود عـنـه رجـالا كما يذاد البعير الصادي عن الما, ولوا الحمد في يدي جدي يوم القيامة ؟ قالوا: قد علمنا ذلك كله , ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا.
فاخذ الحسين (عليه السلام ) بطرف لحيته , وهو يومئذ ابن سبع وخمسين سنة , ثم قال : اشتد غضب اللّه عـلى اليهود حين قالوا: عزير بن اللّه , واشتد غضب اللّه على النصارى حين قالوا: ا لمسيح بن اللّه , واشـتـد غـضب اللّه على المجوس حين عبدواالنار من دون اللّه , واشتد غضب اللّه على قوم قتلوا نبيهم , واشتد غضب اللّه على هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيهم .
قـال : فـضـرب الحر بن يزيد فرسه , وجاز عسكر عمر بن سعد (لعنه اللّه ) الى عسكرالحسين (عـلـيـه الـسلام ), واضعا يده على راسه , وهو يقول : اللهم اليك انيب فتب علي ,فقد ارعبت قلوب اولـيـائك واولاد نـبيك يا بن رسول اللّه , هل لي من توبة ؟ قال : نعم تاب اللّه عليك قال : يا بن رسول اللّه , اتاذن لي فاقاتل عنك ؟ فاذن له , فبرز وهويقول :.
اضرب في اعناقكم بالسيف ـــــ عن خير من حل بلاد الخيف .
فـقـتـل منهم ثمانية عشر رجلا, ثم قتل , فاتاه الحسين (عليه السلام ) ودمه يشخب ,فقال : بخ بخ يا حر, انت حر كما سميت في الدنيا والاخرة , ثم انشا الحسين (عليه السلام )يقول :.
لنعم الحر حر بني رياح ـــــ ونعم الحر مختلف الرماح .
ونعم الحر اذ نادى حسينا ـــــ فجاد بنفسه عند الصباح .
ثم برز من بعده زهير بن القين البجلي , وهو يقول مخاطبا للحسين (عليه السلام ):.
اليوم نلقى جدك النبيا ـــــ وحسنا والمرتضى عليا.
فقتل منهم تسعة عشر رجلا, ثم صر ع وهو يقول :.
انا زهير وانا ابن القين ـــــ اذبكم بالسيف عن حسين .
ثم برز من بعده حبيب بن مظهر الاسدي (رضوان اللّه عليه ), وهو يقول :.
انا حبيب وابي مظهر ـــــ لنحن ازكى منكم واطهر.
ننصر خير الناس حين يذكر.
فقتل منهم احدا وثلاثين رجلا ثم قتل (رضوان اللّه عليه ).
ثم برز من بعده عبداللّه بن ابي عروة الغفاري وهو يقول :.
قد علمت حقا بنو غفار ـــــ اني اذب في طلاب الثار.
بالمشرفي والقنا الخطار.
فقتل منهم عشرين رجلا ثم قتل (رحمه اللّه ).
ثم برز من بعده برير بن خضير الهمداني , وكان اقرا اهل زمانه وهو يقول :.
انا برير وابي خضير ـــــ لا خير فيمن ليس فيه خير.
فقتل منهم ثلاثين رجلا ثم قتل (رضوان اللّه عليه ).
ثم برز من بعده مالك بن انس الكاهلي وهو يقول :.
قدعلمت كاهلها ودودان ـــــ والخندفيون وقيس عيلان .
بان قومي قصم الاقران ـــــ يا قوم كونوا كاسود الجان .
آل علي شيعة الرحمن ـــــ وآل حرب شيعة الشيطان .
فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل (رضوان اللّه عليه ).
وبرز من بعده زياد بن مهاصر الكندي , فحمل عليهم , وانشا يقول :.
انا زياد وابي مهاصر ـــــ اشجع من ليث العرين الخادر.
يا رب اني للحسين ناصر ـــــ ولابن سعد تارك مهاجر.
فقتل منهم تسعة ثم قتل (رضوان اللّه عليه ).
وبـرز مـن بـعـده وهب بن وهب , وكان نصرانيا اسلم على يدي الحسين (عليه السلام )هو وامه , فاتبعوه الى كربلا, فركب فرسا وتناول بيده عود الفسطاط, فقاتل وقتل من القوم سبعة او ثمانية , ثم استؤسر, فاتي به عمر بن سعد (لعنه اللّه ) فامر بضرب عنقه ,فضربت عنقه , ورمي به الى عسكر الـحـسـين (عليه السلام ) واخذت امه سيفه وبرزت ,فقال لها الحسين (عليه السلام ): يا ام وهب , اجلسي فقد وضع اللّه الجهاد عن النسا, انك وابنك مع جدي محمد (صلى اللّه عليه وآله ) في الجنة .
ثم برز من بعده هلال بن حجاج وهو يقول :.
ارمي بها معلمة افواقها ـــــ والنفس لا ينفعها اشفاقها.
فقتل منهم ثلاثة عشر رجلا ثم قتل (رضوان اللّه عليه ).
وبرز من بعده عبداللّه بن مسلم بن عقيل بن ابي طالب , وانشا يقول :.
اقسمت لا اقتل الا حرا ـــــ وقد وجدت الموت شيئا مرا.
اكره ان ادعى جبانا فرا ـــــ ان الجبان من عصى وفرا.
فقتل منهم ثلاثة ثم قتل (رضوان اللّه عليه ورحمته ).
وبرز من بعده علي بن الحسين الاصغر (عليهما السلام ), فلما برز اليهم دمعت عين الحسين (عليه السلام ), فقال : اللهم كن انت الشهيد عليهم , فقد برز اليهم ابن رسولك ,واشبه الناس وجها وسمتا به , فجعل يرتجز وهو يقول :.
انا علي بن الحسين بن علي ـــــ نحن وبيت اللّه اولى بالنبي .
اما ترون كيف احمي عن ابي .
فقتل منهم عشرة , ثم رجع الى ابيه , فقال : يا ابه العطش , فقال الحسين (عليه السلام ): صبرا يا بني , يـسـقيك جدك بالكاس الاوفى فرجع فقاتل حتى قتل منهم اربعة واربعين رجلا, ثم قتل (صلى اللّه عليه ).
وبرز من بعده القاسم بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام ) وهو يقول :.
لا تجزعي نفسي فكل فان ـــــ اليوم تلقين ذرى الجنان .
فقتل منهم ثلاثة , ثم رمي عن فرسه (رضوان اللّه عليه وصلواته ).
ونـظر الحسين (عليه السلام ) يمينا وشمالا ولا يرى احدا, فرفع راسه الى السما,فقال : اللهم انك تـرى مـا يـصنع بولد نبيك وحال بنو كلاب بينه وبين الما, ورمي بسهم فوقع في نحره , وخر عن فـرسـه , فـاخـذ الـسهم فرمى به , وجعل يتلقى الدم بكفه , فلما امتلات لطخ بها راسه ولحيته وهو يـقول :القى اللّه عز وجل وانا مظلوم متلطخ بدمي ثم خر على خده الايسر صريعا, واقبل عدو اللّه سـنـان بـن انـس الايـادي , وشـمر ابن ذي الجوشن العامري (لعنهما اللّه ) في رجال من اهل الشام حـتـى وقـفـوا عـلـى راس الـحـسين (عليه السلام ), فقال بعضهم لبعض : ما تنتظرون ؟ اريحوا الـرجـل فـنـزل سـنـان بـن انس الايادي (لعنه اللّه ) واخذ بلحية الحسين (عليه السلام ) وجعل يـضـرب بالسيف في حلقه وهو يقول : واللّه اني لاحتز راسك , وانا اعلم ا نك ابن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ) وخير الناس ابا واما.
واقـبل فرس الحسين (عليه السلام ) حتى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين (عليه السلام ),وجعل يـركض ويصهل , فسمع بنات النبي (صلى اللّه عليه وآله ) صهيله , فخرجن فاذا الفرس بلا راكب , فـعرفن ان حسينا (صلى اللّه عليه ) قد قتل , وخرجت ام كلثوم بنت الحسين (عليه السلام ) واضعة يدها على راسها, تندب وتقول : وامحمداه , هذا الحسين بالعرا, قد سلب العمامة والردا.
واقـبل سنان (لعنه اللّه ) حتى ادخل راس الحسين بن علي (عليهما السلام ) على عبيداللّه ابن زياد (لعنه اللّه ) وهو يقول :.
املا ركابي فضة وذهبا ـــــ اني قتلت الملك المحجبا.
قتلت خير الناس اما وابا ـــــ وخيرهم اذ ينسبون نسبا.
فقال له عبيداللّه بن زياد: ويحك عـنـقه , وعجل اللّه بروحه الى النار, وارسل ابن زياد (لعنه اللّه )قاصدا الى ام كلثوم بنت الحسين (عليه السلام ) فقال لها: الحمد للّه الذي قتل رجالكم ,فكيف ترون ما فعل بكم ؟ فقالت : يا بن زياد, لئن قـرت عـينك بقتل الحسين (عليه السلام) فطالما قرت عين جده (صلى اللّه عليه وآله ) به , وكان يقبله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه ياابن زياد, اعد لجده جوابا, فانه خصمك غدا .
وصلى اللّه على رسوله محمد وآلـه .






۳- مقتل الحسين (ع) از ابومعشر سندي (د رمضان ۱۷۰/مارس۷۸۷) و نسخه کتاب الحرة او

يکی از منابع روايت مقتل الحسين (ع)، روايتی است که از ابومعشر سندي، مؤرخ مغازی و اخباری معروف مدنی (مرگ در بغداد)، در منابع تاريخی روايت شده است.

درست روشن نيست که اين روايت در کدام کتاب او روايت شده، چرا که درباره کتابهای تاريخی او هنوز تحقيق جامعی صورت نگرفته است. با اين وصف به نظر ما ريشه اين روايت به کتاب الحرة او باز می گردد که بايد جزيي باشد درباره اخبار مربوط به واقعه معروف حرّه که بنابر روايت نجاشی در کتاب الرجال (ص ۴۵۷) ابومعشر آن را روايت می کرده و در اصلی باقی بوده است. طريق روايت نجاشی به اين کتاب چنين است: "أحمد بن كامل قال : حدثنا داود بن محمد بن أبي معشر المدني قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو معشر بكتابه الحرة تصنيفه". اين کتاب همانطور که از عبارت نجاشی برمی آيد تصنيف ابومعشر بوده و به نظر من، همانطور که خواهد آمد علت نام بردن نجاشی از ابومعشر (که شيعه نبوده) و کتاب الحرة او در رجال شيعه، اين بوده که ابومعشر در اين کتاب به مقتل سيدالشهداء عليه السلام نيز پرداخته بوده است و اين مطلبی است که در اين يادداشت به آن می پردازيم. علاوه، اين احتمال هست که اين جزء، بخشی از کتاب تاريخ الخلفای او بوده که ظاهرا مشتمل بر تعدادی اجزاء بوده که هر يک به ترتيب بخشی از تاريخ خلفا را روايت می کرده است و کتاب الحرة نيز بخش اخبار مربوط به خلافت يزيد بن معاويه را تشکيل می داده است (درست به سبک ديگر مؤرخان اخباری که کتابهای آنان مجموعا يک کتاب بزرگتر را تشکيل می داده و به ترتيب تاريخی). در اين صورت احتمالا نام اصلی جزء مربوطه کتاب مقتل الحسين والحرة بوده است.

در کتاب المحن ابوالعرب تميمی، روايتی از مقتل الحسين (ص ۱۴۲ به بعد) موجود است که در حقيقت همان روايت ابوعبيد قاسم بن سلام است که ما پيشتر آن را با روايت ابن عبد ربه در العقد الفريد منتشر کرديم (و می دانيم که کتاب المحن ابوالعرب تميمي قديمی تر از کتاب ابن عبدربه است)، اما در اين روايت از مقتل الحسين ابوعبيد، گرچه اين هم مانند روايت ابن عبدربه به نقل از علی بن عبدالعزيز البغدادي آمده، به روشنی، ابوعبيد روايت خود را بر اساس روايتی از ابومعشر قرار داده است. در اين روايت ابوعبيد به واسطه حجاج از ابومعشر روايت می کند. بدين صورت: " ... حدثنا حجاج عن أبي معشر عن بعض مشيخته، قال: لما مات معاوية..." . اين حجاج از روات ابومعشر بوده است که نامش در برخی منابع ديگر هم می آيد. دنباله روايت همان روايت ابن عبدربه است ولی با کمی اختلافات نسخه ای که بايد برای انتشار اين متن از اين اختلافات در سازواره انتقادی بهره گرفت. در روايت ابن عبدربه، متن مقتل الحسين ابوعبيد با روايت علي بن عبدالعزيز با اضافاتی از علي بن عبدالعزيز و شايد در مواردی از ابن عبدربه همراه است، اما در روايت کتاب المحن، نظم بهتری در روايت اصل متن ابوعبيد ديده می شود ( از ص ۱۴۲تا ۱۴۹). به هر حال از روايت ابن عبدربه اين نکته که ريشه روايت ابوعبيد، ابومعشر بوده روشن نمی شود، در حالی که در روايت ابوالعرب اين مسئله کاملا واضح است. بنابراين ريشه مقتل الحسين ابوعبيد که يک محدث برجسته سنی است، به ابومعشر سندي می رسد. ما در اينجا يک بار ديگر آن قسمتی از مقتل الحسين پيشگفته را که مستقيما و منظما به روايت ابومعشر مربوط است، با روايت ابن عبدربه، نقل می کنيم تا بتوانيم دنباله بحث را پی گيريم. البته بهتر بود که آن را بر اساس کتاب المحن نقل می کرديم ولی نسخه ای از آن هم اکنون در اختيارم نيست:

علِيّ بن عبد العزيز قال: قرأ عليّ أبو عُبيد القاسم بن سلّام وأنا أسمع، فسألتُه: نروي عنك كما قُرىء عليك؟ قال: نعم. قال أبو عُبيد:

لما مات مُعاوية بن أبي سفيان وجاءت وفاتُه إلى المدينة، وعليها يومئذ الوليدُ بن عُتبة، فأرسل إلى الحُسين بن عليّ وعبدِ اللّه بن الزُّبير، فدعاهما إلى البيعة ليزيد، فقالا: بالغد إن شاء الله على رؤوس الناس، وخرجا من عنده. فدعا الحسينُ برواحله، فركبها وتوجّه نحو مكة على المَنهج الأكبر، وركب ابنُ الزبير بِرْذونا له وأخذ طريق العَرْج حتى قدم مكة. ومرّ حسينُ حتى أتى على عبد اللّه بن مُطيع وهو على بئر له، فنزل عليه، فقال للحسين: يا أبا عبد اللّه، لا سَقانا اللهّ بعدَك ماءً طيباً، أين تريد؟ قال: العراق. قال: سبحان اللّه! لمَ؟ قال: مات معاويةُ وجاءني أكثرُ من حِمْل صُحف. قال: لا تفعل أبا عبد اللهّ، فواللّه ما حَفظوا أباك وكان خيراً منك، فكيف يِحفظونك، ووالله لئن قُتلت لا بَقيتْ حُرْمة بعدك إلا استُحّلت. فخرج حسين حتى قَدِم مكة، فأقام بها هو وابنُ الزبير. قال: فقدم عمرو بنُ سعيد في رمضان أميراً على المدينة والموسم، وعُزل الوليد بن عُتبة. فلما استوى على المنبر رَعَف. فقال أعرابيّ: مه! جاءنا واللهّ بالدم! قال: فتلقّاه رجل بعمامته. فقال: مه! عًمّ الناسَ والله! ثم قام فخطب، فناولوه عصاً لها شُعبتان. فقال: تشعَّب الناسُ واللّه! ثم خرج إلى مكة، فقَدِمها قبل يوم، التَّروية بيوم، ووفدت الناسُ للحُسين يقولون: يا أبا عبد اللّه، لو تقدَّمت فصلّيت بالناس فأنزلتَهم بدارك؟ إذ جاء المؤذّن فأقام الصلاة، فتقدّم عمرو بن سعيد فكَبّر، فقيل للحُسين: اخرج أبا عبد اللّه إذ أبيت أن تتقدّم. فقال: الصلاة في الجماعة أفضل. قال: فصلّى، ثم خرج. فلما انصرف عمرو بنُ سعيد بلغه أن حُسيناً قد خرج. فقال: اطلبوه، اركبوا كل بعير بين السماء والأرض فاطلُبوه. قال: فعجب الناسُ من قوله هذا، فطلبوه، فلم يُدركوه. وأرسل عبدُ اللّه بن جعفر ابنيه عوناً ومحمداً ليردّا حُسينا. فأبى حُسين أن يرجع. وخرج ابنا عبد اللّه بن جعفر معه. ورجع عمرو بنُ سعيد إلى المدينة، وأرسل إلى ابن الزبير ليأتيَه، فأبى أن يأتيَه. وامتنع ابنُ الزبير برجال من قُريشٍ وغيرهم من أهل مكة. قال: فأرسلَ عمرو بنُ سعيد لهم جيشاً من المدينة، وأمًر عليهم عمرو بنَ الزبير، أخا عبد الله بن الزبير، وضَرب على أهل الديوان البَعْث إلى مكة، وهم كارهون للخروج، فقال: إما أنْ تأتوني بأدلاَء وإما أن تَخرجوا. قال: فبعثهم إلى مكة، فقاتلوا ابن الزبير، فانهزم عمرو بنُ الزبير، وأسره أخوه عبدُ اللّه، فحبَسه في السجن. وقد كان بَعَث الحُسين بن عليّ مسلمَ بن عَقيل بن أبي طالب إلى أهل الكوفة ليأخذ بَيعتهم، وكان على الكوفة حين مات معاوية، فقال: يا أهل الكوفة، ابن بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أحبّ إلينا من ابن بنت بحَدل. قال: فبلِغ ذلك يزيدَ فقال: يا أهل الشام، أشيروا عليّ، مَن استعمل على الكوفة؟ فقالوا: ترضى من رَضي به معاويةُ؟ قال: نعم. قيل له: فإنّ الصكّ بإمارة عُبيد اللّه بن زياد على العراقين قد كُتب في الديوان، فاستَعْمِلْه على الكوفة. فقَدِمها قبل أن يَقْدم حُسين. وبايع مُسلمَ بن عَقيل أكثرُ من ثلاثين ألفاً من أهل الكوفة، وخرجوا معه يريدون عُبيدَ اللّه بن زياد، فجعلوا كلما انتهوا إلى زُقاق انسلّ منهم ناس، حتى بقي في شرذمة قليلة. قال: فجعل الناسُ يَرْمونه بالآجُر من فوق البيوت. فلما رأى ذلك دَخل دار هانىء بن عُروة المُراديِّ، وكان له شَرَف ورأي، فقال له هانيء: إنَ لي من ابن زياد مكاناً، وإني سوف أتمارض، فإذا جاء يَعودني فاضْرِب عنقه. قال: فبلغ ابنَ زياد أن هانيء بن عُروة مريضٌ يقيء الدم، وكان شرَب المَغْرة فجعل يَقيؤها، فجاءه ابنُ زياد يعوده. وقال هانيء: لا قلت لكم: اسقوني، فاخرُج إليه فاضرب عنقه، يقولها لمُسلم ابن عقيل. فلما دخل ابنُ زياد وجلس، قال هانيء: اسقوني، فَتثبّطوا عليه. فقال: ويحكم! اسقوني ولو كان فيه نفسي. قال: فخرج ابنُ زياد ولم يَصنع الآخر شيئاً. قال: وكان أشجعَ الناس، ولكن أُخذ بقَلْبه. وقيل لابن زياد ما أراده هانيء، فأرسل إليه. فقال: إني شاكٍ لا أستطيع. فقال: أئتوني به وإن كان شاكياً. فأُسرجت له دابة، فركب ومعه عصا، وكان أعرج، فجعل يسير قليلاً قليلاً، ثم يقف ويقول: ما أذهبُ إلى ابن زياد، حتى دخل على ابن زياد، فقال له: يا هانيء، أما كانت يدُ زياد عندك بيضاء؟ قال: بلى. قال: ويدي؟ قال: بلى. ثم قال له هانيء: قد كانت لك عندي ولأبيك، وقد أمنْتُك في نفسي ومالي. قال: اخرج، فخرج. فتناول العصا من يده وضرب بها وجهه حتى كَسرها، ثم قَدّمه فضرب عُنقه. وأُرسل إلى مُسلم بن عَقيل، فخرج إليهم بسيفه، فما زال يقاتلهم حتى أثْخنوه بالجراح، فأسروه. وأُتي به ابنَ زياد، فقدّمه ليضرب عنقَه، فقالت له: دَعْني حتى أُوصي، فقال له: أَوْص. فنظر في وجوه الناس، فقالت لعمر بن سعد: ما أرى قرشيّاً هنا غيرَك، فادْن مني حتى أُكَلِّمَك. فدنا منه، فقال له: هل لك أن تكون سيّد قريش ما كانت قريش؟ إنّ حُسيناً ومَن معه، وهم تِسْعون إنساناً ما بين رجل وامرأة، في الطريق، فاردُدهم واكتب لهم ما أصابني، ثم ضُرب عنقه. فقال عمر لابن زياد: أتدري ما قال لي؟ قال: اكتُم على ابن عمك. قال: هوِ أعظم من ذلك. قال: وما هو؟ قال: قال لي: إنّ حُسينا أقبل، وهم تسعون إنساناَ ما بين رجل وامرأة، فاردُدهم واكتُب إليه بما أصابني. فقال له ابنُ زياد: أما واللّه إذ دَللتَ عليه لا يُقاتله أحد غيرك. قال: فبعث معه جَيْشاً، وقد جاء حسيناً الخبرُ وهم بشَرَاف، فهمّ بأن يرجعِ ومعه خمسةٌ من بني عَقيل، فقالوا: تَرجع وقد قُتل أخونا وقد جاءك من الكُتب ما نثق به! فقال الحسينُ لبعض أَصحابه: واللّه مالي على هؤلاء من صَبر. قال: فلقيه الجيشُ على خُيولهم وقد نزلوا بكَرْبلاء. فقال حسين: أي أرض هذه؟ قالوا: كَرْبلاء، قال: أرض كَرْب وبلاء. وأحاطت بهم الخَيل. فقال الحُسين لعمر بن سعد: يا عمر،اختر منّي إحدى ثلاث خِصال: إما أن تتركني أرجع كما جئتُ، وإما أن تُسيِّرني إلى يزيد فأضع يدي في يده، وإمّا أن تسيرني إلى الترك أقاتلهم حتى أموت. فأرسل إلى ابن زياد بذلك، فهمّ أن يُسيره إلى يزيد. فقال له شَمِر بن ذي الجَوْشن: أمكنك اللّه من عدوّك فتسيّره! إلّا أن ينزل في حُكمك. فأرسل إليه بذلك. فقال الحسين: أنا أنزل على حُكم ابن مَرْجانة! والله لا أفعل ذلك أبداً. قال: وأبطأ عمر عن قِتاله. فأرسل ابنُ زياد إلى شَمِر بن ذي الجَوشن، وقال له: إن تقدّم عمر وقاتَل، وإلا فاتركه وكُن مكانه. قال: وكان مع عمر بن سعد ثلاثون رجلاً من أهل الكوفة، فقالوا: يَعرض عليكم ابنُ بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاثَ خصال فلا تَقْبلون منها شيئاً! فتحَولوا مع الحُسين، فقاتلوا. ورأى رجل من أهل الشام عبد الله بن حسن بن عليّ، وكان من أجمل الناس، فقال: لأقتلن هذا الفتى. فقال له رجل: ويحك! ما تصنع به؟ دعه. فأبى وحمل عليه فضرَبه بالسيف فقتله، فلما أصابته الضربة، قال: يا عمّاه، قال: لبّيك صوتاً قَل ناصرُه، وكَثر واتره. وحمل الحُسين على قاتله فقطع يَده، ثم ضَربه ضربةً أخري فقَتله، ثم اقتتلوا....

همين روايت، البته با اختلافات قابل توجه که نشان دهنده کيفيت روايت قدما از اصول روايی يکديگر است و اينکه در روايت از يک اصل روايی، تصرفات قابل توجهی و به دلايل مختلف صورت می گرفته، در کتاب المحاسن والمساوي منسوب به بيهقي آمده است که در آنجا البته روايت ابومعشر نه به وسيله ابوعبيد قاسم بن سلام بلکه به وسيله معاصرش يحيی بن معين روايت شده است. البته در روايت بيهقي نيز يحيی بن معين مقتل ابومعشر را از حجاج و او از ابومعشر روايت می کند، اما همانطور که گفتيم اختلافات زيادی در اين دو روايت ديده می شود. افزون بر اين، در اين روايت، درست در دنباله مقتل الحسين (ع)، واقعه حره وسيله خود ابومعشر روايت شده است. ابوعبيد و يحيی بن معين هر دو از مهمترين مراجع اصحاب حديث سنی هستند که می دانيم در نيمه آغازين سده سوم قمری انديشه فکری و فقهی آنان شکل يافته است. ما در اينجا برای مقايسه با روايت ابوعبيد، متن روايت يحيی بن معين را بر اساس کتاب المحاسن والمساوي می آوريم. اما پيش از آن نکته مهمی را بايد مطرح کنيم که به هويت کتاب ابومعشر کمک می کند. همانطور که گفتيم، در کتاب بيهقي، درست در دنباله روايت مقتل الحسين ابومعشر، مولف داستان واقعه حره را به روايت همين ابومعشر و در دنباله روايت مقتل الحسين آورده که به نظر ما همين مسئله احتمالا می تواند مبين اين نکته باشد که اصل روايت ابومعشر نه به کتابی با موضوع مقتل الحسين و يا کتابی ديگر بلکه به کتاب الحرة او باز می گردد که در آن ظاهرا در آغاز ابومعشر، مقتل الحسين را مقدمتا روايت کرده و سپس واقعه حره را گزارش می کرده است.

ابوعبيد و يحيی بن معين هر دو برای روايت مقتل، به ابومعشر استناد کرده اند که يکی از اخباريان مهم بوده و روايت او از مقتل می تواند با روايت ديگر اخباريان سده دوم مقايسه شود. بدين ترتيب بايد چنين اظهار کرد که روايت ابومعشر مربوط است به کتاب الحرة او که در آن در آغاز به مقتل الحسين می پردازد و آنگاه داستان واقعه حره را روايت می کند. خوشبختانه از طريق کتاب بيهقي ما هم اکنون نسخه احتمالا کاملی از يکی از کتابهای ابومعشر را در اختيار داريم که مورد توجه نجاشی نيز بوده است؛ گرچه نجاشی سندی مستقل و به طريق خانوادگی به ابومعشر و اين کتاب داشته است.



نسخه کتاب الحرة ابومعشر سندي



[البيهقي] حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم عن يحيى بن معين عن الحجاج عن أبي معشر قال:



لما مات معاوية بن أبي سفيان وذلك في النصف من رجب سنة ستين ورد خبره على أهل المدينة في أول شعبان وكان على المدينة يومئذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان غلاماً حدثاً يتحرج، فلما جاءه ما جاءه ضاق به صدره فأرسل إلى مروان بن الحكم، وهو الذي صرف به مروان عن المدينة، وكان في مروان حدة، فقال له الوليد: يا أبا عبد الملك إنه قد جاءنا اليوم شيء لم نكن نستغني معه عن استشارتك. قال: وما هو؟ قال: موت أمير المؤمنين. قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات، رحمه الله! قال: نعم. قال: أتطيع أمري؟ قال: نعم. قال: أرسل إلى الحسين بن علي وإلى عبد الله بن الزبير فإن بايعا فخل سبيلهما وإن أبيا فاضرب أعناقهما، فأرسل إلى الحسين، رضوان الله عليه، وإلى عبد الله بن الزبير، رحمه الله، وبدأ بالحسين، عليه السلام، فمر الحسين في المسجد فأشار إليه ابن الزبير وهو قائم يصلي، فأتاه فقال للحرسيّ: تأخر أيها العبد. فتأخر الحرسي. فقال له: يا أبا عبد الله أتدري لأي شيء دعيت؟ قال: لا. قال: مات طاغيتهم فدعوك للبيعة فلا تبايع وقل له بالغداة على رؤوس الملإ. قال: فدخل الحسين، عليه السلام، فقال له الوليد: يا أبا عبد الله دعوناك لخير. قال: أي شيء هو؟ قال: مات أمير المؤمنين وقد عرفتم ولي عهدكم ومفزعكم وقد بايع أهل الشام والناس فادخل فيما دخل فيه الناس. قال: نعم بالغداة إن شاء الله. قال: لا بل الساعة. قال: ومثلي يبايع في جوف البيت! بالغداة أبايعك على رؤوس الناس. قال: لا بل الساعة. قال: ما أنا بفاعل. وخرج من عنده. فأرسل إلى ابن الزبير فقال: يا أبا بكر دعوناك لخير. قال: وما هو؟ قال: مات أمير المؤمنين. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمة الله عليه! قال: فيجعل يردد الترحم عليه وقد نظر ابن الزبير قبل ذلك إلى مروان وهو يناجي الوليد فتلا هذه الآية: "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين"، فقال: يا أبا بكر قد عرفتم ولي عهدكم ومفزعكم وقد بايع أهل الشام والناس فادخل فيما دخل فيه الناس. قال: نعم بالغداة إن شاء الله. قال: لا بل الساعة قال: ومثلي يبايع في جوف البيت! أبايعك على رؤوس الملإ. قال: لا بل الساعة قال: ما أنا بفاعل. فقال مروان للوليد: ما تصنع؟ أطعني واضرب أعناقهما، لئن خرجا من البيت لا تراهما أبداً إلا في شر. وكان الوليد متحرجاً، فقال: ما كنت لأقتلهما. فقال ابن الزبير لمروان: يا ابن الزرقاء أوتقدر على قتلنا؟ فقال مروان: إنه والله لو أطاعني ما خرجت ولا صاحبك من البيت حتى تضرب أعناقكما.
قال: فدعا الحسين، عليه السلام، برواحله فركب يتوجه نحو مكة على المنهج الأكبر وركب ابن الزبير، رحمه الله، دواب له وأخذ طريق الفُرع فأتى الحسين، عليه السلام، عبد الله بن مطيع وهو على بئره فنزل إليه وقال: يا أبا عبد الله أين تريد؟ قال: العراق، مات معاوية وجاءني أكثر من حمل صُحُف. قال: لا تفعل فوالله ما حفظوا أباك وكان خيراً منك، والله لئن قتلوك لا تبقى حرمةٌ بعدك إلا استحلت.

فمر الحسين، عليه السلام، حتى نزل مكة فأقام بها هو وابن الزبير، رحمه الله، وقدم عمرو بن سعيد بن العاص في رمضان أميراً على المدينة وعلى الموسم وعزل الوليد بن عتبة، فلما استوى على المنبر رعف فقال أعرابي: ما جاءنا والله بالدم. قال: فتلقاه رجل بعمامته فقال: ما عمّ الناس والله. ثم قام وخطب، فناولوه عصا لها شعبتان فقال: تشعب الناس والله. ثم خرج إلى مكة فقدمها قبل التروية بيوم، وخرج الحسين، عليه السلام، فقيل له: خرج الحسين. فقال: اركبوا كل بعير وفرس بين السماء والأرض في طلبه فاطلبوه. قال: فكان الناس يتعجبون من قوله هذا، فطلبوه فلم يدركوه، فأرسل عبد الله بن جعفر ابنيه عوناً ومحمداً ليردّا الحسين، فأبى الحسين أن يرجع وخرج بابني عبد الله معه، ورجع عمرو بن سعيد إلى المدينة وبعث بجيش يقاتلون ابن الزبير، وقدّم الحسين، عليه السلام، مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليأخذ عليهم البيعة، وكان على الكوفة حين مات معاوية النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري، فلما بلغه خبر الحسين، عليه السلام، قال: لابن بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أحب إلينا من ابن بنت بحدل. فبلغ ذلك يزيد فأراد أن يعزله فقال لأهل الشام: أشيروا علي من استعمل على الكوفة؟ فقالوا: أترضى برأي معاوية؟ قال: نعم. قالوا: فإن العهد بإمارة عبيد الله بن زياد على العراقين قد كتب في الديوان، فاستعمله على الكوفة. فقدم الكوفة قبل أن يقدم الحسين، عليه السلام، وقد بايع مسلم بن عقيل أكثر من ثلاثين ألفاً من الرجال من أهل الكوفة، فخرجوا معه يريدون عبيد الله بن زياد، فجعلوا كلما انتهوا إلى زقاق انسلّ ناس منهم حتى بقي في شرذمة قليلة وجعل الناس يرمونه بالآجر من فوق البيوت، فلما رأى ذلك دخل دار هانيء بن عروة المراديّ وكان له فيهم رأي، فقال له هانيء: إن لي من ابن زياد مكاناً وسوف أتمارض له، فإذا جاء يعودني فاضرب عنقه. فقيل لابن زياد: هانيء بن عروة شاكٍ يقيء الدم، وكان شرب المغرة فجعل يقيئها، فجاء ابن زياد يعوده، وقال: هانيء لمسلم: إذا قلت اسقوني ولو كانت فيه نفسي فاضرب عنقه. فقال: اسقوني، فأبطأوا عليه، فقال: ويحكم اسقوني ولو كانت فيه نفسي! قال: فخرج ابن زياد ولم يصنع الآخر شيئاً، وكان أشجع الناس ولكن أخذته كبوة. فقيل لابن زياد: والله إن في البيت رجلاً متسلحاً، فأرسل ابن زياد إلى هانيء فدعاه، فقال: إني شاكٍ. فقال: ائتوني به وإن كان شاكياً. قال: فأسرجت له دبة فركب وكانت معه عصاً وكان أعرج فجعل يسير قليلاً قليلاً ثم يقف ويقول: ما لي ولابن زياد! فما زال حتى دخل عليه. فقال: يا هانيء ما كانت يد زياد عندك بيضاء؟ قال: بلى. قال: فيدي؟ قال: بلى. فتناول العصا التي كانت في يد هانيء فضرب بها وجهه حتى كسر جبهته ثم قدّمه فضرب عنقه ثم أرسل إلى مسلم بن عقيل، فخرج عليهم بسيفه فما زال يناوشهم ويقاتلهم حتى جرح وأسر فعطش وقال: اسقوني ماء، ومعه رجل من آل أبي معيط ورجل من بني سُليم. فقال: شمر بن ذي جوشن: والله لا نسقيك إلا من البئر. وقال المعيطيّ: والله لا نسقيه إلا من الفرات. فأتاه غلام له بإبريق من ماء وقدح قوارير ومنديل فسقاه، فتمضمض فخرج الدم فما زال يمج الدم ولا يسيغ شيئاً حتى قال: أخّره عني، فلما أصبح دعاه عبيد الله ليضرب عنقه، فقال له: دعني أوصي. فقال: أوص. فنظر في وجوه الناس فقال لعمر بن سعد: ما أرى هاهنا أحداً من قريش غيرك فادن مني حتى أكلمك. قال: فدنا منه. فقال له: هل لك في أن تكون سيد قريش؟ قال نعم. قال: إنّ حسيناً ومن معه وهم تسعون إنساناً بين رجل وامرأة في الطريق فارددهم واكتب إليه بما أصابني. ثم أمر عبيد الله فضرب عنقه. فقال عمر: أتدري ما قال؟ قال: اكتم على ابن عمك! قال: هو أعظم من ذاك، قال: اكتم على ابن عمك! قال: هو أعظم من ذاك. قال: أي شيء هو؟ قال: أخبرني أن حسيناً قد أقبل ومعه تسعون إنساناً بين رجل وامرأة. فقال: أما والله لو إلي أسرّ لرددتهم! لا والله لا يقاتلهم أحد غيرك. فبعث معه جيشاً، وجاء الحسين، عليه السلام، الخبر وهو بشراف فهمّ أن يرجع ومعه خمسة من بني عقيل فلقيه الجيش على خيولهم بوادي السباع، فقال بنو عقيل :أترجع وقد قتل أخونا؟ فقال الحسين، عليه السلام: ما لي عن هؤلاء من صبر، يعني بني عقيل. فأصاب أصحابه العطش فقالوا: يا ابن رسول الله اسقنا! فأخرج لكل فرس صحفة من ماء فسقاهم بقدر ما يمسك رمق أحدهم، ثم قالوا: سر بنا، وأخذوا به على الجرف حتى نزلوا كربلاء، فقال: هذا كربٌ وبلاء. فنزلوا وبينهم وبين الماء يسير، قال: فأراد الحسين، عليه السلام، وأصحابه الماء فحالوا بينهم وبينه. فقال له شمر بن ذي جوشن: لا تشربون أبداً حتى تشربون من الحميم. فقال العباس بن علي للحسين، عليه السلام: يا أبا عبد الله ألسنا على الحق؟ قال: نعم. فحمل عليهم فكشفهم عن الماء حتى شربوا وأسقوا، ثم بعث عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد أن قاتلهم. فقال الحسين، عليه السلام: يا عمر اختر مني إحدى ثلاث: تتركني أرجع كما جئت، وإن أبيت هذه فسيّرني إلى الترك أقاتلهم حتى أموت، وإن أبيت هذه فابعث بي إلى يزيد لأضع يدي في يده، وأرسل إلى ابن زياد بذلك. فهمّ أن يسيّره إلى يزيد، فقال له شمر بن ذي جوشن: قد أمكنك الله منه، أو قال: من عدوّك، وتسيّره إلى الأمان إلا أن ينزل على حكمك! فأرسل إليه بذلك، فقال: لا حباً ولا كرامة انزل على حكم ابن سميّة. وكان مع عمر ابن سعد قريب من ثلاثين رجلاً من أهل الكوفة فقالوا: يعرض عليكم ابن ابنة رسول الله، عليه وعلى آله السلام، ثلاث خصال لا تقبلون منها شيئاً! فتحولوا مع الحسين، عليه السلام، فقاتلوا حتى قتلوا وقتل الحسين، رضي الله عنه، وجميع من معه، رحمهم الله، وحمل رأسه إلى عبيد الله بن زياد فوضع بين يديه على ترس فبعث به إلى يزيد، فأمر بغسله وجعله في حريرة وضرب عليه خيمة ووكّل به خمسين رجلاً.

فقال واحد منهم: نمت وأنا مفكر في يزيد وقتله الحسين، عليه السلام، فبينا أنا كذلك إذ رأيت سحابة خضراء فيها نور قد أضاءت ما بين الخافقين وسمعت صهيل الخيل ومنادياً ينادي: يا أحمد اهبط، فهبط رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومعه جماعة من الأنبياء والملائكة فدخل الخيمة وأخذ الرأس فجعل يقبله ويبكي ويضمّه إلى صدره، ثم التفت إلى من معه فقال: انظروا إلى ما كان من أمّتي في ولدي، ما بالهم لم يحفظوا فيه وصيتي ولم يعرفوا حقي؟ لا أنالهم الله شفاعتي! قال: وإذا بعدّة من الملائكة يقولون: يا محمد الله تبارك وتعالى يقرئك السلام وقد أمرنا بأن نسمع لك ونطيع فمرنا أن نقلب البلاد عليهم. فقال، صلى الله عليه وسلم: خلوا عن أمتي فإن لهم بلغةً وأمداً. قالوا: يا محمد إن الله جل ذكره أمرنا أن نقتل هؤلاء النفر! فقال: دونكم وما أمرتم به. قال: فرأيت كل واحد منهم قد رمى كل واحد منا بحربة، فقتل القوم في مضاجعهم غيري فإني صحت: يا محمد! فقال: وأنت مستيقظ؟ قلت: نعم. قال: خلوا عنه يعيش فقيراً ويموت مذموماً، فلما أصبحت دخلت على يزيد وهو منكسر مهموم فحدثته بما رأيت فقال: امض على وجهك وتب إلى ربك.
قال: ولما كان من أمر الحسين، عليه السلام، ما كان قدم عمرو بن حفص بن المغيرة وكان تزوج يزيد بن معاوية ابنته وأعطاه مالاً كثيراً، فلما قدم المدينة جاءه محمد بن عمرو بن حزم وعبيد الله بن حنظلة وعبد الله بن مطيع ابن الأسود وناس من وجوه أهل المدينة قالوا: ننشدك الله رب هذا البيت ورب صاحب هذا القبر ألا أخبرتنا عن يزيد؟ فقال: إنه ليشرب الخمر وينادم القردة ويفعل كذا ويصنع كذا. فقالوا: والله ما لنا بأهل الشام من طاقة ولكن ما يحل لنا أن نبايع رجلاً على هذه الحال. فقال محمد بن عمرو لأهله: هاتوا درعي. ثم خرج فخرج أهل المدينة وخلعوا يزيد وأخرجوا عثمان بن محمد بن أبي سفيان وبني أمية من المدينة، وكان عثمان والي المدينة، ثم قال محمد بن أبي جهم لأهل المدينة: أطيعوا أمري اليوم واعصوني الدهر، اقتلوا سبعة عشر رجلاً من بني أمية لا تروا شراً أبداً. فأبى أهل المدينة أن يقتلوهم وأخذوا عليهم المواثيق أن لا يرجعوا إلى المدينة مع جيش أبداً، فبعث عثمان بن محمد بن أبي سفيان قميصه مشقوقاً إلى يزيد وكتب إليه: واغوثاه! إن أهل المدينة أخرجوا قومي من المدينة وشقوا ثوبي وارتكبوا مني.

قال أبو معشر: حدثنا رجل قال: خرج علينا يزيد بعد العتمة ومعه شمعتان، شمعة عن يمينه وشمعة عن يساره، وعليه معصفرتان كأنهما قطرتا دم وإزار ورداء وقد نفش جمّته كأنها برسٌ فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد يا أهل الشام فإنه كتب إلي عثمان بن محمد بن أبي سفيان أن أهل المدينة أخرجوا قومنا من المدينة، ووالله لأن تقع الخضراء على الغبراء أحب إلي من هذا. قال: وكان معاوية أوصى يزيد: إن رابك من قومك ريب أو انتقض عليك منهم أحد فعليك بأعور بني مرة فاستشره، يعني مسلم بن عقبة. فلما كان تلك الليلة قال: أين مسلم بن عقبة؟ فقام فقال: ها أنا ذا، قال: كن معي. فجعل يزيد يعبّي الجيوش، وكان ابن سنان نازلاً على مسلم، فقال له: إن أمير المؤمنين قد بعثني إلى المدينة ومكة. قال: استعفه. قال: فاركب فيلاً أو فيلة وتكنّ أبا يكسوم. فمرض مسلم قبل خروجه من الشام، فدخل عليه يزيد بن معاوية فقال: قد كنت وجهتك لهذا البعث وأراك مُدنفاً؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنشدك الله أن تحرمني أجراً ساقه الله إلي، إنما هو أمر خفيف وليس علي من بأس! قال: فلم يطق من الوجع أن يركب بعيراً ولا دابة، قال: فوضع على سرير وحمله الرجال على أعناقهم حتى جاؤوا به مكاناً يقال له البتراء، فأراد النزول به، فقال: ما اسم هذا المكان؟ قيل: البتراء. قال لا تنزلوا به. فنزلوا بقهر ثم ارتحلوا حتى نزلوا الحرّة، فأرسل إلى أهل المدينة أن أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام ويقول: أنتم الأصل والعشيرة فاتقوا الله واسمعوا وأطيعوا فإن لكم في عهد الله وميثاقه عطاءين في كل سنة: عطاء في الشتاء وعطاء في الصيف، ولكم عندي في عهد الله أن أجعل سعر الحنطة عندكم سعر الخَبَط، والخبط يومئذ سبعة أصوع بدرهم. فقالوا: نخلعه كما نخلع عمائمنا ونعالنا. فقاتلهم فهزمهم وقتل عبد الله بن حنظلة وابن حزم وبضعة عشر رجلاً من الوجوه وتسعون رجلاً من قريش وبضعة وسبعون رجلاً من الأنصار، وقتل من سائر الناس نحو أربعة آلاف رجل، وقتل ابنان لعبد الله بن جعفر، وقتل أربعة من ولد زيد بن ثابت، وقال مسلم لعبد الله بن جعفر: اخرج عن المدينة لا يقع بصري عليك. وأنهب المدينة ثلاثاً، فقتل الناس وضجّت النساء وذهبت الأموال، فلما فرغ مسلم من القتال انتقل إلى قصر ابن عامر فدعا أهل المدينة ليبايعوه، وكان ناس منهم قد تحصنوا في عرصة سعيد، منهم: محمد بن أبي جهم ونفر معه، فدعاهم للبيعة، فقال: تبايعون لعبد الله يزيد أمير المؤمنين على أنكم خَوَله مما أفاء الله عليه بأسياف المسلمين إن شاء وهب وإن شاء أعتق وإن شاء استرقّ؟ فبايعه ناس منهم على ذلك، وجاء عمرو بن عثمان بيزيد بن عبد الله بن زمعة، وجدته أم سلمة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان عمرو بن عثمان قال لأم سلمة: أرسلي معي ابن ابنتك ولك مني عهد الله وميثاقه أن أردّه إليك كما أخذته منك، فجاء به إلى مسلم فجلس عمرو بن عثمان على طرف سريره، فلما تقدم يزيد بن عبد الله قال: تبايع ليزيد أمير المؤمنين على أنك من خوَلِه مما أفاء الله عليه بأسياف المسلمين إن شاء وهب وإن شاء أعتق وإن شاء استرق؟ فقال: لا. أنا أقرب إلى أمير المؤمنين منك. فقال: والله لا أستقيلها منك أبداً! فقال عمرو بن عثمان: أنشدك الله! فإني أخذته من أم سلمة بعهد الله وميثاقه أن أردّه إليها، قال: فركله ورمى به من فوق السرير فقال: لو قلتها ما أقلتك. فقتل يزيد بن عبد الله، ثم أتي بمحمد بن أبي جهم فقال له: أنت القائل اقتلوا سبعة عشر من بني أمية لا تروا شراً أبداً؟ قال: قد قلتها ولكن لا يطاع لقصير أمر، أرسل يدي من غلّي وقد برئت مني الذمة. قال: لا حتى أقدّمك إلى النار. فضرب عنقه، ثم جاؤوه بمعقل بن سنان وكان جالساً في بيته فأتاه مائة رجل من قومه فقالوا: اذهب بنا إلى الأمير حتى نبايعه. فقال: إني قد قلت له كلمة وإني أتخوفه. قالوا: لا والله لا يصل إليك أبداً. فلما بلغوا الباب أدخلوا معقلاً وغلّقوا الباب، فلما نظر إليه مسلم قال: إني أرى الشيخ قد لغب، اسقوه من الثلج الذي زودنيه أمير المؤمنين. قال: فخاضوا له ثلجاً بعسل فشربه. وقال: أشربت؟ قال: نعم. قال: والله لا تبوله من مثانتك أبداً. أنت القائل اركب فيلاً أو فيلة وتكنّ أبا يكسوم؟ قال: أما والله لقد تخوفت ذلك منك ولكن غلبتني عشيرتي. قال: فجعل يفزّر جبّة عليه من برود ويقول: أما والله يا أعداء الله ما شققتها جزعاً من الموت ولكني أخشى أن تسلبوا منها. فضربت عنقه.
ثم سار إلى مكة حتى إذا بلغ قفا المشلَّل دَنِف فدعا بحصين بن نمير الكندي فقال: يا بردعة الحمار والله ما خلق الله أحداً هو أبغض إلي منك، ولولا أن أمير المؤمنين أمرني أن أستخلفك ما استخلفتك، أتسمع؟ قال: نعم. قال: لا يكون إلا الوِقاف ثم الثقاف ثم الانصراف، لا تمكن أذنيك من قريش.
ثم مات مسلم، لا رحمه الله، فدفن بقفا المشلَّل، وكانت أم يزيد بن عبد الله بن زمعة بأسناده فخرجت إليه فنبشته وأحرقته بالنار وأخذت أكفانه فشقّقتها وعلقتها بالشجرة.
قال أبو معشر: أقبلت من مكة حتى إذا كنت بقفا المشلَّل عند قبر مسلم إذا رجل من أهل الشام ممّن حضر وقعة الحرّة يسايرني، فقلت له: هذا قبر مسلم بن عقبة. فقال: أحدثك بالعجب؟ كان مع مسلم رجل من أهل الشام يقال له أبو الغرّاء فإذا نصف شعره أسود ونصفه أبيض، فقلت له: ما شأنك؟ قال: لما كانت ليلة الحرّة جئت قُبَاء فدخلت بيتاً فإذا فيه امرأة جالسة معها صبي لها وليس عليها شيء إلا درع وقد ذُهب بكل شيء لها، فقلت لها: هل من مال؟ قالت: لا والله لقد بايعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على أني لا أزني ولا أسرق ولا أقتل ولدي. قال: فأخذت برجل الصبي فضربت به الحائط. فنثر دماغه، فخرجت فإذا نصف رأسي أبيض ونصفه أسود كما ترى.

-------------------------------------------------------------------------



[۱] نک: کراجکی، کنز، ص ۶۲؛ حسکاني، شواهد، ۲/۲۵۶؛ ابن حبان، الثقات، ۹/۲۶۷؛ همو، المجروحين ۱/۴۴، ۱/۵۵
پنجشنبه ۲۵ آذر ۱۳۸۹ ساعت ۱۲:۵۲