<br />

ابن فضل الله العمري (د. 749ق) در کتاب ارزشمند التعريف بالمصطلح الشريف متن های سوگند نامه های رسمی مختلفی را که در عصر مماليک مرسوم بوده آورده است (نک: ص 186 به بعد). از آن جمله است متن أيمان اهل کتاب و يا پيروان فرق مختلف اسلامی. طبعا در اين سوگند نامه های رسمی که وسيله کاتبان و منشيان دولتی تنظيم می شده، پاره هايی از عقايد پيروان فرق و مذاهب و اديان مختلف در چارچوب سوگند نامه ها تنظيم می شده است. در اين سوگندنامه ها شخصی که بناست سوگند خود را ادا کند، به حسب عقايد مذهبی خود سوگند می خورد که آنچه می گويد درست است و الا به پاره ای از عقايد شناخته شده مذهبی که بدان معتقد است، ايمان ندارد و همين مسئله زمينه ای می شود برای ابراز نقطه نظرات اعتقادی هر يک از فرقه ها در اين دست از سوگند نامه ها. اينکه تا چه اندازه عملا اين دست نسخه های رسمی سوگند نامه ها محل عنايت دولت بوده بايد مور بررسی بيشتر قرار گيرد، اما به هر حال از فحوای آنها روشن است که مضامين اين دست سوگندنامه ها گرچه بر اساس عقايد فرق مختلف تنظيم می شده، اما مشتمل بر نکاتی دستچين شده و يا پاره ای از برداشتهايی بوده است که محتملا همواره مورد رضايت و تأييد اصحاب اين فرق قرار نمی گرفته و خود نشان از دخالت دوائر دولتی در تنظيم متن آنها دارد. فارغ از واقعيت خارجی داشتن اين دست سوگندنامه ها، نفس اينکه اين متون به عنوان متون رسمی در کتاب ابن فضل الله العمري مورد عنايت قرار گرفته جالب توجه است؛ ضمن اينکه در لابلای اين دسته سوگندنامه ها مطالب قابل توجهی در رابطه با مسائل اعتقادی فرق مختلف قابل ملاحظه است که فوائد تاريخی قابل توجهی دارد و خاصه اينکه تصويری که سنيان و دولت مملوکی از فرق مختلف و از جمله شيعيان داشته اند را بازتاب می دهد. ابن فضل الله العمري علاوه بر نقل اين متون، خود نيز توضيحاتی را درباره فرق مختلف ارائه داده که بسيار حائز اهميت است.
علاوه بر ابن فضل الله العمري، قلقشندي نيز در صبح الأعشی به تبع ابن فضل الله به اين دست سوگند نامه ها اشاره کرده و پاره هايی را نقل کرده و توضيحاتی مفصل افزون بر آن ارائه داده است (جلد 13، ص 225 به بعد). پس از اين دو نويسنده، فقيهی در اواخر دوره مماليک به نام شمس الدين محمد بن أحمد المنهاجي الأسيوطي نيز در کتابی که درباره مسائل مختلف انواع عقود و نيز مسائل فقهی و سازمانی قضاء نوشته، ديگر بار اين متون را نقل کرده است و البته روشن است که آن را از کتاب ابن فضل الله برداشته است، گرچه اشاره ای به اين مطلب نمی کند. البته او توجيهی برای اين مطلب ارائه می دهد که چرا در اين کتاب به اين موضوع پرداخته است. توضيحات او نشان می دهد که اين دست سوگند نامه ها دست کم در دوران او تنها در شکل محدودی مورد عمل و تطبيق بوده و نه وسيله منشيان دولتی، بلکه احيانا تنها وسيله قضات عسکر در شراطي ويژه به عنوان سوگند نامه های پيروان فرق و مذاهب مختلف بخشهايی از سلطنت مماليک مورد توجه قرار می گرفته است. بدين ترتيب معلوم می شود که در دوران او در دوائر قضايی و ادرای داخل مملکت تمايزی ميان پيروان فرق مختلف برای انجام سوگند قائل نمی شده اند و در حقيقت بدين وسيله تلاش می شده که رسميتی به اين دست مذاهب خارج از مذهب اهل سنت داده نشود. وی در همين رابطه می نويسد:
"... اعلم أن صور الايمان المذكورة ، المتعلقة بهذه الطوائف البدعية والشيعية والقدرية والخوارج ، وما هو في حكمهم . وإن كانت غير مقصودة في الباب ، ولا تعلق للشهود ولا لحكام الشريعة المطهرة فيها . وربما يقول الواقف عليها ذلك ، أو إن وضعها في هذا الكتاب عبث فأقول : الباعث على وضعها في هذا الكتاب : هو أن الغالب على أمراء الشرق وما والاها من أطراف الممالك الاسلامية الذين يراسلون سلطان الديار المصرية ، ويوالونه : على هذا الاعتقاد . وفي أمراء الحجاز الشريف من ينسب إلى انتحال مذهب زيد بن علي ، وفي أشراف المدينة الشريفة النبوية - على الحال بها أفضل الصلاة والسلام - من في اعتقاده ما هو أسوأ حالا من اعتقاد الزيدية . وربما جرد السلطان تجريدة ، وأخرج عسكرا إلى جهة من هذه الجهات لخروج فرقة من هذه الفرق ، أو طائفة من طوائف الخوارج - والعياذ بالله - على جماعة المسلمين ، أو هرب عدو من أعداء السلطنة الشريفة ، وانتمى إلى أحد من أمراء تلك الاطراف القائلين بهذه المذاهب . واحتيج إلى تحليفه : أن عدو السلطنة الشريفة ليس هو عنده ، ولا دخل إلى بلاده ، وأنه لا يدخل إلى بلاد الممالك الاسلامية ، ولا يفسد فيها ، وأنه يحفظ طرفه الذي هو مقيم فيه ، ولا يتعداه إلى غيره من بلاد الممالك الاسلامية . فحينئذ يحتاج إلى قاضي العسكر لحضور هذه اليمين . وربما تعذر حضور كاتب السر الشريف أو نائبه لغرض أو لمرض . فيقوم قاضي العسكر مقامه في ذلك ، ويكون على بصيرة من هذه الاعتقادات المقررة في هذه الصور . فمن نسب إلى اعتقاد شئ منها : حلفه على مقتضى اعتقاده إذا كان ممن يعلم منه ذلك الاعتقاد ، أو يؤثر عنه . ويكون تحليفه على مقتضى معتقده أوقع في النفوس وأقوى في إقامة حرمة الناموس الشريف . ولقد وقع لي ذلك في بلاد ابن قرمان مع مخدومي الذي كنت في خدمته ، وهو إذ ذاك نائب حلب. انتهى . والله أعلم ( جواهر العقود، 2/279).
ما در اينجا متن اين سوگند نامه ها را بر اساس کتاب همين نويسنده يعنی الاسيوطي و از کتاب جواهر العقود ومعين القضاة و الموقعين و الشهود او ( بر اساس جلد دوم، از ص 271 به بعد) نقل می کنيم. در آنچه در متن الاسيوطي نقل شد و و آنچه در پی می آيد اطلاعات جالب توجهی درباره فرق مختلف و از آن جمله درباره زيديان و نصيريه و دروز و ديگر فرق اسلامی ارائه شده است (نيز نک: اطلاعاتی افزون بر آن در کتاب ابن فضل الله و به ويژه درباره زيديان و اعتقاد شرفای مکه در دوره نويسنده به مذهب زيدی). در اينجا بخشی هم درباره سوگند فلاسفه ارائه شده است. اما متن اين سوگند نامه ها:
" ... وأما صورة أيمان أهل البدع من الرافضة وأنواع الشيعة : فهم طوائف كثيرة يجمعهم حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وتختلف فرقهم في سواه . فأما مع إجماعهم على حبه ، فهم مختلفون في اعتقادهم فيه . فمنهم أهل غلو مفرط وعتو زائد ، ومنهم من أدى به الغلو إلى أن اتخذ عليا إلها . ومنهم النصيرية . ومنهم من قال : إنه النبي المرسل ، ولكن غلط جبريل . ومنهم من قال : إنه شريك في النبوة والرسالة . ومنهم من قال : إنه وصى النبوة بالنص الجلي . ثم اختلفوا في الامامة بعده . وأجمعوا بعده على الحسن ثم الحسين . قالت فرقة : وبعدهما محمد بن الحنفية . وجماهير القوم الموجودين الآن فرق ظاهرة في هذه الممالك . منهم : النصيرية ، والاسماعيلية ، والامامية ، والزيدية .

فأما النصيرية : فهم القائلون بألوهية علي . وإذا مر بهم السحاب . قالوا : السلام عليك أبا الحسن ، يزعمون أن السحاب مسكنه . ويقولون : إن الرعد صوته ، وإن البرق ضحكه ، وإن سلمان الفارسي رسوله ، ويحبون ابن ملجم . ويقولون : إنه خلص اللاهوت من الناسوت. ولهم خطاب بينهم ، من خاطبوه به لا يعود يرجع عنهم . ولا يذيع ما خاطبوه به ، ولو ضربت عنقه . وهي طائفة ملعونة مجوسية المعتقد. لا يحرمون البنات ولا الاخوات ولا الامهات ، ولهم اعتقاد في عدم تحريم الخمر ، ويرون أنها من النور ، ولهم قول في تعظيم النور ، مثل قول المجوس أو ما يقاربه . وصورة أيمانهم : إنني والله، وحق العلي الاعلى ، وما أعتقده في المظهر الاسني ، وحق النور ، وما نشأ منه السحاب وساكنه ، وإلا برئت من مولاي علي العلي الاعظم ، وولائي له ومن مظاهر الحق . وكشفت حجاب سلمان بغير إذن ، وبرئت من دعوة الحجة نصير . وخضت مع الخائضين في لعنة ابن ملجم ، وكفرت بالخطاب ، وأذعت السر المصون ، وأنكرت دعوى أهل التحقيق . وإلا قلعت أصل شجرة العنب من الارض بيدي ، حتى اجتنيت أصولها وأمنع سبيلها ، وكنت مع قابيل على هابيل ، ومع النمروذ على إبراهيم ، وهكذا مع كل فرعون قام على صاحبه إلى أن ألقى العلي العظيم وهو علي ساخط . وأبرأ من قول قنبر . وأقول إنه بالنار ما تطهر .

وأما الاسماعيلية : وهم القائلون بانتقال الامامة بعد جعفر الصادق إلى ابنه الاكبر إسماعيل ، وهو جد الخلفاء الفاطميين بمصر . وهذه الطائفة هم شيعة تلك الدولة ، والقائلين بتلك الدعوة ، وتلك الكلمة ، وهم - وإن أظهروا الاسلام وقالوا : بقول الامامية . ثم خالفوهم في موسى الكاظم . وقالوا : بأنها لم تصر إلى أخيه إسماعيل - فإنهم طائفة كافرة ، تعتقد التناسخ والحلول ، ثم هم مختلفون فيما بعد . فمنهم نزارية ، ومنهم القائلون بإمامة نزار ، والبقية على صرافهم . وهؤلاء يجمعهم يمين واحدة . وموضع الخلاف بينهم يأتي إن شاء الله تعالى . وصورة اليمين الجامعة لهم : إنني والله والله الواحد الاحد ، الفرد الصمد ، القادر القاهر ، الذي لا إله إلا هو ، وحق الله الحق ، وهداة الخلق علي وبنيه أئمة الظهور والخفاء ، وإلا برئت من صحيح الولاء ، وصدقت أهل الباطل ، وقمت مع فرقة الضلال ، وانتصبت مع النواصب في تقرير المحال ، ولم أقل بانتقال الامامة إلى السيد الحسين ، ثم إلى بنيه بالنص الجلي ، وموصولة إلى جعفر الصادق ، ثم إلى ابنه إسماعيل صاحب الدعوة الهادية ، والاثرة الباقية ، وإلا قدحت في القداح ، وأثمت الداعي الاول وسعيت في اختلاف الناس . ومالات على السيد المهدي ، وخذلت الناس عن القائم ، ونقضت الدولة على المعز ، وأنكرت أن خم يوم غدير لا يعد في الاعياد . وقلت أن لا علم للائمة بما يكون ، وخالفت من ادعى لهم العلم بالحدثان ، ورميت آل بيت محمد بالعظائم ، وقلت فيهم الكبائر ، وواليت أعداءهم وعاديت أولياءهم . ومن هنا تزاد النزارية : وإلا فجحدت أن صار الامر إلى نزار ، وأنه أتى حملا في بطن جارية بخوف خوض بلاد الاعداء . وأن الاسم لم يغير لتغيير الصورة وإلا طغيت على الحسن بن صباح ، وبرئت من المولى علاء الدين صاحب الاسلوب ، ومن ناصر الدين سنان ، الملقب براشد الدين . وكنت أول المعتدين . وقلت إن ما أروه من الاباطيل . ودخلت في أهل القرية والاضاليل .
وأما من سواهم من الاسماعيلية المنكرين لامامة نزار . فيقال في تحليفهم : وإلا قلت بأن الامر صار إلى نزار ، وصدقت القائلين بأنه خرج حملا في بطن جارية . وأنكرت ميتته الظاهرة بالاسكندرية ، وادعيت أنه لم ينازع الحق أهله ، ويجاذب الخلافة ربها ، ووافقت شيعته ، وتبعت الحسن بن صباح ، وكنت في النزارية آخر الادوار .
ثم تجمع هذه الطوائف الاسماعيلية على اختلافهم في آخر اليمين بقولهم : وإلا قلت مقالة ابن السلار في النفاق ، وسددت رأي ابن أيوب ، وألقيت بيدي الراية الصغرى . ورفعت السوداء . وفعلت في أهل القصر تلك الفعال . وتمحلت مثل تلك المحال .
وأما الامامية ، فهم القائلون : إن الائمة اثنا عشر إماما ، أولهم علي ، وآخرهم المنتظر في آخر الزمان . وهم الذين خالفتهم الاسماعيلية . فقالوا : بإمامة إسماعيل بن جعفر . وقال هؤلاء : بإمامة موسى الكاظم بن جعفر . وهم مسلمون ، إلا أنهم أهل بدع كبيرة . وهم سبابون . وصورة يمين هؤلاء : إنني والله والله العظيم الرب الواحد الاحد ، الفرد الصمد ، وما أعتقده من صدق محمد ( ص ) . ونصه على إمامة ابن عمه ووارث علمه ، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يوم غدير خم في قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه . وعاد من عاداه ، وأدر الحق على لسانه كيفما دار وإلا كنت مع أول قائم يوم السقيفة ، وآخر متأخر يوم الدار . ولم أقل بجواز التقية خوفا على النفس ، وأعنت ابن الخطاب ، واضطهدت فاطمة الزهراء ومنعتها حقها من الارث . وساعدت في تقديم تيم وعدي وأمية . ورضيت بحكم الشورى . وكذبت حسان بن ثابت يوم عائشة ، وقمت معها يوم الجمل ، وشهرت السيف مع معاوية في صفين ، وصدقت دعوى زياد ، ونزلت على حكم ابن مرجانة وكنت مع عمر بن سعد في قتال الحسين . وقلت إن الامر لم يصر بعد الحسن إلى الحسين ، وساعدت شمر بن جوشن على أهل تلك البلية . وسبيت أهل البيت وسقتهم بالعصى إلى دمشق ، ورضيت بإمارة يزيد ، وأطعت المغيرة بن شعبة ، وكنت ظهيرا لعمرو بن العاص ، ثم لبسر بن أرطاة . وفعلت فعل عقبة بن عبد الله المزني ، وصدقت رأي الخوارج . وقلت إن الامر لم ينتقل بعد الحسين بن علي في أبنائه إلى تمام الائمة إلى الامام المهدي المنتظر ، ودللت على مقاتل أهل البيت بني أمية وبني العباس ، وأبطلت حكم التمتع ، وزدت في حد الخمر ما لم يكن ، وحرمت بيع أمهات الاولاد . وقلت برأيي في الدين . وبرئت من شيعة المؤمنين وكنت تبعا لهوى أهل الشام ، ومع غوغاء القائد بالنهروان ، واتبعت خطأ أبي موسى ، وأدخلت في القرآن ما لم يثبته ابن مسعود ، وشاركت ابن ملجم في صداق قطام . وبرئت من محبة همدان ، ولم أقل باشتراط العصمة في الامام . ودخلت مع أهل النصب في الظلام .

وأما الزيدية : فهم أقرب القوم إلى القصد الامم . وقولهم : إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما : أئمة عدل ، وأن ولايتهما كانت لما اقتضته المصلحة ، مع أن عليا رضي الله عنه أفضل منهما ، ويرون جواز ولاية المفضول على الفاضل في بعض الاحيان ، لما تقتضيه المصلحة أو لخوف الفتنة . ولهذه الطائفة إمام باليمن ، وصنعاء داره ومقامه ، وهؤلاء الطائفة لا يدينون إلا بطاعة ذلك الامام ، وأمراؤهم لا يرون إلا أنهم نوابه ، وكانت لهؤلاء دولة قديمة بطبرستان . فزالت ولم يبق منها الآن إلا شرذمة قليلة . وصورة يمين هؤلاء يمين أهل السنة ، ويزاد فيه : وإلا برئت من معتقد زيد بن علي ، ورأيت أن أقول في الاذان إن حي على خير العمل بدعة وخلعت طاعة الامام المعصوم الواجب الطاعة ، وادعيت أن المهدي المنتظر ليس من ولد الحسن بن علي . وقلت بتفضيل الشيخين على أمير المؤمنين علي ، رضي الله عنه ، وعلى بنيه ، وطعنت في رأي ابنه الحسن على ما اقتضته المصلحة وطعنت عليه فيه .

وغير هؤلاء ممن يحتاج إلى تحليفه طائفة الدرزية . وهي تسمى الطائفة الآمنة الخائفة . وشأنهم شأن النصيرية في استباحة فروج المحارم ، وسائر الفروج المحرمة . وهم أشد كفرا ونفاقا منهم ، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله . وهم أبعد من كل خير . وأقرب من كل شر . وانتماؤهم إلى أبي محمد الدرزي . وكان من أهل موالاة الحاكم أبي علي المنصور بن العزيز خليفة مصر . وكانوا أولا من الاسماعيلية ، ثم خرجوا عن كل ما تمحلوه ، وهدموا كل ما أثلوه . وهم يقولون برجعة الحاكم ، وأن الالوهية انتهت إليه ، وتديرت ناسوته ، وهو يغيب ويظهر بهيئته ، ويقتل أعداءه قتل إبادة ، لا معاد بعده . وهم ينكرون المعاد من حيث هو ويقولون نحو قول الطبائعية : إن الطبائع هي المولدة ، والموت بفناء الحرارة الغريزية ، كانطفاء السراج بفناء الزيت إلا من اعتبط . ويقولون : دهر دائم ، وعالم قائم ، أرحام تدفع ، وأرض تبلع . وهذه الطائفة هم الذين زادوا في البسملة أيام الحاكم ، وكتبوا بسم الحاكم الله الرحمن الرحيم . فلما أنكر عليهم كتبوا بسم الله الحاكم الرحمن الرحيم . فجعلوا في الاول الله صفة الحاكم وجعلوا في الثاني العكس ومن هؤلاء أهل كسروان ، وكان الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله تعالى يرى أن قتالهم وقتال النصيرية أولى من قتال الارمن ، لانهم أعداء في دار الاسلام وشر بقائهم أضر . وصورة يمين هؤلاء: إنني والله وحق الحق الحاكم ، وما أعتقده من موالاته ، وما أعتقده أبو عبد الله الدرزي الحجة الواضحة ، ورآه الدرزى مثل الشمس اللائحة . وإلا قلت : إن مولاي الحاكم مات وبلى ، وتفرقت أوصاله وفنى . واعتقدت تبديل الارض والسماء وعود الرمم بعد الفناء . وتبعت كل جاهل ، وحظرت على نفسي ما أبيح لي وعملت بيدي ما فيه فساد بدني ، وكفرت بالبيعة المأخوذة وجعلتها وراء ظهري منبوذة .

وأما الخوارج : فهم الفرقة المباينة للسنة والشيعة . وهم الذين أنكروا التحكيم وقالوا : لا حكم إلا لله كفروا بالذنب ، وكفروا عليا ومعاوية وسائر من خالفهم ممن لا يرى رأيهم . وهم طوائف كثيرة . ومنهم الوهية ببلاد الغرب. وصورة يمين هؤلاء : صورة يمين أهل السنة . ويزاد فيها : وإلا أجزت التحكيم . وصوبت قول الفريقين في صفين ، وأطعت بالرضى حكم أهل الجور . وقلت في كتاب الله بالتأويل ، وأدخلت في الدين ما ليس فيه . وقلت : إن إمارة بني أمية عدل وأن قضاءهم حق ، وأن عمرو بن العاص أصاب ، وأن أبا موسى ما أخطأ ، واستبحت الاموال والفروج بغير حق ، واجترحت الكبائر والصغائر ، ولقيت الله مثقلا بالاوزار . وقلت : إن ما فعله عبد الرحمن بن ملجم كفر . وإن قاتل خارجه آثم ، وبرئت من فعلة قطام . وخلعت طاعة الرؤوس . وأنكرت أن تكون الخلافة إلا في قريش ، وإلا فلا أرويت سيفي ورمحي من دماء المخطئين .

وصورة يمين الحكماء : إنني والله والله والله العظيم الذي لا إله إلا هو ، الواحد الاحد ، الفرد الصمد ، الابدي السرمدي الازلي ، الذي لم يزل علمه علة العلل ، رب الارباب ، ومدبر الكل القدير القديم ، الاول بلا بداية ، والآخر بلا نهاية ، المنزه عن أن يكون حادثا أو عرضا للحوادث ، الحي المتصف بصفات البقاء والسرمدية والكمال ، والمتردي برداء الكبرياء والجلال ، مدبر الافلاك ، ومسير الشهب ومفيض القوى على الكواكب ، باث الارواح في الصور ، مكون الكائنات ، ومنمي الحيوان والمعدن والنبات ، وإلا فلا رقت روحي إلى مكانها ، ولا اتصلت نفسي بعالمها وبقيت في ظلم الجهالة ، وحجب الضلالة ، وفارقت نفسي غير مرتسمة بالمعارف . ولا تكلمت بالعلم ، ولا نطقت بالحكمة ، وبقيت في غرر النقص . وتنحيت في زمرة البغي ، وأخذت بنصيب من الشرك ، وأنكرت المعالم ، وقلت بفناء الارواح ، ورضيت في هذا بمقالة أهل الطبيعة ، ودمت في قيد المركبات وشواغل الحين ، ولم أدرك الحقائق على ما هي عليه . وإلا فقلت : إن الهيولي غير قابلة لتركيب الاجسام ، وأنكرت المادة والصورة ، وخرقت النواميس . وقلت : إن التحسين والتقبيح إلى غير العقل ، وخلدت مع النفوس الشريرة ، ولم أجد سبيلا إلى النجاة . وقلت : إن الاله ليس فاعلا بالذات ، ولا عالما بالكليات ، ودنت بأن النبوات متناهية ، وأنها غير كسبية ، وحدت عن طريق الحكماء ، ونقضت تقرير القدماء . وخالفت الفلاسفة الالهية ووافقت على إفساد الصور للعبث ، وحيزت الرب في جهة . وأثبت أنه جسم . وجعلته مما يدخل تحت الحد والماهية ، ورضيت بالتقليد في الالوهية .

وصورة يمين القدرية : والله والله والله العظيم ذي الامر الانف ، خالق الافعال والمشيئة . وإلا قلت: بأن العبد مكتسب ، وأن الجعد بن درهم محتقب ، وقلت : إن هشام بن عبد الملك أصاب داخلا لامية ، وأن مروان بن محمد كان ضالا في أتباعه ، وآمنت بالقدر خيره وشره . وقلت : إن ما أصابني لم يكن ليخطئني ، وما أخطأني لم يكن ليصيبني ، ولم أقل : إنه إذا كان أمر قد فرغ منه . ففيم أسدد وأقارب ؟ ولم أطعن في رواة الحديث : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ولم أتأول معنى قوله تعالى : * ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) * وبرئت مما أعتقد ، ولقيت الله وأنا أقول الامر غير أنف."


يكشنبه ۲۲ آذر ۱۳۸۸ ساعت ۱۳:۲۳