در حدود نيمه سده چهارم دو محدث و فقيه برجسته يکی امامی و ديگری زيدی در مناطق مرکزی ايران فعال بودند؛ يکی شيخ صدوق و ديگری ابو العباس حسني زيدی. البته ابو العباس از لحاظ طبقه روايی، يک طبقه بر شيخ صدوق مقدم بوده است. گرچه ظاهرا در آثار موجود شيخ صدوق يادی از ابو العباس نشده، اما بی ترديد شيخ صدوق به خوبی ابو العباس حسني را می شناخته است. از ديگر سو، شيخ صدوق بسيار بيشتر از بغداد، عمدتا در قم و ری و خراسان به فعاليت علمی مشغول بوده، در حالی که ابو العباس علاوه بر ری و شمال ايران، بخشی از زندگی خود را در بغداد سپری کرده بوده است. اما به هر حال می دانيم که زمانی ابو العباس در ری زندگی می کرده و آنجا تحصيلات خود را دنبال می کرده است؛ زمانی پيش از آمدن شيخ صدوق به ری و استقرار در آن شهر. از سويی ديگر، اين دو دانشمند با آل بويه مرتبط بوده اند؛ ابو العباس زمانی با عماد الدولة در فارس و شيخ صدوق با رکن الدوله در ری. ابو العباس حسني مانند شيخ صدوق هم محدث برجسته ای بوده و هم فقيه و علاوه بر آن، در دانش کلام معتزلی هم، دامنه دانش خود را گسترده تر کرده بوده است. از ابو العباس آثار و احاديث و اقوالی باقی مانده و از آنها هم پيداست که به خوبی با مذهب اماميه و احاديث و عقايد اماميان آشنا بوده است. شيخ صدوق هم چون بخشی از عمر خود را در ری گذرانده بوده و نيز با محافل شيعی در خراسان و به ويژه در نيشابور مرتبط بوده، بنابراين به خوبی با زيديان آشنا بوده و در کتابهای خود و خاصه در کمال الدين اين آشنايی را بروز داده است (برای اطلاعات درباره ابو العباس، نک: حاکم جشمي، "شرح العيون"، در فضل الاعتزال، ص 375؛ برای تفصيل زندگی و آثار ابو العباس، علاوه بر مقدمه تحقيق کتاب المصابيح او، نگاه کنيد به مقاله ای که درباره کتاب شرح الأحکام او و تکميل آن وسيله علي بن بلال الآملي در کتاب ماه دين منتشر کرده ام و در همين سايت نيز انتشار يافته است؛ با عنوان: يک منبع حديثی/فقهی از شمال ايران). از پاره هايی از آراء و آثار و اقوال ابو العباس حسني که در کتابهای زيديه باقی مانده و من از آنها در بخش مربوط به ابو العباس در کتاب روابط زيديه و اماميه بحث کرده ام، به خوبی پيداست که او انتقاداتی به اماميه و عقايد آنان داشته است و حتی اين انتقادات بر عقايد و نوشته های دو برادر هاروني، يعنی ابو طالب و ابو الحسين، از امامان زيدی ايران که هر دو از شاگردان برجسته ابو العباس بوده اند، تأثير تمام و سرنوشت ساز در مواجهه با اماميه داشته است. از ديگر سو، ابو العباس خود شاگرد دانشمند زيدی، ابو زيد علوي در ری بود که می دانيم کتاب الإشهاد اين ابو زيد در نقض آرای اماميه بوده است؛ همان کتابی که ابن قبه رازي بر آن نقض نوشت و شيخ صدوق آن را در کتاب کمال الدين به وديعت نهاد (نک: کتاب مکتب در فرايند تکامل آقای دکتر مدرسی، بخش ضميمه). ابو طالب هاروني در کتاب الدعامة درباره امامت که به غلط به نام صاحب بن عباد منتشر شده، در انتقاد از عقايد اماميه متأثر از ابو العباس است و علاوه بر آن از طريق او با ابو زيد علوي و انتقادات وی بر اماميه آشنايی يافته بوده است و درست همان خط فکری را در مواجهه با اماميه دنبال می کند. ابو الحسين هم به همين ترتيب تحت تأثير بوده و حتی پاسخی به نقض ابن قبه و عقايد او درباره امامت داده بوده و در ديگر نوشته های خود اين تأثير را معاينه نشان داده است. برادران هاروني که اصلا از خاندانی امامی مذهب بوده اند، آشنايی وسيعی نسبت به اماميه و احاديث و عقايد آنان داشته اند. در اين باره در همان کتاب پيشگفته به تفصيل بحث شده است (نيز درباره آنچه گفته شد، نک: مقاله من درباره ابو زيد علوي که در مجله معارف منتشر شده است). شيخ صدوق که رد بر انتقادات زيديه بر انديشه غيبت يکی از اصلی ترين دلمشغولی هايش در تأليف کتاب کمال الدين بوده، علاوه بر طرح اين انتقادات و پاسخ به آنها از طريق ارائه کتاب ابن قبه، در فصلی مقدم بر آن در کتاب کمال الدين، خود به پاره ای از انتقادات زيديه در اين زمينه به تفصيل پاسخ داده که البته ريشه قسمتی از آنها به ابو زيد علوي می رسد؛ اما از اينکه خود به طرح اين انتقادات و پاسخ به آنها مبادرت کرده، روشن می شود که در اين قسمت به منبعی معاصر خود از زيديه اشاره اشاره دارد؛ به ويژه که محور اصلی در اين انتقادات مسئله نص بر شمار 12 امام است که از سوی ابو زيد علوي طرح نشده بوده است. به نظر می رسد اين منبع که نام او را نمی برد، ابو العباس حسني است. مقايسه ميان اين بخش با آنچه که در کتاب الإشهاد ابو زيد علوي آمده و آنچه بعدا در کتاب الدعامة ابو طالب هاروني مد نظر قرار گرفته (و نيز در کتابی شرح گونه آن کتاب، با عنوان المحيط في الامامة، برای آن، نک: مقاله ای که سالها پيش در مجله علوم حديث قم منتشر کرده ام)، برای شناخت تحولات انتقادات زيديه بر اماميه در ری و محيط پيرامونی آن بسيار جالب توجه و مفيد است؛ اين کار را در همان کتاب پيشگفته انجام داده ايم و اينجا نيازی به تکرار نيست و انشاء الله آن کتاب منتشر خواهد شد. در اينجا پاسخهای شيخ صدوق را به اين انتقادات بر اساس کتاب کمال الدين نقل می کنيم:

كمال الدين وتمام النعمة، ص 67 به بعد
اعتراضات للزيدية : قال بعض الزيدية : إن الرواية التي دلت على أن الائمة اثنا عشر قول أحدثه الامامية قريبا وولدوا فيه أحاديث كاذبة . فنقول - وبالله التوفيق - : إن الاخبار في هذا الباب كثيرة والمفزع والملجأ إلى نقلة الحديث وقد نقل مخالفونا من أصحاب الحديث نقلا مستفيضا من حديث عبد الله ابن مسعود ما حدثنا به أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبد ربه الرازي وهو شيخ كبير لاصحاب الحديث قال : حدثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي بالري في شهر ربيع الاول سنة اثنين وثلاثمائة ، عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين المعروف باسحاق بن راهويه ، عن يحيى بن يحيى ، عن هشام ، عن مجالد عن الشعبي ، عن مسروق قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى شاب : هل عهد إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون من بعده خليفة ؟ قال : إنك لحدث السن وإن هذا شئ ما سألني عنه أحد ( من ) قبلك ، نعم عهد إلينا نبينا صلى الله عليه واله أنه يكون من بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني اسرائيل . وقد أخرجت بعض طرق هذا الحديث في هذا الكتاب وبعضها في كتاب النص على الائمة الاثنى عشر عليهم السلام بالامامة . ونقل مخالفونا من أصحاب الحديث نقلا ظاهرا مستفيضا من حديث جابر بن سمرة ما حدثنا به أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري ، و كان من أصحاب الحديث قال : حدثني أبو بكر بن أبي داود ، عن إسحاق بن إبراهيم ابن شاذان ، عن الوليد بن هشام ، عن محمد بن ذكوان قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن سيرين ، عن جابر بن سمرة السوائي قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فقال : يلي هذه الامة اثنا عشر ، قال : فصرخ الناس فلم أسمع ما قال : فقلت لابي - وكان أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مني : ما قال : رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : قال : كلهم من قريش وكلهم لا يرى مثله . وقد أخرجت طرق هذا الحديث أيضا ، وبعضهم روى " اثنا عشر أميرا " ، وبعضهم روى " اثنا عشر خليفة " فدل ذلك على أن الاخبار التي في يد الامامية ، عن النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام بذكر الائمة الاثنى عشر أخبار صحيحة . قالت الزيدية : فان كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد عرف امته أسماء الائمة الاثنى عشر فلم ذهبوا عنه يمينا وشمالا وخبطوا هذا الخبط العظيم ؟ فقلنا لهم : إنكم تقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وآله استخلف عليا عليه السلام وجعله الامام بعده ونص عليه وأشار إليه وبين أمره وشهره ، فما بال أكثر الامة ذهبت عنه و تباعدت منه حتى خرج من المدينة إلى ينبع وجرى عليه ما جرى ، فان قلتم : إن عليا عليه السلام لم يستخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله فلم أودعتم كتبكم ذلك وتكلمتم عليه ، فان الناس قد يذهبون عن الحق وإن كان واضحا ، وعن البيان وإن كان مشروحا كما ذهبوا عن التوحيد إلى التلحيد ، ومن قوله عزوجل : " ليس كمثله شئ " إلى التشبيه . اعتراض آخر للزيدية : قالت الزيدية : ومما تكذب به دعوى الامامية أنهم زعموا أن جعفر بن محمد عليهما السلام نص لهم على إسماعيل وأشار إليه في حياته ، ثم إن إسماعيل مات في حياته فقال : " ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني " فان كان الخبر الاثنا عشر صحيحا فكان لا أقل من أن يعرفه جعفر بن محمد عليهما السلام ويعرف خواص شيعته لئلا يغلط هو وهم هذا الغلط العظيم . فقلنا لهم : بم قلتم : إن جعفر بن محمد عليهما السلام نص على إسماعيل بالامة ؟ وما ذلك الخبر ؟ ومن رواه ؟ ومن تلقاه بالقبول ؟ فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا ، وإنما هذه حكاية ولدها قوم قالوا بامامة إسماعيل ، ليس لها أصل لان الخبر بذكر الائمة الاثنا عشر عليهم السلام قد رواه الخاص والعام ، عن النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام ، وقد أخرجت ما روي عنهم في ذلك في هذا الكتاب . فأما قوله : " ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني " فانه يقول : ما ظهر لله أمر كما ظهر له في أسماعيل ابني إذا اخترمه في حياتي ليعلم بذلك أنه ليس بامام بعدى . وعندنا من زعم أن الله عزوجل يبدو له اليوم في شئ لم يعلمه أمس فهو كافر والبراءة منه واجبة ، كما روي عن الصادق عليه السلام . حدثنا أبي - رضي الله عنه - عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن - يحيى بن عمران الاشعري قال : حدثنا أبو عبد الله الرازي ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ، عن عمار ، عن أبي بصير ، وسماعة ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : من زعم أن الله يبدو له في شئ اليوم لم يعلمه أمس فابرؤوا منه . وإنما البداء الذي ينسب إلى الامامية القول به هو ظهور أمره . يقول العرب بدا لي شخص أي ظهر لي ، لا بدا ندامة ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . وكيف ينص الصادق عليه السلام على إسماعيل بالامامة مع قوله فيه : إنه عاص لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي . حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد ابن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن إسماعيل فقال : عاص ، لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي . حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس - رضي الله عنه - قال : حدثنا أبي ، عن محمد ابن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، والبرقي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد ، عن عبيد بن زرارة قال : ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله عليه السلام فقال : والله لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي . حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن أبي نجران ، عن الحسين بن المختار ، عن الوليد بن - صبيح قال : جاءني رجل فقال لي : تعال حتى اريك ابن الرجل قال : فذهبت معه ، قال : فجاء بي إلى قوم يشربون فيهم إسماعيل بن جعفر ، قال : فخرجت مغموما فجئت إلى الحجر فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت يبكي قد بل أستار الكعبة بدموعه ، قال : فخرجت أشتد فإذا إسماعيل جالس مع القوم ، فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه ، قال : فذكرت ذلك لابي عبد الله عليه السلام فقال : لقد ابتلى ابني بشيطان يتمثل في صورته . وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي ، فكيف يجوز أن ينص عليه بالامامة مع صحة هذا القول منه فيه . اعتراض آخر : قالت الزيدية : بأي شئ تدفعون إمامة إسماعيل وما حجتكم على الاسماعيلية القائلين بامامته ؟ قلنا لهم : ندفع إمامته بما ذكرنا من الاخبار وبالاخبار الواردة بالنص على الائمة الاثنى عشر عليهم السلام وبموته في حياة أبيه . فأما الاخبار الواردة بالنص على الائمة الاثنى عشر فقد ذكرناها في هذا الكتاب . وأما الاخبار الواردة بموته في حياة الصادق عليه السلام ما حدثنا به أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، والحسن بن علي بن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن سعيد بن - عبد الله الاعرج قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لما مات إسماعيل أمرت به وهو مسجى أن يكشف عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه ونحره ، ثم أمرت به فغطي ، ثم قلت : اكشفوا عنه فقبلت أيضا جبهته وذقنه ونحره ، ثم أمرتهم فغطوه ، ثم أمرت به فغسل ثم دخلت عليه وقد كفن فقلت : اكشفوا عن وجهه ، فقبلت جبهته وذقنه ونحره و عوذته ، ثم قلت : درجوه . فقلت : بأي شئ عوذته ؟ قال : بالقرآن . قال مصنف هذا الكتاب : في هذا الحديث فوائد أحدها الرخصة بتقبيل جبهة الميت وذقنه ونحره قبل الغسل وبعده إلا أنه من مس ميتا قبل الغسل بحرارته فلا غسل عليه ، فان مسه بعدما يبرد فعليه الغسل ، وإن مسه بعد الغسل فلا غسل عليه ، فلو ورد في الخبر أن الصادق عليه السلام اغتسل بعد ذلك أو لم يغتسل لعلمنا بذلك أنه مسه قبل الغسل بحرارته أو بعدما برد . وللخبر فائدة أخرى وهي أنه قال : أمرت به فغسل ولم يقل غسلته وفي هذا الحديث أيضا ما يبطل إمامة إسماعيل لان الامام لا يغسله إلا إمام إذا حضره. حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أيوب بن نوح ، ويعقوب يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن شعيب ، عن أبي كهمس قال : حضرت موت إسماعيل وأبو عبد الله عليه السلام جالس عنده فلما حضره الموت شد لحييه وغطاء بالملحفة ثم أمر بتهيئته ، فلما فرغ من أمره دعا بكفنه وكتب في حاشية الكفن " إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله " . حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم ابن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن مرة مولى محمد بن - خالد قال : لما مات إسماعيل فانتهى أبو عبد الله عليه السلام إلى القبر أرسل نفسه فقعد على جانب القبر لم ينزل في القبر ، ثم قال : هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله بابراهيم ولده . حدثنا محمد بن الحسن - رضي الله عنه - قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن الحسين بن عمر ، عن رجل من بني هاشم قال : لما مات إسماعيل خرج إلينا أبو عبد الله عليه السلام فتقدم السرير بلا حذاء ولارداء . حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن جرير ، عن إسماعيل بن جابر و الارقط ابن عم أبي عبد الله - قال : كان أبو عبد الله عليه السلام عند إسماعيل حين قبض فلما رأي الارقط جزعه قال : يا أبا عبد الله قد مات رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : فارتدع ثم قال : صدقت أنا لك اليوم أشكر . حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عمرو بن عثمان الثقفى ، عن أبي كهمس قال : حضرت موت إسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام : فرأيت أبا عبد الله عليه السلام وقد سجد سجدة فأطال السجود ، ثم رفع رأسه فنظر إليه قليلا ونظر إلى وجهه ( قال : ) ثم سجد سجدة اخرى أطول من الاولى ، ثم رفع رأسه وقد حضره الموت فغمضه وربط لحييه وغطى عليه ملحفة ، ثم قام وقد رأيت وجهه وقد دخله منه شئ الله أعلم به ، قال : ثم قام فدخل منزله فمكث ساعة ، ثم خرج علينا مدهنا مكتحلا عليه ثياب غير الثياب التي كانت عليه ووجهه غير الذي دخل به فأمر ونهى في أمره حتى إذا فرغ منه دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن " إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله " . حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن - عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبى الحسن ظريف بن ناصح ، عن الحسن ابن زيد قال : ماتت ابنة لابي عبد الله عليه السلام فناح عليها سنة ، ثم مات له ولد آخر فناح عليه سنة ، ثم مات إسماعيل فجزع عليه جزعا شديدا فقطع النوح ، قال : فقيل لابي عبد الله عليه السلام : أصلحك الله أيناح في دارك ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لما مات حمزة : ليبكين حمزة لا بواكي له . حدثنا محمد بن الحسن - رحمه الله - قال : حدثنا الحسن بن متيل الدقاق قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن عبد الله الكوفي قال : لما حضرت إسماعيل بن أبي عبد الله الوفاة جزع أبو عبد الله عليه السلام جزعا شديدا قال : فلما غمضه دعا بقميص غسيل أو جديد فلبسه ثم تسرح وخرج يأمر وينهى قال : فقال له بعض أصحابه : جعلت فداك لقد ظننا أن لا ينتفع بك زمانا لما رأينا من جزعك ، قال : إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل المصيبة فإذا نزلت صبرنا . حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق - رحمه الله - قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكى قال : حدثنا الحسين بن الهيثم قال : حدثنا عباد بن يعقوب الاسدي قال : حدثنا عنبسة بن بجاد العابد قال : لما مات إسماعيل بن جعفر بن محمد وفرغنا من جنازته جلس الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وجلسنا حوله وهو مطرق ، ثم رفع رأسه فقال : أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق ودار التواء لا دار استواء على أن فراق المألوف حرقة لا تدفع ولوعة لا ترد وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة الفكر فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه ، ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد ، ثم تمثل عليه السلام بقول أبي خراش الهذلي يرثي أخاه . ولا تحسبي أني تناسيت عهده * ولكن صبري يا إمام جميل. اعتراض آخر : قالت الزيدية : لو كان خبر الائمة الاثنى عشر صحيحا لما كان الناس يشكون بعد الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الامامة حتى يقول طائفة من الشيعة بعبد الله وطائفة بإسماعيل وطائفة تتحير حتى أن الشيعة منهم من امتحن عبد الله بن الصادق عليه السلام فلما لم يجد عنده ما أراد خرج وهو يقول : إلى أين ؟ إلى المرجئة أم إلى القدرية ؟ أم إلي الحرورية وإن موسى بن جعفر سمعه يقول هذا فقال له : لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولا إلى الحرورية ولكن إلى . فانظروا من كم وجه يبطل خبر الاثنى عشر أحدها جلوس عبد الله للامامة ، والثاني إقبال الشيعة إليه ، والثالث حيرتهم عند امتحانه ، والرابع أنهم لم يعرفوا أن إمامهم موسى بن جعفر عليهما السلام حتى دعاهم موسى إلى نفسه وفي هذه المدة مات فقيههم زرارة بن أعين وهو يقول والمصحف على صدره : " اللهم إني أئتم بمن أثبت إمامته هذا المصحف " . فقلنا لهم : إن هذا كله غرور من القول وزخرف ، وذلك أنا لم ندع أن جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الائمة الاثني عشر عليهم السلام بأسمائهم ، وإنما قلنا : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبر أن الائمة بعده الاثنا عشر ، الذين هم خلفاؤه وأن علماء الشيعة قد رووا هذا الحديث بأسمائهم ولا ينكر أن يكون فيهم واحد أو اثنان أو أكثر لم يسمعوا بالحديث ، فأما زرارة بن أعين فانه مات قبل انصراف من كان وفده ليعرف الخبر ولم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر عليهما السلام من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذي هو القرآن على صدره ، وقال : اللهم إني أئتم بمن يثبت هذا المصحف إمامته ، وهل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الامر عليه إلا ما فعله زرارة ، على أنه قد قيل : إن زرارة قد كان عمل بأمر موسى بن جعفر عليهما السلام وبامامته وإنما بعث ابنه عبيدا ليتعرف من موسى بن جعفر عليهما السلام هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في كتمانه ، وهذا أشبه بفضل زرارة بن أعين وأليق بمعرفته . حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن إبراهيم بن محمد الهمداني - رضي الله عنه - قال : قلت للرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك عليه السلام ؟ فقال : نعم ، فقلت له : فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ؟ فقال : إن زرارة كان يعرف أمر أبي عليه السلام ونص أبيه عليه وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي عليه السلام هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه وأنه لما أبطأ عنه ابنه طولب باظهار قوله في أبي عليه السلام فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال : اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليهما السلام . والخبر الذي احتجت به الزيدية ليس فيه أن زرارة لم يعرف إمامة موسى بن - جعفر عليهما السلام وإنما فيه أنه بعث ابنه عبيدا ليسأل عن الخبر . حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الاشعري ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن أبيه قال : لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله عليه السلام فلما اشتد به الامر أخذ المصحف وقال : من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي . وهذا الخبر لا يوجب أنه لم يعرف ، على أن راوي هذا الخبر أحمد بن هلال وهو مجروح عند مشايخنا - رضى الله عنهم - . حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال : سمعت سعد بن عبد الله يقول : ما رأينا ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب إلا أحمد بن هلال ، وكانوا يقولون : إن ما تفرد بروايته أحمد بن هلال فلا يجوز استعماله ، وقد علمنا أن النبي والائمة صلوات الله عليهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه . والشاك في الامام على غير دين الله ، وقد ذكر موسى جعفر عليهما السلام أنه سيستوهبه من ربه يوم القيامة . حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضى الله عنه - قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن أبي الصهبان ، عن منصور بن العباس ، عن مروك بن عبيد ، عن درست ابن أبي منصور الواسطي ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : ذكر بين يديه زرارة بن أعين فقال : والله إني سأستوهبه من ربي يوم القيامة فيهبه لي ، ويحك إن زرارة بن أعين أبغض عدونا في الله وأحب ولينا في الله . حدثنا أبي ومحمد بن الحسن - رضي الله عنهما - قالا : حدثنا أحمد بن إدريس ، و محمد بن يحيى العطار جميعا ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك ، عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال : أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا : بريد العجلي ، وزرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم ، والاحول أحب الناس إلي أحياء وأمواتا . فالصادق عليه السلام لا يجوز أن يقول لزرارة : إنه من أحب الناس إليه وهو لا يعرف إمامة موسى بن جعفر عليهما السلام . اعتراض آخر : قالت الزيدية لا يجوز أن يكون من قول الانبياء : إن الائمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذه الامة إلى يوم القيامة ، والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه وآله قد مضى منهم أحد عشر ، وقد زعمت الامامية أن الارض لا تخلو من حجة . فيقال لهم : إن عدد الائمة عليهم السلام اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملا الارض قسطا وعدلا ، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالاقرار باثني عشر إماما إعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر عليه السلام بعده . حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضى الله عنه - قال : حدثنا عبد العزيز ابن يحيى قال : حدثنا إبراهيم بن فهد ، عن محمد بن عقبة ، عن حسين بن الحسن ، عن إسماعيل بن عمر ، عن عمر بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن - الحارث قال : قلت لعلي عليه السلام : يا أمير المؤمنين أخبرني بما يكون من الاحداث بعد قائمكم ؟ قال : يا ابن الحارث ذلك شئ ذكره موكول إليه ، وإن رسول الله صلى الله عهد إلي أن لا اخبر به إلا الحسن والحسين عليهما السلام . حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رحمة الله عليه - قال : حدثنا عبد العزيز بن - يحيى الجلودي ، عن الحسين بن معاذ ، عن قيس بن حفص ، عن يونس بن أرقم ، عن أبي سنان الشيباني عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث يذكر فيه أمر الدجال ويقول في آخره : لا تسألوني عما يكون بعد هذا فانه عهد إلي حبيبي عليه السلام أن لا اخبر به غير عترتي . قال النزال بن سبرة : فقلت لصعصعة ابن صوحان : ماعنى أمير المؤمنين بهذا القول ؟ فقال صعصعة : يا ابن سبرة إن الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه هو الثاني عشر من العترة ، التاسع من ولد الحسين بن علي عليهما السلام وهو الشمس الطالعة من مغربها ، يظهر عند الركن والمقام ، فيطهر الارض ويضع الميزان بالقسط فلا يظلم أحد أحدا ، فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام أن حبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الائمة . ويقال للزيدية : أفيكذب رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله " إن الائمة اثنا عشر " . فان قالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقل هذا القول ، قيل لهم : إن جاز لكم دفع هذا الخبر مع شهرته واستفاضته وتلقى طبقات الامامية إياه بالقبول فما أنكرتم ممن يقول : إن قول رسول الله صلى الله عليه وآله " من كنت مولاه " ليس من قول الرسول عليه السلام . اعتراض آخر : قالت الزيدية : اختلفت الامامية في الوقت الذي مضى فيه الحسن بن علي عليهما السلام فمنهم من زعم أن ابنه كان ابن سبع سنين ، ومنهم من قال : إنه كان صبيا أو رضيعا وكيف كان فانه في هذه الحال لا يصلح للامامة ورئاسة الامة وأن يكون خليفة الله في بلاده وقيمه في عباده ، وفئة المسلمين إذا عضتهم الحروب ، ومدبر جيوشهم ، والمقاتل عنهم والذاب عن حوزتهم ، والدافع عن حريمهم لان الصبى الرضيع والطفل لا يصلحان لمثل هذه الامور ، ولم تجر العادة فيما سلف قديما وحديثا أن تلقى الاعداء بالصبيان ومن لا يحسن الركوب ولا يثبت على السرج ، ولا يعرف كيف يصرف العنان ، ولا ينهض بحمل الحمائل ، ولا بتصريف القناة ، ولا يمكنه الحمل على الاعداء في حومة الوغا ، فان أحد أوصاف الامام أن يكون أشجع الناس . الجواب : يقال لمن خطب بهذه الخطبة : إنكم نسيتم كتاب الله عزوجل : ولولا ذلك لم ترموا الامامية بأنهم لا يحفظون كتاب الله وقد نسيتم قصة عيسى عليه السلام وهو في المهد حين يقول : " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت - الاية أخبرونا لو آمن به بنو إسرائيل ثم حزبهم أمر من العدو كيف كان يفعل المسيح عليه السلام وكذلك القول في يحيى عليه السلام ، وقد أعطاه الله الحكم صبيا فان جحدوا ذلك فقد جحدوا كتاب الله ، ومن لم يقدر على دفع خصمه إلا بعد أن يجحد كتاب الله فقد وضح بطلان قوله . ونقول في جواب هذا الفصل : إن الامر لو أفضى بأهل هذا العصر إلى ما وصفوا لنقض الله العادة فيه ، وجعله رجلا بالغا كاملا فارسا شجاعا بطلا قادرا على مبارزة الاعداء والحفظ لبيضة الاسلام والدفع عن حوزتهم . وهذا جواب لبعض الامامية على أبي القاسم البلخي . اعتراض آخر : قالت الزيدية : قد شك الناس في صحة نسب هذا المولود إذ أكثر الناس يدفعون أن يكون للحسن بن علي عليهما السلام ولد . فيقال لهم : قد شك بنو إسرائيل في المسيح ورموا مريم بما قالوا " لقد جئت شيئا فريا " فتكلم المسيح ببراءة أمه عليه السلام فقال : " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " فعلم أهل العقول أن الله عزوجل لا يختار لاداء الرسالة مغمور النسب ولا غير كريم المنصب ، كذلك الامام عليه السلام إذا ظهر كان معه من الايات الباهرات و الدلائل الظاهرات ما يعلم به أنه بعينه دون الناس هو خلف الحسن بن علي عليهما السلام . قال بعضهم : ما الدليل على أن الحسن بن علي عليه السلام توفي ؟ قيل له : الاخبار التي وردت في موته هي أوضح وأشهر وأكثر من الاخبار التى وردت في موت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام لان أبا الحسن عليهما السلام مات في يد الاعداء ومات أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام في داره على فراشه ، وجرى في أمره ما قد أوردت الخبربه مسندا في هذا الكتاب . فقال قائل منهم : فهلا دلكم تنازع أم الحسن وجعفر في ميراثه أنه لم يكن له ولد ؟ لانا بمثل هذا نعرف من يموت ولا عقب له ان لا يظهر ولده ويقسم ميراثه بين ورثته ؟ فقيل له : هذه العادة مستفيضة وذلك أن تدبير الله في أنبيائه ورسله وخلفائه ربما جرى على المعهود المعتاد وربما جرى بخلاف ذلك ، فلا يحمل أمرهم في كل الاحوال على العادات كما لا يحمل أمر المسيح عليه السلام على العادات . قال : فان جاز له أن يشك في هذا لم لا يجوز أن نشك في كل من يموت ولا عقب له ظاهر . قيل له : لا نشك في أن الحسن عليه السلام كان له خلف من عقبه بشهادة من أثبت له ولدا من فضلاء ولد الحسن والحسين عليهما السلام والشيعة الاخبار لان الشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي وإن كان عدد النافين أكثر من عدد المثبتين ، ووجدنا لهذا الباب فيما مضى مثالا وهو قصة موسى عليه السلام لان الله سبحانه لما أراد أن ينجي بني إسرائيل من العبودية ويصير دينه على يديه غضا طريا أوحى إلى أمه " فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " فلو أن أباه عمران مات في ذلك الوقت لما كان الحكم في ميراثه إلا كالحكم في ميراث الحسن عليه السلام ، ولم يكن في ذلك دلالة على نفي الولد . وخفي على مخالفينا فقالوا : إن موسى في ذلك الوقت لم يكن بحجة والامام عندكم حجة ، ونحن إنما شبهنا الولادة والغيبة بالولادة والغيبة ، وغيبة يوسف عليه السلام أعجب من كل عجب لم يقف على خبره أبوه وكان بينهما من المسافة ما يجب أن لا ينقطع لولا تدبير الله عزوجل في خلقه أن ينقطع خبره عن أبيه وهؤلاء إخوته دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون . وشبهنا أمر حياته بقصة أصحاب الكهف فانهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ، وهم أحياء . فان قال قائل : إن هذه أمور قد كانت ولا دليل معنا على صحة ما تقولون . قيل له : أخرجنا بهذه الامثلة أقوالنا من حد الاحالة إلى حد الجواز ، وأقمنا الادلة على صحة قولنا بأن الكتاب لا يزال معه من عترة الرسول صلى الله عليه وآله من يعرف حلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه ، وبما أسندناه في هذا الكتاب من الاخبار عن النبي والائمة صلوات الله عليهم . فان قال : فكيف التمسك به ؟ ولا نهتدي إلى مكانه ولا يقدر أحد علي إتيانه ؟ قيل له : نتمسك بالاقرار بكونه وبامامته وبالنجباء الاخيار والفضلاء الابرار القائلين بامامته ، المثبتين لولادته وولايته ، المصدقين للنبي والائمة عليهم السلام في النص عليه باسمه ونسبه من أبرار شيعته ، العالمين بالكتاب والسنة ، العارفين بوحدانية الله تعالى ذكره النافين عنه شبه المحدثين المحرمين للقياس ، المسلمين لما يصح وروده عن النبي و الائمة عليهم السلام . فان قال قائل : فان جاز أن يكون نتمسك بهؤلاء الذين وصفتهم ويكون تمسكنا بهم تمسكا بالامام الغائب فلم لا يجوز أن يموت رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يخلف أحدا فيقتصر أمته على حجج العقول والكتاب والسنة ؟ قيل له : ليس الاقتراح على الله عز وجل علينا وإنما علينا فعل ما نؤمر به وقد دلت الدلائل على فرض طاعة هؤلاء الائمة الاحد عشر عليهم السلام الذين مضوا ووجب القعود معهم إذا قعدوا والنهوض معهم إذا نهضوا ، و الاسماع منهم إذا نطقوا . فعلينا أن نفعل في كل وقت ما دلت الدلائل على أن علينا أن نفعله . اعتراض آخر لبعضهم : قال بعض الزيدية فان للواقفه ولغيرهم أن يعارضوكم في ادعائكم أن موسى بن جعفر عليهما السلام مات وأنكم وقفتم على ذلك بالعرف والعادة والمشاهدة وذلك أن الله عزوجل قد أخبر في شأن المسيح عليه السلام فقال : " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " وكان عند القوم في حكم المشاهدة والعادة الجارية أنهم قد رأوه مصلوبا مقتولا فليس بمنكر مثل ذلك في سائر الائمة الذين قال بغيبتهم طائفة من الناس . الجواب يقال لهم : ليس سبيل الائمة عليهم السلام في ذلك سبيل عيسى بن مريم عليه السلام وذلك أن عيسى بن مريم ادعت اليهود قتله فكذبهم الله تعالى ذكره بقوله " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " وأئمتنا عليهم السلام لم يرد في شأنهم الخبر عن الله أنهم شبهوا وإنما قال ذلك قوم من طوائف الغلاة ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله بقتل أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : " إنه ستخضب هذه من هذا " يعني لحيته من دم رأسه ، وأخبر من بعده من الائمة عليهم السلام بقتله ، وكذلك الحسن والحسين عليهما السلام قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل بأنهما سيقتلان ، وأخبرا عن أنفسهما بأن ذلك سيجري عليهما ، وأخبر من بعدهما من الائمة عليهما السلام بقتلهما ، وكذلك سبيل كل إمام بعدهما من علي بن الحسين إلى الحسن بن - علي العسكري عليهما السلام قد أخبر الاول بما يجري على من بعده وأخبر من بعده بما جرى على من قبله ، فالمخبرون بموت الائمة عليهما السلام هم النبي والائمة عليهم السلام واحد بعد واحد ، والمخبرون بقتل عيسى عليه السلام كانت اليهود ، فلذلك قلنا : إن ذلك جرى عليهم على الحقيقة والصحة لا على الحسبان والحيلولة ولا على الشك والشبهة لان الكذب على المخبرين بموتهم غير جائز لانهم معصومون وهو على اليهود جائز .

بخش اصلی انتقادات زيديه:
كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 67 به بعد:
1- قال بعض الزيدية : إن الرواية التي دلت على أن الائمة اثنا عشر قول أحدثه الامامية قريبا وولدوا فيه أحاديث كاذبة .
2- قالت الزيدية : فان كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد عرف امته أسماء الائمة الاثنى عشر فلم ذهبوا عنه يمينا وشمالا وخبطوا هذا الخبط العظيم ؟
3- اعتراض آخر للزيدية. قالت الزيدية : ومما تكذب به دعوى الامامية أنهم زعموا أن جعفر بن محمد عليهما السلام نص لهم على إسماعيل وأشار إليه في حياته ، ثم إن إسماعيل مات في حياته فقال : " ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني " فان كان الخبر الاثنا عشر صحيحا فكان لا أقل من أن يعرفه جعفر بن محمد عليهما السلام ويعرف خواص شيعته لئلا يغلط هو وهم هذا الغلط العظيم .
4- اعتراض آخر. قالت الزيدية : بأي شئ تدفعون إمامة إسماعيل وما حجتكم على الاسماعيلية القائلين بامامته ؟
5- اعتراض آخر. قالت الزيدية : لو كان خبر الائمة الاثنى عشر صحيحا لما كان الناس يشكون بعد الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الامامة حتى يقول طائفة من الشيعة بعبد الله وطائفة بإسماعيل وطائفة تتحير حتى أن الشيعة منهم من امتحن عبد الله بن الصادق عليه السلام فلما لم يجد عنده ما أراد خرج وهو يقول : إلى أين ؟ إلى المرجئة أم إلى القدرية ؟ أم إلي الحرورية وإن موسى بن جعفر سمعه يقول هذا فقال له : لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولا إلى الحرورية ولكن إلى . فانظروا من كم وجه يبطل خبر الاثنى عشر أحدها جلوس عبد الله للامامة ، والثاني إقبال الشيعة إليه ، والثالث حيرتهم عند امتحانه ، والرابع أنهم لم يعرفوا أن إمامهم موسى بن جعفر عليهما السلام حتى دعاهم موسى إلى نفسه وفي هذه المدة مات فقيههم زرارة بن أعين وهو يقول والمصحف على صدره : " اللهم إني أئتم بمن أثبت إمامته هذا المصحف " .
6- اعتراض آخر. قالت الزيدية لا يجوز أن يكون من قول الانبياء : إن الائمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذه الامة إلى يوم القيامة ، والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه وآله قد مضى منهم أحد عشر ، وقد زعمت الامامية أن الارض لا تخلو من حجة .
7- اعتراض آخر. قالت الزيدية : اختلفت الامامية في الوقت الذي مضى فيه الحسن بن علي عليهما السلام فمنهم من زعم أن ابنه كان ابن سبع سنين ، ومنهم من قال : إنه كان صبيا أو رضيعا وكيف كان فانه في هذه الحال لا يصلح للامامة ورئاسة الامة وأن يكون خليفة الله في بلاده وقيمه في عباده ، وفئة المسلمين إذا عضتهم الحروب ، ومدبر جيوشهم ، والمقاتل عنهم والذاب عن حوزتهم ، والدافع عن حريمهم لان الصبى الرضيع والطفل لا يصلحان لمثل هذه الامور ، ولم تجر العادة فيما سلف قديما وحديثا أن تلقى الاعداء بالصبيان ومن لا يحسن الركوب ولا يثبت على السرج ، ولا يعرف كيف يصرف العنان ، ولا ينهض بحمل الحمائل ، ولا بتصريف القناة ، ولا يمكنه الحمل على الاعداء في حومة الوغا ، فان أحد أوصاف الامام أن يكون أشجع الناس .
8- اعتراض آخر. قالت الزيدية : قد شك الناس في صحة نسب هذا المولود إذ أكثر الناس يدفعون أن يكون للحسن بن علي عليهما السلام ولد.
9- اعتراض آخر لبعضهم. قال بعض الزيدية فان للواقفة ولغيرهم أن يعارضوكم في ادعائكم أن موسى بن جعفر عليهما السلام مات وأنكم وقفتم على ذلك بالعرف والعادة والمشاهدة وذلك أن الله عزوجل قد أخبر في شأن المسيح عليه السلام فقال : " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " وكان عند القوم في حكم المشاهدة والعادة الجارية أنهم قد رأوه مصلوبا مقتولا فليس بمنكر مثل ذلك في سائر الائمة الذين قال بغيبتهم طائفة من الناس.
يكشنبه ۱۴ مهر ۱۳۸۷ ساعت ۲:۵۵