ابو المفضل شيباني، محدث برجسته و پر کار شيعی سده چهارم قمری از جهات متعدد محدثی مهم قلمداد می شود؛ يکی از اين جهات عنايت او به روايت آثار کوفيان و گرايشهای مختلف شيعی کوفی و نيز نيز گستره روايی او و روايت از مشايخ حديث در شهرهای مختلف و بومهای کاملا متمايز است؛ کما اينکه ابو المفضل شيباني در روايت احاديث و اصول روايی سنيان و به ويژه روايت طيفهای پيرامونی اهل سنت و اصحاب حديث اهميت بسزايی دارد و به همين دليل هم مورد عنايت محدثان و رجاليان سنی مانند خطيب بغدادي هم قرار گرفته است. گرچه از ابو المفضل شيباني کتابی باقی نمانده، اما احاديث بسيار زيادی از او در منابع مختلف سنی، امامی، زيدی و حتی اسماعيلی باقی مانده است. برخی از اين احاديث به روشنی به آثاری از او مربوط می شود که در منابع از آنها نام برده شده است. از جمله وی کتابی به نام شرف التربة درباره مقام و مزار و تربت حضرت سيد الشهداء سلام الله عليه داشته است که نجاشی (ص 396) از آن نام می برد. اين کتاب البته به شکل نسخه خطی باقی نمانده اما شماری روايت در همين موضوع به نقل از ابن خشيش، يکی از شاگردانش که در ضمن، شيخ طوسي از او روايت می کند (برای او نک: مشيخة النجاشی از محمود درياب نجفي، ص 176-177) در الأمالي طوسي به نقل از ابو المفضل موجود است که ظاهرا به همين متن شرف التربة مربوط می شود. اين نقلها ظاهرا همه کتاب او را شامل نمی شود، اما احتمال زيادی وجود دارد که بخش عمده ای از آن را پوشش دهد. اين متن علاوه بر اهميت مذهبی، اهميت تاريخی برای دوران عباسی نيز دارد و مناسبات عباسيان و شيعيان را بازتاب می دهد. البته کما اينکه نجاشی تصريح می کند او علاوه بر شرف التربة، کتاب ديگری به نام كتاب مزار الحسين عليه السلام داشته است و چون تمامی رواياتی که در الأمالي نقل شده مربوط به حضرت سيد الشهداء است، بنابراين شايد احتمال داده شود که اين نقلها به اين کتاب مربوط است و نه کتاب شرف التربة؛ اما از آنجا که در تمام اين روايات نقطه محوری مسئله تربت است، بنابراين بايد گفت که اين روايات به شرف التربة ابو المفضل شيباني مربوط است. شرف التربة بايد بيشتر به سيد الشهداء مربوط می شده و نه موضوع ديگری و از ديگر سو کتابهای مزار عموما بيشتر تکيه بر متون زيارات داشته اند و ثواب زيارت. شايد روايت زير هم که وسيله عبد الکريم ابن طاووس به نقل از شرف التربة ابو المفضل نقل شده، مؤيد همين باشد که کتاب شرف التربة او در زمينه تربت کربلا بوده است:
فرحة الغري- السيد عبدالكريم ابن طاووس ص 113 و بعد
وأخبرني والدي (قدس الله روحه) ، عن الفقيه محمد بن نما ، عن شيخه محمد بن أدريس ومن خط الفقيه ابن نما ، نقلت من كتاب (شرف التربة) لابن المطلب الشيباني ما صورته : حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن فرج بن أبي نوح الرخجي الكاتب قال : دخلت على أبي طاهر محمد بن علي بن بلال وفي إصبعي خاتم فيروزج فاستحسنه أبو طاهر وأخرج إلي دفترا كان فيه هذا الحديث فأملى منه علي: حدثني محمد بن شهاب بن صالح البارقي شيخ أهل الكوفة لقيته بمشهد مولانا الحسين ( عليه السلام ) قال : حدثني عبد الله بن موسى الهمداني عن مفضل بن عمر ، قال: دخلت على أبي عبد الله وأنا متختم بالفيروزج فقال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا مفضل الفيروزج نزهة أبصار المؤمنين والمؤمنات وأنا أحب لكل مؤمن أن يتختم بخمسة خواتيم : بالياقوت وهو أفخرها ، وبالعقيق وهو أخلصها لله عز وجل ولنا ، وبالفيروزج وهو يقوي البصر ويوسع الصدر ويزيد في قوة القلب ، ومن تختم به عاد بنجح في حاجته ، وبالحديد الصيني ولا أحب التختم به ولا أكره لبسه عند لقأ من يتقيه من أهل الشر ليطفي به شره ، وهو يشرد مردة الشياطين فأحب لذلك اتخاذه ، والخامس ما يظهره الله ( عز وجل ) بالذكوات البيض بالغريين . فإنه من تختم به فنظر إليه كتب الله له بكل نظرة ثواب زورة ، ولولا رحمة الله لشيعتنا لبلغ الفص منه مالا عظيما ولكن الله أرخصه عليهم ليتختم به غنيهم وفقيرهم . قال أبو طاهر: ذكرت هذا الحديث لسيدي أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الرضا : فقال : هذا من حديث جدي أبي عبد الله . قلت : جعلت فداك ما أراك تختار على العقيق الاحمر شيئا ؟ قال : نعم لما جاء فيه . قلت : وما جاء فيه ؟ قال : حدثني أبي أن أول من تختم به آدم ( عليه السلام ) ، وكان من حديث آدم ( عليه السلام ) في ذلك أنه رأى على العرش بالنور مكتوبا ( أنا الله الذي لا إله الا أنا وحدي ، محمد صفوتي من خلقي أيدته بأخيه علي ونصرته به في تمام الخمسة الاسمأ ) . فلما أصاب آدم ( عليه السلام ) الخطيئة وهبط الى الارض توسل الى الله تعالى ذكره بتلك الاسمأ فتاب عليه ، فاتخذ آدم ( عليه السلام ) خاتما من فضة فصه من العقيق الاحمر ، ونقش الاسمأ عليه ، ثم تختم به في يده اليمنى فصار ذلك سنة أخذ بها الاتقيأ من بعده من ولده.
ما در اينجا عين اين روايات را بر اساس الأمالي شيخ طوسي نقل می کنيم:

باقيمانده متن کتاب شرف التربة
الأمالي- الشيخ الطوسي ص 314 به بعد
- أخبرنا ابن خشيش ، عن أبي المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني ، قال : حدثنا محمد بن علي بن معمر الكوفي بواسط ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدثنا محمد بن أبي عمير ومحمد بن سنان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : بينا الحسين عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال : يا محمد ، أتحبه ؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله ، فحزن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لذلك حزنا شديدا ، فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : أيشرك إن أريك التربة التي يقتل فيها ؟ قال : نعم ، قال : فخسف جبرئيل ( عليه السلام ) ما بين مجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى كربلاء حتى التقت القطعتان هكذا - وجمع بين السبابتين - فتناول بجناحيه من التربة فناولها لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم دحا الارض من طرف العين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : طوبى لك من تربة ، وطوبى لمن يقتل فيك .
- أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الهمداني ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف النحوي ، قال : حدثنا محمد بن سلمة بن أرتبيل ، قال : حدثنا يونس بن أرقم ، عن الاعمش ، عن سالم بن أبي الجع ، عن أنس بن مالك : أن عظيما عن عظماء الملائكة استأذن ربه ( عزوجل ) في زيارة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأذن له ، فبينما هو عنده إذ دخل عليه الحسين ( عليه السلام فقبله النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأجلسه في حجره ، فقال له الملك : أتحبه ؟ قال : أجل أشد الحب ، إنه ابني ، قال له : إن أمتك ستقتله ، قال : أمتي تقتل ابني هذا ؟ قال : نعم ، وإن شئت أريتك من التربة التي يقتل عليها ، قال نعم ، فأراه تربة حمراء طيبة الريح ، فقال : إذا صارت هذه التربة دما عبيطا فهو علامة قتل ابنك هذا ، قال سالم بن أبي الجعد : أخبرت أن الملك كان ميكائيل ( عليه السلام ) .
- أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا علي بن محمد بن مخلد الجعفي من أصل كتابه بالكوفة ، قال : حدثنا محمد بن سالم ابن عبد الرحمن الازدي ، قال : حدثني غوث بن مبارك الخثعمي ، قال : حدثنا عمرو ابن ثابت ، عن أبيه أبي المقدام ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فخرجت يتوجه بن قائدي إلى منزلها ، وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء ، فلما انتهيجت إليها قلت : يا أم المؤمنين ، ما بالك تصرخين وتغوثين ؟ فلم تجبني ، وأقبلت على النسوة الهاشميات وقالت : يا بنات عبد المطلب اسعدنني وابكين معي ، فقد والله قتل سيدكن وسيد شباب أهل الجنة ، قد والله قتل سبط رسول الله وريحانته الحسين . فقيل : يا أم المؤمنين ، ومن أين علمت ذلك ؟ قالت : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المنام الساعة شعثا مذعورا ، فسألته عن شأنه ذلك ، فقال : قتل ابني الحسين وأهل بيته اليوم فدفنتهم ، والساعة فرغت من دفنهم ، قالت : فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل ، فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلاء ، فقال : إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك ، وأعطانيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : اجعلني هذه التربة في زجاجة - أو قال : في قارورة - ولتكن عندك ، فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين ، فرأيت القارورة الان وقد صارت دما عبيطا تفور . قال : وأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها ، وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسين ( عليه السلام ) ، فجاءت الركبان بخبره ، وأنه قتل في ذلك اليوم . قال عمرو بن ثابت قال أبي : فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) ، منزلة ، فسألته عن هذا الحديث ، وذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا الحديث عن عبد الله بن عباس ، فقال : أبو جعفر ( عليه السلام ) : حدثنيه عمر بن أبي سلمة ، عن أمة أم سلمة . قال ابن عباس : في رواية سعيد بن جبير عنه قال : فلما كانت الليلة رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في منامي أغبر أشعث ، فذكرت له ذلك وسألته عن شأنه ، فقال لي : ألم تعلمي أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه. قال عمرو بن أبي المقدام : فحدثني سدير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : أن جبرئيل جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالتربة التي يقتل عليها الحسين ( عليه السلام ) ، قال أبو جعفر : فهي عندنا.
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا هاشم بن نقية الموصلي الدقاق ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني الثقفي ، قال : حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن ليث بن أبي سليم ، عن جدير - أو جد مر - بن عبد الله المازني ، عن زيد مولى زينب بنت جحش ، عن زينب بنت جحش ، قالت : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ذات يوم عندي نائما ، فجاء الحسين ( عليه السلام ) فجعلت أعلله مخافة أن يوقظ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فغفلت عنه ، فدخل واتبعته ، فوجدته وقد قعد على بطن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فوضع زبيبته في سرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : فجعل يبول عليه ، فأردت أن آخذه عنه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : دعي ابني يا زينب حتى يفرغ من بوله ، فلما فرغ توضأ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقام يصلي ، فلما سجد ارتحله الحسين ( عليه السلام ) فلبث البني ( صلى الله عليه وسلم ) بحاله حتى نزل ، فلما قام عاد الحسين ( عليه لاسلام ) فحمله حتى فرغ من صلاته ، فبسط لانبي ( صلى الله عليه وآله ) يده وجعل يقول : أرني أرني ، يا جبرئيل . فقلت : يا رسول الله ، لقد رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك صنعته قط ، قال : نعم ، جاءني ( عليه السلام ) فعزاني في ابني الحسين ، وأخبرني أن أمتي تقتله ، وأتاني بتربة حمراء . قال زياد بن عبد الله : أنا شككت في اسم الشيخ جدير أو جد مر بن عبد الله ، وقد أثنى عليه ليث خيرا ، وذكر من فضله.
- أخبرنا ابن خشيش ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو الخليل العباس بن خليل بن جابر الطائي إمام حمص ، قال : حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي ، قال : حدثنا سويد بن عبد العزيز ، عن داود بن عيسى الكوفى ، عن عمارة بن غزية ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أجلس حسينا على فخذه فجعل يقبله ، فقال جبرئيل : أتحب ابنك هذا ؟ قال : نعم ، قال : فإن أمتك ستقتله بعدك ، فدمعت عينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له : إن شئت أريتك من تربته التي يقتل عليها ؟ قال : نعم ، فأراه جبرئيل ( عليه السلام ) تراب من تراب الارض التي يقتل عليها وقال : تدعي الطف.
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال : حدثنا الحسن بن محدم بن عبد الواحد الخزاز ، قال : حدثني يوسف بن كليب المسعودي ، عن عامر بن كثير ، عن أبي الجارود ، قال حفر عند قبر الحسين ( عليه السلام ) عند رأسه وعند رجليه أول ما حفر فأخرج مسلك أذفر لم يشكوا فيه.
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : محمد بن محمد بن معقل العجلي القرميسيني بسهرورد ، قال : حدثنا محمد بن أبي الصهبان الذهلى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن كرام بن عمرو الخثعمي ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقولان : أن الله ( تعالى ) عوض الحسين ( عليه السلام ) من قتله أن جعل الامامة في ذريته ، والشفاء في تربته ، وإجابة الدعا عند قبره ، ولا تعد أيام زائريه جائيا وراجعا من عمره . قال محمد بن مسلم : فقلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : هذا الجلال ينال بالحسين ( عليه السلام ) فماله في نفسه ؟ قال : إن الله ( تعلاى ) ألحقه بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فكان معه في درجته ومنزلته ، ثم تلا أبو عبد الله ( والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الاية (سورة الطور 52 : 21).
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا حميد بن زياد الدهقان إجازة بخطه في سنة تسع وثلاث مائة ، قال : حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس الدهقان ، قال : حدثنا سعيد بن صالح ، قال : حدثنا الحسن بن على ابن أبي المغيرة ، عن الحارث بن المغيرة النصري ، قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إني رجل كثير العلل والامراض ، وما تركت دواء تداويت به فما انتفعت بشئ منه فقال لي أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي ( عليه لاسلام ) ، فإن فيه شفاء من كل داء ، وأمنا من كل خوف ، فإذا أخذته فقل هذا الكلام : " اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة ، وبحق الملك الذي أخذها ، وبحق النبي الذي قبضها ، وبحق الوصي الذي حل فيها ، صلى على على محمد وأهل بيته ، وافعل بي كذا وكذا " . قال : ثم قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيل ( عليه السلام ) ، وأراها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : هذه تربة ابنك الحسين ، تقتله أمتك من بعدك ، والذي قبضها فهو محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأما الوصي الذي حل فهيا فهو الحسن ( عليه السلام ) والشهداء ( رضي الله عنهم ) . قلت : قد عرفت - جعلت فداك - الشفاء من كل داء فكيف الامن من كل خوف ؟ فقال : إذا خفت سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) ، فتقول : " اللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك ، فاجعله لي أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف " فإنه قد يرد ما لا يخاف . قال الحارث بن المغيرة : فأخذت كما أمرني ، وقلت م ا قال لي فصح جسمي ، وكان لي أمانا من كل ما خفت وما لم أخف ، كما قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن محمد بن معقل القرميسيني العجلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الاحمري ، قال : حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري ، عن زيد أبي أسامة ، قال : كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق ( عليه السلام ) ، فأقبل علينا أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : إن الله ( تعالى ) جعل تربة جدي الحسين ( عليه السلام ) شفاء من كل داء وإمانا من كل خوف ، فإذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه ، وليمرها على سائر جسده ، وليقل : ( اللهم بحق هذه التربة ، وبحق من حل بها وثوى فيها ، وبحق أبيه وأمه وأخيه والأئمة من ولده ، وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء ، وبرءا من كل مرض ، ونجاة من كل آفة ، وحرزا مما أخاف وأحذر ) ثم يستعملها . قال أبو أسامة : فإني استعملتها من دهري الاطول ، كما قال ووصف أبو عبد الله ، فما رأيت بحمد الله مكروها .
- اخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني أحمد بن محند بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، قال : حدثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية ، قال : حدثنا سعد بن سعيد الاشعري ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال . سألته عن الطين الذي يؤكل يأكله الناس . فقال : كل طين حرام كالميتة والدم وما أهل لغير الله به ما خلا طين قبر الحسين ( عليه السلام ) ، فإنه شفاء من كل داء .
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال . حدثنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك القاضي الشيباني ببغداد ، قال : حدثنا المنذر بن محمد القابوسي ، قال : حدثنا الحسين بن محمد أبو عبد الله الازدي ، قال : حدثنا أبي ، قال : صليت في جامع المدينة وإلى جانبي رجلان على أحدهما ثياب السفر ، فقال أحدهما لصاحبه : يا فلان ، أما علمت أن طين قبر الحسين ( عليه السلام ) شفاء من كل داء ، وذلك أ نه كان بي وجع الجوف فتعالجت بكل دواء فلم أجد فيه عافية ، وخفت على نفسي وأيست منها ، وكانت عندنا امرأة من أهل الكوفة عجوز كبيرة ، فدخلت علي وأنا في أشد ما بي من العلة ، فقالت لا : يا سالم ، ما أرى علتك كل يوم إلا زائدة ؟ فقلت لها : نعم . قالت : فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله ( عز وجل ) ؟ فقلت لها : ما أنا إلى شئ أحوج مني إلى هذا ؟ فسقتني ماء في قدح ، فسكتت عني العلة ، وبرأت حتى كأن لم تكن بي علة قط . فلما كان بعد أشهر دخلت علي العجوز فقلت لها : بالله عليك يا سلمة - وكان اسمها سلمة - بماذا داويتني ؟ فقالت : بواحدة مما في هذه السبحة - من سبحة كانت في يدها - فقلت : وما هذه السبحة ؟ فقالت : إنها من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) . فقلت لها : يا رافضية داويتني بطين قبر الحسين ! فخرجت من عندي مغضبة ورجعت والله علتي كأشذ ما كانت وأنا أقاسي منها الجهد والبلاء ، وقد والله خشبت على نفسي ، ثم أذن المؤذن فقاما يصليان وغابا عني .
- خبرنا ابن خشيش ، قال : حدثني محمد بن عبد الله ، قال : حدثني الفضل بن محمد بن أبي طاهر الكاتب ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى السريعي الكاتب ، قال : حدثني أبي موسى بن عبد العزيز ، قال : لقيني يوحنا بن سرافيون النصراني المتطبب في شارع أبي أحمد فاستوقفني ، وقال لي : بحق نبيك ودينك ، من هذا الذي يزور قبره قوم منكم بناحية قصر ابن هبيرة ، من هو من أصحاب نبيكم ؟ قلت : ليس هو من أصحابه هو ابن بنته ، فما دعاك إلى المسألة عنه ؟ فقال : له عندي حديث طريف . فقلت : حدثني به . فقال : وجه إلي سابور الكبير الخادم الرشيدي في الليل ، فصرت إليه فقال لي : تعال معي ، فمضى وأنا معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي ، فوجدناه زائل العقل متكئا على وسادة ، وإذا بين يديه طست فيها حشو جوفه ، وكان الرشيد استحضره من الكوفة ، فأقبل سابور على خادم كان من خاصة موسى ، فقال له : ويحك ما خبره ؟ فقال له : أخبرك أنه كان من ساعة جالسا وحوله ندماؤه ، وهو من أصح الناس جسما وأطيبهم نفسا ، إذ جرى ذكر الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال يوحنا : هذا الذي سألتك عنه . فقال موسى : إن الرافضة لتغلو فيه حتى إنهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء يتداوون به . فقال له رجل من بني هاشم كان حاضرا : قد كانت بي علة غليظة فتعالجت لها بكل علاج ، فما نفعني ، حتى وصف لي كاتبي أن آخذ من هذه التربة ، فأخذتها فنفعني الله بها ، وزال عني ما كنت أجده . قال : فبقى عندك منها شئ ؟ قال : نعم . فوجه فجاءوه منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فاخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن تداوى بها واحتقارا وتصغيرا لهذا الرجل الذي هذه تربته - يعني الحسين ( عليه السلام ) - فما هو إلا أن استدخلها دبره حتى صاح : النار النار الطست الطست ، فجئناه بالطست فاخرج فيها ما ترى ، فانصرف الندماء وصار المجلس مأتما ، فأقبل علي سابور فقال : انظر هل لك فيه حيلة ؟ فدعوت بشمعة ، فنظرت فإذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه في الطست ، فنظرت إلى أمر عظيم فقلت : ما لأحد في هذا صنع إلا أن يكون لعيسى الذي كان يحيي الموتى . فقال لي سابور : صدقت ولكن كن هاهنا في الدار إلى أن يتبين ما يكون من أمره ، فبت عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه ، فمات وقت السحر . قال محمد بن موسى : قال لي موسى بن سريع : كان يوحنا يزور قبر الحسين ( عليه السلام ) وهو على دينه ، ثم أسلم بعد هذا وحسن إسلامه .
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة ، قال . حدثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني أملاه علي في منزله ، قال : خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي في الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش ، فقال لي : امض بنا يا يحيى إلى هذا ، فلم أدر من يعني ، وكنت أجل أبا بكر عن مراجعة ، وكان راكبا حمارا له ، فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه ، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم التفت إلي فقال لي : يابن الحماني ، إنما جررتك معي وجشمتك معي أن تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية . قال : فقلت : من هو ، يا أبا بكر ؟ قال . هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى ، فسكت عنه ، ومض وأنا أتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وتبينه ، وكان الناس ينزلون عند الرحبة ، فلم ينزل أبو بكر هناك ، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الإزار . قال : فدخل على حمار ، وناداني : تعالى يابن الحماني ، فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر ، وقال له : أتمنعه يا فاعل وهو معي ؟ فتركني ، فما زال يسير على حماره حتى دخل الايوان ، فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الايوان على سريره وبجنبي السرير رجال متسلحون وكذلك كانوا يصنعون ، فلما أن رآه موسى ، رحب به وقربه وأقعده على سريره ، ومنعت أنا حين وصلت إلى الايوان أن أتجاوزه ، فلما استقر أبو بكر على السرير التفت فراني حيث أنا واقف ، فناداني : تعال ويحك ، فصرت إليه ونعلي في رجلي ، وعلي قميص وإزار ، فاجلسني بين يديه ، فالتفت إليه موسى فقال : هذا رجل تكلمنا فيه ؟ قال : لا ولكني جئت به شاهدا عليك . قال : في ماذا ؟ قال : إني رأيتك وما صنعت بهذا القبر . قال : أي قبر ؟ قال : قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض الحائر وحرثها وزرع الزرع فيها ، فانتفخ موسى حتى كاد أن ينقد ، ثم قال : وما أنت وذا ؟ قال : اسمع حتى أخبرك ، اعلم أني رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة ، فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة تريدني ، فاغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني ، فمضيت لوجهي ، فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق ، فرأيت هناك عجوزا فقالت لي : أين تريد ، أيها الشيخ ؟ قلت : أريد الغاضرية . قالت لي : تبطن هذا الوادي ، فإنك إذا أتيت آخره اتضح لك الطريق . فمضيت ففعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك ، فقلت : من أين أنت أيها الشيخ ؟ فقال لي : أنا من أهل هذه القرية . فقلت : كم تعد من السنين ؟ فقال . ما أحفظ ما مض من سني وعمري ، ولكن أبعد ذكري أني رأيت الحسين بن علي ( عليه السلام ) ومن كان معه من أهله ومن تبعه يمنعون الماء الذي تراه ولا يمنع الكلاب ولا الوحوش شربه ! فاستفظعت ذلك وقلت له : ويحك أنت رأيت هذا ؟ قال : إي والذي سمك السماء ، لقد رأيت هذا أتها الشيخ وعاينته ، وإنك وأصحابك هم الذين يعينون على ما قد رأينا مما أقرح عيون المسلمين ، إن كان في الدنيا مسلم . فقلت : ويحك وما هو ؟ قال : حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه . قلت : ما أجرى إليه ؟ قال : أيكرب قبر ابن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتحرث أرضه ؟ قلت : وأين القبر ؟ قال : ها هو ذا أنت واقف في أرضه ، فأما القبر فقد عمي عن أن يعرف موضعه . قال أبو بكر بن عياش : وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط ولا أتيته في طول عمري ، فقلت : من لي بمعرفته ؟ فمضى معي الشيخ حتى وقف بي على حير له باب وآذن ، له إذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذن : أريد الدخول على ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال : لا تقدر على الوصول في هذا الوقت . قلت : ولم ؟ قال : هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله ومعهما جبرئيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير . قال أبو بكر بن عياش : فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة ، ومضت بي الايام حتى كدت أن أنسى المنام ، ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدين كان لي على رجل منهم ، فخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتى إذ صرت بقنطرة الكوفة لقيني عشرة من اللصوص ، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتي لهم ، فقالوا لي : الق ما معك وانج بنفسك ، و كانت معي نفيقة ، فقلت : ويحكم أنا أبو بكر بن عياش ، وإنما خرجت في طلب دين لي ، والله الله لا تقطعوني عن طلب ديني وتضروا بي في نفقتي ، فإني شديد الاضاقة ، فنادى رجل منهم : مولاي ورب الكعبة لا يعرض له . ثم قال لبعض فتيانهم : كن معه حتى تصير به إلى الطريق الأيمن . قال أبو بكر : فجعلت أتذكر ما رأيته في المنام ، وأتعجب من تأويل الخنازير حتى صرت إلى نينوى ، فرأيت والله الذي لا إله إلا هو الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته وهيئته ، رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء ، فحين رأيته ذكرت الامر والرؤيا ، فقلت : لا إله إلا الله ما كان هذا إلا وحيا ، ثم سألته كمسألتي إياه في المنام ، فأجابني ثم قال لي : امض بنا ؟ فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو مكروب ، فلم يفتني شئ في منامي إلا الآذن والحير فإني لم أر حيرا ولم أر آذنا ، فاتق الله أيها الرجل ، فإني قد آليت على نفسي ألا أدع إذاعة هذا الحديث ، ولا زيارة ذلك الموضع وقصده وإعظامه ، فإن موضعا يأتيه إبراهيم ومحمد وجبرئيل وميكائيل ( عليهم السلام ) لحقيق بأن يرغب في إتيانه وزيارته ، فإن أبا حصين حدثني أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من رآني في المنام فإياي رأى ، فإن الشيطان لا يتشبه بي . فقال له موسى : إنما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك ، وبالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنك تتحدث بهذا لأضربن عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهدا علي . فقال أبو بكر . إذن يمنعني الله وإياه منك ، فإني إنما أردت الله بما كلمتك به . فقال له : أتراجعني يا عامر ؟ وشتمه ، فقال له : اسكت أخزاك الله وقطع لسانك ، فأرعد موسى على سريره ، ثم قال : خذوه ، فأخذ الشيخ عن السرير وأخذت أنا ، فو الله لقد مر بنا من السحب والجر والضرب ما ظننت أننا لا نكثر الأحياء أبدا ، وكان أشد ما مر بي من ذلك أن رأسي كان يجر على الصخر ، وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي ، وموسى يقول : اقتلوهما بني كذا وكذا ؟ بالزاني لا يكنى ، وأبو بكر يقول له : امسك قطع الله لسانك وانتقم منك ، اللهم إياك أردنا ، ولولد وليك غضبنا ، وعليك توكلنا . فصير بنا جميعا إلى الحبس ، فما لبثنا في الحبس إلا قليلا ، فالتفت إلي أبو بكر ورأى ثيابي قد خرقت وسالت دمائي ، فقال : يا حماني قد قضينا لله حقا ، واكتسبنا في يومنا هذا أجرا ، ولن يضيع ذلك عند اللة ولا عند رسوله ، فما لبثنا إلا مقدار غدائه ونومة حتى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه ، وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد ، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة وكبرا ، فتعبنا في المشي إليه تعبا شديدا ، وكان أبو بكر إذا تعب في مشيه جلس يسيرا ثم يقول . اللهم إن هذا فيك فلا تنسه ، فلما دخلنا على موسى ، وإذا هو على سرير له ، فحين بصربنا ، قال . لا حيا الله ولا قرب من جاهل أحمق يتعرض لما يكره ، ويلك يا دعي ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم . فقال له أبو بكر : قد سمعت كلامك والله حسبك . فقال له : اخرج قبحك الله ، والله لئن بلغني أن هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك . ثم التفت إلي وقال : يا كلب ، وشتمني ، وقال : إياك ثم إياك أن تظهر هذا ، فإنه إنما خيل لهذا الشيخ الاحمق شيطان يلعب به في منامه ، أخرجا عليكما لعنة الله وغضبه ، فخرجنا وقد يئسنا من الحياة ، فلما وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره ، فلما أراد أن يدخل منزله التفت إلي وقال : احفظ هذا الحديث وأثبته عندك ، ولا تحدثن هؤلاء الرعاع ، ولكن حدث به أهل العقول والدين .
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن علي بن هاشم الابلي ، قال حدثنا الحسن بن أحمد بن النعمان الوجيهي الجوزجاني نزيل قومس وكان قاضيها ، قال : حدثني يحيى بن المغيرة الرازي ، قال : كنت عند جرير ابن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق ، فسأله جرير عن خبر الناس ، فقال : تركت الرشيد وقد خرب قبر الحسين ( عليه السلام ) وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت . قال : فرفع جرير يديه ، فقال : الله أكبر ، جاءنا فيه حديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : لعن الله قاطع السدرة ، ثلاثا ، فلم نقف على معناه حتى الآن ، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين ( عليه السلام ) حتى لا يقف الناس على قبره.
- أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال . حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن فرج الرخجي ، قال : حدثني أبي ، عن عمه عمر بن فرج ، قال . أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين ( عليه السلام ) فصرت إلى الناحية ، فأمرت بالبقر فمر بها على القبور ، فمرت عليها كلها ، فلما بلغت قبر الحسين ( عليه السلام ) لم تمر عليه . قال عمي عمر بن فرج : فأخذت العصا بيدي ، فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا في يدي ، فوالله ما جازت على قبره ولا تخطته . قال لنا محمد بن جعفر : كان عمر بن فرج شديد الانحراف عن آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) فأنا أبرأ إلى الله منه ، وكان جدي أخوه محمد بن فرج شديد المودة لهم ( رحمه الله ورضي عنه ) ، فأنا أتولاه لذلك وأفرح بولادته.
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمار الثقفي الكاتب ، قال . حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، عن أبي علي الحسين بن محمد بن مسلمة بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ابن ياسر ، قال : حدثني إبراهيم الديزج ، قال : بعثني المتوكل إلى كربلاء لتغيير قبر الحسين ( عليه السلام ) ، وكتب معي إلى جعفر بن محمد بن عمار القاضي : اعلمك أني قد بعثت إبراهيم الديزج إلى كربلاء لنبش قبر الحسين ، فإذا قرأت كتابي فقف على الامر حتى تعرف فعل أو لم يفعل . قال الديزج : فعرفني جعفر بن محمد بن عمار ما كتب به إليه ، ففعلت ما أمرني به جعفر بن محمد بن عمار ثم أتيته ، فقال لي . ما صنعت ؟ فقلت : قد فعلت ما أمرت به ، فلم أر شيئا ولم أجد شيئا . فقال . لي : أفلا عمقته ؟ قلت : قد فعلت وما رأيت ، فكتب إلى السلطان : إن إبراهيم الديزج قد نبش فلم يجد شيئا وأمرته فمخره بالماء ، وكربه بالبقر . قال أبو علي العماري : فحدثني إبراهيم الديزج ، وسألته عن صورة الامر ، فقال لي . أتيت في خاصة غلماني فقط ، وإني نبشت فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين بن علي ووجدت منه رائحة المسك ، فتركت البارية على حالتها وبدن الحسين على البارية ، وأمرت بطرح التراب عليه ، وأطلقت عليه الماء ، وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه البقر ، وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه ، فحلفت لغلماني بالله وبالايمان المغلظة لئن ذكر أحد هذا لا قتلنه.
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد ابن إبراهيم بن أبي السلاسل الانباري الكاتب ، قال : حدثني أبو عبد الله الباقطاني ، قال : ضمني عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري ، وكان قائدا من قواد السلطان ، أكتب له ، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض حتى يديه ورجليه كانا كذلك ، وكان وجهه أسود شديد السواد كأنه القير ، وكان يتفقأ مع ذلك مدة منتنة . قال : فلما آنس بي سألته عن سراد وجهه فأبى أن يخبرني ، ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه ، فقعدت فسألته ، فرأيته كأنه يحب أن يكتم عليه ، فضمنت له الكتمان فحدثني ، قال : وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين ( عليه السلام ) وإجراء الماء عليه ، فلما عزمت على الخروج والمسير إلى الناحية رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المنام ، فقال : لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين . فلما أصبحنا جاءوا يستحثونني في المسير ، فسرت معهم حتى وافينا كربلاء ، وفعلنا ما أمرنا به المتوكل ، فرأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المنام فقال : ألم آمرك ألا تخرج معهم ولا تفعل فعلهم ، فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا ؟ ! ثم لطمني وتفل في وجهي ، فصار وجهي مسودا كما ترى ، وجسمي على حالته الاولى.
- أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا سعيد بن أحمد بن العراد أبو القاسم الفقيه ، قال : حدثني أبو برزة الفضل بن محمد بن عبد الحميد ، قال : دخلت على إبراهيم الديزج ، وكنت جاره ، أعوده في مرضه الذي مات فيه ، فوجدته بحال سوء ، وإذا هو كالمدهوش وعنده الطبيب ، فسألته عن حاله ، وكانت بيني وبينه خلطة وأنس يوجب الثقة بي والانبساط إلي ، فكاتمني حاله ، وأشار لي إلى الطبيب ، فشعر الطبيب باشارته ، ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله ، فقام فخرج وخلا الموضع ، فسألته عن حاله فقال : أخبرك والله واستغفر الله أن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين ( عليه السلام ) ، فأمرنا أن نكربه ونطمس أثر القبر ، فوافيت الناحية مساء معنا الفعلة والروز كاريون معهم المساحي والمرور ، فتقدمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر وحرث أرضه ، فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر ونمت ، فذهب بي النوم فإذا ضوضاء شديدة وأصوات عالية ، وجعل الغلمان ينبهونني ، فقمت وأنا ذعر فقلت للغلمان : ما شأنكم ؟ قالوا : أعجب شأن . قلت : وما ذاك . ؟ قالوا : إن بموضع القبر قوما قد حالوا بيننا وبين القبر ، وهم يرموننا مع ذلك بالنشاب ، فقمت معهم لأتبين الامر ، فوجدته كما وصفوا ، وكان ذلك في أول الليل من ليالي البيض فقلت : ارموهم ، فرموا فعادت سهامنا إلينا ، فما سقط سهم منها إلا في صاحبه الذي رمي به فقتله ، فاستوحشت لذلك وجزعت وأخذتني الحمى والقشعريرة ، ورحلت عن القبر لوقتي ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به . قال أبو برزة : فقلت له : قد كفيت ما تحذر من المتوكل ، قد قتل بارحة الاولى وأعان عليه في قتله المنتصر ؟ فقال لي : قد سمعت بذلك وقد نالني في جسمي ما لا ارجو معه البقاء . قال أبو برزة : كان هذا في أول النهار ، فما أمسى الديزج حتى مات . قال ابن خشيش : قال أبو الفضل : إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة ( عليها السلام ) ، فسأل رجلا من الناس عن ذلك ، فقال له : قد وجب عليه القتل ، إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر . قال : ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر ، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر.
- أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني علي بن عبد المنعم بن هارون الخديجي الكبير من شاطي النيل ، قال : حدثني جدي القاسم ابن أحمد بن معمر الاسدي الكوفي ، وكان له علم بالسيرة وأيام الناس ، قال : بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ، فيصير إلى قبره منهم خلق كثير ، فأنفذ قائدا من قواده ، وضم إليه كتفا من الجند كثيرا ليشعب قبر الحسين ( عليه السلام ) ، ويمنع الناس من زيارته والاجتماع إلى قبره . فخرج القائد إلى الطف ، وعمل بما أمر ، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين ، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه وقالوا : لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته ، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا ، فكتب بالامر إلى الحضرة ، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم والمسير إلى الكوفة مظهرا أن مسيره إليها في مصالح أهلها والانكفاء إلى المصر . فمضى الامر على ذلك حتى كانت سنة سبع وأربعين ، فبلغ المتوكل أيضا مصير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ، وأنه قد كثر جمعهم كذلك ، وصار لهم سوق كبير ، فأنفذ قائدا في جمع كثير من الجند ، وأمر مناديا ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين ، ونبش القبر وحرث أرضه ، وانقطع الناس عن الزيارة ، وعمل على تتبع ال أبي طالب ( عليهم السلام ) والشيعة ( رضي الله عنهم ) ، فقتل ولم يتم له ما قدر .
- أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثني أبو المفضل ، قال : حدثني عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الازدي بأرتاح ، قال . حدثني عبد الله بن دانية الطوري ، قال : حججت سنة سبع وأربعين ومائتين ، فلما صدرت من الحج صرت إلى العراق فزرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على حال خيفة من السلطان ، وزرته ثم توجهت إلى زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، فإذا هو قد حرثت أرضه ومخر فيها الماء ، وأرسلت الثيران العوامل في الارض ، فبعيني وبصري كنت أرى الثيران تساق في الارض فتنساق لهم حتى إذا حاذت مكان القبر حادت عنه يمينا وشمالا ، فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها ، ولا تطأ القبر بوجه ولا سبب ، فما أمكنني الزيارة ، فتوجهت إلى بغداد ، وأنا أقول في ذلك : تالله ان كانت أمية قد أتت قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاك بنو أبيه بمثلها هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا في قتله فتتبعوه رميما فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة ، فقلت : ما الخبر ؟ قالوا : سقط الطائر بقتل جعفر المتوكل ، فعجبت لذلك وقلت : إلهي ليلة بليلة.

چهارشنبه ۲۹ اسفند ۱۳۸۶ ساعت ۱:۳۱