اين روايت را آقای مادلونگ در کتاب خلافت محمد (ص) نقل کرده و بدان اعتماد کرده است. برای فهم جريان جنگ جمل دقت در مضامين اين روايت خيلی مهم است:

وبآخر، عن عبد الله بن عباس، إنه قال: لما استقر أمر الناس بعد وقعة الجمل، وأقام علي صلوات الله عليه بالبصرة بمن معه أياما، بعث بي إلى عائشة بأمرها بالرحيل عن البصرة، والرجوع إلى بيتها. قال ابن عباس: فدخلت عليها في الدار التي أنزلها فيها، فلم أجد شيئا أجلس عليه، ورأيت وسادة في ناحية من الدار، فأخذتها، فجلست عليها، فقالت لي: يا ابن عباس، ما هذا، تدخل علي بغير إذني في بيتي، وتجلس على فراشي بغير إذني ؟ لقد خالفت السنة. قال ابن عباس: نحن علمناك وغيرك السنة ونحن أولى بها منك، إنما بيتك البيت الذي خلفك فيه رسول الله صلوات الله عليه وآله فخرجت منه ظالمة لنفسك عاتية على ربك عاصية لنبيك، فإذا رجعت إليه لم ادخله إلا بإذنك ولم أجلس على ما فيه إلا بأمرك. قال: فبكت، فقلت لها: إن أمير المؤمنين بعثني اليك يأمرك بالرحيل عن البصرة والرجوع إلى بيتك. قالت: ومن أمير المؤمنين، إنما كان أمير المؤمنين عمر ! فقلت لها: قد كان عمر يدعي أمير المؤمنين وهذا والله علي أمير المؤمنين حقا كما سماه بذلك رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله رحما وأقدم سلما وأكثر علما وأحلم حلما من أبيك ومن عمر. قال: فقالت: ما شئت ذلك ؟ قال: فقلت لها: أما والله لقد كان أبوك ذلك قصير المدة عظيم التبعة ظاهر الشوم بين النكاد، وما كان إلا كحلب شاة حتى صرت ما تأخذين ولا تعطين، ولا كنت إلا كما قال أخو بني فهر: ما زال إهذاء القصائد بيننا * شتم الصديق وكثرة الالقاب حتى تركت كأن قولت فيهم * في كل مجمعة طنين ذباب فأراقت دمعتها، وأبدت عولتها، وظهر نشيجها، ثم قالت: أرحل والله عنكم، فوالله ما من دار أبغض الي من دار تكونون بها. قلت: ولم ذلك ؟ والله ما ذلك ببلائنا عندك ولا بأثرنا عليك وعلى أبيك إذ جعلناك اما للمؤمنين: وأنت بنت ام رومان، وجعلنا أباك صديقا وهو ابن أبي قحافة، قالت: تمنون علينا برسول الله صلوات الله عليه وآله ؟ قلت: ولم لا نمن عليكم بمن لو كانت فيك من شعرة لمننت بها وفخرت، ونحن منه وإليه لحمه ودمه، وإنما أنت حشيته من تسع حشيات خلفهن لست بأرسخهن عرقا ولا بأنضرهن ورقا ولا بأمدهن ظلا، وإنما أنت كما قال أخو بني أسد مننت على قوم فأبدوا عداوة * فقلت لهم كفوا العداوة والشكرا ففيه رضا من مثلكم لصديقه * وأحرى بكم أن تظهروا البغي والكفرا قال: فسكتت وانصرفت إلى علي صلوات الله عليه، فأخبرته بما جرى بيني وبينها، فقال صلوات الله عليه: أنا كنت أعلم بك إذ بعثتك. وتثاقلت عائشة بعد ذلك عن الخروج إلى بيتها، فأرسل إليها علي صلوات الله عليه: والله لترجعن إلى بيتك أو لالفظن بلفظة لا يدعوك بعدها أحد من المؤمنين اما. - فلما جاءها ذلك - قالت: ارحلوني ارحلوني، فوالله لقد ذكرني شيئا لو ذكرته من قبل ما سرت مسيري هذا. فقال لها بعض خاصتها: ما هو، يا ام المؤمنين ؟ ؟ قالت: إن رسول الله صلوات الله عليه وآله قد جعل طلاق نسائه إليه و قطع عصمتهن منه حيا وميتا، وأنا أخاف أن يفعل ذلك إن خالفته. فارتحلت.
جمعه ۷ تير ۱۳۹۸ ساعت ۹:۰۹