وكتب عليه السلام إلى زياد، وهو خليفة عبد الله بن العباس بالبصرة - يستحثه بحمل مال مع سعد مولاه، فاستحثه فأغلظ له زياد وشتمه، فلما قدم سعد على علي شكا إليه وعابه عنده وذكر منه تجبرا وإسرافا، فكتب علي عليه السلام إليه: إن سعدا ذكر لي أنك شتمته ظالما وجبهته تجبرا وتكبرا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكبرياء والعظمة منه فمن تكبر سخط الله عليه. وأخبرني أنك مستكثر من الالوان في الطعام، وأنك تدهن في كل يوم. فماذا عليك لو صمت لله أياما، وتصدقت ببعض ما عندك محتسبا، وأكلت طعامك في مرة مرارا أو أطعمته فقيرا، أتطمع - وأنت متقلب في النعيم تستأثر به على الجار المسكين، والضعيف الفقير والارملة واليتيم - أن يجب لك أجر الصالحين المتصدقين؟ وأخبرني انك تتكلم بكلام الابرار، وتعمل عمل الخطائين فإن كنت تفعل ذلك فنفسك ظلمت، وعملك أحبطت، فتب إلى ربك وأصلح عملك، واقتصد في أمرك وقدم الفضل ليوم حاجتك إن كنت من المؤمنين وادهن غبا ولا تدهن رفها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ادهنوا غبا ولا تدهنوا رفها والسلام (انساب الاشراف، قسم دوم. تحقيق مادلونگ، ص ۱۵۴).
جمعه ۷ تير ۱۳۹۸ ساعت ۹:۰۴