در بحار الأنوار و در مقدمه کتاب، علامه مجلسی از کتابی مجهول المؤلف نام می برد به نام الاستدراک که کتابی حديثی بوده در موضوعات مرتبط با امامت. از روايتی در اين کتاب بر می آيد که کتاب، تأليف نيمه دوم سده ششم قمري بوده است. مجلسی نسخه کتاب را در اختيار نداشته و تنها بر اساس خط شهيد نقلهايی از آن به خط محمد بن علي الجبعي در اختيار مجلسی بوده است. مجلسی در اين مقدمه چنين می نمايد که کتاب را تأليفی از خود شهيد اول می دانسته است؛ گرچه در مجلد ۹۱ (نک: دنباله) تصريح کرده که کتاب نوشته شهيد نيست و او تنها از کتاب نقلهايی (وشايد نقل کاملی) به خط خود نگاشته بوده است (نيز نک: خاتمة المستدرک،۲/۳۱۱):
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۱ ص ۲۹
... ومؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة إلا كتاب الاستدراك فإني لم أظفر بأصل الكتاب ووجدت أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي الجبعي ، وذكر أنه نقلها من خط الشهيد رفع الله درجته.
آقابزرگ طهراني توضيحات بهتری از اين کتاب در الذريعة به دست داده و نشان داده است که اين کتاب که گزيده هايی از آن در مجموعه مشهور جباعي بر اساس خط شهيد اول موجود است، تأليف يکی از "قدماء الأصحاب" بوده است:
الذريعة - آقا بزرگ الطهراني ج ۲ ص ۲۲
الاستدراك لبعض قدماء الاصحاب ، كما نقله الشيخ شمس الدين محمد ابن علي بن الحسين الجبعي جد شيخنا البهائي في مجموعته الموجودة بخطه عن خط شيخنا الشهيد محمد بن مكي وصورة خط الشهيد هكذا ( كتاب الاستدراك لبعض قدماء الاصحاب ولم يظهر لي إلى الآن اسمه ولا شئ من حاله نعم يروي عن الشيخ ابن قولويه فهو من معاصري المفيد).
بنابراين شهيد اول هم هويت نويسنده اين کتاب را نمی دانسته است. حاجی نوري هم در خاتمة المستدرک به اين کتاب و نويسنده آن پرداخته و در ضمن نکات تازه ای را بر اساس نسخه موجود مجموعه جباعي نقل کرده است که از آنجا که تاکنون اين نسخه منتشر نشده است، مناسب است مطلب او را نقل کنيم:
خاتمة المستدرك - الميرزا النوري ج ۲ ص ۳۱۱
تنبيه : عد المجلسي من جملة كتب الشهيد كتاب الاستدراك ، في الفصل الأول من أول بحاره. وقال في الفصل الثاني : ومؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة ، إلا كتاب الاستدراك ، فاني لم أظفر بأصل الكتاب ، ووجدت أخبارأ مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي الجبعي ، وذكر أنه نقلها من خط الشهيد رفع الله درجته. انتهى . وهذه غفلة عجيبة منه ، فإن الشهيد ينقل عن الاستدراك في المأخذ الذي ذكره ووصل إلينا بحمد الله تعالى ، وصرح بأنه من القدماء . قال في موضع من تلك المجموعة : هذه من دعوات مولانا الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في دخلاته على المنصور، وقد ذكر صاحب الاستدراك منها ثلاثا " وعشرين ، وهو يروي عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وطبقته ، وعن جماعة بمصر وخراسان. فعد الاستدراك من كتبه سهو ظاهر.
البته آن مقدار که از نقلهای مجلسي بر می آيد نويسنده کتاب الاستدراک از طبقه ابن قولويه مستقيما نقل نمی کند بلکه تنها رواياتی از او و تلعکبري و ابن عقده نقل کرده است؛ اما در يک مورد ظاهرا نقل مستقيمی از نجم الدين ابو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الدوريستي دارد که نشانگر آن است که نويسنده در نيمه دوم سده ششم قمری و حتی شايد در اواخر آن سده می زيسته است (برای نجم الدين عبد الله بن جعفر الدوريستي، نک: احمد پاکتچی،مکاتب فقه اماميه، ص ۷۹-۸۱). نجم الدين عبد الله بن جعفر الدوريستي برخلاف نظر آقای پاکتچی، به ويژه اگر نقل منابع سنی را در مورد وفاتش پس از سال ۶۰۰ ق بپذيريم عمری طولاني داشته است (نيز نک: مطلب فرائد السمطين، ۱/۳۰۹ در اين باره). به هر حال شاگردان و راويان او طيفی از کسانی را تشکيل می دهند که در نيمه دوم سده ششم و به ويژه اواخر آن قرن و اوائل سده هفتم فعال بوده اند. بنابراين نويسنده ما می تواند به همين دوره وابسته باشد. از آنجا که ابن المشهدي، صاحب مزار کبير، خود از شاگردان نجم الدين عبد الله بن جعفر الدوريستي بوده (نک: مقاله من در همين سايت با عنوان کتابی تازه ياب از ابن المشهدي و نيز در کتاب ماه دين)، دور نيست که نويسنده کتاب الاستدراک همين ابن المشهدي باشد؛ خاصه که می دانيم که او کتابی هم درباره فضائل ائمه اطهار (ع ) و به صورت منقولات روايی داشته است و نقلهايی از آن هم در منابع متأخر موجود است. عنوان اين کتاب ابن المشهدي، کتاب ما اتفق من الاخبار فی فضل الائمه الاطهار بوده است که در نهج الايمان ابن جبر (در ص ۲۱۷ و ۴۱۳ و ۴۷۰ و ۴۷۱ و ۵۱۰ و ۵۴۱ ) و در الصراط المستقيم (در ۱/۲۸۵ و ۲/۲۴ و ۳۴ و ۵۲ و ۵۵ ) و در تأويل الآيات (۱/ ۳۷۸ ) از آن نقل شده است. بعيد نيست که الاستدراک نام ديگر اين کتاب بوده است؛ شايد به صورت: الاستدراک فيما اتفق من الاخبار فی فضل الائمه الاطهار.
طبعا انتشار ساير مطالب اين کتاب بر اساس نسخه مجموعه جباعي می تواند در معرفی اين کتاب راهگشا باشد. ما در اينجا نقلهای مجلسي را از کتاب الاستدراک گرد می آوريم:

بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۱۰ ص ۲۱۶
كتاب الاستدراك : بإسناده عن الحسين بن محمد بن عامر بإسناده أن أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه الصلاة والسلام استحضره المنصور في مجلس غاص بأهله فأمره بالجلوس ، فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال له : يا جعفر إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لابيك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوما : ( لولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولا لاتمر بملاء إلا أخذوا من تراب قدميك يستشفون به ) وقال علي ( عليه السلام ) : ( يهلك في اثنان : محب مفرط ، ومبغض مفرط ) فالاعتذار منه أن لا يرضى بما يقول فيه المفرط ، ولعمري أن عيسى بن مريم عليهما السلام لو سكت عما قالت فيه النصارى لعذبه الله ، وقد نعلم ما يقال فيك من الزور والبهتان ، وإمساكك عمن يقول ذلك فيك ورضاك به سخط الديان ، زعم أوغاد الشام وأوباش العراق أنك حبر الدهر وناموسه ، وحجة المعبود وترجمانه ، وعيبة علمه وميزان قسطه ، و مصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى فضاء النور ، وإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من عامل جهل حقك في الدنيا عملا ، ولا يرفع له يوم القيامة وزنا ، فنسبوك إلى غير حدك ، وقالوا فيك ما ليس فيك ، فقل فإن أول من قال الحق لجدك ، وأول من صدقه عليه أبوك ( عليه السلام ) ، فأنت حري بأن تقتص آثارهما ، وتسلك سبيلهما . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أنا فرع من فروع الزيتونة ، وقنديل من قناديل بيت النبوة ، وسليل الرسالة ، وأديب السفرة ، وربيب الكرام البررة ، ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور ، وصفوة الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر . فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال : قد أحالني على بحر مواج لا يدرك طرفه ، ولا يبلغ عمقه ، تغرق فيه السبحاء ويحار فيه العلماء ، ويضيق بالسامع عرض الفضاء ، هذا الشجا المعترض في حلوق الخلفاء الذي لا يحل قتله ، ولايجوز نفيه ، ولولا ما تجمعني وإياه من شجرة مباركة طاب أصلها وبسق فرعها وعذب ثمرها بوركت في الذر وتقدست في الزبر لكان مني إليه مالا يحمد في العواقب ، لما يبلغني من شدة عيبه لنا ، وسوء القول فينا . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لاتقبل في ذي رحمك وأهل الدعة من أهلك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار ، فإن النمام شاهد زور ، وشريك إبليس في الاغراء بين الناس ، وقد قال الله تبارك وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاء كم فاسق بنبأ ) الآية ، ونحن لك أنصار وأعوان ، ولملكك دعائم وأركان ، ما أمرت بالمعروف والاحسان ، وأمضيت في الرعية أحكام القرآن ، وأرغمت بطاعتك أنف الشيطان ، وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكرم حلمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، فإن المكافئ ليس بالواصل ، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها ، فصل يزد الله في عمرك ويخفف عنك الحساب يوم حشرك . فقال أبو جعفر المنصور : قد قبلت عذرك لصدقك ، وصفحت عنك لقدرك ، فحدثني عن نفسك بحديث أتعظ به ، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : عليك بالحلم فإنه ركن العلم ، وأملك نفسك عند أسباب القدرة ، فإنك إن تفعل كل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظا ، أو أبدى حقدا ، أو يجب أن يذكر بالصولة ، واعلم أنك إن عاقبت مستحقا لم يكن غاية ما توصف به إلا العدل ، ولا أعلم حالا أفضل من حال العدل ، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر . فقال أبو جعفر المنصور : وعظت فأحسنت وقلت فأوجزت ، فحدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب عليه الطلاة والسلام حديثا لم تروه العامة . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : حدثني أبي ، عن جدي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ليلة اسري بي إلى السماء فتح لي في بصري غلوة كمثال ما يرى الراكب خرق الابرة مسيرة يوم ، و عهد إلى ربي في علي ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد ، فقلت : لبيك ربي فقال : إن عليا امام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، وكانوا أحق بها وأهلها فبشره بذلك ، قال : فبشره النبي ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فقال : يارسول الله وإني اذكر هناك ؟ فقال : نعم إنك لتذكر في الرفيع الاعلى . فقال المنصور : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۱۰ ص ۳۹۱
كتاب الاستدراك : قال : نادى المتوكل يوما كاتبا نصرانيا : أبانوح ، فأنكروا كنى الكتابيين ، فاستفتى فاختلف عليه ، فبعث إلى أبي الحسن فوقع ( عليه السلام ) : بسم الله الرحمن الرحيم : (تبت يدا أبي لهب ) فعلم المتوكل أنه يحل ذلك لان الله قد كنى الكافر .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۲۷ ص ۱۵۶
كتاب الاستدراك باسناده إلى ابن عقدة باسناده إلى سيف بن عميرة عن منصور بن حازم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من لم يكن لنا شيعة فهو والله عبد قن فمن شاء أم أبى.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۳۰ ص ۱۴۲
كتاب الاستدراك: قال : ذكر عيسى بن مهران في كتاب الوفاة ، بإسناده عن الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدثنا مصبح العجلي ، عن أبي عوانة ، عن الاعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : لما ثقل أبي أرسلني إلى علي عليه السلام فدعوته ، فأتاه ، فقال : يا أبا الحسن ! إني كنت ممن شغب عليك ، وأنا كنت أولهم ، وأنا صاحبك ، فأحب أن تجعلني في حل . فقال : نعم ، على أن تدخل عليك رجلين فتشهدهما على ذلك . قال : فحول وجهه إلى الحائط ، فمكث طويلا ثم قال : يا أبا الحسن ! ما تقول ؟ . قال : هو ما أقول لك . قال : فحول وجهه . . فمكث طويلا ثم قام فخرج . قال : قلت : يا أبة ! قد أنصفك ، ما عليك لو أشهدت له رجلين ! . قال : يا بني إنما أراد أن لا يستغفر لي رجلان من بعدي . بيان : يقال شغب عليه - كمنع وفرح - : هيج الشر عليه
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۳۰ ص ۲۴۶
كتاب الاستدراك : بإسناده ، أن المتوكل قيل له إن أبا الحسن - يعني علي بن محمد بن علي الرضا - يفسر قول الله عزوجل : * ( ويوم يعض الظالم على يديه . . ) * الآيتين ، في الاول والثاني . قال : فكيف الوجه في أمره ؟ . قالا : تجمع له الناس وتسأله بحضرتهم ، فإن فسرها بهذا كفاك الحاضرون أمره ، وإن فسرها بخلاف ذلك افتضح عند أصحابه ، قال : فوجه إلى القضاة وبني هاشم والاولياء ، وسئل عليه السلام ، فقال : هذان رجلان كنى الله عنهما ومن بالستر عليهما ، أفيحب أمير المؤمنين أن يكشف ما ستره الله ؟ . فقال : لا أحب .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۳۰ ص ۴۱۰
كتاب الاستدرك: بإسناده إلى الاعمش ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لجهنم سبعة أبواب - وهي الاركان - لسبعة فراعنة : نمرود بن كنعان فرعون الخليل ، ومصعب ابن الوليد فرعون موسى ، وأبو جهل بن هشام ، والاول ، والثاني ، ويزيد قاتل ولدي ، ورجل من ولد العباس يلقب بالدوانيقي اسمه المنصور.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۴۷ ص ۱۶۷
لى : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر بن عبد الله النماونجي عن عبد الجبار بن محمد ، عن داود الشعيري ، عن الربيع صاحب المنصور قال : بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يستقدمه لشئ بلغه عنه ، فلما وافى بابه خرج إليه الحاجب فقال : اعيذك بالله من سطوة هذا الجبار ، فإني رأيت حرده عليك شديدا فقال الصادق عليه السلام : علي من الله جنة واقية ، تعينني عليه إن شاء الله ، استأذن لي عليه ، فستأذن فأذن له ، فلما دخل سلم فرد عليه السلام ثم قال له : يا جعفر قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لابيك علي بن أبي طالب عليه السلام : لولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولا لا تمر بملا إلا أخذوا من تراب قدميك ، يستشفون به ، وقال علي عليه السلام يهلك في اثنان ولا ذنب لي ، محب غال ، ومبغض مفرط ؟ قال : قال ذلك ، اعتذارا منه أنه لا يرضى بما يقول فيه الغالي والمفرط ، ولعمري إن عيسى بن مريم عليهما السلام لو سكت عما قالت فيه النصارى لعذبه الله ، ولقد تعلم ما يقال فيك من الزور والبهتان ، وإمساكك عن ذلك ورضاك به سخط الديان ، زعم أوغاد الحجاز ، ورعاع الناس ، أنك حبر الدهر ، وناموسه وحجة المعبود وترجمانه ، وعيبة علمه ، وميزان قسطه ، ومصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى ضياء النور ، وأن الله لا يقبل من عامل جهل حدك في الدنيا عملا ، ولا يرفع له يوم القيامة وزنا ، فنسبوك إلى غير حدك ، وقالوا فيك ما ليس فيك ، فقل فان أول من قال الحق جدك ، وأول من صدقه عليه أبوك وأنت حري أن تقتص آثارهما ، وتسلك سبيلهما . فقال الصادق عليه السلام : أنا فرع من فرع الزيتونة ، وقنديل من قناديل بيت النبوة ، وأديب السفرة ، وربيب الكرام البررة ، ومصباح من مصابيح المشكاة ، التي فيها نور النور وصفوة الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر ، فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال : هذا قد أحالني على بحر مواج لا يدرك طرفه ، ولا يبلغ عمقه ، تحار فيه العلماء ، ويغرق فيه السبحاء ، ويضيق بالسابح عرض الفضاء ، هذا الشجى المعترض في حلوق الخلفاء ، الذي لا يجوز نفيه ، ولا يحل قتله ، ولولا ما يجمعني وإياه شجرة طاب أصلها ، وبسق فرعها ، وعذب ثمرها ، وبوركت في الذر ، وقد ست في الزبر ، لكان مني إليه ما لا يحمد في العواقب ، لما يبلغني عنه من شدة عيبه لنا ، و سوء القول فينا . فقال الصادق عليه السلام : لا تقبل في ذي رحمك ، وأهل الرعاية من أهل بيتك ، قول من حرم الله عليه الجنة ، وجعل مأواه النار ، فان النمام شاهد زور ، وشريك إبليس في الاغراء بين الناس ، فقد قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " . ونحن لك أنصار وأعوان ، ولملكك دعائم وأركان ، ما أمرت بالمعروف و الاحسان ، وأمضيت في الرعية أحكام القرآن ، وأرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان وإن كان يجب عليك في سعة فهمك ، وكثرة علمك ، ومعرفتك بآداب الله ، أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، فان المكافي ليس بالواصل إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها ، فصل رحمك يزد الله في عمرك ، ويخفف عنك الحساب يوم حشرك . فقال المنصور : قد صفحت عنك لقدرك ، وتجاوزت عنك لصدقك ، فحدثني عن نفسك ، بحديث أتعظ به ، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات ، فقال الصادق عليه السلام : عليك بالحلم ، فانه ركن العلم واملك نفسك عند أسباب القدرة فانك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظا ، أو تداوى حقدا ، أو يحب أن يذكر بالصولة ، واعلم بأنك إن عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به إلا العدل ، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر ، فقال المنصور : وعظت فأحسنت ، وقلت فأوجزت ، فحدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب عليه السلام حديثا لم تأثره العامة . فقال الصادق عليه السلام : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما اسري بي إلى السماء عهد إلي ربي جل جلاله في علي ثلاث كلمات فقال : يا محمد فقلت : لبيك ربي وسعديك فقال عزوجل ، إن عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، فبشره بذلك ، فبشره النبي صلى الله عليه وآله بذلك ، فخر علي عليه السلام ساجدا شكرا لله عزوجل ، ثم رفع رأسه فقال : يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني اذكر هناك ؟ ! قال : نعم ، وإن الله يعرفك ، وإنك لتذكر في الرفيق الاعلى ، فقال المنصور : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
- كتاب الاستدراك : باسناده عن الحسين بن محمد بن عامر باسناده مثله.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۴۸ ص ۱۲۱
- ختص : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد ابن إسماعيل العلوي قال : حدثني محمد بن الزبرقان الدامغاني قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : لما أمر هارون الرشيد بحملي ، دخلت عليه فسلمت فلم يرد السلام ورأيته مغضبا ، فرمى إلي بطومار فقال : اقرأه فإذا فيه كلام ، قد علم الله عزوجل براءتي منه ، وفيه إن موسى بن جعفر يجبى إليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بامامته ، يدينون الله بذلك ، ويزعمون أنه فرض عليهم إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ، ويزعمون أنه من لم يذهب إليه بالعشر ولم يصل بامامتهم ، ولم يحج باذنهم ، ويجاهد بأمرهم ، ويحمل الغنيمة إليهم ، ويفضل الائمة على جميع الخلق ، ويفرض طاعتهم مثل طاعة الله وطاعة رسوله ، فهو كافر حلال ماله ، ودمه . وفيه كلام شناعة ، مثل المتعة بلا شهود ، واستحلال الفروج بأمره ، ولو بدرهم ، والبراءة من السلف ، ويلعنون عليهم في صلاتهم ، ويزعمون أن من لم يتبرأ منهم فقد بانت امرأته منه ، ومن أخر الوقت فلا صلاة له لقول الله تبارك وتعالى " أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " يزعمون أنه واد في جهنم والكتاب طويل وأنا قائم أقرأ وهو ساكت ، فرفع رأسه وقال : اكتفيت بما قرأت فكلم بحجتك بما قرأته . قلت : يا أمير المؤمنين والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة ما حمل إلي أحد درهما ولا دينارا من طريق الخراج لكنا معاشر آل أبي طالب نقبل الهدية التي أحلها الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله في قوله : لو اهدي لي كراع لقبلت ، ولو دعيت إلى ذراع لاجبت ، وقد علم أمير المؤمنين ضيق ما نحن فيه ، وكثرة عدونا ، وما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب ، فضاق بنا الامر ، وحرمت علينا الصدقة وعوضنا الله عزوجل عنها الخمس واضطررنا إلى قبول الهدية وكل ذلك مما علمه أمير المؤمنين فلما تم كلامي سكت . ثم قلت : إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لابن عمه في حديث عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآله فكأنه اغتنمها ، فقال : مأذون لك ، هاته ! فقلت : حدثني أبي ، عن جدي يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله : أن الرحم إذا مست رحما تحركت واضطربت فان رأيت أن تناولني يدك ، فأشار بيده إلي . ثم قال : ادن ، فدنوت فصافحني وجذبني إلى نفسه مليا ثم فارقني وقد دمعت عيناه فقال لي : اجلس يا موسى ، فليس عليك بأس ، صدقت وصدق جدك وصدق النبي صلى الله عليه وآله لقد تحرك دمي ، واضطربت عروقي وأعلم أنك لحمي ودمي وأن الذي حدثتني به صحيح ، وإني اريد أن أسألك عن مسألة فان أجبتني ، أعلم أنك صدقتني خليت عنك ، ووصلتك ، ولم اصدق ما قيل فيك ، فقلت : ما كان علمه عندي أجبتك فيه . فقال : لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم يا ابن رسول الله وأنتم ولد علي وفاطمة إنما هي وعاء ، والولد ينسب إلى الاب لا إلى الام ؟ فقلت : إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة فعل ؟ فقال : لست أفعل أو أجبت فقلت : فأنا في أمانك أن لا يصيبني من آفة السلطان شئ ؟ فقال : لك الامان قلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم " ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى ، وعيسى " فمن أبو عيسى ؟ فقال : ليس له أب إنما خلق من كلام الله عزوجل وروح القدس فقلت : إنما الحق عيسى بذراري الانبياء من قبل مريم ، والحقنا بذراري الانبياء من قبل فاطمة لا من قبل علي عليه السلام فقال : أحسنت أحسنت يا موسى زدني من مثله . فقلت : اجتمعت الامة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلى الله عليه وآله إلى المباهلة لم يكن في الكساء إلا النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال الله تبارك وتعالى " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم " فكان تأويل أبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا علي بن أبي طالب فقال : أحسنت . ثم قال : أخبرني عن قولكم : ليس للعم مع ولد الصلب ميراث ، فقلت : أسألك يا أمير المؤمنين بحق الله وبحق رسوله صلى الله عليه وآله أن تعفيني من تأويل هذه الآية وكشفها ، وهي عند العلماء مستورة فقال : إنك قد ضمنت لي أن تجيب فيما أسألك ولست أعفيك فقلت : فجدد لي الامان فقال : قد أمنتك فقلت : إن النبي صلى الله عليه وآله لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر ، وإن عمي العباس قدر على الهجرة فلم يهاجر ، وإنما كان في عدد الاسارى عند النبي صلى الله عليه وآله ، وجحد أن يكون له الفداء فأنزل الله تبارك وتعالى على النبي صلى الله عليه وآله يخبره بدفين له من ذهب ، فبعث عليا عليه السلام فأخرجه من عند ام الفضل ، وأخبر العباس بما أخبره جبرئيل عن الله تبارك وتعالى فأذن لعلي وأعطاه علامة الذي دفن فيه ، فقال العباس عند ذلك : يا ابن أخي ما فاتني منك أكثر ، وأشهد أنك رسول رب العالمين . فلما أحضر علي الذهب فقال العباس : أفقرتني يا ابن أخي فأنزل الله تبارك وتعالى : " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم "وقوله : " والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا " ثم قال : " وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر " فرأيته قد اغتم . ثم قال : أخبرني من أين قلتم إن الانسان يدخله الفساد من قبل النساء لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله ، فقلت : اخبرك يا أمير المؤمنين بشرط أن لا تكشف هذا الباب لاحد مادمت حيا ، وعن قريب يفرق الله بينا وبين من ظلمنا ، وهذه مسألة لم يسألها أحدا من السلاطين غير أمير المؤمنين قال : ولا تيم ولا عدي ولا بنو امية ولا أحد من آبائنا ؟ قلت : ما سئلت ولا سئل أبو عبد الله جعفر ابن محمد عنها قال : فإن بلغني عنك أو عن أحد من أهل بيتك كشف ما أخبرتني به رجعت عما آمنتك فقلت : لك على ذلك . فقال : أحببت أن تكتب لي كلاما موجزا له اصول وفروع ، يفهم تفسيره و يكون ذلك سماعك من أبي عبد الله عليه السلام فقلت : نعم وعلى عيني يا أمير المؤمنين قال : فإذا فرغت فارفع حوائجك ، وقام ، ووكل بي من يحفظني ، وبعث إلي في كل يوم بمائة سرية فكتبت : بسم الله الرحمن الرحيم امور الدنيا أمران : أمر لا اختلاف فيه ، وهو إجماع الامة على الضرورة التي يضطرون إليها والاخبار المجتمع عليها المعروض عليها شبهة ، والمستنبط منها كل حادثة ، وأمر يحتمل الشك والانكار ، وسبيل استنصاح أهله الحجة عليه ، فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله ، أو سنة عن النبي صلى الله عليه وآله لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ، ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها ، ووجب عليه قبولها ، والاقرار والديانة بها ، وما لم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع على تأويله ، أو سنة عن النبي صلى الله عليه وآله لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ، وسع خاص الامة وعامها الشك فيه ، والانكار له ، كذلك ، هذان الامران من أمر التوحيد فما دونه ، إلى أرش الخدش فما دونه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته ، وما غمض عنك ضوؤه نفيته ، ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ، ونعم الوكيل . فأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته ، فأخبره فخرج ، وعرضت عليه فقال : أحسنت هو كلام موجز جامع ، فارفع حوائجك يا موسى فقلت : يا أمير المؤمنين أول حاجتي إليك أن تأذن لي في الانصراف إلى أهلي ، فاني تركتهم باكين آيسين من أن يروني أبدا فقال : مأذون لك ، ازدد ؟ فقلت : يبقي الله أمير المؤمنين لنا معاشر بني عمه فقال : ازدد ؟ فقلت : علي عيال كثير ، وأعيننا بعد الله ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين وعادته ، فأمر لي بمائة ألف درهم ، وكسوة ، وحملني وردني إلى أهلي مكرما.
بيان : قد أثبتنا شرح أجزاء الخبر في المحال المناسبة لها ، وقد مر بتغيير في كتاب الاحتجاج ورواه في كتاب الاستدراك أيضا عن هارون بن موسى التلعكبري باسناده إلى علي بن أبي حمزة عنه عليه السلام باختصار وأدنى تغيير.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۴۸ ص ۱۵۸
كتاب الاستدراك : عن التلعكبري باسناده عن الكاظم عليه السلام قال : قال لي هارون : أتقولون أن الخمس لكم ؟ قلت : نعم قال : إنه لكثير ، قال : قلت : إن الذي أعطاناه علم أنه لنا غير كثير
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۵۰ ص ۲۱۳
كتاب الاستدراك : عن ابن قولويه باسناده إلى محمد بن العلا السراج قال : أخبرني البختري قال : كنت بمنبج بحضرة المتوكل إذ دخل عليه رجل من أولاد محمد ابن الحنفية حلو العينين ، حسن الثياب ، قد قرف عنده بشئ فوقف بين يديه والمتوكل مقبل على الفتح يحدثه . فلما طال وقوف الفتى بين يديه وهو لا ينظر إليه قال له : يا أمير المؤمنين إن كنت أحضرتني لتأديبي فقد أسأت الادب ، وإن كنت قد أحضرتني ليعرف من بحضرتك من أو باش الناس استهانتك بأهلي فقد عرفوا . فقال له المتوكل : والله يا حنفي لولا ما يثنيني عليك من أوصال الرحم ويعطفني عليك من مواقع الحلم لانتزعت لسانك بيدي ، ولفرقت بين رأسك وجسدك ولو كان بمكانك محمد أبوك قال : ثم التفت إلى الفتح فقال : أما ترى ما نلقاه من آل أبي طالب ؟ إما حسني يجذب إلى نفسه تاج عز نقله الله إلينا قبله ، أو حسيني يسعى في نقض ما أنزل الله إلينا قبله أو حنفي يدل بجهله أسيافنا على سفك دمه . فقال له الفتى : وأي حلم تركته لك الخمور وإدمانها ؟ أم العيدان وفتيانها ومتى عطفك الرحم على أهلي وقد ابتززتهم فدكا إرثهم من رسول الله صلى الله عليه وآله فورثها أبو حرملة ، وأما ذكرك محمدا أبي فقد طفقت تضع عن عز رفعه الله ورسوله ، وتطاول شرفا تقصر عنه ولا تطوله ، فأنت كما قال الشاعر : فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعبا بلغت ولا كلابا ثم ها أنت تشكو لي علجك هذا ما تلقاه من الحسني والحسيني والحنفي فلبئس المولى ولبئس العشير . ثم مدرجليه ثم قال : هاتان رجلاي لقيدك ، وهذه عنقي لسيفك ، فبوء باثمي وتحمل ظلمي فليس هذا أول مكروه أوقعته أنت وسلفك بهم ، يقول الله تعالى " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فوالله ما أجبت رسول الله صلى الله عليه وآله عن مسألته ولقد عطفت بالمودة على غير قرابته ، فعما قليل ترد الحوض ، فيذودك أبي ويمنعك جدي صلوات الله عليهما . قال : فبكى المتوكل ثم قام فدخل إلى قصر جواريه ، فلما كان من الغد أحضره وأحسن جائزته وخلى سبيله.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۶۴ ص ۱۸۱
كتاب الاستدراك : باسناده عن ابن عقدة ، باسناده ، عن يحيى بن زكريا بن شيبان ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : نحن العرب ، وشيبعتنا الموالي وسائر الناس همج.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۸۷ ص ۱۸
ومن ذلك ما حدث به هرون بن موسى - ره - عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن عيسى بن عبد الله القمي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا فرغ من صلاة الزوال قال : اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك وأتقرب إليك بمحمد عبدك ورسولك ، وأتقرب إليك بملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين ، اللهم بك الغنى عني وبي الفاقة إليك ، أنت الغنى وأنا الفقير إليك ، أقلتني عثرتي وسترت علي ذنوبي ، فاقض اليوم حاجتى ، ولا تعذبني بقبيح ما تعلم مني ، فان عفوك و جودك يسعني . ثم يخر ساجدا ويقول : يا أهل التقوى وأهل المغفرة ، يا بر يا رحيم ، أنت أبر بي من أبي وامي ومن جميع الخلايق ، اقلبني بقضاء حاجتى ، مجابا دعوتي مرحوما صوتي ، قد كشفت أنواع البلاء عني.
أقول : في كتاب الاستدراك ذكر الدعاء بعد ركعتي الزوال إلى قوله : " فان عفوك وجودك يسعني.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۹۱ ص ۱۸۴
ن : أحمد بن ثابت الدواليبي ، عن محمد بن علي بن عبد الصمد ، عن علي بن عاصم ، عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده ابي بن كعب فقال لي رسول الله عليه السلام : مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والارضين ، قال له ابي : وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والارض أحد غيرك ؟ فقال : يا ابي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الارض ، وإنه لمكتوب عن يمين عرش الله " مصباح هدى ، وسفينة نجاة ، وإمام غير وهن وعز وفخر وعلم وذخر " وإن الله عزوجل ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية ، ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره الله عزوجل معه ، وكان شفيعه في آخرته وفرج الله عنه كربه ، وقضى بها دينه ، ويسر أمره ، وأوضح سبيله ، وقواه على عدوه ، ولم يهتك ستره . فقال له ابي بن كعب : ما هذه الدعوات يا رسول الله ؟ قال : تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد : " اللهم إني اسئلك بكلماتك ، ومعاقد عرشك ، وسكان سماواتك ، وأنبيائك ورسلك ، أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسرا فاسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا " فان الله عزوجل يسهل أمرك ، ويشرح صدرك ، ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك . قال له ابي : يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين ؟ قال : مثل هذه النطفة كمثل القمر ، وهي نطفة تبيين وبيان يكون من اتبعه رشيدا ومن ضل عنه هويا ، قال : فما اسمه وما دعاؤه ؟ قال : اسمه علي ودعاؤه : " يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم ويا فارج الهم ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد " من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل مع علي بن الحسين وكان قائده إلى الجنة . قال له ابي : يا رسول الله ، فهل له من خلف ووصي ؟ قال : نعم له مواريث السماوات والارض ، قال : ما معنى مواريث السماوت والارض يا رسول الله ؟ قال : القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الاحكام وبيان ما يكون ، قال : فما اسمه ؟ قال : اسمه محمد ، وإن الملائكة لتستأنس به في السماوات ، ويقول في دعائه : اللهم إن كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي ، وطيب ما في صلبي " فركب الله عزوجل في صلبه نطفة مباركة زكية ، وأخبرني عليه السلام أن الله تبارك وتعالى طيب هذه النطفة وسماها عنده جعفر أو جعله هاديا مهديا راضيا مرضيا يدعو ربه فيقول في دعائه : " يا دان غير متوان ، يا أرحم الراحمين ، اجعل لشيعتي من النار وقاء ، ولهم عندك رضى ، واغفر ذنوبهم ، ويسر أمورهم ، واقض ديونهم ، واستر عوراتهم ، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم ، يا من لا يخاف الضيم ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، اجعل لي من كل غم فرجا " . من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة ، يا ابي إن الله تبارك وتعالى ركب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة وسماها عنده موسى . قال له ابي : يا رسول الله كأنهم يتواصفون ويتناسلون ويتوارثون ، ويصف بعضهم بعضا ؟ فقال : وصفهم لي جبرئيل عن رب العالمين جل جلاله ، قال : فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه ؟ قال : نعم يقول في دعائه " يا خالق الخلق وباسط الرزق وفالق الحب وبارئ النسم ومحيي الموتى ومميت الاحياء ، ودائم الثبات ، ومخرج النبات ، افعل بي ما أنت اهله " من دعا بهذا الدعاء قضى الله له حوائجه ، وحشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر . وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسماها عنده عليا يكون لله في خلقه رضيا في علمه وحكمه ، ويجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة ، وله دعاء يدعو به " اللهم أعطني الهدى ، وثبتني عليه واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ، ولا حزن ، ولا جزع ، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة " . وإن الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة زكية مرضية وسماها محمد بن علي فهو شفيع شيعته ، ووارث علم جده ، له علامة بينه وحجة ظاهرة ، إذا ولد يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويقول في دعائه : " يا من لا شبيه له ولا مثال ، أنت الله لا إله إلا أنت ، ولا خالق إلا أنت تفني المخلوقين وتبقى أنت ، حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك " من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة . وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية ، بارة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد فألبسها السكينة والوقار ، وأودعها العلوم وكل سر مكتوم ، من لقيه وفي صدره شئ أنبأه به وحذره من عدوه ويقول في دعائه : " يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور وآفات الدهور واسئلك النجاة يوم ينفخ في الصور " من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنة . وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة وسماها عنده الحسن فجعله نورا في بلاده وخليفة في أرضه وعزا للامة جده ، وهاديا لشيعته ، وشفيعا لهم عند ربه ونقمة على من خالفه ، وحجة لمن والاه وبرهانا لمن اتخذه إماما يقول في دعائه : " يا عزيز العز في عزه ما أعز عزيز العز في عزه ، يا عزيز أعزني بعزك ، وأيدني بنصرك وأبعد عني همزات الشياطين ، وادفع عني بدفعك ، ومنع مني بمنعك ، واجعلني من خيار خلقك يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد " من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل معه ، ونجاه من النار ، ولو وجبت عليه . وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ، ويكفر بها كل جاحد ، فهو إمام تقي نقي سار مرضى هاد مهدي يحكم بالعدل ، ويأمر به.
أقول : تمامه في باب النص على الاثني عشر من كتاب الامامة. وروى الشهيد رحمه الله نقلا من كتاب الاستدراك لبعض قدماء الاصحاب عن الشيخ عبد الله الدوريستي ، عن جده ، عن أبيه (کذا: عن جده عن جده عن ابيه) ، عن محمد بن بابويه ، عن أحمد بن ثابت إلى آخر السند وذكر الادعية فقط - إلى أن قال : دعاء المهدي عليه السلام : " يا نور النور ، يا مدبر الامور ، يا باعث من في القبور ، صل على محمد وآل محمد واجعل لي ولشيعتي من كل ضيق فرجا ، ومن كل هم مخرجا ، وأوسع لنا المنهج ، وأطلق لنا من عندك ، وافعل بنا ما أنت أهله يا كريم.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ۹۲ ص ۲۹۱
كتاب الاستدراك : باسناده إلى الاعمش أن المنصور حيث طلبه فتطهر وتكفن وتحنط قال له : حدثني بحديث سمعته أنا وأنت من جعفر بن محمد في بني حمان ، قال : قلت له : أي الاحاديث ؟ قال : حديث أركان جهنم ، قال : قلت : أو تعفيني قال : ليس إلى ذلك سبيل ، قال : قلت : حدثنا جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لجهنم سبعة أبواب ، وهي الاركان لسبعة فراعنة ، ثم ذكر الاعمش نمرود بن كنعان ، فرعون الخليل ، ومصعب بن الوليد فرعون موسى ، وأبا جهل بن هشام ، والاول والثاني ، والسادس يزيد قاتل ولدي ثم سكت فقال لي : الفرعون السابع ؟ قلت : رجل من ولد العباس يلي الخلافة ، يلقب بالدوانيقي اسمه المنصور ، قال : فقال لي : صدقت هكذا حدثنا جعفر بن محمد . قال : فرفع رأسه وإذا على رأسه غلام أمرد ما رأيت أحسن وجها منه ، فقال : إن كنت أ ؟ جهنم فلم أستبق هذا ، وكان الغلام علويا حسييا ، فقال له الغلام : سألتك يا أمير المؤمنين بحق آبائي إلا عفوت عني ، فأبى ذلك وأمر المرزبان به ، فلما مد يده حرك شفتيه بكلام لم أعلمه ، فإذا هو كأنه طير قد طار منه . قال الاعمش : فمر علي بعد أيام فقلت أقسمت عليك بحق أمير المؤمنين لما علمتني الكلام ، فقال : ذاك دعاء المحنة لنا أهل البيت ، وهو الدعاء الذي دعا به أمير المؤمنين عليه السلام لما نام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله . وهو : " يا من ليس معه رب يد ؟ ، يا من ليس فوقه خالق يخشى ، يا من ليس دونه إله يتقى ، يا من ليس له وزير ير ؟ ؟ يا من ليس له نديم يغشى ، يا من ليس له حاجب ينادى ، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إ ؟ كرما وجودا ، يا من لا يزداد على عظم الذنوب إلا رحمة وعفوا " واسأله ما أحببت فانه قريب مجيب . قال الاعمش : وأمر المنصور في رجل بأمر غليظ ، فحبس في بيت لينفذ فيه أمره ، ثم فتح عنه فلم يوجد فقال المنصور : أسمعتموه يقول شيئا ؟ فقال الموكل سمعته يقول : " يا من لا إله غيره فأدعوه ، ولا رب سواه فأرجوه ، نجني الساعة " فقال : والله لقد استغاث بكريم فنجاه.
شنبه ۲۸ ارديبهشت ۱۳۸۷ ساعت ۲:۲۲